عنصر المال وحده هو الذي قلب موسم الصيف من فترة تتكاثر فيها الأفلام الصغيرة والإعادات، إلى فصل تحتشد فيها الأفلام العملاقة إنتاجًا بصرف النظر عن أهميتها كنتاجات فنية أو إنسانية، وهي قليلة في مثل هذه الأعمال.
لكننا في هذا الصيف، وبدءَ من الأسبوع المقبل، سنشهد تلاقي مجموعة كبيرة من الأفلام الصغيرة مع تلك الإنتاجات الضخمة. سوف لن يتغير شيء على صعيد التوقعات، فسيواصل الجمهور العالمي زحفه على أفلام المسلسلات السينمائية والفانتازيات المختلفة، وسيبقى الإقبال متواضعًا بالنسبة للأفلام التي يتولى بطولتها بشر يضحكون أو يتألمون. إنما مجرد وجود هذا التنويع يمنح بعضنا فرصة لاستنشاق أوكسجين طبيعي بين زحمة أفلام الموسم الضاجّـة والقابضة على الأنفس.
> الحقيقة محاولة التنويع بدأت بعرض فيلم «وحش المال» مع جودي فوستر وراء الكاميرا وجورج كلوني وجوليا روبرتس أمامها. فيلم لم تزد تكلفته عن 30 مليون دولار أطلقه مهرجان «كان» قبل يومين من عروضه التجارية الأميركية ويتمدد هذا الأسبوع صوب عروض عالمية أخرى.
> فيلم آخر ينخرط في هذه المعمعة هو «آخر أيام في الصحراء» لرودريغو غارسيا ومن تصوير خاطف الأوسكارات إيمانويل لوبزسكي الذي عاين منتجون احتمال تصويره في الأردن أو في إسرائيل لكنهم عزفوا وصوّروه في صحراء كاليفورنيا توفيرًا للجيب.
هو فيلم ديني يقوم فيه إيوان ماكروغر بتأدية شخصية المسيح الذي انفرد، حسب الفيلم، بتمضية أيام طويلة في الخلاء وحيدًا باستثناء الرمال والصخور والسماء فوقهما.
> «وحش المال» أنجز حصّـة لا بأس بها من السوق قد لا تتعدّى العشرين مليون دولار في أيامه الأولى لكنه آيلة للزيادة تدريجيًا وبل للخروج بربح لا بأس به بسبب محدودية ميزانيّـته. لكن «آخر أيام في الصحراء» لم يعرض بعد وسيتوجه للجمهور الذي يحب الأفلام الدينية وقد ظهر منها، ضمن نفس الحجم الإنتاجي الصغير، عدد لا بأس به أو بنجاحاته في العامين الماضيين.
> فيلم ثالث جدير بالإشارة هو «مانهاتن نايت» لبرايان ديكوبيليس مخرجًا ومنتجا وكاتب سيناريو. جاء برواية بوليسية ناجحة لكولين هاريسون وصنع منها فيلما من بطولة أدريان برودي في دور صحافي يلفق الحكايات ويصطاد الفضائح، لكنه في يوم يجد نفسه وجهًا لوجه أمام جريمة عليه معرفة مرتكبها.




