بلجيكا: توجيهات لتعزيز الوجود الأمني في أماكن عرض مباريات بطولة الأمم الأوروبية

«خلية أنتويرب» خطّطت لقتل زعيم حزب اليمين المتطرف البلجيكي

رجال أمن فرنسيون يؤمّنون أحد شوارع باريس الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
رجال أمن فرنسيون يؤمّنون أحد شوارع باريس الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

بلجيكا: توجيهات لتعزيز الوجود الأمني في أماكن عرض مباريات بطولة الأمم الأوروبية

رجال أمن فرنسيون يؤمّنون أحد شوارع باريس الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
رجال أمن فرنسيون يؤمّنون أحد شوارع باريس الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

نصحت وزارة الداخلية البلجيكية مواطنيها، أمس، بعدم استعمال الألعاب النارية، والالتزام بالخضوع للتفتيش قبل دخول الميادين العامة التي ستقام فيها شاشات كبيرة لعرض مباريات كرة القدم في بطولة كأس الأمم الأوروبية.
ووجهت الوزارة تنبيها إلى الإدارات الأمنية بزيادة اليقظة، وتسيير دوريات أمنية إضافية حول المداخل المؤدية إلى هذه الميادين. وفي ظل مخاوف من استغلال إرهابيين مناسبة البطولة لتنفيذ اعتداءات، كانت عدة بلديات مترددة بشأن إقامة شاشات عرض كبيرة في الميادين، لتمكين المواطنين من مشاهدة المباريات. وطلبت المجالس البلدية من وزارة الداخلية حسم القرار، فأكدت الأخيرة في خطاب رسمي أن ذلك ليس إلزاميا.
وقالت الوزارة إنه في حالة تأهب أمني من الدرجة الثالثة (التي توجد عليها البلاد حاليا، أو الدرجة الرابعة، وهي درجة الخطر القصوى)، يجب التزام المواطنين بعمليات التفتيش في الأماكن العامة، خصوصا منها التي تشهد اكتظاظا كبيرا. ويفضّل أن يكون للميادين مدخل واحد، يخضع فيه المواطن للتفتيش، كما يتم فحص محتوى حقائبه، كما يطالب بعدم استخدام الألعاب النارية، أو المواد القابلة للاشتعال.
وأبدت بعض البلديات تردّدها في تنفيذ هذه التوجيهات، معتبرة أنه من الصّعب التحكم في الميادين الكبيرة، من حيث تخصيص مدخل واحد فقط للدخول، بالإضافة إلى استخدام نفس المدخل من طرف أصحاب المقاهي والمطاعم والمتاجر. وبالتالي أظهرت بعض البلديات موافقتها على إقامة الشاشات، بينما رفض البعض الآخر من منطلق الحيطة والحذر، وتفادي أي مخاطر، بينما لا يزال البعض مترددا في اتخاذ القرار.
من جهة أخرى، كشف فيليب ديونتر، زعيم اليمين المتشدد في بلجيكا، أنه كان مستهدفا بالقتل من طرف خلية إرهابية اعتقلتها الشرطة قبل أيام قليلة.
وقال ديونتر، زعيم حزب «فلامس بلانغ»، إنه شعر بـ«الفزع»، بعد أن كشفت السلطات عن تخطيط عناصر في الشبكة الإرهابية لقتله، إلى جانب تنفيذ هجمات إرهابية في مناطق مكتظة بالسكان، كان أبرزها محطة القطارات الرئيسية في مدينة أنتويرب (شمال البلاد) ومراكز تجارية. وكشف زعيم اليمين المتشدد عن تلقيه العشرات من التهديدات بالقتل أخيرا، وقال: «عشت تحت حراسة أمنية مشددة خلال الـ8 أشهر الماضية». وتحدّثت وسائل إعلام محلية، نقلا عن مصادر مطلعة، عن خطة جاهزة لقتل السياسي البلجيكي اليميني من خلال دخول مكتبه، وإطلاق النار عليه. وأضافت المصادر نفسها أن أفراد المجموعة كانوا يتحدثون، خلال اتصالات رصدتها، بنوع من الفكاهة حول حزام ناسف وعمل تفجيري يمكن أن يودي بحياة عدد كبير من الأشخاص الذين وصفوا بـ«الكفار». ويأتي ذلك عقب الإعلان عن إحباط مخطط إرهابي في أنتويرب (شمال بلجيكا)، مساء الأربعاء، واعتقال 4 أشخاص على خلفية التحقيقات، تتراوح أعمارهم بين 16 و19 عاما، وكشفت مصادر إعلامية محلية، أمس، عن المناطق المستهدفة من طرف المتطرفين.
واتّضح، من خلال اتصالات هاتفية بين أفراد المجموعة الإرهابية، أنهم استهدفوا محطة القطار الرئيسية في مدينة أنتويرب. وكان أفراد الخلية على اتصال بشاب من سكان أنتويرب سافر منذ فترة للانضمام إلى صفوف «داعش»، ويدعى هشام شايب، ويعتبر أحد أبرز القيادات في مدينة الرقة السورية. وعلى الرغم من عدم العثور على أسلحة ومتفجرات، فإن السلطات الأمنية تمكّنت من ضبط أفراد الخلية بشكل سريع، وأحبطت خططها، خصوصا أن المعتقلين كانوا يحاولون جمع مبلغ من المال، ربما لشراء أسلحة، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام محلية بلجيكية.
يذكر أن حزب «فلامس بلانغ» أعلن أخيرا نيته تدشين موقع جديد على الإنترنت بهدف التعريف بمحاولة «أسلمة أوروبا»، التي تأتي من خلال محاولة أسلمة المجتمع بنشر الفكر والثقافة الإسلامية، بدلا من الأوروبية، وفقا لبيان الحزب. وفي مارس (آذار) الماضي، وخلال مؤتمر صحافي، بعد أيام من التفجيرات ببروكسل، طالب ديونتر كذلك بإلغاء الاعتراف الرسمي بالدين الإسلامي من جانب السلطات البلجيكية، وأشار إلى أن إلغاء الاعتراف الرسمي بالدين الإسلامي في بلجيكا سيمنع الاستفادة من الخدمات التي توفرها الحكومة، وقال إن سياسات الاندماج مسؤولة عن قدوم «متطرفين» إلى البلاد.



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.