«حزب الله» و«أمل» يتواجهان انتخابيًا في بعض البلدات.. ويتحدان في معارك أخرى

توافق «الثنائي الشيعي» يسلك طريقه بانتخابات الجنوب البلدية ويتعثر في بعضها

«حزب الله» و«أمل» يتواجهان انتخابيًا في بعض البلدات.. ويتحدان في معارك أخرى
TT

«حزب الله» و«أمل» يتواجهان انتخابيًا في بعض البلدات.. ويتحدان في معارك أخرى

«حزب الله» و«أمل» يتواجهان انتخابيًا في بعض البلدات.. ويتحدان في معارك أخرى

تنصب جهود «الثنائي الشيعي» اللبناني، أي ما يسمى «حزب الله» و«حركة أمل» للتوصل إلى توافق وتزكية اللوائح التي تحمل شعار «التنمية والوفاء» في مناطق الجنوب، تجنبا للمواجهة في الانتخابات البلدية الأحد المقبل، فيما تنشط في المقابل مجموعات أخرى بعضها ينتمي إلى أحزاب وبعضها الآخر من المجتمع المدني أو العائلات ومستقلين، على خط مواجهة الحزبين الشيعيين اللذين يتمتعان بأكبر نفوذ في الجنوب.
وفي حين نجح «الثنائي الشيعي» في تحقيق هذا الهدف في نحو 40 بلدية من أصل 171 لغاية الآن، فهما يصطدمان في كثير من الأحيان بالعائلات التي يحسب بعضها حتى على أحد الفريقين، وذلك نتيجة عدم القدرة على إرضاء الجميع وإشراكهم في المجلس البلدي، بحسب ما تقول مصادر مطلعة على هذه المباحثات، لافتة إلى أن المعارك الأساسية هي تلك التي ستخاض في بعض المدن، إضافة إلى عدد من القرى، أبرزها، كفرمان وصور والخيام ومدينة النبطية، حيث شكّل المجتمع المدني لائحة تحت عنوان «النبطية مدينتي»، وتوصف المعركة في كفرمان بأنها «قاسية»، حيث تواجه لائحة «كفرمان الغد» التي تضم الحزب الشيوعي و«اليسار الديمقراطي»، إضافة إلى بعض العائلات، لائحة «الثنائي الشيعي».
وتوضح المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أنّ الاتفاق بين الثنائي الشيعي لا يزال متعثرا لغاية الآن، في عدد من البلدات، أبرزها في البازورية، مسقط رأس أمين عام الحزب، حسن نصر الله، حيث قرّرت بعض العائلات الوقوف في وجه الثنائي، لا سيما في ظل الحديث عن التمديد لرئيس البلدية الحالي المحسوب على «حركة أمل»، كذلك الوضع في الكفور وجرجوع، حيث يتنافس الحزب بالتحالف مع عائلات مسيحية مع لائحة مدعومة من «الحركة» بالتحالف أيضا مع عائلات مسيحية أخرى، وفي معروب بلدة وزير الدولة لشؤون مجلس النواب، محمد فنيش، المحسوب على الحزب، تواجه لائحة الثنائي مشكلة سببها قيام بعض مناصري الحزب بتشكيل لائحة ضدّ «لائحة الثنائي». ويتواجه أيضا «الثنائي» ضدّ «لائحة من العائلات في جويا والبازورية إضافة إلى حومين الفوقا، حيث شكّلت لائحة أيضا في المقابل تضم مرشحين من «الحزب» و3 مرشحين من «الحركة»، رفضا لما اعتبروه تهميشا لبعض العائلات.
وفي ضوء هذا الواقع، يعد المسؤول الإعلامي في «حركة أمل»، طلال حاطوم، أنه من المبكر تحديد البلديات التي قد تحصل فيها منافسة بين «مناصري الحزب» و«مناصري الحركة»، مع تأكيده أن الاتفاق من البداية كان السعي للتوافق، أما في حال كان خيار الناس غير ذلك فعندها تترك الحرية لهم ليعبروا عن إرادتهم.
ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «نبذل كل جهدنا لتكريس الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين قيادتي (ما يسمى) حزب الله وحركة أمل، وهو التحالف مع العائلات وليس ضدّها، مع تأكيد أن الخيار الأول والأخير هو لقرار الناس». ويشير إلى أنّ «الحزب» و«الحركة» يسعيان لهذا الاتفاق، وإذا عجزا عن ذلك يبقى الخيار لأبناء المنطقة. وأضاف: «من هنا نؤكد أن الأساس هو إنجاز الاستحقاق البلدي بأسهل الطرق ومساعدة الأهالي على الاختيار وترشيد الخيارات وليس مصادرتها بما فيه مصلحة البلدات».
ولفت حاطوم إلى أنّه لغاية الآن تم التوصل إلى اتفاق في نحو أربعين بلدة، مشيرا إلى أنّ المهمة تكون سهلة عادة في القرى الصغيرة، حيث لا يزال القرار فيها للعائلات، بينما تبقى أصعب في المدن الكبرى.
وترى الأستاذة الجامعية، منى فياض، أن دخول الحراك المدني على خط المواجهة ضد الأحزاب، لا سيما في الجنوب، حيث النفوذ للثنائي الشيعي، يعكس توق الناس لا سيما الشباب للتغيير. وأوضحت لـ«الشرق الأوسط»: «ما يحصل اليوم في بعض مناطق الجنوب، وإن كان محدودا هو مؤشر واضح لهذا الواقع، وامتداد لما حصل في بيروت، والبقاع وتحديدا بعلبك، حيث كان الفوز للثنائي الشيعي بطعم الخسارة لا سيما أنه كان في معقلهما».
وترى فياض أن ما عاشه اللبنانيون في الفترة الأخيرة، لا سيما منها أزمة النفايات، كان المحفّز لهذه الحركة، وبات للجيل الجديد كلمته بعيدا عن الحسابات السياسية التي ينطلق منها الأهل والعائلات، وتلعب في هذا الإطار وسائل التواصل الاجتماعي دورا أساسيا، لا سيما أن من يقود هذه الحملات ويشكّل رأس حربتها هم من فئة الشباب. وترى فياض أن اللبناني لم يكن يعي أهمية البلديات ومدى قدرتها على العمل الإنمائي، إنما اليوم يبدو واضحا أنه بات يعلم أهمية هذه السلطة المحلية وقدرتها على التغيير. وفي حين تقول فياض: «ندرك أن القوى المنافسة لهذه الأحزاب، لا سيما للثنائي الشيعي، في الجنوب قد لا تكون قادرة على فرض التغيير مرة واحدة إنما مجرد الخطوة هي إشارة إيجابية نحو المستقبل وللاستحقاق القادم الذي من المفترض أن يكون الانتخابات النيابية».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».