التحقيق في ملابسات تسريب استجواب مصور بالفيديو عن رئيس البرلمان الليبي

التحقيق في ملابسات تسريب استجواب مصور بالفيديو عن رئيس البرلمان الليبي
TT

التحقيق في ملابسات تسريب استجواب مصور بالفيديو عن رئيس البرلمان الليبي

التحقيق في ملابسات تسريب استجواب مصور بالفيديو عن رئيس البرلمان الليبي

أعلنت السلطات الليبية أنها ستفتح تحقيقا رسميا حول واقعة تسريب استجواب مصور بالفيديو لنوري أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) على يد قائد إحدى الميلشيات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصادر بمكتب النائب العام الليبي المستشار عبد القادر رضوان، أنه أصدر أمرا بمباشرة التحقيقات في ما تداولته صفحات التواصل الاجتماعي وبثه عدد من القنوات الفضائية، والذي يدور حول رئيس المؤتمر الوطني.
وأوضحت أن التحقيقات تشمل ما أثير من وقائع في التسجيل المرئي الذي جرى بثه عبر شبكة الإنترنت أول من أمس، والتي قد تشكل ما وصفته بـ«جرائم أخلاقية أو جرائم حجر على الحرية وابتزاز».
وكانت «كتيبة ثوار طرابلس»، وهي إحدى الميلشيات المسلحة التي تسيطر على العاصمة الليبية، قد نشرت على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» فيديو يظهر أبو سهمين الذي يترأس أعلى سلطة سياسية ودستورية والقائد الأعلى للجيش الليبي وهو يخضع لاستجواب مهين من هيثم التاجوري معاون آمر الكتيبة، حول واقعة خطفه التي كان قد نفاها رسميا في الرابع من يناير (كانون الثاني) الماضي.
ويقول مراقبون محليون إن أبو سهمين يواجه فضيحة سياسية قد تؤدي إلى الإطاحة به من منصبه الذي يتولاه منذ 25 يونيو (حزيران) الماضي، عقب استقالة محمد المقريف الرئيس السابق للمؤتمر، في أعقاب الموافقة على قانون العزل السياسي الذي يحظر على كل من تولى منصبا كبيرا في نظام العقيد الراحل معمر القذافي العمل في الحكومة.
وبدا أبو سهمين في الفيديو الذي تصل مدته إلى نحو دقيقتين ونصف وهو يوضح لمستجوبه حقيقة وجوده مع فتاتين وتفاصيل خطفه من مقر إقامته بضاحية فشلوم في طرابلس.
ويعد أبو سهمين ثاني مسؤول رفيع المستوى في ليبيا يجري اختطافه، واختطف علي زيدان رئيس الحكومة السابق العام الماضي على أيدي مسلحين قالوا إنهم تابعون لغرفة عمليات ثوار ليبيا ولجنة مكافحة الجريمة. وسعى أبو سهمين إلى التخفيف من حدة الوضع في ليبيا وطمأن القادة العرب في القمة العربية التي اختتمت أعمالها بالكويت أمس، بقوله: «إن النسيج الاجتماعي الليبي مترابط ومتماسك.. وإن الليبيين بدأوا في إرساء دعائم دولتهم.. التحديات كبيرة لكنها تحتاج إلى الوقت لتجاوزها».
ورحبت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بقرار المؤتمر الوطني بتكليف المفوضية الوطنية العليا للانتخابات بإجراء انتخابات تكميلية للهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور. وقالت في بيان لها إنها «تتمنى أن تكون هذه الفرصة مناسبة لتجاوز العراقيل التي حالت دون إجراء الانتخابات في عدة دوائر انتخابية». ورأت أن التعديل الدستوري السابع المتعلق بوجوب التوافق مع مكونات المجتمع الليبي ذات الخصوصية الثقافية واللغوية في الأحكام المتعلقة بهم يتجاوب مع تطلعات هذه المكونات.
إلى ذلك، أقر المؤتمر الوطني ميزانية الطوارئ التي طلبتها حكومة عبد الله الثني، رئيس الحكومة الانتقالية، بقيمة مليارين و550 مليون دينار، منها مليار دينار لوزارة الدفاع و300 مليون للداخلية ومائة مليون للعدل، و600 مليون للخدمات العامة التي تشمل الكهرباء والمياه والصحة، و500 مليون للمحروقات.
وأوضح عمر حميدان الناطق الرسمي باسم المؤتمر أن هذه الميزانية جرى إقرارها كسلفة مالية من مصرف ليبيا المركزي تسلم إلى وزارة المالية ويجري عن طريقها تقسيم هذه السلفة على أن يجري خصمها من ميزانية العام الحالي.
وأعلن أن لجنة الدفاع بالمؤتمر الوطني تقدمت بطلب إلى رئاسة المؤتمر لمناقشة موضوع إقالة رئيس الأركان العامة للجيش الليبي وإدراجه ضمن جدول أعمال المؤتمر في جلساته القادمة.
من جهته، أكد عبد الله الثني استعداد بلاده لتعويض النقص الذي قد يعتري إمدادات الغاز لدول الاتحاد الأوروبي على خلفية الأزمة الأوكرانية. وقال الثني خلال لقائه سفراء دول الاتحاد الأوروبي بطرابلس إن تلبية الاحتياجات الأوروبية من إمدادات الغاز هو تعبير عن تقدير ليبيا لموقف بلدان الاتحاد إبان ثورة 17 فبراير عام 2011، لافتا إلى الأهمية التي توليها ليبيا للتعاون مع كل بلدان الاتحاد لما تملكه من خبرات وتقنية من شأنها المساهمة في إعادة أعمار ليبيا وبناء مؤسساتها وكوادرها.
وطمأن الثني وفقا لبيان رسمي أصدره مكتبه أمس الشركاء الأوروبيين بأن بلاده تولي اهتماما كبيرا للملف الأمني، وخصوصا في ما يتعلق بالمطارات، لافتا إلى أن هناك إجراءات اتخذت لتحسين الأوضاع بها من جميع النواحي.
وطالب الثني في المقابل بضرورة الإيفاء بالوعود التي قطعها الاتحاد الأوروبي بشأن مساعدته لليبيا في مختلف المجالات، ومنها دعم الجهود الليبية في مكافحة الهجرة غير الشرعية والتهريب بمختلف أنواعه من خلال تقديم المساعدة التقنية لمراقبة الحدود.
في سياق آخر، عد علي زيدان رئيس الوزراء الليبي السابق عدم إرسال الغرب قوات إلى ليبيا بعد الثورة على نظام القذافي «قرارا سيئا»، وقال إنه كان يتمنى أن يرسل الغرب قوات إلى الأراضي الليبية للمحافظة على الأمن.
ونفى في مقابلة بثتها شبكة «سي إن إن» الأميركية احتمال انفصال إقليم برقة عن ليبيا، مشيرا إلى أن «هناك ضعفا في الأجهزة الأمنية والجماعات الاستخبارية في ليبيا أدى إلى عدم اعتقال المتورطين في الهجوم على السفارة الأميركية في بنغازي سبتمبر (أيلول) 2012، التي راح ضحيتها السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة أميركيين».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.