رسميًا.. السلطات العراقية تعلن «الرطبة» محررة من «داعش»

4 أيام لإنهاء احتلال استمر قرابة العامين

عنصران من القوات العراقية يراقبان أحد شوارع غرب الرطبة بعد تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي (أ.ف.ب)
عنصران من القوات العراقية يراقبان أحد شوارع غرب الرطبة بعد تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي (أ.ف.ب)
TT

رسميًا.. السلطات العراقية تعلن «الرطبة» محررة من «داعش»

عنصران من القوات العراقية يراقبان أحد شوارع غرب الرطبة بعد تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي (أ.ف.ب)
عنصران من القوات العراقية يراقبان أحد شوارع غرب الرطبة بعد تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي (أ.ف.ب)

بعد 4 أيام من انطلاق عملية عسكرية واسعة، أنهت السلطات العراقية احتلال منطقة الرطبة، التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي منذ يونيو (حزيران) 2014.
وأعلنت السلطات العراقية أمس (الخميس) استعادة السيطرة على الرطبة الواقعة على الطريق الرئيسي بين بغداد والأردن في محافظة الأنبار، من التنظيم الإرهابي.
وقالت قيادة الجيش في بيان نشرته وكالات الأنباء: «نعلن تحرير قضاء الرطبة بالكامل من قبل جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والجيش العراقي وشرطة الأنبار».
ورفعت القوات العلم العراقي فوق المباني الرسمية «بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات».
يأتي ذلك في وقت اتسعت فيه رقعة المساحات التي تستعيدها القوات العراقية في الأنبار، آخرها مدينة هيت الاستراتيجية.
وأعقب ذلك استعادة السيطرة على مدن كبيرة قبل فترة مثل الرمادي، بعدما بسط «داعش» سيطرته على مساحات شاسعة شمال وغرب العراق منذ منتصف 2014.
في المقابل، لا يزال التنظيم يسيطر على مدينة الفلوجة التي تبعد 60 كيلومترا (غربي بغداد)، إضافة إلى الموصل، ثانية كبرى مدن العراق.
لكن المتحدث باسم قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الكولونيل ستيف وارن أكد أن عددا من مقاتلي «داعش» لا يزالون في بلدة الرطبة.
وأوضح وارن في تصريح نقلته وكالة الصحافة الفرنسية بالقول: «في مفهوم العمليات العسكرية، فإن القوات العراقية تواجه مقاومة ضعيفة إلى متوسطة».
والرطبة بلدة بعيدة يستغرق الوصول إليها ساعات عدة من مناطق الأنبار، لكن وارن أعرب عن ثقته في قدرة القوات العراقية على السيطرة عليها، وقال في هذا الصدد: «لديهم العدد الكافي من المقاتلين، كما أن لديهم أبناء العشائر.. بإمكانهم الإمساك بزمام الأمور على غرار باقي المناطق التي استعادوها حديثا».
وكان المتحدث باسم التحالف قال أول من أمس إن القوات العراقية دخلت بلدة الرطبة دون صعوبات كبرى، بعد سيطرة «داعش» عليها منذ 2014، مضيفا: «رغم أنها بلدة صغيرة، فإن الرطبة تتمتع بأهمية استراتيجية كبرى، فهي قرب الطريق الرئيسي بين بغداد والأردن الذي يعزز فتحه اقتصادي البلدين ويحرم (داعش) من منطقة إمداد حيوية»، وأضاف أن نحو مائتي عنصر من التنظيم كانوا يسيطرون على البلدة، لكن «بصراحة، فر كثير من منهم عندما شاهدوا القوة مقبلة».
ومني «داعش» بعدد من الانتكاسات وخسر كثيرا من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا.
وأدت غارات التحالف بقيادة أميركية إلى مقتل أكثر من 120 عنصرا بارزا، فيما أسهم استهداف مخابئ السيولة التابعة للتنظيم وأنشطة تهريبه النفط، في حرمانه من ملايين الدولارات.
وقد أكدت الحكومة العراقية مطلع شهر مايو (أيار) الحالي أن مساحة الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف، تتقلص، لكن هناك 14 في المائة تبقى تحت سيطرته بعد أن استولى على 40 في المائة في بداية الهجوم الكاسح في يونيو 2014.
ويبدو أن الحكومة والتحالف الدولي يركزان خططهما في الآونة الأخيرة على استعادة الموصل، التي يقدر عدد سكانها بنحو مليوني نسمة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.