تاريخ كأس أوروبا (10): انتقام «ثلاثي» للألمان ينتهي بحصدهم اللقب.. وشيرر هداف البطولة

«يورو 1996».. أول مسابقة يشارك في نهائياتها 16 منتخبًا

يورغن كلينزمان رافعًا الكأس بحضور الملكة إليزابيث  -  ملعب «ويمبلي» القديم الذي استضاف نهائي كأس العالم 1966 ونهائي «يورو 1996» قبل هدمه وإعادة بنائه
يورغن كلينزمان رافعًا الكأس بحضور الملكة إليزابيث - ملعب «ويمبلي» القديم الذي استضاف نهائي كأس العالم 1966 ونهائي «يورو 1996» قبل هدمه وإعادة بنائه
TT

تاريخ كأس أوروبا (10): انتقام «ثلاثي» للألمان ينتهي بحصدهم اللقب.. وشيرر هداف البطولة

يورغن كلينزمان رافعًا الكأس بحضور الملكة إليزابيث  -  ملعب «ويمبلي» القديم الذي استضاف نهائي كأس العالم 1966 ونهائي «يورو 1996» قبل هدمه وإعادة بنائه
يورغن كلينزمان رافعًا الكأس بحضور الملكة إليزابيث - ملعب «ويمبلي» القديم الذي استضاف نهائي كأس العالم 1966 ونهائي «يورو 1996» قبل هدمه وإعادة بنائه

بعد 30 عامًا على استضافتها كأس العالم لكرة القدم، وفوزها باللقب، حظيت إنجلترا بشرف استضافة نهائيّات البطولة الأوروبية للمرّة الأولى، ولعلّها كانت تأمل من خلال هذه الاستضافة في تحقيق إنجاز مماثل على أرضها.
والبطولة العاشرة، عام 1996 شكّلت بداية لمرحلة جديدة في تاريخ البطولة الأوروبية، إذ كانت أول بطولة يشارك في نهائياتها 16 فريقًا، بعدما انضمّت اتحادات كروية جديدة إلى «يويفا» بفعل انفراط عقد كل من الاتحاد السوفياتي ويوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا. وبالتالي، ارتفع عدد الفرق التي خاضت تصفيات البطولة من 33 إلى 47. توزّعت المنتخبات المشاركة على ثماني مجموعات، بحيث يتأهل أبطالها وسبعة منتخبات وصيفة لخوض النهائيّات مع البلد المضيف، على أن تتأهل أفضل خمسة منتخبات وصيفة تلقائيًا، بينما يلعب الوصيفان الآخران مباراة فاصلة على ملعب محايد، لينضمّ الفائز إلى سائر المتأهلين.
وبنتيجة التصفيات التي أقيمت خلال عامي 1994 و1995، تأهّلت كل المنتخبات الكبرى إلى النهائيات، رغم أنّ هولندا بطلة عام 1988 كانت آخر المتأهلين بفوزها في المباراة الفاصلة على آيرلندا بهدفين نظيفين. علما بأن هذه كانت أوّل مباراة فاصلة في التصفيات منذ الزيادة الأولى لعدد فرق النهائيات عام 1980. أمّا أبرز المنتخبات التي أخفقت في التأهل، فكان منتخب بلجيكا وصيف تلك البطولة، إضافة إلى منتخب السويد مضيف البطولة السابقة. بينما حقّقت أربعة منتخبات حلم التأهّل إلى النهائيات للمرة الأولى، وهي بلغاريا وسويسرا وتركيا وكرواتيا، وهذا رقم قياسي سيصمد 20 عامًا. تجدر الإشارة إلى أنّ هذه التصفيات كانت الأولى التي يمنح فيها الفريق الفائز ثلاث نقاط بدلاً من نقطتين. أمّا تسمية البطولة فسوف تستقرّ ابتداءً من هذه الدورة على كلمة «يورو» يتبعها العام الذي تقام خلاله.
* المضيف يهزم جاره
افتتحت البطولة بلقاء ضمن المجموعة الأولى بين المنتخب المضيف وسويسرا، التي تأهّلت إلى النهائيات بقيادة المدرّب الإنجليزي روي هودجسون، لكنّه ترك المنتخب بعد التأهّل مباشرة ليدرّب فريق إنتر ميلان الإيطالي. وهودجسون هو اليوم مدرّب منتخب إنجلترا نفسه، وقد قاده إلى نهائيّات «يورو 2016» من دون أي تعادل أو خسارة، وهو ما لم يستطع تحقيقه أي منتخب آخر. وسجّل أول أهداف البطولة ألان شيرر في الدقيقة 23 من المباراة، وكان أول هدف له مع منتخب إنجلترا كذلك بعد 12 مباراة دولية لم يسجّل فيها. وقبل سبع دقائق من نهاية المباراة، أفسد السويسريون فرحة الجمهور الإنجليزي بتسجيلهم هدف التعادل من ركلة جزاء نفّذها كوبيلاي توركيلماز.. والركلات من نقطة الجزاء سيكون لها أثر كبير على مسيرة المنتخب الإنجليزي في البطولة!
في المباراة الأخرى، استطاع منتخب اسكوتلندا الصمود في وجه هولندا رغم الهجمات البرتقالية المتواصلة لتنتهي المباراة من دون أهداف. وحقّق الإنجليز فوزهم الأول على «الجار العريق» منتخب اسكوتلندا بهدفين نظيفين. علما بأن هذين المنتخبين هما اللذان خاضا أوّل مباراة دولية في تاريخ كرة القدم، وذلك يوم 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 1872، وانتهت بالتعادل السلبي. المباراة الأخرى بين هولندا وسويسرا انتهت بالنتيجة نفسها، لصالح الأولى. مباراة قمّة المجموعة بين إنجلترا وهولندا كانت ثأريّة أيضًا، إذ إنّ الأخيرة كانت قد هزمت إنجلترا بهاتريك لماركو فان باستن في طريقها للفوز بلقب بطولة العام 1988. لكنّ الإنجليز قدّموا هذه المرّة أحد أفضل عروضهم على الإطلاق بمؤازرة جمهورهم وعلى ملعبهم المفضّل «ويمبلي»، فأنهوا المباراة لصالحهم بنتيجة 4 - 1.
* المنطق يفرض نفسه
انطلقت مباريات المجموعة الثانية بتعادل «مزدوج» بين إسبانيا وبلغاريا من حيث الأهداف 1 – 1، والبطاقات الحمراء 1 - 1 أيضًا، التي جاءت جميعها في الدقائق الـ25 الأخير من المباراة. في المباراة الأخرى، حقّقت فرنسا فوزًا منطقيًا على رومانيا بهدف وحيد سجّله كريستوف دوغاري منتصف الشوط الأول وتصدّرت المجموعة، علما بأن الفريقين كانا التقيا في مجموعة واحدة خلال التصفيات، فتعادلا في سانت إتيان وفازت فرنسا في بوخاريست. المرحلة الثانية شهدت لقاءً «بلقانيًا» فازت فيه بلغاريا على رومانيا بهدف وحيد سجّله ستويتشكوف بعد أقلّ من ثلاث دقائق على صافرة البداية، وباتت رومانيا بالتالي أول فريق يخرج من المنافسة في «يورو 2016». أمّا مباراة قمّة المجموعة بين فرنسا وإسبانيا فانتهت بالتعادل 1 - 1. في المرحلة الختامية لمباريات المجموعة، توجب على إسبانيا هزيمة رومانيا وانتظار خسارة بلغاريا أمام فرنسا، كي تتأهّل لدور الثمانية من دون الدخول في حساب الأهداف، وهو ما تحقّق لها، إنما بعد معاناة.
في الوقت نفسه، كانت فرنسا تخوض لقاءً ثأريًا مع بلغاريا، التي أقصتها عن نهائيات كأس العالم 1994 في الثواني الأخيرة من المباراة الختامية للتصفيات، وعلى أرضها في باريس. وكان الفريقان حقّقا نتائج متماثلة تمامًا في أول مباراتين لهما في المجموعة، لكنّ الفرنسيين تقدّموا في الشوط الأول من المباراة بهدف سجّله لوران بلان، ثم سجّل لهم لاعب بلغاريا لوبوسلاف بينيف هدفًا بالخطأ في الدقيقة 63، ثم سجل اللاعب الفرنسي البديل باتريس لوكو هدف حسم النتيجة في الدقيقة الأخيرة من المباراة، لتفوز فرنسا 3 - 1 وتتصدّر المجموعة الثانية.
* المجموعة «الحديديّة»
أولى مباريات المجموعة الأقوى في البطولة شهدت فوزًا متوقعًا لمنتخب ألمانيا على منتخب تشيكيا، المشارك بهذا الاسم للمرة الأولى في النهائيات. القطب الآخر للمجموعة، منتخب إيطاليا، فاز بدوره على روسيا بنتيجة 2 - 1. ما عجز عنه نيدفيد مرّتين في المباراة ضدّ ألمانيا استطاع تحقيقه في غضون خمس دقائق من انطلاق مباراة تشيكيا الثانية ضدّ إيطاليا، إذ سجّل هدف السبق لفريقه، قبل أن يتمكّن إنريكو كييزا من تسجيل هدف التعادل للطليان في الدقيقة 18. غير أنّ طرد المدافع لويجي أبولوني قبل مضي نصف ساعة على المباراة أتاح للتشيك التقدّم مجددًا في النتيجة بهدف للاعب خط الوسط راديك بايبل في الدقيقة 35، والمحافظة على هذا التقدّم حتى نهاية المباراة. أمّا المنتخب الألماني، فواصل مسيرته الناجحة في البطولة بالفوز في مباراته الثانية على روسيا بنتيجة 3 – 0، واستطاع بذلك ضمان تأهّله لدور الثمانية حتّى قبل خوض مباراته الأخيرة.
المرحلة الثالثة والأخيرة شهدت تعادل ألمانيا مع إيطاليا سلبًا وتشيكيا مع روسيا 3 - 3. فتمكّنت تشيكيا من مرافقة ألمانيا إلى الدور ربع النهائي، بينما خرجت إيطاليا من المنافسة بصورة لم تخلُ من الغرابة. فقد خاضت ألمانيا مباراتها الأخيرة وهي واثقة من تصدّرها للمجموعة، لكن الطليان أخفقوا في استغلال هذه الناحية المعنوية، رغم حصولهم على فرصتين ذهبيّتين: الأولى على شكل ركلة جزاء احتسبت لهم في الدقيقة التاسعة من الشوط الأول، حيث استطاع الحارس الألماني أندرياس كوبكه صدّ تسديدة جيانفرانكو زولا، والثانية عندما اضطرّ الألمان للعب نصف الساعة الأخير بعشرة لاعبين، إثر طرد لاعب خط الوسط توماس شترونز.
في اللقاء الآخر، تقدّم التشيك على الروس بهدفين خلال أقلّ من 20 دقيقة، وباتوا قاب قوسين أو أدنى من دور الثمانية، لكنّ الروس انتفضوا في الشوط الثاني بعد تبديلين ناجحين، فقلبوا النتيجة رأسًا على عقب بتسجيلهم ثلاثة أهداف جاء آخرها قبل نهاية المباراة بخمس دقائق. ولمّا انتعشت آمال إيطاليا بالتأهّل بدلاً من التشيك، سجّل لاعب الوسط المهاجم فلاديمير سميتشر هدف الإنقاذ للمنتخب التشيكي بعد أقلّ من ثلث ساعة على دخوله الملعب بديلاً وقبل نهاية المباراة بدقيقتين، ليحتلّ التشيك بذلك مركز الوصيف في المجموعة بفارق الأهداف المسجّلة عن منتخب إيطاليا، وصيف بطل كأس العالم 1994.
* كرواتيا تخلط الأوراق
افتتح حامل اللقب مباريات المجموعة الرابعة بتعادل مع البرتغال بهدف لهدف. ورغم تسجيلهم هدف السبق منتصف الشوط الأول بقدم برايان لاودروب، حالف الحظ الدنماركيين في الخروج من المباراة بنقطة التعادل، إذ سيطر البرتغاليون على مجريات الشوط الثاني، لكنّهم لم يستطيعوا سوى تسجيل هدف وحيد، بسبب براعة دفاع الدنمارك بقيادة حارس المرمى المخضرم بيتر شمايكل. وجاء الهدف في الدقيقة 53 برأسيّة من المهاجم ريكاردو سا بينتو، وكان أول هدف دولي له. منتخب كرواتيا تصدّر المجموعة بنهاية المرحلة الأولى بفوزه على منتخب تركيا 1 - 0، علما بأن هذه كانت المشاركة الأولى في النهائيات لكل من الفريقين. وبعد سنتين من استقلالها عن يوغوسلافيا، حقّقت كرواتيا إنجازا لافتًا في أول مرّة تخوض فيها تصفيات بطولة كبرى، وذلك عندما تصدّرت مجموعتها متفوّقة على إيطاليا. هذا وسجّل هدف المباراة الوحيد غوران فلاوفيتش بعد 13 دقيقة من دخوله الملعب بديلاً وقبل أربع دقائق من نهاية المباراة.
واحتاج منتخب البرتغال إلى هدف من مدافعه فرناندو كوتو كي يحسم لقاءه مع المنتخب التركي ويخرجه من البطولة، بينما اكتسحت كرواتيا منتخب الدنمارك بثلاثية نظيفة في مباراة تألّق فيها المهاجم الكرواتي دافور شوكر، الذي سيكون له شأن أيضًا في بطولة كأس العالم بعد سنتين في فرنسا.
وبعدما فاته قطار دور الثمانية، انتفض منتخب الدنمارك في الشوط الثاني من مباراته الأخيرة كحامل للقب، فأحرز ثلاثة أهداف في مرمى منتخب تركيا: «الحلقة الأضعف» في المجموعة، بما فيها هدفان لنجم المنتخب برايان لاودروب.
أمّا المباراة على صدارة المجموعة، فانتهت بفوز كبير للبرتغال على كرواتيا، التي أراحت أبرز نجوم تشكيلتها الأساسية بعد ضمانها التأهّل، وذلك بثلاثة أهداف نظيفة جاء أولها بعد ثلاث دقائق فقط على صافرة البداية، وسجّله نجم نادي برشلونة لويس فيغو. واعتلت البرتغال بالتالي صدارة المجموعة، فيما احتلت كرواتيا المركز الثاني لتواجه المنتخب الألماني بطل المجموعة الثالثة في دور الثمانية.
* إنجلترا تفوز بركلات الترجيح
لم تهتز الشباك في اليوم الأول من أول دور ثمانية تشهده نهائيّات البطولة الأوروبية إلا بركلات الجزاء الترجيحية. فقد خاضت إنجلترا أولى مباريات هذا الدور ضدّ إسبانيا على ملعب «ويمبلي»، لكنّ أيًا من الفريقين لم يستطع التسجيل، لا في الوقت الأصلي ولا الإضافي. وعند اللجوء إلى ركلات الترجيح، أهدر فرناندو هييرو ركلة إسبانيا الأولى، رغم أنّه اللاعب المتخصّص في تسديد هذه الركلات، كما صدّ الحارس الإنجليزي سيمان الركلة الإسبانية الخامسة التي سدّدها ميغيل أنخيل نادل، ففازت إنجلترا بنتيجة 4 - 2 حتّى من دون الحاجة إلى تنفيذ ركلتها الأخيرة. وفي مساء اليوم نفسه، آلت المباراة الثانية في دور الثمانية بين فرنسا وهولندا إلى النتيجة نفسها، وهي التعادل من دون أهداف. ونجح لاعبو الفريقين في تنفيذ كل ركلات الترجيح باستثناء الهولندي كلارينس سيدورف، الذي سدّد الركلة الرابعة لفريقه، حيث تمكّن الحارس الفرنسي برنار لاما من صدّ ركلته لتفوز فرنسا بنتيجة 5 - 4. اليوم الثاني من دور الثمانية شهد فوزين صعبين لألمانيا على كرواتيا 2 – 1، وتشيكيا على البرتغال 1 - 0.
* الركلات «الغادرة»
أقيمت مباراتا الدور نصف النهائي في اليوم نفسه، 26 - 6 - 96. لكنّ بروز الرقم 6 لن يقتصر فقط على تاريخ إقامة هاتين المباراتين، بل سيشمل نتيجتهما كذلك! وعلى غرار مباراتي اليوم الأول من دور الثمانية قبل أربعة أيام، لم ينجح منتخبا فرنسا وإنجلترا في حسم نتيجتي المباراتين خلال الوقتين الأصلي والإضافي، فآل مصيرهما إلى ركلات الترجيح، التي كانت قد خدمت المنتخبين في الدور السابق ضدّ هولندا وإسبانيا على التوالي. لكنّ التاريخ لن يعيد نفسه هذه المرّة، فقد حسمت هذه الركلات فوز تشيكيا على فرنسا بنتيجة 6 - 5 بعد تعادلهما سلبًا طيلة 120 دقيقة، ثم تسجيل كل منهما الركلات الخمس الأولى قبل أن يصدّ الحارس التشيكي بيتر كوبا الركلة السادسة لفرنسا التي سدّدها رينالد بيدروس، فيما نجح ميروسلاف كادليتش في تسجيل الركلة الأخيرة لتشيكيا، والانتقال بفريقه إلى المباراة النهائيّة.
أمّا مباراة إنجلترا وألمانيا، فقد بدأها المنتخب المضيف بثقة، واستطاع التقدّم في غضون ثلاث دقائق فقط بهدف سجّله شيرر، وهو الخامس له في البطولة، وأتاح له أن يتوّج هدافًا لها. غير أنّ الردّ الألماني لم يتأخر كثيرًا، حيث سجّل شتيفان كونتس هدف التعادل في الدقيقة 16، ليستمر اللعب بعده سجالاً حتى نهاية الوقت الأصلي ثم الإضافي. وعادت ركلات الترجيح لتغدر بالمنتخب الإنجليزي، بعد تجربة مماثلة ضدّ الألمان في نصف نهائي كأس العالم 1990، حيث سجّل لاعبو الفريقين الركلات الخمس لكل منهما، قبل أن يهدر المدافع غاريث ساوثغيت الركلة السادسة للإنجليز مقابل تسجيل أندي مولر الركلة الألمانية الأخيرة. وتأهّلت ألمانيا بذلك لمباراتها النهائية الثانية على التوالي في البطولة، والخامسة في المجموع بعد الأعوام 1972، و1976، و1980، و1992، ليكسر بذلك الرقم القياسي السابق في الوصول إلى النهائي الذي كان منتخب الاتحاد السوفياتي - روسيا قد سجّله في عام 1988.
* «انتقام» ثلاثي للألمان
إضافة إلى تصميمها على تعويض خسارتها نهائي البطولة السابقة أمام الدنمارك، شاء القدر أن تلتقي ألمانيا في نهائي «يورو 1996» على ملعب «ويمبلي» مع منتخب تشيكيا، وذلك بعد عشرين عامًا على خسارتها المفاجئة أمام منتخب تشيكوسلوفاكيا في نهائي البطولة نفسها، و40 عامًا على خسارتها على الملعب نفسه أمام المنتخب المضيف بهدف غير صحيح. ورغم هذه الرغبة المضاعفة في الانتقام، لم يستطع المنتخب الألماني الوصول إلى الشباك التشيكية طيلة الشوط الأول. وقبيل مرور ساعة على بداية المباراة، حصلت تشيكيا على ركلة جزاء عندما أعاق ماتياس سامر النجم التشيكي بوبورسكي، فسدّدها باتريك بيرغر بنجاح، واضعًا فريقه على أعتاب مفاجأة أخرى مدوّية. غير أن مدرّب ألمانيا بيرتي فوغتس دفع بلاعبه البديل أوليفر بيرهوف مكان محمد شول في الدقيقة 69، وجنى ثمار هذا التبديل بعد أربع دقائق فقط، حيث ارتقى بيرهوف لكرة من ركلة حرّة رفعها تسيغه وحولها برأسه إلى الشباك هدفًا أعاد الروح إلى فريقه. فلاديمير سميتشر الذي زار وطنه ليحتفل بزفافه قبل يومين وعاد إلى إنجلترا لخوض المباراة النهائيّة، كاد يكرّر ما فعله في مباراة روسيا بتسجيله هدف الفوز قبل نهاية تلك المباراة بدقيقتين، غير أنّ كوبكه أنقذ كرته «سابحا»، ليحرم بذلك التشيك من تسجيل هدف قاتل.
* لقب «ذهبي»
في الدقيقة الخامسة من الوقت الإضافي، وبعد أربع مباريات استنفدت أوقاتها الإضافية بالكامل، واصل بيرهوف تألّقه فسجّل هدفًا ذهبيًا لألمانيا ختم به اللقاء، الذي بات النهائي الأول لبطولة كبرى يحسمه الهدف الذهبي! هذا اللقب الذي انتظره الألمان 16 عامًا، كان الأول لهم بوصفهم دولة موحّدة، والثالث في البطولة الأوروبية عمومًا، قبل أن يتمكّن أي فريق آخر من إحراز لقبه الثاني حتى ذلك الحين. ولعلّ أسعد الألمان بهذا الفوز كانت زوجة المدرّب فوغتس التي لا خبرة لها في كرة القدم، مونيكا، إذ إنّها كانت قد «نصحت» زوجها قبل البطولة قائلة: «خذ بيرهوف معك إلى إنجلترا، وسوف يردّ لك الجميل!». تجدر الإشارة إلى أنّ لقاء ألمانيا وتشيكيا في النهائي هو ثاني لقاء متكرّر في البطولة الأوروبية، بعد مواجهة أولى في الدور الأول أيضًا، وهو ما كان قد حصل كذلك مع منتخبي هولندا وروسيا عام 1988، اللذين تبادلا الفوز عامذاك. وقد باتت ألمانيا بالتالي أول منتخب يهزم فريقًا آخر مرّتين في البطولة نفسها.



انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.