جنود أميركيون في شمال الرقة لدعم «قوات سوريا الديمقراطية»

جنود أميركيون  في شمال الرقة لدعم «قوات سوريا الديمقراطية»
TT

جنود أميركيون في شمال الرقة لدعم «قوات سوريا الديمقراطية»

جنود أميركيون  في شمال الرقة لدعم «قوات سوريا الديمقراطية»

يتنقل جنود أميركيون في سيارات عسكرية إلى جانب «قوات سوريا الديمقراطية» في مهمة دعم على الأرض، بحسب ما يقول قياديون ميدانيون من هذه القوات، في مواجهة تنظيم داعش.
وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية عسكريين بلباس عسكري أميركي عليه العلم الأميركي يصعدون إلى سطح منزل في إحدى قرى ريف محافظة الرقة، معقل التنظيم المتطرف في سوريا، برفقة عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية».
وكانت المجموعة تحمل صواريخ من طراز «تاو» مضادة للدبابات.
وقال القائد الميداني في «قوات سوريا الديمقراطية»، هوكر كوباني، للوكالة بعد ساعات على استعادة الفاطسة من التنظيم المتطرف: «القوات الأميركية تشارك (قوات سوريا الديمقراطية) في هذه المعركة بشكل فاعل». وأضاف كوباني، مشيرا إلى مجموعة من الجنود على سطح أحد المنازل: إن «القوات الأميركية تستخدم صواريخ تاو لقصف السيارات التي يفخخها (داعش) لاستهداف (قوات سوريا الديمقراطية)».
وكان المتحدث باسم الجيش الأميركي الكولونيل، ستيف وارن، أعلن الثلاثاء من مقره في بغداد، أن «(قوات سوريا الديمقراطية) بدأت عمليات لتطهير المناطق الريفية الشمالية (في محافظة الرقة)، وهذا يضع ضغوطا على (مدينة) الرقة». وجدد اليوم تأكيد ما سبق للإدارة الأميركية والقوات الكردية في شمال سوريا أن أعلنته، لجهة «وجود مستشارين أميركيين في شمال سوريا يقدمون المشورة والمساعدة لـ(قوات سوريا الديمقراطية)».
إلا أن الإدارة الأميركية تؤكد أن هذه القوات ليست قوات مقاتلة، وتقول: «إن عدد الجنود الذين يشاركون في هذه المهمة 250، إضافة إلى عشرات المستشارين». وقال عنصر من «قوات سوريا الديمقراطية» مرافق للجنود الأميركيين في الفاطسة: إن الجنود تابعون لـ«قوات المهام الخاصة الأميركية؛ ولذا لا يمكن مرافقتهم وتصوير تفاصيل عملياتهم».
وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، في الفاطسة، أول من أمس، نحو عشرين جنديا أميركيا يتبادلون الحديث باللغة الإنجليزية، لكنهم رفضوا التحدث إلى الصحافيين. وركبوا في سيارات «بيك أب» عسكرية وضعت عليها أسلحة ورشاشات ثقيلة، ثم انطلقوا بها في أراض زراعية قاحلة.
وأوضح كوباني، أن «القوات الأميركية الموجودة هنا لديها خبرة، وسنستفيد من خبراتها لمكافحة الإرهاب والسيطرة على القرى الأخرى بأسرع وقت ممكن مع أقل خسائر ممكنة».
وقال القائد الميداني في «قوات سوريا الديمقراطية»، براء الغانم، من جهته: إن «قوات التحالف الأميركي متواجدة في كل نقاط الجبهة، وتشارك جوا وبرا في العمليات». وأضاف: «لدينا غرفة عمليات مشتركة مع التحالف ولدينا أسلحة نوعية خفيفة وثقيلة ونواجه مشكلة الألغام»، في إشارة إلى المفخخات التي يتركها التنظيم خلفه.
وداخل مبنى مدرسة على أطراف قرية الفاطسة، يخضع مقاتلون ملثمو الوجه يقول زملاؤهم: إنهم من «قوات مكافحة الإرهاب» التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» لتدريبات عسكرية على استخدام أسلحة أميركية بإشراف جنود أميركيين.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.