الزعبي لـ «الشرق الأوسط»: جاهزون للخطة «ب» وتصريحات السعودية أعادت الأمل

الزعبي لـ «الشرق الأوسط»: جاهزون للخطة «ب» وتصريحات السعودية أعادت الأمل
TT

الزعبي لـ «الشرق الأوسط»: جاهزون للخطة «ب» وتصريحات السعودية أعادت الأمل

الزعبي لـ «الشرق الأوسط»: جاهزون للخطة «ب» وتصريحات السعودية أعادت الأمل

كشف أسعد الزعبي، رئيس وفد المعارضة السورية إلى جنيف، لـ«الشرق الأوسط»، عن تشكيل عسكري جديد للمعارضة، بدأ يتخلق في المنطقة الشمالية على غرار التشكيل الموجود في المنطقة الجنوبية، منذ ثلاثة أعوام، متعهدا بأن يكون البديل العسكري، الذي يعوّل عليه عند تنفيذ الخطة «ب»، التي نوه بها وزير الخارجية السعودي في حال فشلت المساعي الدولية لإنقاذ الشعب السوري، مشيرا إلى مساع حثيثة لتوحيد ما بقي من فصائل بقيادة العمليات القتالية والتغيير الجغرافي العسكري، ملمّحا بأن هناك توجيها سعوديا في هذا الاتجاه.
وقال الزعبي: «هذا التشكيل العسكري الذي بصدده المعارضة حاليا، هو نتاج تجميع للفصائل المعتدلة الموجودة في الشمال، في ظل مساع لرأب الخلافات الموجودة حاليا في الغوطة الشرقية».
وعلى أرض الواقع، قال الزعبي: «هناك حشود إيرانية متزايدة، وكذلك من عناصر (ما يسمى) حزب الله، وأخرى أفغانية، اشترتها إيران بسيل من العطايا. وقد بدأت فعليا تتدفق عناصر أفغانية باتجاه إيران بغية الحصول على أموال وأوراق تجنس من طهران، مقابل القتال في سوريا. وكل ذلك بدأت تتكشف تفاصيله من خلال الرصد الذي نشاهده يوميا على ساحة المعركة بزيادة أعداد المقاتلين من إيران».
ولفت إلى تهديدات تنطلق من إيران وروسيا ومن بشار الأسد، وقال: إنها «ستبقى مجرد فقاعات صابون لا تكترث لها المعارضة».
وأكد رئيس وفد المعارضة السورية إلى جنيف، أن التصريحات التي أطلقها عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، في فيينا أخيرا، بضرورة البحث في البدائل إذا لم يمتثل الرئيس السوري بشار الأسد لمحاولات التوصل لهدنة في عموم البلاد، زرعت الأمل في قلوب السوريين الذي فقدوه مع تصريحات كيري ولافروف، مشددا على أن التشكيل العسكري الجديد سيكون هو النواة الفعلية التي يعول عليها في تنفيذ الخطة البديلة.
وأكد الزعبي، أن التصريحات السعودية، بمثابة رسالة قوية تحرج المجتمع الدولي، وبخاصة روسيا وأميركا من مغبة التمادي في استنزاف مقدرات الثورة ودعم الأسد.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.