الحذاء البني دارج .. لكن له زمانه ومكانه

ينافس الأسود أناقة ولا يُستغنى عنه في المناسبات الكبيرة

الحذاء البني كما ظهر في عرض جون فارفاتوس و وفي عرض «رالف لورين» و من مجموعة «بولو رالف لورين» لصيف 2016 و حذاء بني غامق بتصميم رسمي من «سالفاتوري فيراغامو» و حذاء بني غامق يجمع لكلاسيكية  العصرية من «سالفاتوري فيراغامو» و حذاء «لوفر» من «بيرلوتي» بلون فاتح للصيف و حذاء «لوفر» كلاسيكيي  بني من «بيرلوتي»
الحذاء البني كما ظهر في عرض جون فارفاتوس و وفي عرض «رالف لورين» و من مجموعة «بولو رالف لورين» لصيف 2016 و حذاء بني غامق بتصميم رسمي من «سالفاتوري فيراغامو» و حذاء بني غامق يجمع لكلاسيكية العصرية من «سالفاتوري فيراغامو» و حذاء «لوفر» من «بيرلوتي» بلون فاتح للصيف و حذاء «لوفر» كلاسيكيي بني من «بيرلوتي»
TT

الحذاء البني دارج .. لكن له زمانه ومكانه

الحذاء البني كما ظهر في عرض جون فارفاتوس و وفي عرض «رالف لورين» و من مجموعة «بولو رالف لورين» لصيف 2016 و حذاء بني غامق بتصميم رسمي من «سالفاتوري فيراغامو» و حذاء بني غامق يجمع لكلاسيكية  العصرية من «سالفاتوري فيراغامو» و حذاء «لوفر» من «بيرلوتي» بلون فاتح للصيف و حذاء «لوفر» كلاسيكيي  بني من «بيرلوتي»
الحذاء البني كما ظهر في عرض جون فارفاتوس و وفي عرض «رالف لورين» و من مجموعة «بولو رالف لورين» لصيف 2016 و حذاء بني غامق بتصميم رسمي من «سالفاتوري فيراغامو» و حذاء بني غامق يجمع لكلاسيكية العصرية من «سالفاتوري فيراغامو» و حذاء «لوفر» من «بيرلوتي» بلون فاتح للصيف و حذاء «لوفر» كلاسيكيي بني من «بيرلوتي»

في الوقت الذي يتعالى فيه الجدل حول مدى ضرورة ارتداء المرأة حذاءً بكعب عال في أماكن العمل، وهو ما تفرضه بعض الشركات، على أساس أن الكعب يوحي بالقوة والثقة أكثر من حذاء دون كعب قد يعطي الانطباع أن صاحبته تهتم براحتها على حساب صورتها، فإن اهتمام الرجل هذا الصيف ينصب على الألوان، وما إذا كان عليه أن يلبس تصميمًا رسميًا أو «رياضيًا» مع بدلته. الجدل المثار حول الكعب وصل إلى مهرجان «كان» السينمائي في الأسبوع الماضي، وجسدته صور النجمة جوليا روبرتس وهي حافية القدمين، التي انتشرت انتشار النار في الهشيم، بينما السؤال حول لون حذاء الرجل فيدور بينه وبين نفسه، إضافة إلى محاولات شخصية لتطويع ما يطرحه المصممون ويقترحونه عليه بطريقة تناسب أسلوب حياته وذوقه على حد سواء.
ما يدور في خلد بعض الرجال في المواسم الأخيرة، أن الموضة باتت تبالغ في التودد إليهم، آخذين عليها اللغة الجريئة التي تتبناها من خلال ألوان مستلهمة من الطبيعة، لم تكن تخطر على باله منذ عقد مضى، وتصاميم أقرب إلى الغرابة منها إلى الأناقة. طبعًا هذا إذا كانوا من الشريحة التي تميل إلى الكلاسيكية والتحفظ. لكن ما تغفل عنه هذه الشريحة أن الموضة أصبحت أكثر رحمة وتفتحًا، من حيث إنها تقدم لهم خيارات كثيرة ليس مطلوبًا منهم أن يتقيدوا بأي منها، لأن الفكرة التي يؤمن بها المصممون أن ما يُكبل الفكر والإبداع، بل والحياة ككل، هي المحاذير والأفكار المشروطة. الموضة اليوم تريد أن تفتح أمام الرجل فضاءات جديدة، وما يشفع لها غرابة ما تعرضه على منصات عروض الأزياء أنها لا تفرضه بقدر ما تقترحه ضمن طبق مشكل، بما في ذلك الإكسسوارات. ولا شك أن الكثير من رجال الجيل القديم، لا يزالون يتذكرون أن دخول الحذاء البني مناسبات المساء والسهرة ومكاتب العمل واللقاءات الرسمية كان محظورا عليهم، ولم يبدأ الأمر بالتغير سوى في الخمسينات من القرن الماضي. حاليا يشهد الحذاء البني انتعاشا كبيرا بفضل تقدم التقنيات وطرق الدباغة وتطويع الجلود فضلا أن مصممين شباب أدخلوه ميدان الـ«كاجوال» والأيام العادية من خلال «سنيكرز» وغيرها من التصاميم الشبابية. وهذا يعني أن الأغلبية لا تزال تفضله للمناسبات غير الرسمية، وبأن الأسود لا يزال سيد الأفراح والليالي الملاح. المتعارف عليه أن الموضة الرجالية بدأت في نهاية القرن الثامن عشر على يد بو برامل. كان هو من حدد أن الحذاء الأسود هو الأنسب للخروج به في النهار كما لحضور المناسبات المهمة، وحذا حذوه إدوارد الرابع والكاتب هونوريه بلزاك وغيرهما ممن عاشوا في تلك الحقبة ولعبوا دورا في الترويج لهذا الأسلوب المشروط. وظل الأمر على ما هو عليه إلى بداية الثلاثينات من القرن الماضي، حين أخذ الأمير إدوارد، الذي لم يرض أن يُملي عليه فرد من الرعية أسلوبه، زمام الأمور بيديه وبدأ بترويج أسلوبه الخاص، الأمر الذي نتج عنه التخفيف من بعض القيود على الموضة الرجالية، إذ أدخل أقمشة ناعمة وألوانًا فاتحة في الأزياء، واللون البني في أحذية النهار. وفي الخمسينات نشر سيدني دي بارني، كتابا عن الموضة الرجالية بعنوان «أزياء العمل والنهار في المدن»، يؤكد فيه تأثير أسلوب إدوارد الرابع على أبناء جيله. فقد جاءت السترة المفصلة مع صديري وبنطلون بنفس اللون مع حذاء إما بالأسود أو البني، ضمن نصائحه، في إشارة واضحة إلى أن الصورة تغيرت بالنسبة لما يمكن للرجل أن يرتديه في النهار على الأقل، بينما بقي الحذاء الأسود يتسلطن في مناسبات السهرة والمساء. حينها كتب سيدني دي بارني أيضًا أن «حذاءً بنيا مع بدلة بالأزرق الغامق غير مقبول»، وهو ما تغير كليا.
فالآن كل شيء جائز ومقبول على شرط أن يكون هناك تناغم بين الألوان، وأسلوب يعبر عن ذوق وفنية. الإيطاليون مثلا، ورغم حبهم للألوان، لا يزالون يعتمدون الحذاء الأسود في المآتم والأفراح، غير أنهم في الأيام العادية يفضلون البني مع بدلة بالأزرق أو الأخضر، آخذين بعين الاعتبار أن تكون درجة لونه بمستوى المناسبة، إذ ليس من المتوقع تنسيق توكسيدو أسود مع حذاء بني، مثلا.
حذاء أسود أم بني؟
- يتعلق الأمر هنا بالزي وتصميمه ولونه، فكلما كانت البدلة كلاسيكية بألوان داكنة كلما فضل الرجل الأسود، لأنه أضمن وأسهل، لا سيما وأنه يأتي بدرجة واحدة. بالنسبة للحذاء البني، فإن الخبراء يفضلون أن يكون دائما بدرجة أغمق من لون البدلة إذا كانت رسمية.
- بالنسبة للشباب، يمكنهم ارتداء البني في النهار أو المساء، سواءً مع بنطلون الجينز أو مع بنطلون مفصل من التويد أو الصوف، خصوصًا وأنه يتماشى مع كل الألوان كونه يأتي بدرجات متنوعة.
- لا يتناغم مع بدلة رسمية مكونة من قطعتين أو ثلاث قطع بالأسود أو الكحلي الغامق أو الرمادي الفحمي. في هذه الحالة يجب اعتماد حذاء أسود.
- مع بدلة رمادية فاتحة، فإن كلا من الأسود والبني مقبولان، وإن كانت إطلالتك سيدي الرجل، ستبدو أفضل بحذاء بني غامق، كذلك الأمر بالنسبة لبدلة باللون الأزرق الغامق. في المقابل، إذا كانت بالأزرق الفاتح، ومقلمة، فإن حذاءا أسودا هو المفضل.
- من البديهي أن بدلة بنية تتطلب حذاءً بنيا، لكن هذا اللون يجد إقبالا كبيرا من قبل الشباب بعد أن تلونت البدلات العصرية بكل الألوان الطبيعية من الأخضر والبيج والكاراميل إلى الأبيض أو الأحمر أو المستردي.
- رغم أن الموضة حاليا ترفع شعار كل شيء جائز ما دام يعبر عن شخصيتك وأسلوبك، فإنه يفضل تجنب الحذاء البني في المناسبات الرسمية في المساء تحديدًا، خصوصًا تلك التي تحدد حضورها ب «بلاك تاي». الاستثناء الوحيد هنا إذا كان التوكسيدو باللون البني، وهو نادر.



اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
TT

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم، سواء تعلق الأمر بمناسبات النهار أو المساء والسهرة. ثم جاءت أميرة ويلز، كاثرين ميدلتون، لترسِخ مكانته منذ أيام قليلة، لدى مشاركتها مراسيم استقبال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني. ظهرت به من الرأس إلى أخمص القدمين، في لوحة مفعمة بالجرأة والكلاسيكية في الوقت ذاته. هذه اللوحة ساهم في رسمها كل من مصممة دار «ألكسندر ماكوين» السابقة سارة بيرتون من خلال المعطف، ومصممة القبعات «سحر ميليناري» ودار «شانيل» من خلال حقيبة اليد.

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

كان هذا اللون كافياً لكي يُضفي عليها رونقاً ودفئاً من دون أن يحتاج إلى أي لون آخر يُسنده. ربما تكون أقراط الأذن والعقد المرصعين باللؤلؤ هما الاستثناء الوحيد.

لكن من يعرف أميرات القصر البريطاني يعرف أن اختياراتهن لا تخضع لتوجهات الموضة وحدها. هن أيضاً حريصات على توظيف إطلالاتهن كلغة دبلوماسية في المناسبات الرسمية. في هذا الحالة، يمكن أن نقرأ أن سبب اختيارها هذا اللون كان من باب الاحتفاء بالضيفين العربيين، بالنظر إلى أنه أحد ألوان العلم القطري.

لكن إذا تقيّدنا بتوجهات الموضة، فإنها ليست أول من اكتشفت جمالياته أو سلّطت الضوء عليه. هي واحدة فقط من بين ملايين من نساء العالم زادت قابليتهن عليه بعد ظهوره على منصات عروض الأزياء الأخيرة.

اختيار أميرة ويلز لهذا اللون من الرأس إلى أخمص القدمين كان مفعماً بالأناقة (رويترز)

«غوغل» مثلاً أكدت أن الاهتمام بمختلف درجاته، من العنابي أو التوتي أو الرماني، بلغ أعلى مستوياته منذ 5 سنوات، في حين ارتفعت عمليات البحث عنه بنسبة 666 في المائة على منصات التسوق الإلكترونية، مثل «ليست» و«نيت أبورتيه» و«مايتريزا» وغيرها.

ورغم أنه لون الخريف والشتاء، لعُمقه ودفئه، فإنه سيبقى معنا طويلاً. فقد دخل تشكيلات الربيع والصيف أيضاً، معتمداً على أقمشة خفيفة مثل الكتان والساتان للنهار والموسلين والحرير للمساء، بالنظر إلى أن أول تسلل له، كان في تشكيلات ربيع وصيف 2024 في عرضي كل من «غوتشي» و«بوتيغا فينيتا». كان جذاباً، الأمر الذي جعله ينتقل إلى تشكيلات الخريف والشتاء الحاليين والربيع والصيف المقبلين.

بغضّ النظر عن المواسم والفصول، كان هناك إجماع عالمي على استقباله بحفاوة جعلته لون الموسم بلا منازع. لم يعد يقتصر على العلامات الكبيرة والغالية مثل «غوتشي» و«برادا» وغيرهما. انتقلت عدواه سريعاً إلى المحلات الكبيرة من «بريمارك» إلى «زارا» و«أيتش أند إم» مروراً بـ«مانغو» وغيرها من المتاجر الشعبية المترامية في شوارع الموضة.

الجميل فيه سهولة تنسيقه مع ألوان كثيرة مثل الرمادي (إ.ب.أ)

ورغم أن أميرة ويلز ارتدته من الرأس إلى القدمين، فإن أحد أهم عناصر جاذبيته أنه من الدرجات التي يسهل تنسيقها مع ألوان أخرى كثيرة، من دون أن يفقد تأثيره. يمكن تنسيقه مثلاً مع الأسود أو البيج أو الرمادي أو الأزرق الغامق. يمكن أيضاً تنسيق كنزة صوفية بأي درجة من درجاته مع بنطلون جينز بسيط، أو الاكتفاء بمعطف منه أو حقيبة أو حذاء حتى قفازات فقط.