السيسي يبحث مع ولي عهد أبوظبي القضايا الإقليمية وخطر الإرهاب

الشيخ محمد بن زايد: الإمارات تقف حكومة وشعبًا مع مصر ضد الإرهاب

السيسي خلال لقائه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
السيسي خلال لقائه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

السيسي يبحث مع ولي عهد أبوظبي القضايا الإقليمية وخطر الإرهاب

السيسي خلال لقائه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
السيسي خلال لقائه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)

استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في القاهرة أمس، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، في ثاني زيارة له للبلاد خلال شهر فقط، وقال السيسي إن «وتيرة الزيارات المتبادلة تعكس مستوى علاقات البلدين المتميزة».
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن السيسي رحب بولي عهد أبوظبي، مشيدًا بالمواقف المشرفة التي تتخذها دولة الإمارات لدعم مصر ومساندة إرادة شعبها، تحت قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وطلب نقل تحياته وتقديره للشيخ خليفة بن زايد، متمنيًا لدولة الإمارات قيادة وشعبًا مزيدًا من الرخاء والتقدم.
وتحظى مصر بدعم قوي من الإمارات منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013، حيث قدمت أكثر من 4 مليارات دولار في شكل منح وقروض ومواد بترولية لمصر، وسبق أن قام الشيخ محمد بن زايد بزيارة إلى القاهرة في 21 أبريل (نيسان) الماضي.
وقال السيسي إن وتيرة الزيارات المتبادلة بين البلدين تعكس مستوى العلاقات المتميزة والوثيقة، التي تجمع بينهما على الصعيدين الرسمي والشعبي. وأوضح المتحدث الرسمي أنه تم خلال اللقاء بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، وسبل تنميتها لتحقيق مزيد من التعاون والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين، لا سيما في ضوء الأزمات الإقليمية التي تشهدها المنطقة، التي تتطلب تضافر الجهود وتعزيز التضامن والعمل العربي المشترك في مواجهة التحديات المختلفة، لا سيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
وأوضح يوسف أن السيسي استعرض آخر التطورات على الساحة الداخلية، كما عرض الرئيس الجهود التي بذلتها الدولة من أجل القضاء على عدد من المشكلات الرئيسية، التي كانت تواجهها مصر، مثل أزمة الكهرباء، حيث تم توفير الطاقة اللازمة سواء للمواطنين أو لقطاع الصناعة، فضلاً عن سعي الدولة الدؤوب لتطوير قطاعي التعليم والصحة، بالإضافة إلى ما تنفذه الدولة من مشروعات تشمل تنمية سيناء، وإنشاء المدن الجديدة، واستكمال الشبكة القومية للطرق وتطوير وبناء الموانئ والمطارات، علاوة على مشروعات الإسكان المختلفة.
وخلال هذا اللقاء، أكد الجانبان أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل إيجاد الحلول السلمية للصراعات التي تشهدها دول المنطقة في أقرب وقت ممكن، بما يساهم في إرساء الأمن وتحقيق الاستقرار والتنمية للشعوب العربية.
ومن جانبه، أعرب الشيخ محمد بن زايد عن سعادته بزيارة مصر، مقدما التعازي في ضحايا حادث تحطم طائرة (مصر للطيران)، وأكد تضامن بلاده مع مصر ومساندتها في مثل تلك اللحظات المؤلمة.
كما شدد بن زايد على موقف بلاده الداعم لمصر، المؤيِد لحق شعبها في التنمية والاستقرار والنمو، أخذا في الاعتبار ما تنفذه مصر من مشروعات تنموية، مشيرا إلى أن مصر تعد ركيزة للاستقرار وصمامًا للأمان في منطقة الشرق الأوسط، بما تمثله من ثقل استراتيجي وأمني في المنطقة..
كما جرى خلال اللقاء مناقشة القضايا الإقليمية والدولية وتطورات الأحداث والمستجدات في المنطقة، خصوصا فيما يتعلق بقضايا الأزمة السورية واليمنية والليبية، وخطر الإرهاب على الأمن والاستقرار في المنطقة. وأكد الجانبان متانة ما يربط البلدين من علاقات استراتيجية وتاريخية بفضل حرص قيادتي البلدين على مواصلة نهج التعاون الأخوي، وتحقيق المصالح المتبادلة ومصالح المنطقة العربية، كما أكد الجانبان أهمية مضاعفة الجهود العربية، والتنسيق مع جهود المجتمع الدولي من أجل وضع حد للأزمات التي تشهدها المنطقة بما يعزز السلم والأمن للدول وشعوبها.
وبخصوص آفة الإرهاب التي تضرب عددا من الدول، أشار الجانبان إلى ضرورة محاربة التطرف والإرهاب بشتى صوره وأنواعه ومسمياته، مهما كانت دوافعه ومبرراته بجميع الوسائل الممكنة، والعمل على تنسيق وتكامل الجهود بين الدول في هذا الشأن.
وفي هذا السياق، أكد الشيخ محمد بن زايد وقوف الإمارات مع مصر وشعبها في مكافحة الإرهاب، مشددا على أن استقرار مصر من استقرار الخليج والشرق الأوسط والعالم، وشدد على أن التعاون والتضامن العربي كفيل بصد جميع التحديات والتدخلات الخارجية، التي تسعى أطراف وجهات عدة من خلالها إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.