ويلشير مطالب بإثبات أن مدربه على حق والتاريخ مخطئ

بعد أن تمسك هودجسون باختياره لتشكيلة إنجلترا رغم الإصابة التي أبعدته موسمًا كاملاً

هودجسون مدرب انجلترا (رويترز) - المباريات الودية لانجلترا ستكون حاسمة لاستمرار ويلشير مع انجلترا ام لا (رويترز)
هودجسون مدرب انجلترا (رويترز) - المباريات الودية لانجلترا ستكون حاسمة لاستمرار ويلشير مع انجلترا ام لا (رويترز)
TT

ويلشير مطالب بإثبات أن مدربه على حق والتاريخ مخطئ

هودجسون مدرب انجلترا (رويترز) - المباريات الودية لانجلترا ستكون حاسمة لاستمرار ويلشير مع انجلترا ام لا (رويترز)
هودجسون مدرب انجلترا (رويترز) - المباريات الودية لانجلترا ستكون حاسمة لاستمرار ويلشير مع انجلترا ام لا (رويترز)

مع الاعتذار للكاتب والمؤلف البريطاني الراحل جورج أورويل، فعشية بطولة دولية كبرى، يكون كل لاعبي إنجلترا متساوين، لكن بعضهم متساوون أكبر من الآخرين. لقد حاول روي هودجسون، المدير الفني لمنتخب إنجلترا، دائما أن يتعامل بحذر عندما يسأل عما إذا كان يختار لاعبي فريقه بناء على حالتهم الفنية أم على الأهواء الشخصية.
وأمام أسئلة الصحافيين، يتحدث هودجسون ببطء وبحذر، محاولا باستمرار أن يتجنب الفخاخ الموضوعة له. وعلى خلاف بعض من سابقيه في هذا المنصب، سعى هودجسون إلى إعطاء الانطباع بأنه يدير نظام اختيار يعتمد على الكفاءة بشكل صرف، حيث تجتمع الحكمة والخبرة مع الحالة الفنية التي ظهر عليها اللاعبون في الدوري الممتاز، ومن أجل الوصول إلى توليفة تخضع للدراسة باستمرار. ومع هذا، فهناك لاعبون، وواحد تحديدا، من أجله يضرب بكل هذه الأشياء عرض الحائط.
إن جاك ويلشير الذي استقر في الوعي العام كموهبة لا تقدر بثمن، وهو في الـ17 من العمر، يبلغ الآن 24 عاما، لكنه أكمل أخيرا مباراته رقم 100 في الدوري مع آرسنال.
وقد عانى إصابات كبيرة في كل موسم منذ 2008، عندما أصبح أصغر لاعبي آرسنال في الدوري. ولعب في الموسمين الماضيين 24 مباراة فقط مع فريقه، وهو ما شكل خيبة أمل واضحة بالنسبة له.
ومع هذا، فبالنسبة إلى هودجسون، يبقى ويلشير رجلا استثنائيا. وقد شعر المدرب بأنه تعرض للإهانة من قبل الصحافيين الذين تساءلوا عما إذا كان هودجسون يغامر باستعانته بلاعب الوسط المدافع الذي ما زال معرضا للإصابة، بعد عودته أخيرا من غياب موسم كامل.
وقد كان الاستماع إلى مدرب إنجلترا وهو يسارع بالدفاع عن ويلشير باعتذار نابع من القلب للاعبه الموهوب، يذكر بسابقيه وإيمانهم بأنه يمكن لرجل واحد، وإن كان يفتقر لجاهزية المباريات، أن يكون مفتاح الباب الذي ظل موصدا بقوة منذ 1966. ولا يعد وضع ويلشير في 2016، مماثلا لكيفين كيغان في 1982، أو برايان روبسون في 1986، أو ديفيد بيكام في 2002، أو واين روني في 2006 و2010، فيما يتعلق بقدراتهم السحرية. لكن الأهمية التي يضعها هودجسون عليه، والثقة التي يستثمرها فيه، لا يختلفان كثيرا.
قال هودجسون: «كل المعايير متوفرة فيه. كان علي أن أسأل نفسي أسئلة معينة. هل أصبح جاهزا بالفعل الآن؟ الإجابة، نعم، إنه جاهز. هل هو من نوعية اللاعب الذي يمكنه أن يضيف شيئا مختلفا للفريق، والذي ليس لدينا كثير من نوعيته؟ الإجابة: نعم.».
ويمضي هودجسون قائلا: «أما السؤال الثالث الذي سألته لنفسي، فهو ما إذا كان قد أدى المهمة بالنسبة لنا في أعلى مستوى، في التصفيات.. هل كان لاعبا جيدا جدا؟ أعتقد أن اختياره كرجل المباراة 3 مرات متتالية كفيل بالإجابة عن هذا السؤال.».
إذن على رغم أنه لعب 3 مباريات فقط هذا الموسم لناديه، فإن الموهبة التي دفعت أرسين فينغر، مدرب آرسنال، إلى أن يصف ويلشير في 2011 بأنه التوليفة المثالية التي تجمع بين تقاليد كرة القدم في إسبانيا وإنجلترا، قد تجاوز مارك نوبل ومايكل كاريك من حيث المردود الذي يقدمه. وعندما يتم الاستقرار على 23 من بين 26 لاعبا، ضمن القائمة النهائية للمنتخب الإنجليزي، سيكون هناك لاعب آخر في وسط الملعب الدفاعي من المرجح أن يخرج من الحسابات. وسيلعب ويلشير أساسيا ضد تركيا في مانشستر، ومدربه في أمس الحاجة إلى أن يكافئه على ثقته. ما يمنحه ويلشير لهودجسون هو لمحة مختلفة، وهو موهبة واحدة تستطيع أن تجعل فريقه الرائع، وإن كان يفتقر للخبرة، أكثر قوة. كما يعكس التمسك بويلشير إخلاص هودجسون لأولئك الذين قدموا أفضل ما عندهم تحت قيادته في السابق.
قال هودجسون: «هو لاعب من نوع خاص. ليس لدينا الكثير والكثير من أمثال جاك ويلشير. وهناك مناطق أخرى من الملعب أجد اختيارات واسعة فيها. وبالنسبة إلى جاك ويلشير يختلف الأمر نوعا ما».
ورغم كل الغياب الذي عانى منه اللاعب عن المنافسات الرسمية والمشاركة المنتظمة كأساسي، وليس كلاعب تتم الاستعانة به في الأوقات الأخيرة من المباريات، فإن إيمان هودجسون باللاعب لا يتزعزع. ولا ينبغي نسيان أنه في 5 مباريات في التصفيات الأوروبية التي شارك فيها ويلشير، كان رجل المباراة في 4 منها.
وبشكل خاص، عندما كان هودجسون يتعرض للقدر الأكبر من الضغوط في أعقاب مسيرة كارثية في تصفيات كأس العالم، كان من شأنها أن تضع نهاية كثير من سابقيه، كان ويلشير يؤدي بشكل لافت. ومن خلال توظيفه كنقطة ارتكاز لوسط الملعب الدفاعي، هزمت إنجلترا سويسرا في بازل بعرض مطمئن بأن المنتخب سيخوض حملة خالية من التوتر للتأهل.
ويشعر هودجسون بالانزعاج بين الفينة والأخرى بسبب الصخب والمطالبة باستعادة سمعة ومكانة المنتخب الإنجليزي، الذي يعقب المباريات القوية في الدوري الممتاز، من خلال المطالبة بضم النجوم الجدد الصاعدين. ويعكس هذا تمسكه بويلشير، وتصميمه على إعطائه كل وقت ممكن لإثبات نفسه، حتى لو كان هذا يبدو ظالما لعدد من منافسيه الآخرين في وسط الملعب.
لكن إيمانه هذا لا يستند إلى البراغماتية، بقدر ما يرتبط بذلك الاعتقاد المألوف للغاية، والمتأصل بعمق، بأنه رغم كل المشكلات، يمكن للاعب كاد ألا يلعب في الموسم الماضي أن يصل إلى الساحة العالمية، ويؤدي بشكل جيد. النذر ليست جيدة، لكن ويلشير سيكون عليه أن يثبت أن التاريخ مخطئ، وأن أكبر مناصر له على حق.
وغاب ويلشير، 24 عاما، عن الملاعب نحو 11 شهرا، بسبب خضوعه لجراحة في ساقه اليسرى، في سبتمبر (أيلول) الماضي، ثم تفاقمت الإصابة خلال فترة الاستعداد للموسم الجديد.
ورغم أن ويلشير شارك في دقائق قليلة من آخر مباراتين مع آرسنال، خلال الموسم المنتهي قبل أيام، فإنه يرى نفسه مؤهلا للانضمام للمنتخب، وقد لعب دورا مؤثرا في يورو 2016، كما كان في تصفيات بلاده إلى النهائيات.
وقال ويلشير: «الشيء المهم هو اللعب مع الفريق الأول، والمشاركة في المباريات.. لا أقول إني أصبحت جاهزا تماما، لكن أتمنى أن أذهب مع إنجلترا إلى النهائيات».
وتلعب إنجلترا في المجموعة الثانية ببطولة أوروبا، مع روسيا وسلوفاكيا وويلز. وتنطلق المسابقة القارية في العاشر من يونيو (حزيران)، بمشاركة 24 فريقا.



ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.