الرئيس التركي يصنف جماعة فتح الله غولن «إرهابية» ويهدد بتعقب أعضائها

مقتل جندي في اشتباك مع «الكردستاني» شرق البلاد

الرئيس التركي يصنف جماعة فتح الله غولن «إرهابية» ويهدد بتعقب أعضائها
TT

الرئيس التركي يصنف جماعة فتح الله غولن «إرهابية» ويهدد بتعقب أعضائها

الرئيس التركي يصنف جماعة فتح الله غولن «إرهابية» ويهدد بتعقب أعضائها

صنف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسمياً الحركة الدينية التي أسسها رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن منظمة إرهابية، مشيراً إلى أنه سيتعقب أعضاءها الذين يتهمهم بمحاولة قلب نظام الحكم.
وقال إردوغان لمؤيديه لدى وصوله في ساعة متأخرة الليلة الماضية إلى مدينة إزمير الساحلية حيث سيشهد تدريبات عسكرية «لن ندع أولئك الذين يقسمون الأمة من دون عقاب في هذا البلد». وأضاف «سيحاسبون، البعض فر والبعض مسجون ويحاكم حالياً، هذه العملية ستستمر»، وتابع أن «مجلس الوزراء وافق على قرار بإطلاق وصف جماعة غولن الإرهابية» على أتباع كولن.
وربما يستخدم إردوغان هذا التصنيف في الضغط على واشنطن لتسليم غولن، وهي خطوة من غير المرجح أن توافق عليها السلطات الأميركية من دون أساس ملموس.
وطالما وصف إردوغان - الذي يتهمه منتقدوه بأنه يطبق أسلوب حكم استبدادي على نحو متزايد - غولن بأنه إرهابي، وهو يسعى إلى كسر نفوذه الذي يستند إلى شبكة من المدارس والشركات في تركيا والخارج.
وجرى إغلاق شركات إعلامية مرتبطة بغولن أو فرض الوصاية القضائية عليها واعتقال المئات، وفقد آلاف من أنصار غولن في الشرطة والقضاء وظائفهم أو جرى إبعادهم إلى مواقع أخرى.
ويتهم إردوغان، رجل الدين بالتآمر للإطاحة به من خلال بناء شبكة من المؤيدين في الإعلام والقضاء والتعليم. بينما ينفي غولن هذا.
وكان الرجلان حليفين إلى أن فتح أفراد من الشرطة والادعاء ينظر إليهم على أنهم متعاطفون مع غولن، تحقيق فساد في الدائرة المقربة من إردوغان عام 2013، أي بعد 11 سنة من انتخاب حزب «العدالة والتنمية» الذي أسسه إردوغان لقيادة البلاد.
ميدانياً، أفادت تقارير تركية بأن جندياً لقي حتفه في وقت مبكر صباح اليوم (الثلاثاء) جراء اشتباك مع عناصر من "حزب العمال الكردستاني" شرق البلاد.
ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن بيان لرئاسة الأركان التركية، أن جنديين أصيبا في اشتباك مع عناصر من المنظمة، خلال عملية أمنية في قضاء شمدنلي لمحافظة هكاري، وتم نقلهما إلى المستشفى، إلا أن أحدهما توفي متأثراً بجروحه.
وذكرت مصادر عسكرية تركية أن طائرات حربية دمرت أربعة مواقع للمنظمة خلال غارات شنتها في ساعة مبكرة من صباح اليوم، على خلفية معلومات استخباراتية.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».