وعود دولية بوقف الحرب اليمنية وإطلاق المعتقلين قبل رمضان

المخلافي لـ «الشرق الأوسط» : اجتماعات مكثفة سعودية ـ أميركية ـ بريطانية لتفعيل لجنة التواصل والتنسيق

وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي خلال مؤتمر صحافي في الكويت (ا.ف.ب)
وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي خلال مؤتمر صحافي في الكويت (ا.ف.ب)
TT

وعود دولية بوقف الحرب اليمنية وإطلاق المعتقلين قبل رمضان

وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي خلال مؤتمر صحافي في الكويت (ا.ف.ب)
وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي خلال مؤتمر صحافي في الكويت (ا.ف.ب)

تلقت الحكومة اليمنية عبر وفدها المشارك في مشاورات الكويت، وعدا دوليا، بوقف الحرب على جميع الجبهات، وإطلاق سراح المعتقلين خلال الأيام المقبلة، وتحديدا قبل دخول شهر رمضان. وجاء هذا الوعد، لتطمين الحكومة اليمنية، وتأكيد جدية المساعي الدولية على أحلال السلام ووقف الحرب في اليمن، رغم أن وفد الشرعية لم يلتق حتى يوم أمس الجمعة بوفد الانقلابيين «الحوثيين - صالح» في جلسة مباحثات مباشرة، الذي قد يستمر هذا الانقطاع من التواصل المباشر لعدة أيام، بعد أن ينهي إسماعيل ولد الشيخ مبعوث الأمم المتحدة، لقاءه مع الطرف الآخر.
ويترقب وفد الحكومة الفترة الزمنية التي سيحددها المبعوث الأممي لهذه المشاورات، والتي يتمنى الوفد أن تكون قبل شهر رمضان، وذلك بعد أن يستكمل ولد الشيخ كل جهوده مع وفد الشرعية من جهة، وطرف «الحوثيين - صالح» من جهة أخرى.
وقال عبد الملك المخلافي نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية، ورئيس وفد المشاورات للحكومة اليمنية في الكويت في تصريحات، لـ«الشرق الأوسط» إن وفد الحكومة المشارك في الكويت تلقى وعدًا من الدول الكبرى الراعية لعملية السلام في اليمن بوقف الحرب خلال الأيام القليلة المقبلة وتحديدا قبل دخول شهر رمضان والإفراج عن المعتقلين، «ونأمل أن يتحقق هذا الوعد ليكون هدية للشعب اليمني».
وأضاف المخلافي: «إن الكل حريص على تفعيل لجنة التواصل والتنسيق، وهناك اجتماعات للسفراء الثلاثة (السعودي، الأميركي، البريطاني) بشكل مستمر مع لجنة التواصل من أجل إيقاف الحرب قبل شهر رمضان، ونحن ندعم تفعيل هذه اللجنة، إلا أن أسباب تعطيل دورها يقع على الحوثيين الذين لا يدركون دور المجتمع الدولي، ولا إعطاء الفرصة للمواطن اليمني ليعيش بسلام». وعن الجلسات الجانبية مع ولد الشيخ، قال المخلافي إن وفد الحكومة عقد جلسات متتالية، مع إسماعيل ولد الشيخ مبعوث الأمم المتحدة، لمناقشة موضوع الانسحابات، «وحتى الآن لم يعقد جلسات مباشرة مع الحوثيين»، مضيفا أن ولد الشيخ لم يستكمل أي حديث مع «الحوثيين - صالح» الذين ما زالوا بعيدا عن رؤية الأمم المتحدة: «التي تعتبر الحكومة الشرعية قريبة من هذه الرؤية وتناقش في الكثير من التفاصيل ومنها الانسحاب، وتشكيل اللجنة العسكرية الأمنية التي ستشرف على هذا الانسحاب وتسليم السلاح، لذا نحن نعول أن يحدد ولد الشيخ سقفا لهذه المشاورات على أن يكون قبل دخول شهر رمضان». وشدد وزير الخارجية اليمني على أن وفد الشرعية ينطلق في هذه المشاورات على ما قدمه إسماعيل ولد الشيخ من ضمانات تعتمد على المرجعيات الثلاث، التي ستكون الركيزة في كل ما سيحدث مستقبلا، وأما فيما يتعلق بالاتفاق على ما سيطرح في الجلسات المباشرة، سيكون مرهونًا بما سيطرح وما سنتوصل إليه من اتفاق كامل. وأنهى ولد الشيخ جلساته المباشرة مع وفد الحكومة خلال الأيام الماضية، ولن يلتقي معهم اليوم السبت وغدا الأحد، وفقا للمخلافي، الذي قال إنه لا توجد الآن لقاءات مع المبعوث الأممي، وسيكرس تحركاته خلال هذين اليومين للقاء الانقلابيين، لعله يصل معهم إلى تقدم، وسيكون هناك ضغط على وفد الانقلابيين، خاصة أن الوفد الحكومي قطع شوطا كبيرًا في الكثير من النقاط. وأشار وزير الخارجية اليمني، إلى أن ولد الشيخ أبلغ وفد الحكومة أنه ما زال يناقش الانقلابيين بنفس الآلية التي تتم مع وفد الحكومة، وهذا ما نعول عليه لإنجاح هذه المشاورات، «خاصة أننا قدمنا رؤى فاعلة ومرنة وحقيقية للاستمرار والنجاح، بخلاف الانقلابيين الذين ما زالوا واقفين عند النقاط التي يطرحونها والتي تختلف مع وجهة نظر الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، خاصة أن الاجتماع الذي عقد في الـ25 من الشهر الحالي في مجلس الأمن أكد فيه جميع المندوبين ومجلس الأمن وولد الشيخ أن الأولوية لتسليم السلاح، لإنجاح العملية وهم بعيدون عن الالتزام في هذا الجانب». وحول لقائه مع ممثلي الدول الـ18 الراعية لعملية المفاوضات، قال المخلافي إن جميع وزراء الوفود يثنون على موقف الحكومة ومرونتها وعلى تعاملها ويؤكدون على التمسك بقرار 2216، وبأولوية تسليم السلاح والانسحاب، وهو موقف موحد للمجتمع الدولي، موضحا أن وفد الدول الـ18 يلاحظون أن وفد الشرعية يقدم المرونة والتنازلات اللازمة من أجل أن تنجح هذه المشاورات، ويدركون تعنت الطرف الآخر.
وعن الدعم الذي يلقاه الوفد، قال الوزير المخلافي: «إن أشقاءنا في دول التحالف وعلى رأسها السعودية، وفروا كل الرعاية لمشاورات الكويت، ليؤكدوا أن التحالف الداعم للشرعية قام من أجل السلام، وليس من أجل الحرب، ولكن الطرف الآخر يحاول أن يصعد وأن يفتعل المشكلات للانسحاب من هذه المفاوضات، وإعادة إشعال الحرب مجددا، وهو يدرك أن هذه المفاوضات ستلزمه بإنهاء العملية الانقلابية، وهو ما يتهرب منه وفد الحوثيين - صالح.
وفي سياق المواقف العربية والدولية الداعمة لمشاورات السلام اليمنية أعرب نائب وزير الخارجية الكويتي خالد سليمان الجارالله عن تفاؤله بتوصل الأشقاء اليمنيين في الكويت إلى اتفاق شامل ينهي الصراع الدائر في اليمن.
وقال الجارالله لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) وتلفزيون الكويت أول من أمس الخميس في العاصمة البريطانية إن المشاورات تسير في الاتجاه الصحيح في ضوء تفاعل جميع المشاركين للتوصل إلى حل.
وأضاف أن اليمنيين دخلوا مرحلة من التشاور بشأن التفاصيل الخاصة بخلافاتهم تعززها أرضية مشتركة ستسهم في التوصل إلى اتفاق شامل ينهي المأساة والدماء التي سالت في اليمن.
من جانبه أشاد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا توبايس الوود في تصريح مماثل بدور الكويت في استضافة المشاورات اليمنية وتوفير الأجواء المناسبة لإيجاد مخرج سياسي للأزمة.
وأكد الوود أن دولة الكويت تؤدي دورا «مهما» في منطقة الشرق الأوسط، مضيفا أن «العالم بكامله وبريطانيا بشكل خاص ممتنون للكويت على جهودها ومسؤولياتها في هذا الجانب».
وأعرب عن ارتياحه لاحترام الأطراف المعنية وقف إطلاق النار، مشيدا في الوقت ذاته بجهود مبعوث الأمم المتحدة لليمن في المساهمة بحل الأزمة اليمنية.
من جانبها ثمنت جامعة الدول العربية دور دولة الكويت الداعم والمساند للقضايا العربية، مشيدة بجهودها الحثيثة في استضافة المشاورات اليمنية.
وقال نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي للصحافيين إن دور الكويت «دائما داعم ومساند.. وهي توفر كل أسباب النجاح»، مشيرا إلى أن أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح التقى شخصيا أعضاء الوفدين اليمنيين لحثهما على العمل الجدي ووضع مصلحة بلدهم فوق كل اعتبار «من أجل استمرار ونجاح المفاوضات».
وقال إن الكويت تبذل كل الجهود المطلوبة انطلاقا من دورها المشهود له دائما بمعالجة القضايا العربية، معربا عن أمله في أن تتوصل الأطراف اليمنية في مشاورات الكويت إلى حل للأزمة من جميع جوانبها بما يحافظ على الشرعية ووحدة اليمن واستقراره.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.