البرلمان العراقي يختم فصله التشريعي ورئيسه يدعو النواب إلى التوجه لجبهات القتال

غياب البرلمانيين منع العبادي من اقتراح وزراء جدد

البرلمان العراقي يختم فصله التشريعي ورئيسه يدعو النواب إلى التوجه لجبهات القتال
TT

البرلمان العراقي يختم فصله التشريعي ورئيسه يدعو النواب إلى التوجه لجبهات القتال

البرلمان العراقي يختم فصله التشريعي ورئيسه يدعو النواب إلى التوجه لجبهات القتال

كشف عضو البرلمان العراقي، محمد الكربولي، عن تحالف القوى العراقية، أن «رئيس الوزراء حيدر العبادي كان ينتظر اكتمال النصاب القانوني لجلسة أمس الثلاثاء لعرض أسماء مجموعة جديدة من الوزراء للتصويت عليهم، وعددهم 7 وزراء».
يأتي ذلك بهدف استكمال التشكيلة الوزارية التي سبق أن وعد بها قبل تعطيل جلسات البرلمان، على إثر اقتحام المنطقة الخضراء مرتين من قبل محتجين تابعين لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر (الأولى في الثلاثين من أبريل (نيسان) والثانية في العشرين من مايو (أيار) المنصرمين).
وقال الكربولي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «جلسة الأمس التي لم يكمل نصابها وتحولت إلى جلسة استثنائية حضرها 160 نائبا، حيث كان يكفي حضور 5 نواب فقط لإكمال النصاب، غير أن سفر بعض النواب وتمتع البعض الآخر بإجازات مرضية حال دون إكمال النصاب برغم حضور عدد من النواب المعتصمين ممن كانوا قد قاطعوا جلسات البرلمان خلال الفترة الماضية».
وأشار الكربولي إلى أن «هناك 5 نواب كرد كانوا موجودين وهم من الداعمين لشرعية البرلمان لكنهم آثروا عدم الحضور لأسباب إدارية مما أخل بالنصاب، الأمر الذي أدى في النهاية إلى عدم مجيء رئيس الوزراء حيدر العبادي لكي يعرض للتصويت وجبة جديدة من الوزراء» مشيرا إلى أن «هذه الوجبة تشمل وزراء المجلس الأعلى الإسلامي، وهما وزيرا النقل والنفط، ووزراء التيار الصدري، وهما وزيرا الصناعة والإسكان والإعمار، ووزير التجارة من تحالف القوى، ووزير الثقافة من التحالف الكردستاني، لكن عدم اكتمال النصاب فوت فرصة إقالة وزراء والتصويت على وزراء جدد وهو ما يمكن أن يشكل استجابة ولو جزئية لمطالب المتظاهرين».
وأوضح الكربولي أن «من المتوقع التئام المجلس ثانية في جلسة استثنائية منتصف رمضان المقبل لكي يتم استكمال التعديل الوزاري بالإضافة إلى كثير من القضايا العالقة».
وكان رئيس البرلمان، سليم الجبوري، أعلن تعطيل عمل البرلمان لبدء العطلة التشريعية، داعيا في الوقت نفسه أعضاء البرلمان إلى التوجه إلى «جبهات القتال ومعايشة المقاتلين المحررين، ومتابعة معاناة النازحين، ومشكلات المواطنين، وتهيئة ملفات تتعلق بالرقابة على أداء مؤسسات الدولة».
وبشأن مدى جدية هذه الدعوة، قال الكربولي إن «هذه الدعوة صعبة التحقيق لكثير من النواب لأسباب تتعلق بطبيعة المشاركة وآلياتها ضمن قطعات عسكرية هناك تعددية في قياداتها، مما يجعل وحدة القيادة والسيطرة شبه معدومة، الأمر الذي يجعل وجود النائب في جبهة القتال دون غطاء كامل أمر صعب تحقيقه في مثل هذه الظروف».
لكن النائبة عن كتلة التحالف الكردستاني أشواق الجاف ترى في حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن الأمر مختلف بالنسبة لتواجد النواب الكرد مع قوات البيشمركة الكردية، بسبب اختلاف الظروف ووجود قيادة مركزية واحدة قائلة إننا «نتواجد مع قوات البيشمركة في جبهات القتال وهو واجب مهم بالنسبة لنا، بالإضافة إلى ما نقوم به من زيارات دائمة سواء للجرحى في المستشفيات أو لخيمات النازحين».
وردا على سؤال بشأن دعوة الجبوري للنواب إلى التوجه إلى جبهات القتال، قالت الجاف إن «هذه الدعوة يفهم منها أن البرلمان موجود بكامل أعضائه مع الناس والمقاتلين مع أنه يتمتع بعطلته التشريعية، وهو ما يعني أن البرلمان كما لو كان مستمرا ولم يعطل».
وكان رئيس البرلمان، سليم الجبوري، أكد في بيان له أنه تلقى «إشارات إيجابية بضرورة استئناف دخول النواب المعتصمين جلسات المجلس، والمضي بعملية الإصلاح، وتفعيل دور المجلس».



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.