الحكومة اليمنية: على الانقلابيين القبول بثلاثة بنود لإنهاء الأزمة

رئيس الوزراء أكد أن الحوثيين نهبوا احتياطي البلاد.. وتسببوا في انهيار اقتصادي

جانب من المؤتمر الذي عقده رئيس مجلس الوزراء اليمني أمس في العاصمة السعودية الرياض («الشرق الأوسط»)
جانب من المؤتمر الذي عقده رئيس مجلس الوزراء اليمني أمس في العاصمة السعودية الرياض («الشرق الأوسط»)
TT

الحكومة اليمنية: على الانقلابيين القبول بثلاثة بنود لإنهاء الأزمة

جانب من المؤتمر الذي عقده رئيس مجلس الوزراء اليمني أمس في العاصمة السعودية الرياض («الشرق الأوسط»)
جانب من المؤتمر الذي عقده رئيس مجلس الوزراء اليمني أمس في العاصمة السعودية الرياض («الشرق الأوسط»)

شدد أحمد بن دغر، رئيس مجلس الوزراء اليمني، على أن الطريق الوحيد للحفاظ على وحدة اليمن واستقراره وأمنه، هو باحترام الانقلابيين مرجعيات الحوار والمفاوضات التي تجري في الكويت حاليًا، والقبول بها، والمتمثلة في قرار مجلس الأمن رقم 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، مشيرًا إلى أن الحوثيين وصالح استخدموا ثلاثة مليارات دولار تمثل معظم الاحتياطي النقدي في البلاد، للاستيلاء على الدولة والسلطة، ما أدى إلى انهيار اقتصادي ونقدي مريع.
وأضاف بن دغر: «على الحوثيين وصالح أن يعلموا أن الاعتراف علنًا بهذه المرجعيات والذهاب فورا لتطبيقها دون مماطلة أو مراوغة هو ما يريده شعبنا»، مشيرًا إلى أن التظاهر في بعض الساحات لن يوفر حلولاً لمجتمع يحترب أهله، خصوصًا بعد أن أدركوا أن الانقلاب والتمرّد على الشرعية لم يحصدا سوى الدمار والحرب والدماء.
وأكد في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السعودية الرياض أمس، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لـ«مايو (أيار) العظيم، يوم الوحدة»، ضرورة الدفع بالمفاوضات التي تجري في الكويت نحو السلم والاستقرار، والمحافظة على وحدة البلد، لكنه لفت إلى أن ذلك لن يتحقق إلا بطريقة واحدة هي احترام مرجعيات هذا الحوار، والقبول بها، والمتمثلة في قرار مجلس الأمن رقم 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني.
وقال بن دغر: «نحن أمام خيارين تاريخيين لا ثالث لهما، إما أن تبقى الوحدة في صيغة اتحادية، فننتصر لأنفسنا وننتصر لإرادتنا المشتركة، ونسمو فوق الجراح، وإما أن نترك بلادنا وشعبنا في حالة من الضياع والفوضى والتشرذم، فندفع جميعًا ثمن التهور والطمع والبغضاء التي تجد من يغذيها بقصد أو غير قصد».
وبيّن أن الانسحاب من مؤسسات الدولة، يغدو يومًا بعد آخر مطلبًا غير قابل للنقاش إلا في ترتيباته الأمنية، والأمر ذاته بل وأكثر منه أهمية هو السلاح الذي يحاول البعض الاحتفاظ به، السلاح هو الحق الدستوري الخاص بالدولة دون غيرها، الدولة التي تمثلها شرعية منتخبة ومعترف بها، مشيرًا إلى أن من يريد حكومة وحدة وطنية قبل أن يضع السلاح، إنما يريد استرقاق الشعب، واختطاف إدارته، والعودة به لعصور الجهل والتخلف والعبودية.
وتطرق بن دغر إلى أن البلاد تعيش حالة انهيار اقتصادي ونقدي مريع، بسبب تصرف الحوثيين وصالح بثلاثة مليارات دولار، كانت تمثل معظم الاحتياطي النقدي في البلاد، استخدموها في المجهود الحربي للاستيلاء على الدولة والسلطة، والانقلاب على الجمهورية والوحدة.
وأضاف أن الحوثيين أخلّوا بنظم الإدارة المالية والنقدية، ورتبوا لطبع المزيد من الأوراق النقدية، فانهار سعر الريال أمام الدولار والعملات الأجنبية الأخرى، واستدعى انهيار العملة زيادات كبيرة في الأسعار، وفوضى اقتصادية وتقليص مداخيل المواطنين، وألحق بالفقراء ومتوسطي الدخل أضرارا معيشية كارثية، وبؤسًا ينمو ويكبر يومًا بعد آخر.
وقال بن دغر: «التزمنا في الحكومة، بهدنة اقتصادية كان اقترحها الأصدقاء، منذ بداية الحرب واحترمنا حيادية البنك المركزي رغم إدراكنا أن الميليشيات لا تعرف معنى للهدنة، ولا تحترم أمر الحياد، وقمنا بتوريد كامل الإيرادات العامة إلى البنك المركزي في صنعاء من الضرائب والجمارك والرسوم، ومن جميع المنافذ والمرافق التي تقع تحت سيطرة الشرعية بما في ذلك إيرادات خارجية، شعورًا منا بالمسؤولية الوطنية تجاه شعبنا، والتزاما بما تعهدنا به، محذرين باستمرار من مخاطر السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية المدمرة التي تبناها الحوثيون خلال الشهور الماضية، لكن الحوثيين أوقفوا صرف مرتبات الضباط والجنود والموظفين في المناطق المحررة، بمن فيهم أعضاء في مجلس النواب والشورى الذين رفضوا الانصياع والاستسلام لسلطة الانقلاب، ومنعوا وصول الموازنات التشغيلية للمستشفيات والمرافق العامة ورفضوا معالجة الجرحى، وتعويض أسر الشهداء، في المناطق المحررة، والمستعادة من سلطتهم فكان ذلك إخلالاً بما تم الاتفاق عليه».
ومع كل هذا، أكد بن دغر وجود فرصة أخرى للسلام في اليمن، إذا كف الحوثيون عن خططهم المدمرة تجاه الشعب اليمني، وامتنعوا عن نهب المال العام، ونهج العدوان، وانصاعوا للحق وصوت العقل، لأنهم وحدهم دون غيرهم يتحملون مسؤولية ما آلت الأوضاع إليه في البلاد.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».