أنصار الصدر يتظاهرون بالمطارق عوضًا عن الورود في بغداد

مصادر أمنية وبرلمانية تتحدث عن محاولة انقلابية على حكومة العبادي

متظاهرون عراقيون لدى اقترابهم من المنطقة الخضراء في بغداد أمس (رويترز)
متظاهرون عراقيون لدى اقترابهم من المنطقة الخضراء في بغداد أمس (رويترز)
TT

أنصار الصدر يتظاهرون بالمطارق عوضًا عن الورود في بغداد

متظاهرون عراقيون لدى اقترابهم من المنطقة الخضراء في بغداد أمس (رويترز)
متظاهرون عراقيون لدى اقترابهم من المنطقة الخضراء في بغداد أمس (رويترز)

عاد المتظاهرون إلى ساحة التحرير وبصورة مفاجئة محاولين عبور جسر الجمهورية باتجاه المنطقة الخضراء، وتهديم الحواجز الكونكريتية.
وقدر شاهد عيان في ساحة التحرير، خروج نحو أربعة آلاف متظاهر غالبيتهم العظمى من أتباع مقتدى الصدر وعدد قليل من التيار المدني الديمقراطي كانوا يحملون مطارق ضخمة، لكن القوات الأمنية الموجودة هناك بكثافة قاومتهم وألقت عليهم قنابل صوتية والقنابل المسيلة للدموع مما أدى إلى تفرقهم ليعودوا ثانية للمحاولة مرة أخرى.
وأضاف شاهد العيان لـ«الشرق الأوسط» أن «القوات الأمنية جابهتهم بقوة ومنعتهم من الوصول إلى الجسر في رسالة واضحة بأنهم (المتظاهرين) لن يعبروا الجسر هذه المرة»، مشيرا إلى أن «المتظاهرين رفعوا ورددوا شعارات (الشعب يريد إسقاط النظام)»، وقال: «من الواضح أن من بين المتظاهرين مندسين ويحاولون تنفيذ مخطط معين».
وقالت الناشطة المدنية انتصار جبار من قياديات مظاهرات التيار المدني الديمقراطي أن «الاتفاق الذي تم أمس (بين المحتجين) يقضي بعدم الخروج في مظاهرات (أمس) كون البلد مشغولا بالحرب ضد داعش في الفلوجة، ولا نريد أن نتهم بإشغال الأجهزة الأمنية، لكن قسما من قادة المظاهرات قالوا إذا لم نخرج فهذا يعني أننا نفذنا أوامر حيدر العبادي، الذي طلب عدم التظاهر اليوم وعدم إشغال الأجهزة الأمنية لا سيما أن القوات العراقية مشغولة بمعركة تحرير الفلوجة».
وأضافت انتصار جبار قائلة: «لقد تم التوجيه في حالة المشاركة بالمظاهرات أن نحمل الورود والشموع وأعلاما عراقية وأن يتم توزيع الورود على رجال القوات المسلحة ونوقد الشموع ترحما على شهدائنا في الفلوجة، لكننا فوجئنا بأن أنصار التيار الصدري هجموا على الحواجز الكونكريتية محاولين عبور الجسر إلى المنطقة الخضراء، وحدث ما حدث».
وكشفت مصادر أمنية وبرلمانية وسياسية عراقية عن «وجود مخطط لانقلاب تنفذه ميليشيات مسلحة غير خاضعة لسيطرة الدولة ولصالح جهة سياسية عراقية في ظل أوضاع خطيرة تسود العاصمة العراقية بغداد أدت إلى غلق خمسة جسور وسط بغداد وقطع الطرق وانتشار واسع لقطعات من الجيش والأجهزة الأمنية وسط العاصمة العراقية».
وأشارت المصادر إلى أن لأجهزة الاستخبارية كانت قد اكتشفت مخططا للسيطرة على بعض أجزاء العاصمة وخاصة في المنطقة الخضراء وذلك عن طريق التسلل مع المتظاهرين لتحقيق خططهم.
مصدر أمني عراقي رفيع المستوى قال في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «حصلنا على معلومات شبه مؤكدة تفيد بوجود خطة من قبل جماعات مسلحة للقيام بانقلاب ضد الحكومة وذلك من خلال تسلل هذه الميليشيات مع المتظاهرين اليوم (أمس) ودخول المنطقة الخضراء والسيطرة على مبنى مجلس الوزراء ومبنى البرلمان العراقي وبعض المباني المهمة لابتزاز الحكومة وإضعاف دورها، وبالتالي إجبار رئيس الحكومة على الاستقالة أو إقالته من قبل جهات سياسية ضاغطة وترشيح قيادي آخر من حزب الدعوة لتشكيل الحكومة، في وقت يقاتل فيه الجيش العراقي تنظيم داعش لتحرير مدينة الفلوجة من الإرهابيين». وحول هوية هذه الميليشيا، قال المصدر الأمني «أعتذر عن تسميتها لكنها ميليشيا شيعية معروفة مدعومة من جهة سياسية تريد السيطرة مجددا على الحكومة والبلد».
وأضاف المصدر الأمني الذي فضل عدم نشر اسمه قائلا: «معلوماتنا تشير إلى أن الخطة تقضي بتسلل مسلحين مع المتظاهرين السلميين لإحداث حالة من الفوضى واستخدام السلاح والمواجهة المسلحة بين هذه الجماعات، وحمايات المنطقة الخضراء في سيناريو مشابه لما حدث يوم الجمعة الماضي، عندما تسلل مسلحون مع المتظاهرين وأطلقوا النار على رجال الأمن المكلفين حماية مجلسي الوزراء والنواب، وراح ضحيتها متظاهرون، ولو تكرر هذا السيناريو بشكل أوسع ومشاركة عدد أكبر من المسلحين سيكون عدد الضحايا أكثر وسيتيح ذلك انفلاتا أمنيا لسنا بحاجة له».
من جهته، أيد البرلماني حامد المطلك، النائب عن ائتلاف العراقية بزعامة إياد علاوي، ونائب رئيس لجنة الأمن ولدفاع البرلمانية صحة المعلومات التي تفيد بوجود مندسين مسلحين بين المتظاهرين، وقال لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف أمس إن «هؤلاء المندسين هم من ميليشيات مسلحة معروفة لدى الحكومة والأجهزة الأمنية وتابعة لأحزاب متنفذة بالعملية السياسية هدفهم الحفاظ على مصالحهم والحصول على مغانم سياسية والإيغال بعمليات الفساد»، مشيرا إلى أن «صراعات الكتل السياسية يتم تصفيتها بهذه الطريقة بينما الشعب يتظاهر من أجل محاربة الفساد وإجراء تغييرات جذرية في البلد».
وأضاف المطلك «أن غالبية التفجيرات وإرباك الوضع الأمني سببها الصراعات بين السياسيين ويذهب ضحيتها المواطنون الأبرياء». وقال «غالبية الأحزاب الشيعية إن لم تكن جميعها لها ميلشياتها التي تنفذ أجنداتها من أجل مصالحها فهؤلاء لا يهمهم الوطن أو الناس، وهناك من يريد السيطرة على السلطة حتى لو كلف ذلك أرواح الأبرياء من العراقيين»، محذرا من أن «الأوضاع الأمنية سوف تنزلق أكثر نحو الهاوية والقادم أخطر بكثير مما يحصل اليوم، ونحن في انتظار تحرير الفلوجة وإنقاذ المواطنين من القتل والجوع لتتم محاسبة الفاسدين الذين قادوا الأوضاع إلى هذه النقطة الحرجة».



«الوزارية العربية الإسلامية» تبحث مع غوتيريش تفعيل الاعتراف بدولة فلسطين

جانب من اجتماع اللجنة الوزارية العربية والإسلامية مع أمين عام الأمم المتحدة في نيويورك (واس)
جانب من اجتماع اللجنة الوزارية العربية والإسلامية مع أمين عام الأمم المتحدة في نيويورك (واس)
TT

«الوزارية العربية الإسلامية» تبحث مع غوتيريش تفعيل الاعتراف بدولة فلسطين

جانب من اجتماع اللجنة الوزارية العربية والإسلامية مع أمين عام الأمم المتحدة في نيويورك (واس)
جانب من اجتماع اللجنة الوزارية العربية والإسلامية مع أمين عام الأمم المتحدة في نيويورك (واس)

بحثت اللجنة الوزارية العربية الإسلامية بشأن تطورات غزة، الأربعاء، مع أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، دعم الجهود الرامية إلى تفعيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والذي يكفل تلبية حقوق الشعب بتجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.

وترأس الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، الاجتماع الذي حضره الأعضاء: الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، ومحمد مصطفى رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني، وأيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، ووزراء الخارجية بدر عبد العاطي (مصر)، والدكتور عبد اللطيف الزياني (البحرين)، وهاكان فيدان (تركيا)، وريتنو مارسودي (إندونيسيا)، وأمينا جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ومنظمة التعاون الإسلامي حسين طه.

وناقش الاجتماع، الذي جاء على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، التطورات الخطيرة في غزة، ومواصلة الاحتلال الإسرائيلي التصعيد العسكري ضد المدنيين العُزل، حيث جدّدت اللجنة موقف الدول العربية والإسلامية الموحَّد الرافض للعدوان، ودعوتها لضرورة الوقف الفوري والتام لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين وفق القانون الدولي الإنساني.

الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته في اجتماع اللجنة الوزارية العربية والإسلامية مع غوتيريش (الأمم المتحدة)

وبحث أعضاء اللجنة أهمية دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بوصفها ضرورة لا بديل عنها في جميع عمليات الاستجابة الإنسانية بغزة، مشددين على أهمية التصدي للحملات المُمنهجة التي تستهدف تقويض دورها، مع استمرار دعمها لضمان إيصال المساعدات الضرورية للمحتاجين.

وطالبوا بالتصدي لكل الانتهاكات الصارخة التي تُمارسها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وتزيد المأساة الإنسانية، وعرقلتها دخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة، مؤكدين أهمية محاسبة إسرائيل على الانتهاكات المتواصلة في القطاع والضفة الغربية المحتلة، والتصدي لعمليات التهجير القسري التي يسعى الاحتلال لتنفيذها.

ونوّه الأعضاء بأهمية اتخاذ الخطوات الجادة والعاجلة لضمان تأمين الممرات الإغاثية لإيصال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية الكافية والعاجلة لغزة، معبّرين عن رفضهم تقييد دخولها بشكلٍ سريع ومستدام وآمن، ومقدّرين جهود غوتيريش ومواقفه خلال الأزمة، خصوصاً فيما يتعلق بجهود حماية المدنيين، وتقديم المساعدات.

جانب من اجتماع اللجنة الوزارية العربية والإسلامية مع غوتيريش في نيويورك (الأمم المتحدة)

من جانب آخر، أكد الأمير فيصل بن فرحان أن صناعة السلام تتطلب الشجاعة في اتخاذ القرارات الصعبة، «فخلف كل تعطيل لمسارات السلام والتسويات السياسية، نجد بعض القيادات السياسية تُغلِّب مصالحها الشخصية واعتباراتها الحزبية على المصالح الجامعة والسلم الإقليمي والدولي، وهو ما انعكس بشكل واضح على كفاءة المنظمات الدولية، ومجلس الأمن على وجه الخصوص، في أداء مهامها».

جاء ذلك خلال مشاركته في الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن تحت عنوان «القيادة في السلام»، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال وزير الخارجية السعودي إن «الاجتماع يأتي في فترة تتصاعد فيها وتيرة الصراعات والأزمات، وتتضاعف التحديات والتهديدات المشتركة، وتتنامى أزمة الثقة في النظام الدولي متعدد الأطراف، وقدرته على تحقيق آمال الشعوب بمستقبل يسوده السلام والتنمية».

وشدد على أن «هذه الظروف تُحتِّم علينا تقييم حالة العمل الدولي متعدد الأطراف، وأسباب تراجعه عن حلّ الأزمات ومعالجة التحديات المشتركة»، متابعاً: «ولعلّ النظر الجاد في الإسراع بعملية إصلاح مجلس الأمن أصبح ضرورة مُلحّة أكثر من أي وقت مضى»، ومنوهاً بأن «استعادة الاحترام للمواثيق والأعراف الدولية تأتي عبر تطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ومحاسبة منتهكيه دون انتقائية».

وأوضح الأمير فيصل بن فرحان أن التحدي لا ينحصر في عجز منظومة السلم والأمن والمؤسسات الدولية عن الاستجابة للتحديات المشتركة، بل يتعداه ليشمل غياب «القيادة من أجل السلام»، مضيفاً: «للخروج من دائرة العنف والأزمات، يجب علينا تمكين القيادة الدولية المسؤولة، وإحباط محاولات تصدير المصالح السياسية الضيقة على حساب أمن الشعوب وتعايشها».

ولفت إلى أن «غياب التحرّك الدولي الجادّ لإيقاف التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر هو دليل قاطع على ما يعانيه النظام الدولي متعدد الأطراف من قصور وتضعضع في الإرادة السياسية الدولية».

وأبان وزير الخارجية السعودي أن بلاده تؤمن بأن السلام هو الأساس الذي يمهّد للتعاون والتنمية، وهو الحامي لديمومتهما، مؤكداً دعمها النظام الدولي متعدد الأطراف، وسعيها لتطويره وتمكين مقاصده، واستعادة الثقة بمؤسساته، والتزامها بتعزيز العمل الجماعي من أجل تحقيق الأمن والتنمية المشتركة.

وزير الخارجية السعودي يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن حول «القيادة في السلام» (واس)

إلى ذلك، شارك الأمير فيصل بن فرحان في الاجتماع الوزاري بشأن السودان، على هامش أعمال الجمعية العامة، الذي تناول المستجدات، وأهمية تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب السوداني.

كما شارك في الاجتماع الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي و«البينيولكس»، الذي استعرض فرص تعزيز التعاون بين الجانبين بمختلف المجالات، ومن بينها إمكانية زيادة التبادل التجاري، وتطوير العمل التنموي والاقتصادي. كما ناقش آخِر تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية؛ بما فيها حرب غزة، والجهود المبذولة بشأنها.

الأمير فيصل بن فرحان لدى مشاركته في الاجتماع الوزاري بشأن السودان (واس)

من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية السعودي، إن بلاده تؤمن بضرورة تعزيز آليات التشاور بين مجلس الأمن والمنظمات الإقليمية، مثمّناً القرار التاريخي لسلوفينيا بالاعتراف بدولة فلسطين.

وشدّد خلال مشاركته في اجتماع ترويكا جامعة الدول العربية (السعودية، البحرين، العراق) مع الدول الأعضاء بمجلس الأمن، على دعم الرياض الكامل لجهود الوساطة التي تبذلها القاهرة والدوحة وواشنطن، ورفضها للإجراءات الإسرائيلية التي تعرقلها.

وجدّد الأمير فيصل بن فرحان دعم السعودية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وتقديرها للجهود التي تبذلها في قطاع غزة.

وزير الخارجية السعودي خلال مشاركته في اجتماع الترويكا العربية مع مجلس الأمن (واس)

وأكد على أهمية تكثيف التعاون والتنسيق بين جامعة الدول العربية ومجلس الأمن والشركاء الدوليين من أجل إحراز تقدم ملموس بقضايا المنطقة، والمساهمة في تعزيز السلم والأمن الدوليين.

وشارك وزير الخارجية السعودي، في الفعالية السنوية لدعم أعمال (الأونروا)، حيث جرى بحث ضرورة توفير الدعم اللازم لها، لضمان استمرار تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين.