تاريخ كأس أوروبا (7): بلاتيني يحلّق بالجيل «الذهبي» لفرنسا وينتزع لقب 1984

البطولة الأوروبية السابعة تميزت بإثارة تصفياتها وغزارة أهدافها

تاريخ  كأس أوروبا (7): بلاتيني يحلّق بالجيل «الذهبي» لفرنسا وينتزع لقب 1984
TT

تاريخ كأس أوروبا (7): بلاتيني يحلّق بالجيل «الذهبي» لفرنسا وينتزع لقب 1984

تاريخ  كأس أوروبا (7): بلاتيني يحلّق بالجيل «الذهبي» لفرنسا وينتزع لقب 1984

للمرّة الأولى في تاريخ البطولة الأوروبية، خاضت كل الدول الأعضاء في «يويفا» - والبالغ عددها حينذاك 32 دولة إضافة إلى فرنسا التصفيّات المؤهّلة للبطولة السابعة، وقد توزّعت على سبع مجموعات بحيث يتأهل أبطالها لخوض النهائيّات إلى جانب البلد المضيف.
وتمثلت أبرز مفاجآت التصفيات في فشل إيطاليا، بطلة كأس العالم 1982، في التأهل.. بل وحلولها في المركز قبل الأخير للمجموعة الخامسة أمام قبرص، وخلف كل من رومانيا والسويد وتشيكوسلوفاكيا، لتكون أول دولة تحصد كأس العالم ثم تفشل في التأهل إلى نهائيات البطولة الأوروبية.
وفشلت إنجلترا أيضا في التأهل إلى النهائيّات بعد احتلالها مركز الوصيف في المجموعة الثالثة التي تصدّرتها الدنمارك. ونجحت إنجلترا في التأهل إلى النهائيّات مرّتين فقط، وذلك عامي 1968 و1980.
أمّا الخروج الأكثر «مرارة»، فكان للمنتخب الهولندي على يد إسبانيا في المجموعة السابعة، وبفارق عدد الأهداف المسجّلة فقط. فقد تعادل الفريقان في عدد الانتصارات (6) والتعادلات (1) والخسارات (1) وفارق الأهداف (16)، غير أنّ إسبانيا سجّلت 24 هدفًا ودخل مرماها ثمانية أهداف، في حين سجّلت هولندا 22 هدفًا، واستقبل مرماها ستة أهداف.
ولهذا التأهّل الصعب قصّة مثيرة وغريبة، حيث خاضت إسبانيا آخر مبارياتها في التصفيات ضدّ مالطا وهي بحاجة إلى الفوز بفارق 11 هدفًا.. فاستطاعت بشكل ما تحقيق مرادها وسحقت مالطا بنتيجة 12 - 1 وباتت أول منتخب في تاريخ البطولة الأوروبية يسجّل أكثر من 10 أهداف في مباراة واحدة. وشهدت النهائيات ظهور منتخبي البرتغال ورومانيا للمرّة الأولى في تاريخهما، وقد رافقا منتخبات بلجيكا والدنمارك ويوغوسلافيا وإسبانيا، إضافة إلى منتخب ألمانيا الغربية حامل اللقب والذي تجرّع على يد آيرلندا الشمالية أول خسارة على أرضه بعد 29 مباراة في تصفيات البطولات الكروية الكبرى.
وبعد السبق الذي حقّقته إيطاليا في عام 1980، باتت فرنسا ثاني دولة تستضيف نهائيّات البطولة للمرّة الثانية، بعد الأولى قبل 24 عامًا. وقد كرّست للبطولة هذه المرّة سبعة ملاعب، وهو رقم قياسي، بينها الملعبان اللذان كانا قد استضافا البطولة الأولى، وهما «حديقة الأمراء» في العاصمة باريس وفيلودروم في مرسيليا.
واعتمد جدول مباريات البطولة لأول مرّة مبدأ المداورة، الذي يتيح لكل فريق خوض مبارياته الثلاث في الدور الأول على ثلاثة ملاعب مختلفة.
إلى ذلك، اعتمدت البطولة ولأول مرّة أيضًا تعويذة خاصة بالدورة، وهي الديك الذي حمل اسم «بينو» وارتدى الزي الأزرق للمنتخب الفرنسي.
وفي مستهلّ مباريات المجموعة الأولى، خاضت فرنسا المباراة الافتتاحية في مواجهة الدنمارك على ملعب «حديقة الأمراء»، الذي بات الملعب الوحيد الذي يستضيف مباراتين افتتاحيّتين في تاريخ البطولة الأوروبية.
ورغم إصابة نجمها ألان سيمونسن، أفضل لاعب أوروبي عام 1977، بكسر في الساق قبيل نهاية الشوط الأول بعد اصطدامه بالمدافع الفرنسي إيفون لو رو، صمدت الدنمارك بوجه المنتخب المضيف حتى الدقيقة 78. حين حالف الحظ قائد فرنسا ميشال بلاتيني لتسجيل هدف المباراة الوحيد بمساعدة من المدافع الدنماركي سورين بوسك الذي اصطدمت تسديدة بلاتيني برأسه وهي في طريقها إلى المرمى بعد تعثره بقدم زميله إيفان نيلسن المرتمي أرضًا.
وبلغت «الدراما» ذروتها في المباراة عند الدقيقة 87، عندما أعاق اللاعب الدنماركي البديل يسبر أولسن الظهير الفرنسي مانويل أموروس، فما كان من الأخير إلا أن استدار نحو أولسن ووجّه له «نطحة» قويّة ليطرد ببطاقة حمراء مباشرة، ويصبح خامس لاعب يستحقّ هذه العقوبة في تاريخ النهائيّات.
وفي المباراة الأخرى للمجموعة فازت بلجيكا، وصيفة البطولة السابقة، على يوغوسلافيا بهدفين نظيفين وسط تألّق نجمها الصاعد إنزو شيفو. وإضافة إلى دوره الدفاعي كلاعب ارتكاز، نفذ شيفو الركلة الركنية التي أثمر عنها الهدف الثاني برأسيّة من جورج غرون، الذي كان يخوض مباراته الدوليّة الأولى. وبعمر 18 عامًا و115 يومًا، بات شيفو أصغر لاعب يشارك في النهائيّات (ظل محتفظا بهذا السبق حتى عام 2012).

هاتريك مزدوج
المرحلة الثانية من مباريات المجموعة الأولى شهدت تماثلاً في النتيجتين الكبيرتين لفرنسا ضدّ بلجيكا وللدنمارك ضدّ يوغوسلافيا، إذ انتهت كل منهما بخماسية نظيفة.
وتصدّر ميشال بلاتيني لائحة هدّافي البطولة بتسجيل «هاتريك مثالي» في مرمى الحارس البلجيكي جان - ماري بفاف.
أمّا الهدف الأكثر تميّزًا على الإطلاق، فكان ذاك الذي سجّله أحد نجوم المباراة ألان جيريس في الدقيقة 33 ليتيح لفريقه التقدّم بهدفين، حيث إنه حمل الرقم 100 في سجل أهداف البطولة الأوروبية.
وبعدما أتمّ عامه العشرين بيوم واحد، تألّق المهاجم الدنماركي مايكل لاودروب في المباراة التي فاز فيها فريقه على يوغوسلافيا، إذ صنع اثنين من الأهداف الخمسة.
وفي المرحلة الثالثة، تواجهت فرنسا التي ضمنت تأهلها إلى الدور نصف النهائي مع يوغوسلافيا التي فقدت الأمل. وانتهى الشوط الأول بتقدّم يوغوسلافيا 1 - 0، لكنّ بلاتيني واصل خطف الأضواء في البطولة، قبل يومين من احتفاله بعيد ميلاده الـ29. بتسجيل هاتريك مثالي للمباراة الثانية على التوالي.
وبهذا الهاتريك الذي سجّله خلال 18 دقيقة ليرفع رصيده إلى سبعة أهداف، بالبطولة، سجّل بلاتيني عددًا من الأرقام التي لا تزال قياسية حتى اليوم، وأبرزها أنّه بات صاحب الهاتريك الأسرع، واللاعب الوحيد الذي سجّل أكثر من خمسة أهداف في بطولة واحدة، والوحيد الذي سجّل أكثر من هاتريك.. لكنّ مسيرة بلاتيني التهديفية لم تكن قد انتهت بعد.
وقبل نهاية المباراة بست دقائق، ردّ اليوغوسلاف على ثلاثية بلاتيني بهدف سجّله دراغان ستويكوفيتش من ركلة جزاء، لتنتهي المباراة بنتيجة 3 – 2، وباتت يوغوسلافيا أول فريق ينهي مبارياته من دون أن يجمع أي نقطة، وذلك منذ رفع عدد الفرق في النهائيّات إلى ثمانية.
إلى ذلك، سجّلت يوغوسلافيا التي كانت خسرت المباراة النهائية أمام إيطاليا عام 1968 ومباراتيها في بطولة عام 1976 على أرضها، رقمًا قياسيا سلبيًا لا تزال تحمله حتى اليوم، وهو أطول سلسلة من الهزائم المتتالية، بمجموع ست هزائم.
وبعمر 19 عامًا و108 أيام، بات ستويكوفيتش أصغر لاعب يسجّل في النهائيات، وكسر رقم المجري فيرينتس بيني، الذي احتفظ باللقب طيلة 20 عامًا، وظل ستويكوفيتش يحمل هذا اللقب طيلة 20 عامًا بعد ذلك.
مباراة الدنمارك وبلجيكا التي أقيمت في التوقيت نفسه لمباراة فرنسا ويوغوسلافيا، شهدت تماثلاً آخر في نتيجتها، علما بأن التعادل كان يكفي الدنمارك للتأهل.
ورغم تقدّم بلجيكا بهدفين حتى الدقيقة 40، استطاعت الدنمارك الفوز في النهاية بنتيجة 3 - 2.
أول إخفاق ألماني
بوجود الضيفين الجديدين على النهائيات، البرتغال ورومانيا، بدا تأهل منتخب ألمانيا الغربية إلى الدور نصف النهائي عن المجموعة الثانية أمرًا شبه مضمون. غير أنّ متاعب الألمان بدأت مبكرا وعجزوا عن التسجيل في مرمى المنتخب البرتغالي، لتنتهي المباراة من دون أهداف.
وساد التعادل المباراة الأخرى بين إسبانيا ورومانيا، إنما بنتيجة 1 – 1، وجاء هدف إسبانيا من ركلة جزاء في الدقيقة 22 قبل أن تعادل رومانيا النتيجة بعد 13 دقيقة. يذكر أنّ هذه كانت ركلة الجزاء الثالثة التي تحتسب لإسبانيا في النهائيات، بعد ركلتين في مباراة إنجلترا عام 1980، وما من فريق آخر تجاوز هذا الرقم في البطولة الأوروبية حتى اليوم، بل ستعززه إسبانيا في الواقع مرّتين.
في المرحلة الثانية، عوّض الألمان النقطة المفقودة في مباراة البرتغال بفوزهم على رومانيا 2 - 1 وتصدّر المجموعة، وأحرز الهدفان نجم الهجوم الجديد رودي فولر.
وفي المباراة الأخرى تعادل الحالين إسبانيا والبرتغال 1-1. وهذه كانت أول مواجهة في تاريخ النهائيات بين منتخبين يقودهما حارسا المرمى، الإسباني لويس أركونادا والبرتغالي مانويل بينتو.
وحفل ختام مباريات المجموعة الثانية بأحداث دراميّة، ففي مباراة البرتغال ورومانيا لم يجازف أي من الفريقين كثيرًا، إلى أن دخل المهاجم البرتغالي المخضرم نيني الملعب في الدقيقة 63 واستطاع بعد 18 دقيقة تسجيل هدف المباراة الوحيد، علما بأن هذه كانت مباراته الدولية رقم 65، وهو رقم قياسي لمنتخب البرتغال آنذاك.
وفي التوقيت نفسه، كانت ألمانيا الغربية تخوض مواجهة مع إسبانيا بفرصتي التعادل أو الفوز، بينما لم يكن أمام إسبانيا بديل لحصد النقطتين. وسارت المباراة نحو التعادل السلبي، حتّى إنّ ركلة الجزاء التي كانت قد احتسبت لإسبانيا قبيل انتهاء الشوط الأول تمكّن الحارس الألماني هارالد شوماخر من صدّها.
وكان التعادل سيجعل المنتخبين الألماني والبرتغالي يتشاركان الصدارة ويتساويان في كل شيء، غير أنّ المدافع الإسباني أنطونيو ماسيدا كان له رأي آخر، وسجل هدفا قاتلا قبل النهاية ليمنح فريقه صدارة المجموعة ويحرم الألمان من مواصلة مشوارهم إلى المباراة النهائية للمرة الأولى منذ بدء مشاركاتهم في نهائيات البطولة الأوروبية عام 1976.
وقد تمثل أول ذيول هذا الإخفاق في قرار الاتحاد الألماني لكرة القدم بإعفاء المدرّب يوب درفال، الفائز بلقب البطولة الماضية، من منصبه وتعيين فرانز بيكنباور مديرا فنيا جديدًا للمانشافت.
وجدير بالذكر أنّ وصول البرتغال إلى الدور نصف النهائي من البطولة في أول مشاركة لها في النهائيّات، أعاد إلى الأذهان مشاركتها الأولى في كأس العالم سنة 1966 التي بلغت فيها الدور نصف النهائي أيضًا، بل وتوّجت بالميدالية البرونزية.

عبور صعب لفرنسا
المواجهة بين منتخبي فرنسا والبرتغال في أولى مباراتي الدور نصف النهائي، الذي تمّ اعتماده من جديد بعدما كان قد ألغي في بطولة عام 1980، حفلت بتشويق لم يسبق له مثيل، حتى إنّ البعض اعتبرها أفضل المباريات في تاريخ البطولة الأوروبية.
وشهدت الدقائق العشرون الأولى هدفا أول للمنتخب المضيف في الدقيقة 24 من ركلة حرة مباشرة سددها جان فرنسوا دوميرغ.
وسيطر الفرنسيّون على مجريات المباراة في الدقائق الخمسين التالية بقيادة بلاتيني، لكنّ تألّق الحارس بينتو ومدافعيه حال دون تعزيز النتيجة، إلى أن أحرز روي جورداو هدف التعادل للبرتغال برأسه قبل نهاية المباراة بربع ساعة، وظل الوضع على حالة ليلجأ الفريقين إلى وقت إضافي.
وفي الوقت الإضافي الأول نجح جورداو في وضع البرتغال بالمقدمة برأسية في الدقيقة 98، غير أنّ الفرنسيين لم يستسلموا، واندفعوا نحو مرمى بينتو واستطاع دوميرغ إدراك هدف التعادل في الدقيقة 114 ويتيح لنحو 55 ألف متفرّج ضمّهم ملعب فيلودروم في مرسيليا تنفّس الصعداء.
وقبل انتهاء الوقت الإضافي بدقيقتين، جاء دور القائد والمنقذ بلاتيني ليوفّر على زملائه وعلى الجمهور معاناة ركلات الترجيح، وسجّل هدف الفوز بعد تمريرة من جان تيغانا الذي كان على موعد للاحتفال بعيد ميلاده الـ29.
نصف النهائي الآخر بين إسبانيا والدنمارك أقيم في اليوم التالي على ملعب جيرلان في ليون، لكنّه لم يبلغ مستوى التشويق نفسه.
وتقدّم الدنماركيّون بهدف مبكر سجّله سورين ليربي في الدقيقة السابعة. لكنّ ماسيدا، قاهر الألمان في الدور الأول، ضرب من جديد بإحرازه هدف التعادل منتصف الشوط الثاني.
واستمرّت النتيجة على حالها في الشوط الإضافي الأول والثاني رغم طرد الدنماركي كلاوس بيرغرين، ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح، التي عادت كذلك بعد غيابها عن بطولة عام 1980.
وتمكّن الفريقان من تنفيذ كل الركلات الترجيحية بنجاح حتّى الركلة الأخيرة التي أطاح بها بريبن إلكيار فوق العارضة، ليتأهل المنتخب الإسباني إلى مباراته النهائية الثانية منذ إنجازه الأول عام 1964 الذي انتهى بإحراز اللقب آنذاك.

هفوة بحجم لقب
بعد الملعب الأولمبي في العاصمة الإيطالية روما، بات ملعب «حديقة الأمراء» ثاني ملعب يستضيف أكثر من مباراة نهائيّة، والأخير حتى اليوم.
ورغم تشجيع أكثر من 47 ألف متفرّج، استطاع الإسبان مقارعة صاحب الأرض قرابة الساعة من الزمن، إلى أن احتسبت ركلة حرّة مباشرة لفرنسا في الدقيق 57 تصدّى لها بلاتيني هذه المرّة، (مع أنّ بطل نصف النهائي دوميرغ كان موجودًا في الملعب) وسدّدها لولبية نحو أسفل الزاوية اليسرى لمرمى أركونادا، الذي ارتمى عليها والتقطها، إلا أنّها أفلتت منه لتتهادى من تحت جسمه وتجتاز خط المرمى معلنة الهدف التاسع لبلاتيني في البطولة.
ولم ينجح الإسبان في تعديل النتيجة رغم أنّ فرنسا أكملت المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد مدافعها لو رو في الدقيقة 85، الذي بات اللاعب الوحيد الذي يطرد في مباراة نهائيّة.
وكادت مجريات المباراة النهائية تتطابق تمامًا مع المباراة الافتتاحية، التي تقدّمت فيها فرنسا بهدف قبل أن يطرد لها مدافع في الدقائق الأخيرة.. لكنّ برونو بيلّون الذي عاد إلى تشكيلة فرنسا الأساسية بعد غياب أربع مباريات، حسم المباراة بتسجيله هدف تعزيز النتيجة في الثواني الأخيرة مستفيدًا من تمريرة أخرى لأفضل لاعبي البطولة تيغانا. وللمفارقة كان هذا أول هدف فرنسي في البطولة يسجّله مهاجم، إذ إنّ الأهداف الـ13 السابقة احتكرها نجوم خط الوسط بلاتيني وجيريس ولوي فيرنانديز إضافة إلى المدافع دوميرغ.
يذكر أنّ حصول هذه التشكيلة على أول لقب عالمي لفرنسا – بين إنجازين لم يكتملا في كأس العالم عامي 1982 و1986 – جاء عن جدارة واستحقاق، حيث خاضت طيلة عام 1984 ما مجموعه 12 مباراة فازت فيها جميعها. وعلى صعيد النهائيّات تحديدًا، ما من فريق آخر سيتجاوز رصيد فرنسا في عدد الانتصارات (خمسة) عندما سيرتفع العدد الأقصى للمباريات إلى ستٍ ابتداءً من عام 1996.
إلى ذلك، باتت فرنسا آخر منتخب مضيف يفوز بالبطولة الأوروبية على أرضه، وهي لا تزال تحتفظ بهذا الإنجاز بعد فشل 10 منتخبات في تحقيق ذلك عبر البطولات السبع اللاحقة.
تبقى الإشارة إلى أنّ رصيد بلاتيني البالغ تسعة أهداف لم يصبح رقمًا قياسيا على صعيد القدرة التهديفية للاعبين فقط، بل على صعيد الفرق أيضًا، حيث إن ما من فريق استطاع تسجيل تسعة أهداف خلال البطولات الست السابقة.

* هدّافو بطولة 1984

ميشال بلاتيني فرنسا 9 أهداف
فرانك أرنيسن الدنمارك 3 أهداف
رودي فولر ألمانيا الغربية هدفان
روي جورداو البرتغال هدفان
بريبن إلكيار الدنمارك هدفان
أنطونيو ماسيدا إسبانيا هدفان
جان فرنسوا دوميرغ فرنسا هدفان



انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.