ولد الملا أختر منصور في بداية الستينات من القرن الماضي في ولاية قندهار، ودرس في مدارسها حتى تخرج، ثم عمل في وظيفة حكومية في أفغانستان قبل أن ينضم إلى صفوف القتال ضد الاحتلال السوفياتي لأفغانستان.
وانضم منصور إلى حركة الثورة الإسلامية الأفغانية «انقلاب إسلامي أفغانستان» بزعامة مولوي محمد نبي محمدي في الثمانينات، ثم كان أحد مؤسسي حركة طالبان مع الملا محمد عمر عام 1994 لوقف «انحراف» أحزاب ما كان يعرف بـ«المجاهدين» في قندهار، ووضع حد للفوضى التي عملوها بعد سقوط الحكم الشيوعي الأفغاني. وتقلد منصور عددا من المناصب العسكرية والمدنية في الحركة، منها وزير الطيران المدني، وكان مقر عمله في مطار قندهار الدولي. وبعد الغزو الأميركي لأفغانستان، بدأ مع عدد من قيادات طالبان العمل على تجميع صفوف طالبان وإعادة بنائها؛ للبدء في «مقاومة» القوات الأميركية.
وعمل مساعدا للملا عبد الغني برادر، نائب الملا محمد عمر، الذي كان يتولى المسؤوليات اليومية للحركة، وكذلك مسؤولية رئاسة اللجنتين السياسية والعسكرية إلى يوم اعتقاله على يد السلطات الباكستانية، بناء على معلومات استخباراتية أميركية في مدينة كراتشي في ربيع عام 2010.
وبعد اعتقال الملا عبد الغني برادر، تولى ملا أختر منصور، بناءً على تكليف من الملا محمد عمر زعيم الحركة، مسؤولية اللجنة العسكرية في طالبان، وقد عمل منذ ذلك الوقت على زيادة قدرات طالبان، والتخطيط لعمليات نوعية ضد القوات الحكومية والأجنبية في أفغانستان. وبعد نجاحه في إعادة زمام المبادرة لمقاتلي طالبان في أفغانستان، طلب منه الملا محمد عمر تولي رئاسة اللجنة السياسية، إضافة للجنة العسكرية، وكذلك الإشراف على المكتب السياسي للحركة في الدوحة.
وقررت قيادة الحركة، بعد وفاة الملا محمد عمر في أبريل (نيسان) 2013، وعائلة الملا محمد عمر عدم الإعلان عن الوفاة؛ حتى لا تؤثر في معنويات مقاتلي طالبان ووحدتها. ويعدّ منصور من معارضي الحوار مع الحكومة الأفغانية، ويطالب بأن يكون الحوار بين طالبان وأميركا مباشرة، شريطة تعهد الحكومة الأميركية بسحب قواتها كاملة من أفغانستان.
كما حافظ على علاقة متأرجحة مع باكستان، وتردد على عدد من المدن الباكستانية، حيث عاشت عائلته لفترة.
ودعا الملا أختر منصور عقب الإعلان عن وفاة الملا محمد عمر في 20 يوليو (تموز) الماضي، قيادات مجلس الشورى العالي ومجلس العلماء الأفغان التابع لطالبان، إلى انتخاب أمير جديد للحركة، وقد رفض هذه الدعوة أعضاء في المكتب السياسي في الدوحة، وعدد من قيادات طالبان انشق بعضهم عن الحركة، مثل ملا محمد رسول ومنصور داد الله، فيما بقي بعضهم في الحركة رغم خلافهم مع منصور. وانتخب منصور زعيما جديدا لحركة طالبان بمباركة من مجلس الشورى القيادي ومجلس العلماء، كما أن عائلة الملا محمد عمر بايعته في وقت لاحق. وأعلن عبد القيوم ذاكر، أحد أبرز قادة طالبان العسكريين، تراجعه عن موقفه السابق ومبايعته للملا أختر منصور قبل أشهر عدة.
وتمكنت حركة طالبان في فترة تولي منصور قيادتها من توجيه الكثير من الضربات للحكومة الأفغانية، والسيطرة على عدد من المناطق في جنوب وشمال البلاد. وكان أبرز ما قامت به الحركة السيطرة، على مدينة قندوز في سبتمبر (أيلول) الماضي لمدة أسبوعين، قبل انسحابها منها بعد تدخل القوات الأميركية. وأحكمت طالبان في ظل أختر منصور سيطرتها على عدد من المديريات، خاصة في ولاية هلمند الجنوبية الغنية بالموارد الزراعية، التي تعد من أهم ولايات التهريب في أفغانستان. ورفض الملا منصور فترة توليه زعامة طالبان المشاركة في الحوار مع الحكومة الأفغانية، رغم أن بعض المنشقين عن الحركة اتهموه بأنه موال لباكستان وسيخضع لشروطها، ويقبل بالحل السلمي مع الحكومة الأفغانية.
أختر منصور.. القيادي الذي تولى سلطة الحركة السياسية والعسكرية قبل زعامتها
كان أحد مؤسسي «طالبان» مع الملا محمد عمر عام 1994
أختر منصور.. القيادي الذي تولى سلطة الحركة السياسية والعسكرية قبل زعامتها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة