البرلمان العراقي يناقش أحداث «بهرز» الأسبوع المقبل ومطالبات بتغيير قيادات

رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية: الأهالي وقعوا بين «داعش» و«العصائب»

لافتة انتخابية وسط بغداد تقول «المواطن يريد» وهي من شعارات التحالف المدني الداعي إلى نبذ الطائفية (أ.ف.ب)
لافتة انتخابية وسط بغداد تقول «المواطن يريد» وهي من شعارات التحالف المدني الداعي إلى نبذ الطائفية (أ.ف.ب)
TT

البرلمان العراقي يناقش أحداث «بهرز» الأسبوع المقبل ومطالبات بتغيير قيادات

لافتة انتخابية وسط بغداد تقول «المواطن يريد» وهي من شعارات التحالف المدني الداعي إلى نبذ الطائفية (أ.ف.ب)
لافتة انتخابية وسط بغداد تقول «المواطن يريد» وهي من شعارات التحالف المدني الداعي إلى نبذ الطائفية (أ.ف.ب)

أكد رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي والقيادي في كتلة «متحدون» سليم الجبوري أن «ناحية بهرز (التابعة لمحافظة ديالى) وقعت بين ناري تنظيم داعش، الذي طالبها إما بالانضمام إليه أو مواجهة القتل والتهجير، والميليشيات التي استفادت من الفراغ الأمني وتواطؤ الأجهزة الأمنية هناك لتقوم بالقتل والتهجير لأسباب طائفية». وقال الجبوري، وهو نائب في البرلمان العراقي عن محافظة ديالى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بعد زيارة قام بها مع وفد برلماني إلى الناحية أمس إن «طبيعة ما حصل في بهرز هذه الأيام من قبل تنظيم داعش والميليشيات المسلحة يبدو وكأنه أمر متفق عليه بين الطرفين، حيث إنه بعد دخول «داعش» إلى الناحية ذات الغالبية السنية وإجبار أهاليها بالانضمام إلى التنظيم والقتال إلى جانبه، وبعد رفض الأهالي ذلك فتح المجال أمام الأجهزة الأمنية التي يفترض أنها تتولى عملية تطهير الناحية وإعادة الأمن والاستقرار فيها لكن دخول ميليشيات مسلحة ولها نفوذ هناك وأبرزها عصائب أهل الحق جعل القضية تأخذ بعدا طائفيا لأن عملية التهجير والقتل تمت على أساس ذلك». وأضاف أن «ممارسات الميليشيات التي لم يجر ردعها من قبل الأجهزة الأمنية التي بدت متواطئة معها أسفرت عن مقتل 13 شخصا بالإضافة إلى تهجير عوائل كثيرة من الناحية إلى مناطق أخرى».
وأوضح الجبوري أن «تنظيم (داعش) أراد أن يتخذ من ناحية بهرز نقطة انطلاق لتوسع مهام عمله في مناطق أخرى، حيث طالب الأهالي صراحة إما بالوقوف إلى جانبه لبدء قتال القوات العسكرية أو اعتبارهم أعداء يستحقون القتل من قبله غير أن الذي حصل أن الميليشيات هي التي أكملت المهمة التي بدأتها داعش». وبشان الخلاصة التي انتهى إليها الوفد البرلماني من كتلة متحدون التي زارت الناحية قال الجبوري: «سوف نطرح الأمر على البرلمان في أول جلسة له الأسبوع المقبل لكي نناقش تداعيات ذلك، كما سنطالب القائد العام للقوات المسلحة بضرورة تغيير بعض القيادات الأمنية والعسكرية التي سمحت للميليشيات بالعمل دون حسيب أو رقيب هناك، لأن الأوضاع في ديالى الآن في غاية الصعوبة ومن الضروري أن تتمتع الأجهزة الأمنية بالمهنية وإلا فإن سيناريو الأنبار يمكن أن يتكرر هنا بسبب تخبط الأجهزة والقيادات الأمنية وسماحها للميليشيات بالعبث بمصائر الناس».
وكان ائتلاف «متحدون للإصلاح» الذي يتزعمه أسامة النجيفي أرسل أمس عددا من نوابه بينهم الجبوري نفسه إلى ناحية بهرز في ديالى للاطلاع على العمليات العسكرية وعمليات القتل والتهجير التي تمارسها عصابات القاعدة والميلشيات. وقال الائتلاف في بيان له تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن «المواطن العراقي لم يعد قادرا على تقبل أو معايشة أزمات تتكرر وتتوالد دون معالجة حقيقية تستوعب الأسباب وتقدم الحلول»، لافتا إلى أن «تطورات ما يحدث في محافظة ديالى، تشعل الأضواء الحمر على مستقبل المواطن وحقوقه كإنسان». وأضاف البيان إن «ائتلاف متحدون للإصلاح يدين ويستنكر عمليات القتل والتهجير من قبل عصابات القاعدة والميلشيات في ناحية بهرز، ويقف مع أي جهد وطني لمحاربة القاعدة وداعش، وهو في الوقت نفسه لا يمكن أن يوافق على استمرار نهج أمني قاصر عن استيعاب ما يحدث على أرض الواقع». وأوضح البيان أن «شرذمة من الإرهابيين تدخل مدينة بهرز الآمنة وتعمل على ترويع أهلها فيترك قسم منهم المدينة، نازحا إلى أماكن أخرى، ثم تنسحب هذه الشرذمة لتدخل قوات أمنية ترافقها ميليشيات بملابس مدنية تحرق ثلاثة مساجد وتهدم محلات المواطنين ودورهم، ثم تعدم بعضهم ومن ضمنهم شيخ جاوز الثمانين من العمر، والأدهى تعليق بعض الجثث على أعمدة الكهرباء مما يعيد إلى الأذهان أقسى التجارب وأبشعها التي مر بها العراق في تاريخه الحديث»، معتبرا أن «الخطط المعتمدة قوامها القوة واستخدام القطعات المسلحة، واقتصار المعالجة على هذا الجانب، وإهمال المعالجات السياسية والإنسانية والاجتماعية التي يوقعها في إخفاق تام مما يفقدها ثقة المواطن». وأدان البيان «أي إجراء أو فعل لا يستهدي بالقوانين والإجراءات الرسمية، وليس مقبولا أن ترافق ميليشيات مسلحة قوات أمنية، أو تعمل في رعايتها.. ولا يمكن أن يعدم إنسان أعزل أو تعلق جثته، أو يحرق مسجدا أو دارا أو محلا لمواطن بريء، ونحذر من سياسات وإجراءات تقود بالنتيجة إلى تغيير ديموغرافي أو تمنع المواطنين من المشاركة في الانتخابات فيفقدون بذلك حقا دستوريا غير خاضع للمناقشة».



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.