قال مبارك باراس العولقي، المتحدث الرسمي باسم المقاومة الجنوبية بشبوة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن الميليشيات الانقلابية انتهزت فرصة غياب القصف الجوي لطيران التحالف لتعزيز جبهاتها بالمقاتلين عبر البيضاء، لافتًا إلى أن معارك عنيفة تدور رحاها في مناطق السليم والعكد الصفراء، في محاولة من الميليشيات استعادتها بعد دحرهم منها أول من أمس.
وأضاف أنه تم الدفع بمئات من مقاتلي المقاومة المدربين، الذين سبق لهم أن خاضوا معارك مع الميليشيات الانقلابية، إلى شبوة وبعض محافظات الجنوب المحررة، موضحا أن القوات التي تم الدفع بها للالتحام بالمقاومة واللواء 19 والقوات الخاصة بجبهات مديريات بيحان هي كتائب قوات الطلائع الجنوبية بقيادة الشيخ علي محسن السليماني وقائد القوات الخاصة أحمد طالب المرزقي.
وطالب العولقي قوات التحالف العربي بشن هجمات جوية على الميليشيات، لقطع أي تعزيزات لها، داعيًا إلى تزويد جبهات بيحان بكاسحات الألغام، وسيارات إسعاف وأدوية لمستشفى بيحان نتيجة لاشتداد المعارك.
بدوره أوضح علي الحجري الحارثي، مدير عام عسيلان، أنه لليوم الرابع على التوالي تستمر المعارك بين الجيش الوطني والمقاومة من جهة، وميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح من جهة أخرى، بعد دحر الميليشيات من عدة مراكز بالمديرية عسيلان، لافتًا إلى تعمد الميليشيات شن قصف عشوائي عنيف على منازل المواطنين بصواريخ الكاتيوشا.
وقال مدير عام عسيلان، في تصريحات حصرية لـ«الشرق الأوسط»، إنه خلال الساعات القادمة ستحدث مفاجأة لصالح الجيش الوطني والمقاومة وسيتم طرد الميليشيات من كامل أراضي مديرية عسيلان «وستتجه القوات بعدها لتحرير بيحان».
وأبان الحجري، وهو نفسه قائد المقاومة في عسيلان، أن العشرات من عناصر الميليشيات لقيت مصرعها في المواجهات، حيث يشارك أجزاء من قوات اللواء 19 واللواء 21 واللواء 107 إلى جانب المقاومة في تحرير عسيلان من الميليشيات، لافتًا إلى أن المقاومة تفتقر إلى السلاح النوعي وهي بحاجة إلى تموين عاجل وسريع، داعيًا دول التحالف العربي إلى تقديم الدعم اللازم للمقاومة، ومشددًا على أن يكون الدعم عبر قياداتها المعروفة.
وتحدث الحجري عن الوضع الإنساني الذي تعيشه المديرية، وهو وضع سيئ جدًا، حيث يعاني مستشفى المدينة الوحيد من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الصحية، مثل الأجهزة، وكذا الأسرة، وغرفة العناية، والكادر الطبي المؤهل، في ظل الحصار الخانق الذي فرضته الميلشيات على عسيلان، مشيرًا إلى نزوح ما يقارب 360 أسرة من عسيلان «وهذه الأسر أصبحت بأمس الحاجة إلى الخيام والمواد الغذائية». وحول ما تناقلته وسائل الإعلام عن حدوث خيانات في اللواء 21 ميكا، قال بيان صادر عن المقاومة في جبهة عسيلان بيحان، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن الأحداث التي جرت خلال الـ48 ساعة الفائتة وأدت إلى تراجع المقاومة الجنوبية واللواء 19 ميكا وانسحابهم من موقعي العلم والسليم، «جاءت عقب خيانات حصلت من قبل قوات اللواء 21 ميكا».
وكشف المقاومة في بيانها عن الأسباب الحقيقية لسقوط بعض المواقع بيد الميليشيات الحوثية بعد تحريرها من قبل المقاومة واللواء 19، حيث تفاجأت القوات هناك بإرسال جنود من اللواء 21 إلى هذه المواقع بحجة المساعدة «ولكن للأسف هؤلاء الجنود كانوا يبيتون الغدر بالمقاومة واللواء 19».
وجاء في بيان المقاومة: «عند بدء المعركة التي شنها الحوثيون لاستعادة المواقع الساعة الثالثة من فجر الثلاثاء تفاجأ الجميع بهؤلاء الجنود، الذين يفوق عددهم أعداد المقاومة واللواء 19 في تلك المواقع، وهم يطلقون عليهم النار من الخلف، مما أدى إلى ارتباكهم وانسحابهم من المواقع للتقليل من الخسائر البشرية في معركة غير متكافئة وفي ظل خيانة واضحة».
من جهة ثانية، افتتح البنك المركزي بمحافظة شبوة، أول من أمس، مقره الرئيسي بعاصمة المحافظة عتق، بعد استكمال عملية إعادة الترميم وتأهيل منظومة ومكونات البنية الأساسية لمبنى البنك، التي تعرضت لأضرار جسيمة جراء حرب مارس (آذار) 2015، التي شنتها ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح على شبوة والجنوب.
ودشن البنك المركزي عودته إلى العمل بحضور وكلاء المحافظة ناصر القميشي وفهد الطوسلي وسالم الأحمدي، ومدير عام شرطة شبوة العميد أحمد عمير، والقيادي في المقاومة الجنوبية الشيخ علي السليماني، ومدير البنك فرع شبوة صالح فدعق. وخلال التدشين أكد القميشي والطوسلي والأحمدي أهمية إعادة افتتاح البنك، مشيرين إلى دوره المحوري في مجمل التعاملات المالية بالمحافظة والرقابة والإشراف عليها، كما شددوا على ضرورة إيداع جميع الموارد العامة للدولة لدى البنك حتى يتم ضبط عملية إيرادها والتخلص من عمليات العبث والفساد في المحافظة.
وطالب وكلاء المحافظة قيادة البنك المركزي بصنعاء بضرورة إعادة ربط منظومة العمل الآلي بفرع البنك بالمحافظة لانتظام العمليات المصرفية والمالية فيه، على حد قولهم. وأوضح مدير عام فرع البنك المركزي بشبوة صالح فدعق، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن إعادة ترميم وتأهيل مكونات المرحلة الأولى مع تجهيزاتها المكتبية والفنية قد بلغت ما يقارب 7 ملايين ريال بتمويل محلي، لافتًا إلى إنجاز قيادة البنك دراسة خاصة بإعادة تأهيل الطابق الأرضي من المبنى، موضحًا أن البحث جار لإيجاد مصادر تمويل لعملية الشروع في تنفيذها.
الميليشيات تنتهز غياب القصف الجوي لطيران التحالف لتعزيز جبهاتها
البنك المركزي بشبوة يعاود عمله بعد استكمال عمليات الترميم
الميليشيات تنتهز غياب القصف الجوي لطيران التحالف لتعزيز جبهاتها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة