«أنتشارتد 4: نهاية لص»: مغامرة ملحمية حول العالم للبحث عن أكبر كنز قراصنة في التاريخ

قصة مشوقة وقتال وألغاز لا تنتهي في واحدة من أفضل الألعاب حتى الآن

«أنتشارتد 4: نهاية لص»: مغامرة ملحمية حول العالم للبحث عن أكبر كنز قراصنة في التاريخ
TT

«أنتشارتد 4: نهاية لص»: مغامرة ملحمية حول العالم للبحث عن أكبر كنز قراصنة في التاريخ

«أنتشارتد 4: نهاية لص»: مغامرة ملحمية حول العالم للبحث عن أكبر كنز قراصنة في التاريخ

بعد ترقب دام نحو 5 أعوام، أصبح بإمكان محبي سلسلة ألعاب «انتشارتد» (Uncharted) الاستمتاع بالجزء الأخير منها على جهاز «بلاي ستيشن 4»، باسم «أنتشارتد 4: نهاية لص» Uncharted 4: A Thief’s End. ويروي هذا الجزء الذي أطلق الشهر الحالي قصة البطل (نيثان دريك)، بعد اعتزاله للمغامرات والعمل في وظيفة عادية، ليجد نفسه مجبرا على العودة إلى عالم المغامرات في رحلة تأخذه حول العالم مرة أخرى بصحبة فريقه القديم وبعض الشخصيات الجديدة. وتخطت مبيعات اللعبة 2.7 مليون وحدة في الأسبوع الأول من إطلاقها في الأسواق العالمية، وهو دليل على شغف اللاعبين بهذا الجزء ومستويات المتعة الفردية والعائلية الكبيرة التي يقدمها. واختبرت «الشرق الأوسط» اللعبة، ونذكر ملخص التجربة.

* قصة مشوقة

وتبدأ أحداث الجزء من منتصف القصة، حيث يجد «نيثان» نفسه في بحر هائج محاولاً الهرب من زوارق الأعداء في الليل بصحبة أخيه «سام» نحو جزيرة في الأفق، قبل أن يتحطم قاربهما. وتعود القصة بعد ذلك إلى طفولة الأخوين، حيث تروي كيفية هرب «نيثان» من ملجأ للأيتام بمساعدة أخيه، ليعلم بعدها أن «سام» سيسافر لعمل ما لبضع سنوات. وتنتقل اللعبة بعدها إلى فترة ما قبل أحداث الجزء الأول، حيث يبحث الأخوان عن أكبر كنز في التاريخ للقرصان «هنري إيفري»، الذي تصل قيمته إلى نحو 400 مليون دولار أميركي.
ويتسلل الأخوان إلى سجن في باناما للعثور على معلومات تدلهم على موقع الكنز، بالتعاون مع بعض الضباط الفاسدين الذين يطمعون بالحصول على حصتهم من الذهب. ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث يقع الأخوان في مأزق كبير وتطاردهم الشرطة داخل السجن أثناء محاولتهم الهرب منه، ليصاب «سام» بطلقة قاتلة ويقع من ارتفاع شاهق قبل فرار أخيه «نيثان» الذي يعيش بعدها تحت وطأة تأنيب الضمير لسنوات طويلة. ولن نروي المزيد من قصة اللعبة، ونترك ما تبقى منها للاعب ليكتشفها بنفسه. وتجدر الإشارة إلى أن النصف الأول من اللعبة يركز على القصة، بينما يركز النصف الثاني على القتال والمغامرات بشكل أكبر.

* آليات لعبة ممتعة

وتقدم اللعبة عالما مفتوحا مليئا بعناصر الإثارة والتشويق والمغامرات، وتمزج بين مشاهد القتال وحل الألغاز وتسلق الجبال والمباني الشاهقة، والقفز بين المناطق المرتفعة جدا، والقيادة بين الغابات والشلالات. ويستطيع «نيثان» استخدام أسلحة متعددة لقتال الأعداء، مثل المسدسات والبنادق والقنابل، مع القدرة على قتالهم بالأيدي والأرجل أو التخفي وقتالهم بالسر من دون معرفة الأعداء الآخرين بذلك، وفقا لرغبة اللاعب والحاجة.
وعلى الرغم من أن اللعبة تقدم هدفا واحدا يجب الوصول إليه، فإنها توفر طرقا كثيرة للوصول إلى ذلك الهدف، الأمر الذي يفتح باب الاستكشاف ومعاودة لعب المراحل بطرق مختلفة في كل مرة. هذا، ويستطيع اللاعب اختيار بعض الإجابات في مواقف محددة، ولكن هذه الخيارات لن تؤثر على مجريات الأحداث على الإطلاق.
وتعتبر خرائط هذا الإصدار أكبر بكثير من الإصدارات السابقة بنحو 10 أضعاف. هذا، وتم تطوير مستويات الذكاء الصناعي بشكل كبير، بحيث إن تلك الشخصيات ترد على حركات اللاعب بشكل مباشر أكثر من السابق، مع قدرتهم على تنسيق الهجمات المشتركة ومساعدة اللاعب في المواقف القتالية بشكل آلي. وسيشعر اللاعب كذلك بتطور ذكاء الشخصيات المعادية، إذ إن بعضها سيلتف حول اللاعب لدى هزيمة الأعداء الآخرين، في محاولة منه لقلب الموازين لصالحه، مع استخدامهم لأسلحة مختلفة وفقا للموقف.
وسيشعر اللاعب كذلك بأن الانتقال بين مشاهد اللعب والقصة انسيابي وسلس مع عدم وجود انقطاع أو تغير في مستوى الرسومات على الإطلاق، الأمر الذي يزيد من مستويات الانغماس والاستمتاع بمجريات اللعب. ويمكن للاعب الحصول على مزايا إضافية حصرية بعد إتمام اللعبة، مثل انعدام الجاذبية داخل عالم اللعبة، واستخدام مسدس يهزم الأعداء بطلقة واحدة، واستخدام تقنية بطء الزمن التصويري، وتحويل الرسومات إلى كارتونية، وغيرها.
وتقدم اللعبة كذلك نمط اللعب الجماعي التنافسي مع الآخرين عبر الإنترنت، حيث يستطيع اللاعبون اختيار شخصيات مختلفة من السلسلة لهزم الأعداء. ويمكن العثور على كنوز متفرقة في عالم اللعبة التي يمكن استخدامها لشراء أسلحة وعناصر جديدة مفيدة أثناء اللعب. وتقدم اللعبة كذلك بعض القدرات الخارقة التي ترفع أداء الشخصيات، مثل قتل الأعداء الذين يقفون بالقرب من اللاعب، وعلاج إصابات اللاعب وأصدقائه. هذا، ويمكن طلب المساعدة من شخصيات يتحكم بها الذكاء الاصطناعي، بحيث يقتل «الصياد» العدو الأقرب له، ويسعف «المنقذ» اللاعب ويقدم له ذخائر إضافية، بينما يقتل «القناص» الأعداء عن بعد، ويهزم «القوي» الشخصيات التي تستخدم الأسلحة الثقيلة.

* مزايا تقنية

رسومات اللعبة جميلة جدا، وتعتبر من أفضل ما يمكن الحصول عليه إلى الآن على جهاز «بلاي ستيشن 4». ويمكن ملاحظة ذلك في كثير من التفاصيل، مثل مرور بعض أشعة الضوء عبر أذن «نيثان» لدى وقوفه أمام مصدر ضوء قوي، ووجود تفاصيل بالغة الدقة في ملابس شخصيات اللعبة، وتموج مياه البحر، وتحرك هوائي السيارة التي يقودها «نيثان» وتحرك عبوة الوقود الإضافية الموجودة في المنطقة الخلفية للسيارة وفقًا لتحرك السيارة فوق الأرض الوعرة، وأثر أقدام الشخصيات فوق الثلج، وتحرك ذرات الغبار في الكهوف والمناطق القديمة المغلقة، وغيرها من التفاصيل الأخرى التي تجعل اللعبة أكثر جمالا.
صوتيات اللعبة مبهرة، وهي تدعم الحوار باللغة العربية، سواء في أحاديث الشخصيات أثناء اللعب أو خلال مجريات القصة. ويمكن للاعب كذلك سماع صوت يد «نيثان» تحتك مع الخشب أو المعدن أثناء تأرجحه على القضبان للقفز من فوقها، الأمر الذي يزيد من مستويات الواقعية بشكل كبير.

* معلومات عن اللعبة

• الشركة المبرمجة: «نوتي دوغ» Naughty Dog http: / / www.naughtydog.com
• الشركة الناشرة: «سوني إنترآكتيف إنترتينمنت» Sony Interactive Entertainment http: / / www.sie.com / en / index.html
• موقع اللعبة على الإنترنت: http: / / www.unchartedthegame.com / en - us / games / uncharted - 4
• نوع اللعبة: مغامرات وقتال من المنظور الثالث Third - person action - adventure shooter
• أجهزة اللعب: «بلاي ستيشن 4» حصريا
• تاريخ الإطلاق: 05/ 2016
• تصنيف مجلس البرامج الترفيهية ESRB: للمراهقين «T»
• تصنيف الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع: 18 عامًا أو أكبر
• دعم للعب الجماعي: نعم



خبراء يحذرون: الذكاء الاصطناعي قد ينفذ هجمات إلكترونية بمفرده

صورة مركبة عن الذكاء الاصطناعي (رويترز)
صورة مركبة عن الذكاء الاصطناعي (رويترز)
TT

خبراء يحذرون: الذكاء الاصطناعي قد ينفذ هجمات إلكترونية بمفرده

صورة مركبة عن الذكاء الاصطناعي (رويترز)
صورة مركبة عن الذكاء الاصطناعي (رويترز)

حذرت مجموعة من الخبراء من قيام نماذج الذكاء الاصطناعي بتحسين مهاراتها في الاختراق، مشيرين إلى أن قيامها بتنفيذ هجمات إلكترونية بشكل كامل بمفردها يبدو أنه «أمر لا مفر منه».

وبحسب موقع «أكسيوس»، سيُدلي قادة من شركتي «أنثروبيك» و«غوغل» بشهادتهم اليوم أمام لجنتين فرعيتين تابعتين للجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب الأميركي، حول كيفية إعادة تشكيل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة الأخرى لمشهد التهديدات الإلكترونية.

وكتب لوغان غراهام، رئيس فريق اختبار الذكاء الاصطناعي في «أنثروبيك»، في شهادته الافتتاحية التي نُشرت حصرياً على موقع «أكسيوس»: «نعتقد أن هذا هو المؤشر الأول لمستقبل قد تُمكّن فيه نماذج الذكاء الاصطناعي، على الرغم من وجود ضمانات قوية، الجهات المُهدِّدة من شنّ هجمات إلكترونية على نطاق غير مسبوق».

وأضاف: «قد تصبح هذه الهجمات الإلكترونية أكثر تعقيداً من حيث طبيعتها وحجمها».

وحذرت شركة «أوبن إيه آي»، الأسبوع الماضي، من أن نماذج الذكاء الاصطناعي المستقبلية ستمتلك على الأرجح قدرات سيبرانية عالية الخطورة، مما يقلل بشكل كبير من المهارة والوقت اللازمين لتنفيذ أنواع معينة من الهجمات السيبرانية.

بالإضافة إلى ذلك، نشر فريق من الباحثين في جامعة ستانفورد ورقة بحثية توضح كيف اكتشف برنامج ذكاء اصطناعي يُدعى أرتميس ثغرات في إحدى الشبكات التابعة لقسم الهندسة بالجامعة، متفوقاً على 9 من أصل 10 باحثين بشريين شاركوا في التجربة.

كما أفاد باحثون في مختبرات Irregular Labs، المتخصصة في اختبارات الضغط الأمني ​​على نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة، أنهم لاحظوا «أدلة متزايدة» على تحسن نماذج الذكاء الاصطناعي في مهام الهجوم السيبراني.

ويشمل ذلك تحسينات في الهندسة العكسية، وبناء الثغرات، وتسلسل الثغرات، وتحليل الشفرات.

وقبل ثمانية عشر شهراً فقط، كانت تلك النماذج تعاني من «قدرات برمجية محدودة، ونقص في عمق الاستدلال ومشكلات أخرى»، كما أشارت شركة Irregular Labs.

وأضافت الشركة: «تخيلوا ما ستكون قادرة عليه بعد ثمانية عشر شهراً من الآن».

لكن، على الرغم من ذلك، لا تزال الهجمات الإلكترونية التي تعتمد كلياً على الذكاء الاصطناعي بعيدة المنال. ففي الوقت الراهن، تتطلب هذه الهجمات أدوات متخصصة، أو تدخلاً بشرياً، أو اختراقاً لأنظمة المؤسسات.

وقد تجلى ذلك بوضوح في تقرير «أنثروبيك» الصادم الشهر الماضي، إذ اضطر قراصنة الحكومة الصينية إلى خداع برنامج كلود للذكاء الاصطناعي والتابع للشركة ليقنعوه بأنه يُجري اختبار اختراق عادي قبل أن يبدأ باختراق المؤسسات.

وسيُخصص المشرعون جلسة الاستماع اليوم (الأربعاء) للبحث في الطرق التي يستخدم بها قراصنة الدول ومجرمو الإنترنت الذكاء الاصطناعي، وما إذا كانت هناك حاجة إلى أي تغييرات في السياسات واللوائح التنظيمية لتحسين التصدي لهذه الهجمات.


5 توقعات لدور الذكاء الاصطناعي المتنامي في الإعلام عام 2026

5 توقعات لدور الذكاء الاصطناعي المتنامي في الإعلام عام 2026
TT

5 توقعات لدور الذكاء الاصطناعي المتنامي في الإعلام عام 2026

5 توقعات لدور الذكاء الاصطناعي المتنامي في الإعلام عام 2026

يدخل قطاع الإعلام مرحلة محورية في علاقته بالذكاء الاصطناعي، تتسم بتسارع تبنيه وازدياد التحديات. وفيما يلي خمسة توقعات رئيسية لعام 2026، تسلط الضوء على كيفية إعادة تشكيل الذكاء الاصطناعي للصحافة والنشر والعلاقات العامة، كما كتب بيت باشال (*):

حقوق النشر

1.تفاقم نزاعات حقوق النشر

من المتوقع أن يتفاقم الجدل العالق حول حقوق النشر بين الناشرين وشركات الذكاء الاصطناعي قبل أن يتحسن. ورغم وجود اتفاقيات ترخيص، فإن التوتر الأساسي لا يزال قائماً: إذ يطالب الناشرون بتعويضات مقابل استخدام المحتوى، بينما تدافع شركات الذكاء الاصطناعي عن مبدأ الاستخدام العادل.

يلجأ كثير من الناشرين حالياً إلى حظر برامج زحف الذكاء الاصطناعي، ما يحد من الوصول إلى البيانات الحديثة، ويجعل أدوات الذكاء الاصطناعي أقل تنافسية. ومع ذلك، تتمتع «غوغل» بميزة فريدة نظراً لتوحيد محرك البحث وبرامج زحف الذكاء الاصطناعي لديها، فلا يمكن لأي ناشر حظر محرك بحث «غوغل».

ويضع هذا الوضع المنافسين، مثل «أوبن إيه آي» و«بيربليكسيتي»، في موقف غير مواتٍ، ويتوقع باشال أن تُعطي شركات الذكاء الاصطناعي الأولوية للتنافسية على حساب الامتثال لأوامر الآخرين.

غرفة الأخبار

2. تحوّل غرف الأخبار نحو منتجات الذكاء الاصطناعي لجني الإيرادات

يتطور دور الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار من مجرد أدوات لرفع الكفاءة إلى منتجات مُدرّة للدخل.

ويعكس تبني صحيفة «نيويورك تايمز» للذكاء الاصطناعي في مجال النسخ وإدارة وسائل التواصل الاجتماعي ازدياد الثقة بهذه التقنية. والأهم من ذلك، أن مبادرات مثل «Times AI Agent»، التي تُحوّل الأرشيفات إلى مجموعات بيانات جاهزة للذكاء الاصطناعي، تُشير إلى توجه نحو منتجات الذكاء الاصطناعي القابلة للاستثمار.

وبينما لا تزال الربحية غير مؤكدة، فإن الناشرين يُبدون استعداداً كبيراً للتجربة، على الرغم من الجدل الدائر، مثل ردة فعل نقابة «بوليتيكو» (Politico) على أداة ذكاء اصطناعي لقسمها المتميز. ويُشير هذا التوجه إلى أن الذكاء الاصطناعي سيُصبح جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيات المنتجات التي تهدف إلى تحسين الأرباح.

انتعاش قطاع العلاقات العامة

3. نهضة العلاقات العامة «الرشيقة»

على عكس التوقعات بتراجعها، تشهد العلاقات العامة انتعاشاً مدفوعاً بالذكاء الاصطناعي. يُولي الذكاء الاصطناعي التوليدي أهميةً بالغةً للمصداقية عبر منصات متعددة، ما يجعل الاستشهاد الواسع النطاق أكثر أهمية من أي وقت مضى. تُعزز هذه الديناميكية أهمية العلاقات العامة، حيث يُسهم تأمين التغطية - حتى على المواقع الصغيرة - في تعزيز الظهور في الأنظمة البيئية القائمة على الذكاء الاصطناعي.

مع ذلك، يواجه القطاع ضغوطاً لتبني الذكاء الاصطناعي في توليد المحتوى لخفض التكاليف، ما يُجبر شركات العلاقات العامة على أن تُصبح أكثر رشاقةً وذكاءً. والنتيجة هي قطاع علاقات عامة مُعزز ولكنه مُتحول، يتكيف مع تأثير الذكاء الاصطناعي على المحتوى والمصداقية.

أصالة الكتابة البشرية

4. الأصالة تُعيد تأكيد ذاتها

على الرغم من المخاوف من هيمنة الذكاء الاصطناعي على الصحافة، فإن الكتابة البشرية تظل أساسية. فبينما يُمكن للذكاء الاصطناعي البحث والكتابة، فإن استخدامه يُغير ثقة الجمهور وعلاقاته.

استعادت الأصالة أهميتها، حيث يُنظر إلى سرد القصص الذي يقوده الإنسان كأنه عامل تمييز. لا يزال الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً داعماً، ما يُتيح التوسع الفعّال من حيث التكلفة في صيغ، مثل مقاطع الفيديو التوضيحية القصيرة. وفي نهاية المطاف يعمل الذكاء الاصطناعي بوصفه مُسرِّعاً وليس بديلاً، ما يُساعد وسائل الإعلام على التنويع دون التضحية بالأصالة.

التوجه المباشر إلى الجمهور

5. التركيز على الجماهير مباشرة

يستعد الناشرون لعالم يسمى «غوغل الأصغر»، حيث يُعد الاعتماد على ما تقدمه محركات البحث المحسنة أمراً محفوفاً بالمخاطر؛ لذا تتجه الأولوية نحو بناء علاقات مباشرة مع الجمهور من خلال التطبيقات الخاصة والنشرات الإخبارية والفعاليات المباشرة، وهي قنوات تتميز بتفاعل وولاء أكبر.

ومع ذلك، مع تبني مزيد من الناشرين لهذه الاستراتيجيات، ستشتد المنافسة على جذب الانتباه.

الصورة الأكبر

لم يعد تبني الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام خياراً. مع استخدام 34 في المائة من الأشخاص للذكاء الاصطناعي في البحث عن المعلومات - أي بارتفاع من 18 في المائة قبل عام - وإدراج أكثر من نصف الصحافيين للذكاء الاصطناعي في سير عملهم أسبوعياً، يتكيف القطاع الإعلامي بسرعة. وبينما لا تزال مسائل حقوق النشر وتحقيق الربح عالقة، يُتوقع أن يكون عام 2026 هو العام الذي تُعدّ فيه شركات الإعلام دليلها الخاص للبقاء في عصر الذكاء الاصطناعي.

*مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا»


هيمنة شركة «أوبن إيه آي» على سوق الذكاء الاصطناعي تهتز بعد 3 سنوات صدارة

ستبقى شركة «أوبن إيه آي» اليافعة من سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة رمزاً للعبقرية التي أطلقت الذكاء الاصطناعي التوليدي وأتاحته على أوسع نطاق (رويترز)
ستبقى شركة «أوبن إيه آي» اليافعة من سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة رمزاً للعبقرية التي أطلقت الذكاء الاصطناعي التوليدي وأتاحته على أوسع نطاق (رويترز)
TT

هيمنة شركة «أوبن إيه آي» على سوق الذكاء الاصطناعي تهتز بعد 3 سنوات صدارة

ستبقى شركة «أوبن إيه آي» اليافعة من سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة رمزاً للعبقرية التي أطلقت الذكاء الاصطناعي التوليدي وأتاحته على أوسع نطاق (رويترز)
ستبقى شركة «أوبن إيه آي» اليافعة من سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة رمزاً للعبقرية التي أطلقت الذكاء الاصطناعي التوليدي وأتاحته على أوسع نطاق (رويترز)

حقق برنامج «تشات جي بي تي» نجاحاً باهراً ارتقى بشركة «أوبن إيه آي» سريعاً إلى مصاف عمالقة التكنولوجيا. لكن بعد ثلاث سنوات من الصدارة، بات هذا الموقع الريادي مهدداً بفعل اشتداد المنافسة، ما يثير انتقادات وشكوكاً في أوساط القطاع الرقمي والمستثمرين.

كتب المستثمر مايكل بوري الذي اشتُهر بفضل فيلم «ذي بيغ شورت»، على منصة «إكس» مطلع ديسمبر (كانون الأول): «(أوبن إيه آي) هي (نتسكيب) المقبلة، مصيرها الفشل وتستنزف أموالها»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويشير بوري في هذا المنشور إلى بوابة «نتسكيب» الإلكترونية التي كانت تسيطر على ما يقرب من 90 في المائة من سوق متصفحات الإنترنت في أوائل عام 1996، لكنها لم تعد تستحوذ إلا على أقل من 1 في المائة من هذه السوق بعد تسع سنوات.

حقق برنامج «تشات جي بي تي» نجاحاً باهراً ارتقى بشركة «أوبن إيه آي» سريعاً إلى مصاف عمالقة التكنولوجيا (رويترز)

وقال غاري ماركوس، الباحث المعروف بتشكيكه في هيكلية منظومة الذكاء الاصطناعي: «كان هذا حتمياً. فقدت (أوبن إيه آي) ريادتها وبالغت كثيراً في خطواتها».

ستبقى هذه الشركة اليافعة من سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، رمزاً للعبقرية التي أطلقت الذكاء الاصطناعي التوليدي وأتاحته على أوسع نطاق.

حقق برنامج الدردشة الآلي الشهير «تشات جي بي تي» التابع لشركة «أوبن إيه آي» نمواً قياسياً غير مسبوق، إذ ارتفع عدد مستخدميه من الصفر تقريباً في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 إلى أكثر من 800 مليون مستخدم أسبوعياً حالياً.

وبلغت قيمته السوقية 500 مليار دولار، وهو رقم أتاح البقاء في موقع الريادة بفارق كبير إلى أن نجحت «سبايس إكس» في التفوق عليه قبل أيام.

لكن في المقابل، من المتوقع أن تنهي «أوبن إيه آي» العام بخسارة بمليارات الدولارات، ولا تتوقع تحقيق أرباح قبل عام 2029.

وقد التزمت الشركة نفسها بدفع أكثر من 1.4 تريليون دولار لشركات تصنيع الرقائق الإلكترونية وجهات معنية ببناء مراكز البيانات لزيادة قدرتها الحاسوبية بشكل كبير، وهو أمر بالغ الأهمية لتطوير الذكاء الاصطناعي.

ويثير مسارها المالي تساؤلات، خصوصاً في ظل إعلان «غوغل» أن واجهتها للذكاء الاصطناعي «جيميناي» Gemini AI باتت تضم 650 مليون مستخدم شهرياً.

باتت منصة «غوغل» للذكاء الاصطناعي «جيميناي» Gemini AI تضم 650 مليون مستخدم شهرياً (رويترز)

«حصة من الكعكة»

وأظهر الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» سام ألتمان، وهو رجل بارع في مجال التجارة وصاحب شخصية جذابة، علامات استياء لأول مرة في أوائل نوفمبر عندما سُئل عن هذه العقود الضخمة بأكثر من ألف مليار دولار.

بعد أيام قليلة، حذّر في رسالة داخلية من أن الشركة تواجه خطر «بيئة مضطربة» و«مناخاً اقتصادياً غير موات»، متحدثاً عن تقدّم «غوغل» في المنافسة.

ثم أصدر إنذاراً عاجلاً حثّ فيه فرقه على تركيز جهودهم على «تشات جي بي تي».

الخميس، كشفت «أوبن إيه آي» عن نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي «جي بي تي 5.2» الذي يُصنّف أداؤه من بين الأفضل في معايير عدة، وأعلنت في اليوم نفسه عن شراكة رئيسية مع «ديزني».

يقول الشريك في شركة الاستثمار المباشر «فاونديشن كابيتال» Foundation Capital آشيو غارغ إن «(أوبن إيه آي) تستثمر مبالغ طائلة في تطوير نماذجها، لكن من غير الواضح كيف سينعكس ذلك اقتصادياً».

بالنظر إلى الخسائر المالية التي تتكبدها والتزاماتها الكبيرة، تُطرح علامات استفهام وفق آشيو غارغ عن تقييم «أوبن إيه آي» التي «تجمع حالياً أموالاً بأسعار تُثير تساؤلات حول عائد الاستثمار».

يقول إسبن روباك، الخبير المرموق في تقييم الأصول غير المدرجة لدى شركة بلوريس للاستشارات المالية: «لطالما توقعتُ انخفاض قيمة (أوبن إيه آي) السوقية نظراً لتزايد حدة المنافسة وعدم ملاءمة هيكلها الرأسمالي، لكنها تستمر في الارتفاع».

ويرى البعض أن هذه الفترة المضطربة قد تدفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل طرحها الأولي للاكتتاب العام، أو على العكس، تسريعه لجذب المستثمرين الأفراد الذين لا يزال ملايين منهم مهتمين بها.

كما ينتقد البعض شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة لتنويعها المفرط لأنشطتها، بدءاً من البنية التحتية وصولاً إلى شبكة «سورا» الاجتماعية للفيديوهات، وحتى تصميم جهاز متصل بالإنترنت.

لكن باستثناء بعض المعلقين المتشددين، لا تتوقع سوى قلة قليلة انهيار «أوبن إيه آي».

ويتوقع المحلل في مركز البحوث والتحليلات المالية CFRA أنجيلو زينو أنه «لن يكون هناك فائز» في سباق الذكاء الاصطناعي، «لكن لا بد من وجود عدة مزودين لنماذج عالية الجودة»، ومن بينهم «أوبن إيه آي» التي يرى أنها قادرة على النجاح من دون أن تبقى في الصدارة.

ويبدو أيضاً أن العديد من الاتفاقيات المبرمة مع مزودي خدمات الحوسبة والمعالجات والحوسبة السحابية تتضمن شروطاً مرنة إلى حد كبير.

في هذه الأوقات المضطربة، يُعدّ وجود مساهم رئيسي مثل «مايكروسوفت» (27 في المائة من رأس المال) أمراً بالغ الأهمية، لا سيما أن الشراكة الوثيقة مع مُبتكر نظام «ويندوز» تضمن لـ«أوبن إيه آي» إيرادات متكررة وكبيرة.

ويؤكد أنجيلو زينو أن «كل هذه الشركات ستحصل على حصتها من الكعكة، وسيزداد حجم الكعكة بشكل كبير».