تاريخ كأس أوروبا (9): الدنمارك تخرج من التصفيات وتنتصر في النهائيات

السياسة تلعب دورها في البطولة الأوروبية التاسعة.. ومصائب يوغوسلافيا فوائد للبطل

 الدنماركيون يحتفلون بكأس بطولة 1992 (غيتي)
الدنماركيون يحتفلون بكأس بطولة 1992 (غيتي)
TT

تاريخ كأس أوروبا (9): الدنمارك تخرج من التصفيات وتنتصر في النهائيات

 الدنماركيون يحتفلون بكأس بطولة 1992 (غيتي)
الدنماركيون يحتفلون بكأس بطولة 1992 (غيتي)

مع استضافة السويد للدورة التاسعة بين 10 و26 يونيو (حزيران) 1992، طوت البطولة الأوروبية صفحة مهمّة من تاريخها. فالتعديلات الكثيرة التي طرأت على البطولة انطلاقًا من هذه الدورة جاءت انعكاسًا للتغييرات الجيوسياسية التي شهدتها قارّة أوروبا في آخر عقود الألفيّة الثانية.
ومن أبرز تلك التغييرات كانت أسماء وأشكال المنتخبات التي خاضت نهائيّات البطولة مقابل ما كانت عليه خلال تصفياتها التي أقيمت عامي 1990 و1991.
فمنتخبا ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقيّة وضعتهما قرعة التصفيات التي أجريت يوم 2 فبراير (شباط) 1990 معًا في المجموعة الخامسة، على أن تستهلّ ألمانيا الشرقيّة مبارياتها في التصفيات بلقاء بلجيكا يوم 12 سبتمبر (أيلول) من العام نفسه في أندرلخت.
غير أنّ تأكيد البرلمان الألماني الشرقي توحيد شطري ألمانيا بتاريخ 3 أكتوبر (تشرين الأول)، أدّى إلى تحويل جدول ألمانيا الغربية في المجموعة إلى المنتخب الموحّد، وإلغاء مباريات ألمانيا الشرقية.. ولمّا كانت التحضيرات لمباراة بلجيكا قد قطعت شوطًا بعيدًا، اعتبرت تلك المباراة التي فاز فيها الألمان الشرقيّون بهدفين نظيفين، مباراة ودّية، وهي باتت بطبيعة الحال آخر مباراة دوليّة لما كان يسمّى منتخب ألمانيا الشرقيّة.
هذا وتصدّرت ألمانيا مجموعتها الخامسة لتضمن التأهّل إلى النهائيات، وتبدأ بذلك سلسلة من النجاحات المتتالية في التصفيات.
وبعدما نجح منتخب الاتحاد السوفياتي في بلوغ نهائيات البطولة بتصدّره المجموعة الثالثة في التصفيات على حساب إيطاليا، أدّى انفراط عقد الاتحاد السوفياتي نهاية عام 1991 وتحوّله إلى 15 دولة مستقلّة، إلى مشاركة المنتخب في النهائيّات بالاسم الجديد «مجموعة الدول المستقلّة».. علما بأن لاعبين من 12 دولة فقط انضمّوا إلى المنتخب الجديد. وهذه باتت البطولة الأولى والأخيرة أيضًا التي يشارك فيها منتخب يحمل هذا الاسم.
أمّا التعديل الذي ترك الأثر الأبرز على البطولة التاسعة، فكان قرار استبعاد يوغوسلافيا عن النهائيّات بعد تأهّلها عن المجموعة الرابعة في التصفيات واحتلال مهاجمها داركو بانتشيف صدارة الترتيب العام للهدّافين برصيد 10 أهداف. وأتى هذه الاستبعاد في إطار الحظر الذي فرضه مجلس الأمن على يوغوسلافيا يوم 30 مايو (أيار) 1992 بسبب الحرب الأهليّة التي اندلعت فيها، وأتبعه الاتحاد الدولي لكرة القدم بحظرها عن المشاركة في أي بطولات كرويّة.
وتم استدعاء منتخب الدنمارك صاحب المركز الثاني خلف يوغوسلافيا في المجموعة إلى النهائيّات قبل انطلاقها بنحو أسبوعين فقط، بينما كان الكثير من لاعبيها يقضون إجازتهم الصيفيّة.

مفاجآت التصفيات

بعيدًا عن التأثيرات الجيوسياسية، شهدت التصفيات المشاركة الأولى لكل من سان مارينو وجزر الفارو، بين 33 منتخبًا توزّعت على سبع مجموعات.
المجموعة الأولى كانت الأقوى، حيث توجد فرنسا وتشيكوسلوفاكيا وإسبانيا بين منتخباتها الخمسة.
وبعدما باتت في عام 1988 حامل اللّقب الوحيد الذي يفشل في التأهّل إلى نهائيات البطولة التالية مباشرة، منذ رفع عدد الفرق في النهائيّات إلى ثمانية، أضحت فرنسا تحت قيادة ميشال بلاتيني في عام 1992 أوّل منتخب يجمع العلامة الكاملة في التصفيات، إذ فازت بجميع لقاءاتها الثمانية من دون تعادل أو خسارة.
وتصدّر منتخب اسكوتلندا المجموعة الثانية ليتأهّل بذلك إلى نهائيّات البطولة للمرّة الأولى في تاريخه، بينما تأهّلت هولندا عن المجموعة السادسة متقدّمة على البرتغال واليونان.
وتصدّرت إنجلترا المجموعة السابعة، لتتأهّل إلى النهائيّات من دون إيطاليا لأوّل مرّة في تاريخ البطولة الأوروبية، إذ إنّ المنتخبين كانا تأهّلا معًا إلى نهائيّات الأعوام 1968 و1980 و1988 وغابا معًا عن سائر النهائيات، أي في الأعوام 1960 و1964 و1972 و1976 و1984.
يذكر أنّ تركيّا التي احتلّت المركز الأخير في مجموعة إنجلترا، خسرت مبارياتها الست كافة من دون أن تسجّل سوى هدف وحيد.
تبقى الإشارة إلى أنّ ثاني الضيوف الجدد على نهائيّات البطولة التاسعة، إلى جانب اسكوتلندا، لم يكن سوى منتخب السويد المضيف، الذي بات أول منتخب يشارك في النهائيّات من دون أن يسبق له التأهّل عبر التصفيات.
خيبة الإنجليز والفرنسيين
المباراة الافتتاحية للبطولة كانت الأولى في النهائيات التي يرتدي فيها لاعبو الفريقين قمصانًا تحمل أسماءهم من الخلف، إضافة إلى الأرقام، والتقى فيها المنتخب المضيف مع نظيره الفرنسي.
وبعدما تقدّمت السويد في الشوط الأول بهدف «أشعل» مدرّجات ملعب راسوندا في العاصمة استوكهولم، أعاد الفرنسيّون الهدوء إلى الملعب في الشوط الثاني عندما تمكّنوا من إحراز هدف التعادل بتسديدة من جان بيار بابان.
المباراة الأخرى في المجموعة الأولى أسفرت عن تعادل إنجلترا مع الدنمارك من دون أهداف. وعادت بذلك المنتخبات الأربعة إلى نقطة «الصفر» بعد انتهاء المرحلة الأولى.
وفي أول لقاء «اسكندنافي» خالص تشهده النهائيّات، فازت السويد على جارتها الدنمارك بهدف وحيد سجلّه نجمها توماس برولين.. الذي كان قد سجّل هدفًا في مرمى البرازيل خلال مباراة الفريقين في كأس العالم قبل سنتين. أمّا مواجهة إنجلترا وفرنسا، فانتهت بتعادل سلبي آخر قلّل من فرصة الفريقين في التأهّل إلى الدور نصف النهائي.
واختتمت مباريات المجموعة بفوز السويد على إنجلترا 2- 1 في مباراة مثيرة تقدّمت فيها إنجلترا بهدف سجّله ديفيد بلات في الدقيقة الرابعة، قبل أن تعود السويد في الشوط الثاني لتعادل النتيجة ثم تحسمها بهدف الفوز قبل صافرة النهاية بثماني دقائق عبر برولين، لتعزز صدارتها للمجموعة.
ومن خلال هدفه المبكر، أصبح بلات اللاعب الذي سجّل آخر أربعة أهداف لإنجلترا، في مبارياتها الخمس الأخيرة.
أمّا قائد الفريق غاري لينيكر، الذي استبدل في الدقيقة 62 من مباراة السويد، فقد كانت هذه آخر مبارياته الدولية.
اللقاء الآخر كانت فرنسا تحتاج فيه إلى تعادل فقط مع الدنمارك كي ترافق السويد إلى الدور نصف النهائي، وهو ما سارت عليه المباراة حتى ما قبل نهايتها بنحو 12 دقيقة، بعد أن سجّلت الدنمارك في الشوط الأول وعادل بابان أيضًا للفرنسيين في الدقيقة 60. غير أنّ المهاجم لارس إلستروب، الذي دخل المباراة بديلاً بعد ست دقائق من هدف بابان، قضى على آمال «رجال» بلاتيني عندما سجّل هدف الفوز للدنمارك في الدقيقة 78، لترافق الدنمارك المنتخب المضيف إلى الدور التالي، فيما ودعت فرنسا مع جارتها إنجلترا النهائيات.

لعنة الإصابات

استهلّ منتخب هولندا حملة الدفاع عن اللقب الذي أحرزه في عام 1988 بلقاء منتخب اسكوتلندا، المشارك في النهائيات للمرة الأولى.
ولم تحفل المباراة بكثير من الفرص الخطرة، إلى أنّ استغل نجم هولندا الجديد دنيس بيرجكامب كرة وصلته من رود خوليت، فوضعها في الشباك من تحت الحارس الاسكوتلندي أندي غورام قبل ربع ساعة من نهاية المباراة.
وهولندا التي فازت في مبارياتها الأربع الأخيرة ضمن نهائيّات عام 1988، تمكّنت بهذا الفوز من معادلة الرقم القياسي في عدد الانتصارات المتتالية في النهائيّات، وهو خمسة انتصارات، الذي كانت فرنسا قد سجّلته في بطولة عام 1984.
اللقاء الآخر جمع ألمانيا، المعزّزة تشكيلتها بنجم ألمانيا الشرقية «سابقًا» توماس دول، مع منتحب مجموعة الدول المستقلّة الذي استطاع التقدّم في النتيجة عبر ركلة جزاء نفذها إيغور دوبروفولسكي في الدقيقة 64. وانتظر الألمان آخر دقائق المباراة كي يتمكّنوا من معادلة النتيجة عبر ركلة حرة مباشرة سدّدها توماس هاسلر.
وإضافة إلى غياب قائدها الأساسي لوثر ماتيوس عن البطولة بسبب الإصابة، منيت ألمانيا بخسارة أخرى عندما أصيب قائدها البديل رودي فولر بكسر في ذراعه خلال اصطدام مع أوليغ كوزنتسوف قبيل انتهاء الشوط الأول.
غير أن أبطال العالم لم يتأخروا في احتلال صدارة المجموعة، بالفوز على اسكوتلندا في مباراتهم الثانية بهدفين نظيفين.
وفي مباراة مجموعة الدول المستقلّة مع هولندا، تألّق حارس الأول ديمتري خارين أمام كل هجمات المنافس لينهي المباراة بالتعادل من دون أهداف.
وبعد تحرّره من الضغوط، استطاع منتخب اسكوتلندا في مباراته الثالثة والأخيرة أن يكتسح مجموعة الدول المستقلة بثلاثة أهداف نظيفة سجّلها بول ماكستاي وبرايان ماكلير (وهو هدفه الأول في مباراته الدولية الـ26) في الشوط الأول، وغاري ماكاليستر من ركلة جزاء في الشوط الثاني، رغم أن الفوز لم يشفع لاسكوتلندا للاستمرار في المنافسات.
هذا الفوز أكّد خروج مجموعة الدول المستقلّة من المنافسة كما كان آخر ظهور للاعبي الفريق في منتخب واحد بعد ذلك. وخرج أيضا، إلى جانب اسكوتلندا، كما أنهى رحلة المنتخب نفسه.. حيث إن لاعبيه لن يجتمعوا في منتخب واحد من جديد!
اللقاء الأخير بين ألمانيا وهولندا تحوّل بالتالي إلى مباراة لتحديد بطل المجموعة وصاحب المركز الثاني، واستغلّ فيه الهولنديون الغيابات في صفوف الألمان ليتقدّموا بهدفين نظيفين في غضون ربع ساعة. ولمّا سجّل كلينزمان هدف «الأمل» للألمان في مطلع الشوط الثاني، أعاد بيرجكامب فارق الهدفين بتسجيله لهولندا في الدقيقة 72 آخر أهداف المباراة.

ارتفاع حظوظ الألمان

أولى مباراتي الدور نصف النهائي خاضتها السويد في مواجهة الألمان، الذين عاد إلى صفوفهم بوخفالد ورويتر بعد إبلالهما من الإصابة.
وكأنّ هذه العودة رفعت معنويات الألمان، وأداءهم، فلم يتأخّروا في إحراز هدف التقدّم بعد انقضاء 10 دقائق عبر ركلة حرّة مباشرة سدّدها هاسلر بنجاح، كما كان قد فعل في المباراة ضدّ مجموعة الدول المستقلّة.
في الشوط الثاني، تبادل الفريقان التسجيل مرّتين عبر كارل هاينز ريدله لألمانيا وبرولين (من ركلة جزاء) وكينيت أندرسون للسويد، لتفوز ألمانيا بنتيجة 3 - 2 وتصعد إلى المباراة النهائية الرابعة في تاريخها.. متساوية بذلك مع الاتحاد السوفياتي، وتصبح السويد ثاني دولة مضيفة على التوالي تخرج من الدور نصف النهائي، بعد ألمانيا نفسها.
في نصف النهائي الآخر، فاجأ منتخب الدنمارك نظيره الهولندي بهدف التقدّم في الدقيقة الخامسة عبر كرة رأسيّة لهنريك لارسن رفعها له بدقّة برايان لاودروب. وعادل بيرجكامب النتيجة منتصف الشوط الأول.. غير أنّ لارسن تمكّن من تسجيل هدفه الثاني بعد 10 دقائق.
وسيطر الدنماركيّون على المباراة فيما تبقّى من الوقت، رغم إصابة ظهيرهم المتألّق هنريك أندرسن في الركبة. غير أنّ فرانك ريكارد استطاع معادلة النتيجة مرّة جديدة قبل نهاية المباراة بأربع دقائق، ليخوض الفريقان وقتًا إضافيًا كادت فيه هولندا أن تسجّل هدف الفوز لولا براعة الحارس بيتر شمايكل في التصدّي لكرة من المهاجم الهولندي برايان روي.
وواصل الحارس الدنماركي تألّقه خلال ركلات الترجيح عندما استطاع صدّ ركلة هولندا الثانية، رغم أنّ من سدّدها هو النجم فان باستن. ونجح اللاعبون التسعة الآخرون في تنفيذ ركلاتهم، لتتأهّل الدنمارك إلى النهائي وتفشل هولندا في بلوغه لمرّة ثانية متتالية، علما بأنها باتت ثاني منتخب يخرج من المنافسة من دون أي خسارة، بعد إيطاليا عام 1980.

لقب بالصدفة

صبّت كل الترجيحات لصالح منتخب ألمانيا، الفائز بالبطولة الأوروبيّة مرّتين سابقًا، في النهائي الذي جمعه مع منتخب وصل للنهائيات بالصدفة.
وسيطر الألمان فعلاً على بداية المباراة، حيث أنقذ شمايكل مرماه من كرتين خطرتين لرويتر ثم بوخفالد. غير أنّ الخروج الأول للاعبي الدنمارك من منطقتهم أثمر هدفًا مفاجئًا في الدقيقة 18، حيث انتزع كيم فيلفورت الكرة من أندرياس بريمه ومرّرها إلى فليمينغ بولسن الذي أعادها إلى الخلف ليقابلها جون ينسن من حافة منطقة الجزاء ويطلقها قويّة في شباك الحارس بودو إلغنر. وهذا كان هدف ينسن الثاني فقط في مباراته الدولية رقم 48.
واندفع الألمان نحو الهجوم، محاصرين منطقة الدنمارك وممطرين مرماها بالكثير من التسديدات. غير أنّ شمايكل ومدافعيه أفلحوا في التصدّي لها جميعًا طيلة ساعة من الزمن. وعندما بدا أنّ تسجيل الهدف الألماني قادم لا محالة، خطفت الدنمارك هدفا ثانيا قاتلا عبر فيلفورت وبتسديده أرضية في الدقيقة 78 من المباراة.
وتوّج منتخب الدنمارك بذلك بطلاً للدورة التاسعة فيما اعتبر إحدى أكبر المفاجآت في تاريخ كرة القدم الدولية.. وبات ثاني فريق بعد هولندا عام 1988 يحرز اللقب رغم خسارته مباراة في الدور الأول.
ولعلّ هذا الإنجاز من فيلفورت، الذي صنع الهدف الأول وسجّل الثاني، شكّل نهاية «إنسانيّة» لقصّة حزينة، فقد غادر هذا اللاعب معسكر الدنمارك مرّتين وغاب عن مباراة فرنسا في الدور الأول بسبب زيارة ابنته البالغة من العمر سبع سنوات والمصابة بمرض اللوكيميا.
ومنذ عام 1980. لا تزال الدنمارك المنتخب الوحيد الذي استطاع نيل لقب البطولة الأوروبية من دون أن يفوز خلال البطولة بأكثر من مباراتين فقط.
الجدير بالذكر أنّ انتصار الدنمارك هذا جاء بعد أيام من استفتاء قرّر خلاله الدنماركيوّن البقاء خارج «الاتحاد الأوروبي».. فكانت المقولة الشهيرة لوزير خارجيتهم آنذاك أوفي إليمان - ينسن: «إن لم تستطع الانضمام إليهم، انتصر عليهم».
تبقى الإشارة إلى أنّه بالإضافة إلى وضع أسماء اللاعبين على القمصان، كانت «السويد 1992» أول بطولة يخصّص لها نشيد رسمي. وكانت البطولة هي الأخيرة التي يشارك فيها ثمانية منتخبات فقط، وآخر بطولة يمنح فيها الفائز نقطتين فقط، وآخر منافسات يسمح فيها لحارس المرمى بالتقاط الكرة إذا أعادها إليه أحد زملائه، وآخر بطولة لا تحمل تسمية «يورو» مضافًا إليها العام الذي تقام فيه (لم تعرف بطولة السويد باسم «يورو 1992» إلا لاحقًا)، وآخر بطولة أيضًا لا يعلن فيها عن «أفضل لاعب في البطولة».

هدّافو بطولة 1992
هنريك لارسن الدنمارك 3 أهداف
توماس برولين السويد 3 أهداف
دنيس بيركامب هولندا 3 أهداف
كارل هاينز ريدله ألمانيا 3 أهداف



انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.