في ذات المكان وذات المناسبة وأمام خصم مختلف، دخل فريق النصر المباراة النهائية لبطولة كأس الملك الموسم الماضي منتشيا بصفته حاملا لقب بطولة دوري المحترفين السعودي للموسم الثاني على التوالي، متطلعا لمعانقة اللقب الأغلى محليا في مباراة كان التنافس فيها مثيرا كونها تجمعه بغريمه الهلال.
ونجح الأصفر في إرهاق منافسه الأزرق الذي عاش موسما كرويا سيئا لخسارته نهائي كأس دوري أبطال آسيا، ثم كأس ولي العهد، وابتعاده عن تحقيق لقب الدوري، وبينما تتجه المباراة للأشواط الإضافية، نجح المهاجم المتخصص في الشباك الزرقاء محمد السهلاوي في زيارة شباك غريمه التقليدي مجددا مع الدقيقة الثالثة من شوط المباراة الإضافي الأول، وتمضي الدقائق ويقترب النصر من تحقيق الثنائية، لكن قبل إطلاق الحكم صافرة النهاية تحصل الهلال على ضربة زاوية نجح معها المدافع محمد جحفلي في إحراز هدف التعادل لتتجه المباراة إلى ركلات الترجيح، وينجح الهلال في معانقة اللقب من خلالها.
رأسية جحفلي التي لا يزال صداها يتكرر بين أنصار الفريقين أبعدت فريق النصر عن معانقة لقب كأس الملك، ليودع معها البطولات حتى هذا الوقت.
ومع مطلع الموسم الحالي عاد النصر للإخفاق مجددا أمام غريمه التقليدي الهلال، وخسر من أمامه كأس السوبر السعودية التي جمعت بين الفريقين في العاصمة البريطانية لندن، والتي كسبها الفريق الأزرق بهدف يتيم دون رد سجله البرازيلي كارلوس إدواردو.
وافتتح النصر موسمه الجديد وكله أمل في المنافسة والحفاظ على لقبه للمرة الثالثة على التوالي وتحقيق إنجاز لم يسبق له أن حققه بالاحتفاظ بلقب الدوري ثلاثة مواسم على التوالي، انطلق الموسم الجديد، إلا أن النصر ظهر باهتا لم يكن الفريق البطل الذي جندل خصومه ومنافسيه طيلة الموسمين الماضيين التي انتزع فيها لقب دوري المحترفين السعودي.
جولة تلو الأخرى وجد الفريق الأصفر نفسه خارج دائرة حسابات الفرق المنافسة على انتزاع لقب الدوري، مضت الجولات وبات النصر يترنح في لائحة ترتيب الدوري بالقرب من مراكز المؤخرة ودائرة الخطر، اختتم الفريق الأصفر موسمه البائس محليا بالحلول في المركز الثامن برصيد 32 نقطة، وهي أقل مما جمعه في الدور الأول عندما كان متصدرا الموسم قبل الماضي.
ووسط إخفاقاته المحلية في دوري المحترفين السعودي، كان النصر قد ودع بطولة كأس ولي العهد من دور ربع النهائي، بعدما خسر مباراته أمام الشباب بهدف يتيم دون رد سجله مهاجمه الأوروغوياني أفونسو.
وفي البطولة الآسيوية التي علق عليها أنصار الفريق آمالهم الكبيرة والتي جاءت تفاعلا مع تصريحات إدارة النادي التي أشارت إلى الاهتمام الكبير الذي سيوليه الفريق للبطولة القارية بعد ابتعاده عن دائرة المنافسة على لقب الدوري حينها، إلا أن الفريق الأصفر وجد نفسه يودع البطولة سريعا من دور المجموعات، إثر حلوله في المركز الثالث خلفا للمتصدر فريق ذوب آهن الإيراني ووصيفه فريق لخويا القطري.
ووسط أحزانه التي لم تهدأ هذا الموسم نجح النصر في انتزاع بطاقة العبور نحو نهائي بطولة كأس الملك، وخالف كل الترشيحات التي توقعت خروجه سريعا من البطولة، ليضرب موعدا ناريا مع نظيره فريق الأهلي الذي يدخل هذه المباراة منتشيا بتتويجه الأخير ببطولة دوري المحترفين السعودي بعد سنوات طويلة من الغياب.
اليوم يقف النصر الذي عاش موسما كرويا سيئا أمام ذات البطولة التي ودع معها لحظات الفرح في الموسم الماضي، إلا أن الفريق المقابل ليس ذات الفريق الذي كان طرفا في المباراة النهائية للموسم الماضي، حيث يتطلع النصر من خلال مباراته المرتقبة أمام نظيره الأهلي إلى استعادة أنغام الانتصارات والتتويج بالبطولات المحلية.
منذ نهائي النسخة الماضية لبطولة كأس الملك عاش النصر لحظات عصيبة وموسما كرويا مليئا بالأحداث الساخنة السلبية على صعيد عدم الاستقرار الفني والمشكلات الإدارية التي عصفت بالفريق لأكثر من مرة، إضافة إلى الديون التي أثقلت كاهل الإدارة، وعانى منها لاعبو الفريق بصورة مباشرة.
والآن يقف النصر أمام مفترق طرق بين إنقاذ موسمه ببطولة غالية الثمن ومعها يخطف بطاقة التأهل نحو دوري أبطال آسيا للموسم الماضي، ويعيد لحظات الفرح لمدرجه الذي عانى كثيرا هذا الموسم، أو مواصلة عجزه عن رسم الفرح في المدرج الأصفر، وبالتالي خسارة اختباره الصعب أمام الفريق الأفضل فنيا هذا الموسم.
هل يعود النصر من بوابة البطولة الأغلى؟
يقف أمام مباراة مفصلية لإنقاذ موسمه من الفشل
هل يعود النصر من بوابة البطولة الأغلى؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة