داريا تستقبل أولى المساعدات الإنسانية منذ محاصرة النظام لها عام 2012

المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر: القافلة تقتصر محتوياتها على مستلزمات النظافة ولا تتضمن مواد غذائية

داريا تستقبل أولى المساعدات الإنسانية منذ محاصرة النظام لها عام 2012
TT

داريا تستقبل أولى المساعدات الإنسانية منذ محاصرة النظام لها عام 2012

داريا تستقبل أولى المساعدات الإنسانية منذ محاصرة النظام لها عام 2012

دخلت اليوم (الاربعاء)، أول قافلة مساعدات انسانية إلى مدينة داريا المحاصرة من قوات النظام السوري، جنوب غربي دمشق منذ العام 2012، وفق ما أفادت اللجنة الدولية للصليب الاحمر.
وذكرت اللجنة في تغريدة على موقع تويتر "أول قافلة مساعدات تصل إلى سكان داريا. لقد دخلنا للتو إلى المدينة مع الامم المتحدة والهلال الاحمر السوري".
وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بافل كشيشيك لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ القافلة لا تتضمن مواد غذائية وتقتصر محتوياتها على مستلزمات النظافة.
وكتب المجلس المحلي لمدينة داريا على صفحته على فيسبوك "من دون مساعدات غذائية، دخلت قبل قليل قافلة مساعدات طبية عن طريق الامم المتحدة إلى مدينة داريا، هي الأولى منذ بدء الحصار على المدينة في نوفمبر (تشرين الثاني)" موضحًا أنّ القافلة تحتوي على ادوية وبعض المعدات الطبية.
ولم يدخل أي نوع من المساعدات إلى داريا منذ فرض الحصار عليها العام 2012 على الرغم من مناشدة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية التي تمكنت من ايصال المساعدات في الفترة الاخيرة إلى عدة مدن محاصرة، بعد موافقة النظام السوري تحت ضغط من المجتمع الدولي.
وفي 12 مايو (أيار)، استعد سكان داريا لاستقبال أوّل قافلة مساعدات تصل إليهم بعد حصول المنظمات الدولية على موافقة الاطراف المعنية، إلّا أنّ القافلة عادت ادراجها محملة بالأدوية وحليب الاطفال من دون أن تفرغ حمولتها عند آخر نقطة تفتيش تابعة لقوات النظام.
وتشكل داريا معقلا يرتدي طابعا رمزيا كبيرًا للمعارضة لأنّها خارجة عن سلطة النظام منذ اربع سنوات، كما أنّ لها اهمية استراتيجية بالنسبة للنظام السوري على اعتبار أنّها ملاصقة لمطار المزة العسكري، حيث سجن المزة الشهير ومركز المخابرات الجوية.
وكانت داريا على رأس حركة الاحتجاج على نظام الرئيس بشار الاسد التي بدأت في مارس (آذار) 2011، إلّا أنّه وخلال سنوات الحصار الطويلة خسرت المدينة المدمرة بشكل شبه كامل 90 في المائة من سكانها البالغ عددهم 80 الف نسمة. ويعاني الذين بقوا فيها من نقص خطير في المواد الغذائية ونقص التغذية.
ويأتي إدخال المساعدات إلى داريا اليوم، بعد ساعات على إعلان وزارة الدفاع الروسية هدنة لمدة 48 ساعة اعتبارا من اليوم، بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة في مدينة داريا المحاصرة في جنوب غربي دمشق، بمبادرة من روسيا وبالتنسيق مع واشنطن والنظام السوري "لضمان وصول المساعدات الانسانية الى السكان بأمان".
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت السبت، أنّها تعتزم إلقاء المساعدات الانسانية جوًا بدءًا من الاول من يونيو (حزيران)، بعد رفض النظام السوري طلبات عدة للدخول إلى مناطق محاصرة.



«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.