مصادر: أطراف دولية تقترح إشراك الانقلابيين في حكومة وحدة وطنية

وزير حقوق الإنسان اليمني أعلن رفض الحكومة لذلك .. وحذر من سلطات { أمر واقع } بالمحافظات

مصادر: أطراف دولية تقترح إشراك الانقلابيين في حكومة وحدة وطنية
TT

مصادر: أطراف دولية تقترح إشراك الانقلابيين في حكومة وحدة وطنية

مصادر: أطراف دولية تقترح إشراك الانقلابيين في حكومة وحدة وطنية

يكتنف الغموض مستقبل مشاورات السلام اليمنية – اليمنية في دولة الكويت، في ظل عدم تحقيق تقدم في أي من الملفات والقضايا التي تتم مناقشتها،سواء على الصعيد السياسي أو الأمني أو العسكري أو الإنساني.
وكثف المبعوث الاممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ احمد، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، لقاءاته بالوفدين، حيث التقى، أمس، برئيسي وفدي الحكومة اليمنية والانقلابيين ( الحوثي – صالح )، إضافة إلى لقاء آخر جمعه بـ 4 من كل وفد.
وقالت مصادر يمنية رفيعة المستوى لـ « الشرق الأوسط « إن هناك بعض الأطراف الدولية تحاول طرح بعض المقترحات، مستغلة حالة الأفق المسدود في مشاورات الكويت والتجاوب والتعاطي من قبل وفد الحكومة مع كافة المقترحات التي يتقدم بها الرعاة للتسوية السياسية في اليمن، وأضافت أن بعض الأطراف طرحت ، بشكل غير رسمي ، مسألة تشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة شراكة مع الانقلابيين ، وهو المطلب الذي يتمترس خلفه وفد الانقلابيين ، منذ بدء المشاورات في الـ 21 من الشهر الماضي ، حتى الآن ، ويرفضون التقدم على أي من المسارات ، دون تحقيق مطلبهم ، وحذرت هذه المصادر من هذه الأفكار.
وأكد وفد الحكومة اليمنية الشرعية إلى المشاورات رفضه لمثل هذه الطروحات جملة وتفصيلا ، وقال عز الدين الأصبحي ، وزير حقوق الإنسان اليمني، عضو وفد الحكومة لـ « الشرق الأوسط « إنه ليس هناك طرح رسمي لمثل هذه الأفكار على الإطلاق،وهناك أمران رئيسيان وهما انه « لا يمكن أن تكون هناك خطوات ، في المشاورات ، تعمل على تقويض قرار مجلس الأمن الدولي ( 2216 ) والشرعية «، مؤكدا أن الحديث عن الشرعية « لا يعني الحديث فقط عن شخص الرئيس عبد ربه منصور هادي فقط ، ولكن عن كافة المؤسسات التي يمثلها ، الرئاسة والحكومة وغيرها « . كما أكد لـ « الشرق الأوسط « أن « البعض ، في الأحاديث الجانبية ، يريد أن يقول إنه لا مساس بمؤسسة الرئاسة ولكن يمكن الحديث عن حكومة ، كما يطرحون « .
وأضاف الأصبحي : « إننا نرى أن الكل جزء لا يتجزأ ، وإنه لا يمكن العودة ، حتى للحكومة الحالية إلى صنعاء ، دون أن تزول أسباب الانقلاب وعلى رأس ذلك تسليم السلاح وخلق البيئة الآمنة « ، واصفا الحديث عن موضوع تشكيل الحكومة قبل إنهاء الانقلاب ، بأنه « نوع من التمنيات والأفكار التي تطرح خارج سياقها الرسمي « ، وقال « لكن رسميا مازال الجدل عند نقطة الصفر «.
وحذر الأصبحي، في تصريحاته « من أن « تقويض السلطة الشرعية في اليمن والذهاب للاعتراف بأي سلطة أمر واقع ،( حكومة وفقا لمطلب الانقلابيين ) سيؤدي إلى ظهور عدة سلطات في إطار الأمر الواقع ، لأن محافظات كثيرة ستعتمد ، من خلال تلك النقطة ، على الشرعية الثورة والمقاومة أو شرعية الدفاع عن الهوية المناطقية ، وبالتالي ستدخل اليمن فيما يمكن تسميته قفزة في الهواء وحينها لا يمكن للمجتمع الدولي و الإقليمي لملمة الأمور «.
وفي حين أكد الوزير اليمني أن « الأفق مسدود « في هذه المشاورات ، في ضوء مرور قرابة شهر دون تحقيق أي تقدم على أي من المسارات ، لكنه شدد على أنه « لا يمكن تحقيق أية خطوة كبيرة في اجتماع أو جولة مشاورات واحدة « ، وقال إن « الخروج بثلاثة مسارات والخروج برؤى معمقة حولها ، يعد انجازا ، بحسب الآراء والتقييمات التي طرحت والتي تطرح « ، وإنه « من غير الممكن الوصول إلى قرارات نهائية كاملة حول موضوع سياسي أو مني ، دون انجاز مسار تعزيز الثقة « . وأكد أن « الحكمة تقتضي أن نعزز مسار الثقة وان نثبت انجاز مشاورات الكويت القائم على الإطار العام والنقاط الخمس ولدينا 3 ملفات هي استعادة الدولة والتحضير للعملية السياسية ، تسليم الأسلحة والانسحابات والترتيبات الأمنية والملف الإنساني «.
ووفقا لدعوة الأمم المتحدة للأطراف اليمنية إلى دولة الكويت لإجراء مشاورات سلام ، فإن أجندة هذه المشاورات تقوم على تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216 ، والذي يقضي باستعادة الدولة اليمنية وإنهاء الانقلاب وانسحاب الميليشيات من المؤسسات والمدن وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إلى الدولة اليمنية.
ورغم تأكيد الوزير الأصبحي بأن المشاورات لم تفشل وأنها توصلت إلى تفاهمات وحددت إطارا عاما للتفاوض وبأن المسألة لا يمكن ان تحل في جولة حوار واحدة ، فإن المراقبين يؤكدون أن الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن وكذا الأمم المتحدة ، لم تمارس ضغوطا بالشكل المطلوب على الانقلابيين أو التلويح بمزيد من العقوبات الدولية من اجل الرضوخ وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.