حقل شيبه.. قصة نجاح سعودية وسط رمال الربع الخالي

زيارته تمثل رحلة سفاري على طريقة «أرامكو»

حقل شيبه الذي اكتشف في ستينات القرن العشرين يبعد عن مقر شركة أرامكو في مدينة الظهران أكثر من 600 كيلومتر (تصوير: عيسى الدبيسي)
حقل شيبه الذي اكتشف في ستينات القرن العشرين يبعد عن مقر شركة أرامكو في مدينة الظهران أكثر من 600 كيلومتر (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

حقل شيبه.. قصة نجاح سعودية وسط رمال الربع الخالي

حقل شيبه الذي اكتشف في ستينات القرن العشرين يبعد عن مقر شركة أرامكو في مدينة الظهران أكثر من 600 كيلومتر (تصوير: عيسى الدبيسي)
حقل شيبه الذي اكتشف في ستينات القرن العشرين يبعد عن مقر شركة أرامكو في مدينة الظهران أكثر من 600 كيلومتر (تصوير: عيسى الدبيسي)

كانت الطائرة تعلن الاستعداد للهبوط، فيما كان الركاب وجميعهم من الإعلاميين مشغولين بمتابعة المنظر الذي يشاهده بعضهم للمرة الأولى.. إنه الربع الخالي أكبر بحر من الرمال المتصلة في العالم.
لم يلق الركاب بالاً لحديث كابتن الطائرة أو الملاحين، إذ كانوا ملتصقين بنوافذ الطائرة وهم يفتحون كاميرات هواتفهم الذكية لتصوير الرمال الممتدة تحتهم، التي تبدو بينها بقاع أشبه بالجزر الصغيرة المتناثرة.
كانت هذه الجزر التي تحيط بها كثبان رملية يرتفع بعضها إلى علو يقترب من 300 متر تبدو معزولة عن العالم حين يراها الناظر من الطائرة، لكنها في الحقيقة المعجزة السعودية النفطية.. حقل شيبه العملاق.
كانت الطائرة تقل نحو 50 راكبًا جلهم من الإعلاميين إضافة إلى موظفي شركة أرامكو السعودية المكلفين بمرافقتهم إلى حقل شيبه في عمق الربع الخالي.
نزل الإعلاميون من الطائرة قبل غروب الشمس بساعتين تقريبًا، وكانت الحرارة مرتفعة وكأن الطائرة هبطت على صفيح ساخن، فيما بدت الشمس خلف غلالة من الغبار تستعد للرحيل.
فؤاد ذرمان وعبد الله العيسى من منسوبي شركة أرامكو السعودية كانا يحثان الإعلاميين الذين انشغلوا بالتصوير من أجل استعراض مرافق المشروع، على أن يتاح الوقت لهم للتصوير من على قمة الكثيب الهائل الذي يجاور المجمع السكني للموظفين.
انطلق الوفد الإعلامي إلى صالة المطار حيث استعرض أحد موظفي الحقل أبرز الضيوف الذين زاروه منذ أن دشنه الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز حينما كان وليًا للعهد.
تطرق إلى مراحل حقل شيبه الذي اكتشف في ستينات القرن العشرين، عندما كان العالم لا يمتلك تقنية لاستخراج ما يحتويه من نفط وغاز، وترك حينها إلى 1995. عندما بدأت شركة أرامكو السعودية في بناء واحد من أضخم وأعقد المشاريع في العالم وذلك على أرض الربع الخالي، إذ يبعد الحقل عن مقر الشركة في مدينة الظهران أكثر من 600 كيلومتر.
وتم بناء مرافق الحقل المختلفة المتعلقة بإنتاج النفط والغاز والخدمات المساندة على مساحات منبسطة في السبخات حيث تمر بها الرمال مرور الكرام فيما تنمو الكثبان بشكل عمودي كما أكد أحد مسؤولي أرامكو وهو يشرح التحديات التي يعمل فيها موظفو الشركة.
1500 موظف سعودي يديرون الأعمال في الحقل العملاق الذي ينتج برميلا من كل عشرة براميل نفط سعودية كما ينتج ملياري قدم مكعبة من الغاز يوميًا، ويعمل الموظفون بطريقتين، الأولى يبدأ أسبوع العمل من السبت وينتهي الأربعاء خلافا لأسبوع العمل للموظفين السعوديين الذي يبدأ الأحد وينتهي الخميس، والسبب كما أكد موظفو الشركة حتى يتاح للعاملين في حقل شيبه عند العودة إلى مناطقهم إمكانية مراجعة الدوائر الحكومية، أما طريقة العمل الثانية فهي عمل أسبوع وإجازة ثلاثة أيام، وعمل أسبوع وإجازة أربعة أيام والتي يصفونها اختصارًا بـ7 - 3 ـ 7 - 4.
ويبعد حقل شيبه عن مدينة الدمام نحو ساعة بالطائرة حيث تسير شركة أرامكو السعودية رحلة واحدة يوميًا بين مطار أرامكو التابع لمطار الملك فهد في الدمام ومطار شيبه وفي بعض الحالات تسير الشركة أكثر من رحلة.
كان الجميع يريد الصعود للكثيب الرملي الهائل الذي يرتفع 300 متر، فيما قدم موظفو أرامكو نصائح للزوار منها خلع الشماغ والعقال وترك الأحذية في الاستراحة التي أقيمت على الكثيب، والتسابق على الرمال الناعمة للصعود على الكثيب والتي يعتبرها موظفو الشركة من التقاليد حيث يعج معرض المطار بصور المسؤولين والزوار الذين صعدوا إلى قمة الكثيب.
لحظات تسابق الجميع شكلت تحديًا للصعود إلى أعلى نقطة حيث بدت الرمال بنعومة الحرير فيما بدا الربع الخالي والذي بالتأكيد لم يعد خاليًا كبحر متموج أو جبال من الرمال تمتد بينها شبكات الكهرباء والطرق المسفلتة وتستريح في أحضانها مرافق عملاقة وأحدث تقنيات استخراج الزيت والغاز، فيما كانت الاتصالات في أفضل حالاتها فشبكة G4 متوفرة وشبكة الإنترنت أيضًا وبسرعة عالية.
يبدو العمل في هذه الظروف الاستثنائية تحديًا تجاوزه السعوديون هناك حيث درجة الحرارة تلامس الـ50 درجة نهارًا تخف في الليل.
وكانت الرحلة فرصة للإعلاميين للتخلي عن الشغف الصحافي برهة، والتمتع برحلة أشبه برحلات السفاري ولكن على طريقة شركة أرامكو السعودية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.