مصادر في المقاومة: الميليشيات تعيد تموضعها استعدادًا لشن هجمات عنيفة في تعز

تدشين المرحلة الثانية من مشروع توزيع 100 ألف سلة غذائية من مركز الملك سلمان

مصادر في المقاومة: الميليشيات تعيد تموضعها استعدادًا لشن هجمات عنيفة في تعز
TT

مصادر في المقاومة: الميليشيات تعيد تموضعها استعدادًا لشن هجمات عنيفة في تعز

مصادر في المقاومة: الميليشيات تعيد تموضعها استعدادًا لشن هجمات عنيفة في تعز

قال مصدر في المقاومة الشعبية في تعز لـ«الشرق الأوسط» إن «اشتباكات عنيفة شهدتها منطقة الضباب، أمس، حيث دارت مواجهات عنيفة على الخط الأمامي للجبهة في تبة الحرمين والكسارة والوادي، واستخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة استمرت لساعات». وأكد المصدر أن الميليشيات الانقلابية لا تزال «تدفع بتعزيزات عسكرية إلى المدينة وجبهاتها في المداخل الرئيسية لمدينة تعز وتعيد تموضعها، ما يشير إلى أنها تستعد لشن هجمات عنيفة في الساعات المقبلة، وذلك بعدما عززت جميع مواقعها بعشرات المسلحين ومختلف أنواع الأسلحة، إضافة إلى نقل أسلحة إلى المجمع الحكومي في مدينة المخا الساحلية، وحفر الخنادق، وبناء المتارس في المدينة وكذا في جبل هان في الضباب، إذ حشدت تجمعات عسكرية كبيرة في ذوبان بمديرية الوازعية، وعززت بعربة كاتيوشا وأطقم عسكرية في شارع الستين ومنطقة الربيعي».
واحتدمت المواجهات العنيفة في شمال وغرب مدينة تعز، حيث واصلت الميليشيات الانقلابية قصفها العشوائي على مختلف الأحياء السكنية في الجبهتين بما فيها الجبهة الشرقية، ورافقه محاولات مستميتة من قبل الميليشيات التقدم إلى مواقع المقاومة الشعبية والجيش الوطني واستعادة مواقع تم دحرهم منها. وخلال الـ24 ساعة الماضية، سقط قتلى وجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال جراء القصف المدفعي المكثف التي تشنه الميليشيات على أحياء تعز وعدد من الأرياف. كما سقط عدد من الجرحى من صفوف الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
إلى ذلك، توعد مجلس تنسيق المقاومة الشعبية في تعز السير بخطوات جدية لفك الحصار عن مدينة تعز وتحرير المحافظة من الميليشيات الانقلابية.
كما أكد المجلس حرصه على «السير قدمًا نحو التحرير، وبأنه ستكون هناك خطوات جدية في سبيل ذلك بالتنسيق مع قيادة السلطة المحلية وقيادة المحور وجميع الألوية العسكرية الشرعية في المحافظة».
وطالب المحتجون أن يكون العمل الأول والهم الأول للجميع هو «فك الحصار عن مدينة تعز وتطهيرها من الميليشيات الانقلابية، وبذل مزيد من الجهود لذلك».
ودعا المحتجون الحكومة الشرعية إلى «إيقاف المشاورات مع الميليشيات الانقلابية»، وقالوا إن «كل ما يحصل من مشاورات ومناورات سياسية ما هي إلا شرعنة للانقلابيين وإطالة عمر الانقلاب».
وبدوره، أكد عارف جامل نائب رئيس مجلس تنسيق المقاومة، حرص المقاومة ومحافظ المحافظة على الجانب الأمني والتنسيق بين المقاومة والسلطة المحلية. وقال خلال لقائه بالشباب المحتجين «نحن معنيون بفك الحصار وهذا الأمر يمثلنا في تعز ويهمنا كثيرًا رغم قلة الإمكانيات لكنّا نعدكم في الأيام المقبلة بسماع أخبار مفرحة».
وفي السياق نفسه، أكد محافظ تعز علي المعمري، أن تحقيق الأمن مرتبط بالتعاون مع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية. وقال خلال اجتماع له بضباط ورجال الأمن ومديري الأقسام في المدينة، بحضور قائد محور تعز العميد يوسف الشراجي، إن «الأمن مصلحة الجميع، وتفعيل دور الأجهزة الأمنية مطلب جميع طبقات وشرائح المجتمع لأن الجميع متضرر من غياب الأمن، وهناك توجهات لتوحيد جميع السجون في سجن مركزي، والنظر في جميع الملفات المتعلقة بالمساجين وإيجاد الحلول لها بما يحقق العدالة ويعزز هيبة القانون». وأضاف أن «اللجنة الأمنية وضباط ورجال الأمن ساهموا في تطبيع الجانب الأمني بما توفرت لديهم من إمكانات، ولذا فإن العمل في ظل ظروف الحرب وشح الإمكانات عكس شجاعة استثنائية وجهود عظيمة لرجال الأمن، وهي جهود مشكورة من جميع أبناء محافظة تعز».
وكشف محافظ المحافظة عن تغييرات جديدة ستشمل الجهاز الأمني في محافظة تعز، وأن هذه التغييرات «سترتكز على فلسفة الكفاءة والنزاهة، لأن زمن المحسوبيات والفساد ولى، وأن تعز ستجسد النموذج للدولة التي ينتظرها جميع اليمنيين».
وفي حين أثنى محافظ محافظة تعز علي المعمري، على الأدوار الكبيرة للجنة الأمنية في المحافظة خلال المرحلة السابقة، أكد أن «مدينة تعز شهدت نشاطا مهما على الصعيد الأمني رغم شحة وضآلة الإمكانات المقدمة للجنة الأمنية ورجال الأمن».
في المقابل، أقرت الإدارة التنفيذية لائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز، البدء في التجهيز لحفل تدشين توزيع مشروع مائة ألف سلة غذائية (المرحلة الثانية)، المقدمة من «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، وذلك للمديريات المحاصرة، القاهرة والمظفر وصالة وصبر الموادم ومشرعة وحدنان والمسراخ، بالإضافة إلى تجهيز آلية العمل للمرحلة المقبلة ومشاريع شهر رمضان المبارك.
ودعا المدير التنفيذي لائتلاف الإغاثة، أمين الحيدري، إلى مضاعفة الجهود، خصوصا مع اقتراب شهر رمضان وازدياد تدهور الوضع الإنساني في المحافظة في ظل الحرب التي ما زالت تدور حتى الآن.
وفي حين تواصل ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح الانقلابية حصارها المطبق على جميع منافذ مدينة تعز وتمنع دخول المواد الغذائية والدوائية والإغاثية وجميع المستلزمات لأهالي تعز، وزعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي 2000 سلة غذائية وإغاثية في مديرية الشمايتين، إحدى مديريات قضاء الحُجرية أكبر قضاء في تعز.
ويأتي دعم الهلال الأحمر في إطار المساعدات الإغاثية والمشروعات الإنسانية التي تنفذها الهيئة في اليمن، في حين وصل عدد الأسر النازحة إلى المديرية حتى نهاية العام 2015 إلى أكثر من 48 ألف أسرة.
وفي السياق ذاته، دشنت مؤسسة عطاء التنموية لرعاية الجرحى وأسر الشهداء بمحافظة تعز، المرحلة الأولى من مشروع توزيع مساعدات مالية على أسر الشهداء الأكثر حاجة، حيث بلغ عدد الأسر المستهدفة في المرحلة الأولى من المشروع 11 أسرة.
وقالت مديرة المؤسسة مرفت عامر، إن «المساعدات المالية وزعت على أسر الشهداء الأشد حاجة للدعم العاجل في جبل جرة وحي الوحدة والمسبح، وإن الأسر المستهدفة في المرحلة الثانية ستكون في حي الجمهوري والعسكري وعدد من الأسر الساكنة بالقرب من خطوط التماس في حي ثعبات».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.