مصادر عسكرية: إحباط هجوم مباغت للميليشيات على معسكر «الخنجر» في الجوف

قوات التحالف في عدن تنهي برنامج تأهيل طيارين جنوبيين

أحد رجال القبائل الموالين لحركة الحوثي يجلس داخل الإطارات المستعملة في صنعاء (أ.ف.ب)
أحد رجال القبائل الموالين لحركة الحوثي يجلس داخل الإطارات المستعملة في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

مصادر عسكرية: إحباط هجوم مباغت للميليشيات على معسكر «الخنجر» في الجوف

أحد رجال القبائل الموالين لحركة الحوثي يجلس داخل الإطارات المستعملة في صنعاء (أ.ف.ب)
أحد رجال القبائل الموالين لحركة الحوثي يجلس داخل الإطارات المستعملة في صنعاء (أ.ف.ب)

قالت مصادر محلية مطلعة وأخرى عسكرية في محافظة الجوف لـ«الشرق الأوسط»: «إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تصدت، أمس الاثنين، لهجوم مباغت شنته ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح على معسكر الخنجر الاستراتيجي، الواقع بمديرية خب الشعف شمال محافظة الجوف».
وأكدت المصادر أن معارك ضارية نشبت أثناء محاولة الميليشيات اقتحام المعسكر الاستراتيجي عبر هجوم مباغت، تمكنت القوات الموالية للرئيس هادي من التصدي له بعد ساعات من المواجهات العنيفة التي سقط فيها من الطرفين عدد من القتلى والجرحى، وأجبرت من خلاله الميليشيات على التراجع في هجومها ذلك.
من جهة ثانية كشفت مصادر يمنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن نجاح القوات الإماراتية بإشراف مباشر من قوات التحالف العربي بإنهاء أو برنامج تأهيل لطيارين جنوبيين أول من أمس. وقالت المصادر: «إن البرنامج التدريبي اختتم أول من أمس بتنفيذ طلعات جوية للمتدربين الجنوبيين من خلال تنفيذهم طلعات جوية وتنفيذ غارات محكمة ودقيقة على عدد من الأهداف الميليشيات في تعز والبيضاء».
وأشارت إلى أن البرنامج تم تنفيذه لأشهر في قاعدة العند الجوية أكبر قاعدة يمنية؛ حيث تتخذها قوات التحالف العربي مقرا لها ومنطلقا لتنفيذ غاراتها الجوية على مواقع الحوثيين وقوات المخلوع صالح.
وعلى صعيد التطورات الميدانية في الجبهات القتالية بمحافظة لحج الجنوبية تواصل ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع حشد تعزيزاتها للمناطق الحدودية بعد فشلها أمس وأول من أمس من تنفيذ محاولة التفاف وتحقيق أي انتصارات لها في منطقة كرش الحدودية، بعد معارك ضارية استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة بما فيها المدفعية والكاتيوشا والهوزر.
وقالت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»: «إن قوات المقاومة الجنوبية والجيش أحبطت أول من أمس محاولة توغل للميليشيات في جبهات كرش والمضاربة كان الحوثيون يخططون من خلالها لتحقيق أي تقدم على الأرض واستخدمت فيها أسلحة ثقيلة، لكن محاولاتها منيت بالفشل لأكثر من مرة».
وتشهد جبهات كرش وراس العارة والمضاربة وباب المندب بمحافظة لحج مواجهات هي الأعنف بين ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح من جهة والمقاومة الجنوبية والجيش الوطني من جهة أخرى بعد إحباط المقاومة والجيش محاولة تقدم للميليشيات عقب تعزيزات وصلتها، وأسلحة ثقيلة ونوعية تستخدم لأول مرة في جبهات المناطق الحدودية.
القيادي في المقاومة الجنوبية بجبهة كرش الحدودية مختار السويدي قال: «إن معارك مستمرة تشهدها مناطق كرش الحدودية، مع ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح التي تسعى جاهدة إلى إيجاد موطئ قدم لها في المناطق الحدودية لمحافظة لحج لإحراز أي تقدم لها ناحية المحافظة التي تعد بوابة عدن الشمالية».
وأوضح السويدي لـ«الشرق الأوسط» أن المواجهات تتركز في منطقة الحويمي والبركاني، وتعد هذه المواقع تحت سيطرة المقاومة الجنوبية، لافتا إلى أن المواجهات تشتد بضراوة في جبهات الميمنة شمال شرقي كرش الحدودية باتجاه مديرية ماوية التابعة لمحافظة تعز.
وتعد جبهة الحويمي بحسب لقيادي بجبهة كرش شمال غربي لحج مختار السويدي خط التماس ساخن منذ أسابيع بين المقاومة الجنوبية والجيش الوطني من جهة وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من جهة أخرى.
وأكد القيادي السويدي أن قيادة محور العند بقيادة اللواء ممثلة باللواء فضل حسن وقيادة المقاومة الجنوبية توجد باستمرار في الشريط الحدودي بين الشمال والجنوب منذ أشهر مضت وتقود شخصيًّا العمليات القتالية والعسكرية في المناطق الحدودية التي تشهد معارك مستمرة منذ تحرير لحج من الميليشيات في مطلع أغسطس (آب) من الماضي.
وحول سر استمرار الميليشيات في حشد تعزيزاتها للمناطق الحدودية بلحج قال السويدي: «إن الحوثيين وقوات صالح يحاولون منذ انطلاق مفاوضات الكويت تحقيق أي انتصارات لهم في المناطق الحدودية بين لحج وتعز للتقدم ناحية الجنوب، واستغلال أي فرصة سانحة للمراوغة في مفاوضات الكويت»، على حد قوله.
السويدي قال: «إن جبهات المضاربة وراس العارة وباب المندب والشريط الحدودي بالصبيحة تشهد معارك مستمرة مع الميليشيات التي فشلت حتى اللحظة في إحراز أي توغل لها في الأراضي الجنوبية».
بدوره قال المتحدث الرسمي للمقاومة الجنوبية بمحافظة لحج رمزي الشعيبي: «إن المعارك في المناطق الحدودية بين محافظتي لحج وتعز تشد ضراوة يوما بعد يوم بين ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح من جهة، والمقاومة الجنوبية والجيش الوطني من جهة ثانية في ظل تواصل الميليشيات حشد مقاتليها إلى المناطق الحدودية بلحج، وذلك منذ ما قبل انطلاق مفاوضات الكويت المتعثرة» على حد قوله.
وأكد الشعيبي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح فشلت مرارا وتكرارا في تحقيق أي تقدم لها على الأرض في مناطق لحج الحدودية مع تعز على الرغم من استمرار تواصل التعزيزات العسكرية لها بشكل شبه يومي، لافتا إلى أن الحوثيين بعد فشلهم في المواجهات لجأوا إلى الترويج الإعلامي لتحقيق انتصارات إعلامية كاذبة»، مشيرا إلى أن قوات الجيش والمقاومة الجنوبية تسيطر على كامل المواقع والجبهات الحدودية بين محافظتي تعز ولحج.
وأوضح الشعيبي أن الميليشيات استغلت مفاوضات الكويت لحشد قواتها العسكرية مدججة بالأسلحة الثقيلة والنوعية ودفعت بالمئات من مقاتليها إلى الجبهات الحدودية بمناطق كرش الحويمي الشريجة المضاربة راس العارة الشريط الحدودي في الصبيحة باب المندب محاولة تحقيق أي تقدم لها، لكن محاولاتها لم تنجح في تحقيق أي تقدم على الأرض.
وأرجع ناطق المقاومة الجنوبية بلحج أسباب استمرار تعزيز الميليشيات إلى جبهات لحج الحدودية، للأهمية الاستراتيجية للمحافظة التي تضم قاعدة العند الجوية التي تتخذها قوات التحالف مقرا لها ومنطقة باب المندب، وهو ممر دولي للملاحة الدولية، لافتا إلى أن أي تقدم للميليشيات في تلك المناطق قد يمنحها أوراق ضغط قوية لتحقيق أي انتصارات ولو إعلامية، على حد قوله.
وفي مدينة الزاهر بمحافظة البيضاء جنوب شرقي صنعاء جددت الميليشيات فجر، أمس الاثنين، شنها قصف عنيف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة على مناطق سكانية آل حميقان غرب البيضاء.
وقال طحطوح الحميقاني، الناطق باسم المقاومة الشعبية بالزاهر لـ«الشرق الأوسط»: «إن الميليشيات تواصل اختراقها للهدنة بشكل يومي متعمد، وتشن قصفا عشوائيا عنيفا على المدن المكتظة بالسكان إلى جانب فرضها حصار خانق على المنطقة منذ أسابيع».
لافتا إلى أن الميليشيات تريد إجبار السكان المحليين بالخضوع لها من خلال تشديد الحصار واستمرار القصف العشوائي الذي راح ضحيته عدد من المدنيين، ولم يسلم من نيرانها حتى أعضاء لجنة التهدئة العسكرية، على حد قوله. وفي جبهات مكيراس بأبين وبيحان بشبوة تواصل ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح قصفها للمدن والسكان وسط حصار خانق تفرضه على المواطنين منذ أسابيع من دون أي اعتبار للهدنة المزعومة عبر مفاوضات الكويت الراهنة.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».