اكتشف الهند وبوتان على طريقة ويليام وكيت

بعد قيام الأمير ويليام وزوجته كيت، دوق ودوقة كمبردج، بزيارة تعد الأولى لهما للهند ومملكة بوتان المجاورة، فتحت شهية السياح من جديد لزيارة الهند والمشي على خطى الزوجين الملكين والتعرف إلى معالم الهند الجميلة تماما مثلما فعل الأمير ويليام وزوجته كيت، وهذه الزيارة أعادت إلى الأذهان صورة الأميرة الراحلة ديانا وهي تجلس وحيدة على المقعد الشهير أمام مبنى تاج محل الرائع.
وقام ويليام وكيت بالزيارة دون طفليهما، مستمتعين بوقتهما ما بين التجوال وحضور الحفلات والقيام برحلة سفاري برية، ولقاء الأطفال المحتاجين، وحملت الزيارة أهدافًا سياسية واضحة.
وتعد تلك الرحلة المميزة الأولى لهما خارج البلاد منذ عام 2014، وشملت الرحلة مزارات سياحية في بومباي، ونيودلهي، وبوتان. وتضمن اليوم الأخير التقاط صورة تذكارية لهما أمام تاج محل.
وكعادتها، حازت كيت على اهتمام شتى وسائل الإعلام لأناقتها. وإليك خلفية عن بعض المواقع السياحية التي زارها الزوجان أثناء رحلتهما القصيرة عبر الهند، لعلك تستفيد منها أثناء رحلتك المقبلة.
* فندق تاج محل
ما إن لمست أقدامهما مومباي، حتى توجه الزوجان لزيارة فندق تاج محل التاريخي، ووضعا أكاليل الزهور تكريمًا لضحايا الهجمات الإرهابية التي ضربته عام 2008. وقد مكثا في فندق تاج محل الشهير خلال مبيتهما لليلة واحدة في مومباي. ويقف ذلك الفندق ذو الخمس نجوم، الذي يحتوي على 550 غرفة، بشموخ قبالة بوابة الهند ويطل على بحر العرب.
وهيمن على جناحهما المكون من غرفتي نوم مظاهر البذخ الراجستاني العتيق. من جهته، قال متحدث باسم الفندق بإيجاز إن الجناح يُعد «مرآة للحقبة الماضية من العمارة الهندية المهيبة، بما تتميز به من دعائم على شكل أقواس وأرضيات من المرمر، وأبواب نحاس تقليدية متماشية مع مقعد الأرجوحة التقليدي».
واحتفاءً بدوق ودوقة كمبريدج، صمم القائمون على الفندق الفخم تجربة «سبا» داخل الجناح للسماح للأمير ويليام وزوجته بالاستمتاع بتجربة «جيفا غراند سبا» التي يتميز بها الفندق، والتي تتضمن تدليك بالأعشاب ومزيج دافئ من التوابل الحارة والأعشاب المستخرجة من تلال الهند.
وبالإضافة إلى خدمة «سبا» الخاصة التي تمتع بها الزوجان داخل الجناح المخصص لهما، وفر الفندق أيضًا قائمة طعام مميزة معدة خصيصًا لهما خلال فترة إقامتهما، تضمنت مجموعة من المقبلات النباتية فور وصولهما إلى الفندق.
ومن بين أبرز الصور الساحرة لكيت وويليام خلال رحلتهما للهند، تلك التي جرى التقاطها أثناء لعبهما الكريكيت مع سكان محليين.
* الرقص على أغاني بوليوود
اختتم الزوجان ليلتهما بحضور حفل خيري في بوليوود نظمته المفوضية العليا البريطانية بالتعاون من الصندوق البريطاني الآسيوي ومؤسسة الأمير تشارلز الخيرية، وفندق تاج محل.
وحضر الحفل أكثر من 200 شخصية بارزة من رجال الأعمال والرياضيين ونجوم بوليوود العالميين، بمن فيهم شاروخان وعامر خان وريشيكابور وهريثك روشان وفرحان أختار. وقال الأمير ويليام في كلمته التي ألقاها بالحفل إن كيت أخبرته في بداية زواجهما عام 2011 أن الهند من أولى الدول التي تحلم بزيارتها.
* متحف غاندي سمريتي
كانت المحطة الثانية لهما متحف غاندي سمريتي بنيودلهي، الذي أُهدي لروح المهاتما غاندي، أبو الدولة الهندية.
وأُنشئ هذا المتحف في المكان الذي عاش فيه المهاتما غاندي في آخر 144 يومًا له في الحياة قبل اغتياله عام 1948. وقد تم تخصيص تلك المساحة لحياة وأعمال المهاتما غاندي، متضمنة مكتبة لمؤلفاته وغرفة نومه الخاصة والعصا التي كان يتوكأ عليها، وجزءًا من قطعة القماش الفضفاضة التي كان يرتديها حول النصف الأسفل من الجسد عندما تم اغتياله.
ووقف الأمير وزوجته دقيقة حداد أمام النصب التذكاري الخاص بغاندي، الذي قُتل عنده الرجل الأسطوري الذي أعاد كتابة تاريخ الهند. كما وضعا إكليلاً من الزهور عند النصب التذكاري ببوابة الهند. ويصف الكثيرون بوابة الهند بقوس النصر الهندي - وهو نصب تذكاري شيد لتخليد ذكرى الجنود الهنود الذين فقدوا حياتهم أثناء الحربين العالمية الأولى والإنجليزية الأفغانية الثالثة.
* حديقة كازيرانجا الوطنية
بعد ذلك، انتقل الزوجان الملكيان جوًا إلى ولاية آسام، شرق الهند، لحضور احتفالات «بيهو» الصاخبة، الذي يمثل مهرجان الربيع المحلي. وأمضيا أمسيتهما في منتجع مكون من 12 كوخًا على ضفاف أحد الأنهار، واستمتعا بعروض رقصات الربيع. وحاول الأمير العزف على قيثارة الخيرزان التقليدية، ممازحًا مجموعة الموسيقيين بقوله: «أحتاج إلى مزيد من الممارسة».
ورغم أن الحنين إلى طفليهما ربما خالجهما، فإنهما حتمًا تمتعا بمشاهدة طفل في الثالثة من عمره يرقص بحيوية في المهرجان - وضحكا ملء شدقيهما عندما حاول الطفل أن يدوس قدميهما بجرأة.
ابتسم الزوجان، وأشارا إليه بينما كان يتحرك بين مجموعة من الراقصين وقارعي الطبول بينهم والده. وانفجرت كيت بالضحك عندما جرى أخيرا تقديم الطفل المفعم بالحيوية إليها وهو يطأ قدمها بجرأة.
وبعد ليلة صاخبة مليئة بالموسيقى والرقص، توجهت كيت وويليام في الصباح إلى حديقة كازيرانغا الوطنية لمشاهدة وحيد القرن والفيلة ومختلف الحيوانات.
وزار الزوجان، وقد ارتديا ملابس قطنية غير رسمية ولفا حول أعناقهما أوشحة محلية الصنع، حديقة كازيرانغا، واحدة من المحميات الخلابة في جنوب آسيا، من أجل لفت الانتباه تحديدًا إلى السوق السوداء لتجارة العاج وقرون وحيد القرن.
تمتد الحديقة على مساحة 480 كيلومترًا مربعًا (نحو 185 ميلاً مربعًا)، وتعدّ أحد المواقع التراثية في العالم وموطنًا لعدد هائل من الفصائل النادرة من صغار وحيد القرن والأنواع الأخرى المهددة بالانقراض مثل غزلان المستنقع الهندي وقرود الجبون.
إنه من النادر أن تتاح لوحيد قرن يتيم الفرصة لأن تتصدر صورته صفحات الأخبار في جميع أنحاء العالم، إلا أن كيت وويليام حققا بأن تصدرت صورتهما وهما يرضعان الفيلة الصغيرة وصغار وحيد القرن.
وصرح الأمير ويليام بأنه لطالما تطلع إلى زيارة حديقة كازيرانغا. جدير بالذكر أن دوق كمبردج يترأس «الجمعية المتحدة لحماية الحياة البرية»، وهي منظمة أنشأتها «المؤسسة الملكية» التي يترأسها دوق ودوقة كامبريدج والأمير هاري.
وحرصت الأميرة كيت، المعروفة بشغفها بالتصوير، على التقاط صورًا للفيلة ولوحيدي القرن أثناء استحمامهم في البحيرة. وفي أعقاب زيارتهما لحديقة كازيرانغا، أعلن قصر كينزنغتون أن الدوق ينوي تمويل التدريب وتزويد جوالي الأحراش بالمعدات من خلال جمعيته الخيرية «الجمعية المتحدة لحماية الحياة البرية».
* مملكة بوتان
ومن حديقة كازيرانغا، انطلق الزوجان إلى مملكة بوتان الساحرة. وقد صُنفت المملكة، التي تشغل الحدائق الوطنية نحو 60 في المائة من مساحتها، واحدة من بين أسعد البلاد في العالم. كما يُعد مطار بارو في بوتان من أصعب الأماكن التي يمكن لطائرة الهبوط عليها على مستوى العالم.
وظلت تلك الدولة غير الساحلية منعزلة عن العالم لمعظم القرن الـ20، محافظة على معظم تقاليدها البوذية والمناظر الطبيعية والحياة البرية بها.
* الرماية: الرياضة الوطنية في بوتان
بجانب مقابلتهما لملك بوتان جيمي سينغيي وانشوك والملكة جستون بما، استعرض الزوجان مهاراتهما في الرماية ورمي النبال. وبطبيعة الحال تألقت كيت في حلتها المكونة من ثوب أصفر اللون. وحتى مع السماح لهما بالاقتراب قليلا من الهدف، لم يصب السهم الهدف، وانفجرت كيت في الضحك في محاولة منها للاعتذار عن جهودها المخفقة. ومع ذلك، فقد أثارت محاولتها الإعجاب بسبب ارتدائها زيًا بوتانيًا منسوج يدويًا، كانت ترتديه أثناء مقابلتها لملك وملكة بوتان.
وقد قدم الزوجان صورة مثالية أثناء تسلقهما حافة منحدر صخري شاهق لمدة 45 دقيقة مع معدات ثقيلة متجهين إلى دير بوذي يدعى «عش النمر» في بوتان.
* تاج محل ومسك الختام
اختتم الزوجان رحلتهما بزيارة إلى تاج محل الأسطوري، محققين أحلام آلاف المصورين من خلال التقاط صور لهما على «مقعد ديانا»، المقعد نفسه الذي جلست عليه ديانا يائسة ووحيدة في عام 1992، بعد انفصالها عن الأمير تشارلز.
ارتدت كيت ثوبًا من اللون الأبيض والأزرق، وارتدى زوجها سترة متماشية معها زرقاء اللون. وجلسا معًا على المقعد نفسه، آملين أغلب الظن في محو تلك الذكريات السيئة (المرتبطة بديانا) إلى الأبد، من خلال تقديم صورة جديدة للرباط الزوجي الملكي لوسائل الإعلام العالمية.
وقال الأمير ويليام للصحافيين، بعد أن قضى نحو نصف ساعة بصحبة زوجته بداخل الضريح الشهير برخامه الأبيض: «يا له من مكان رائع، وتصميمات مذهلة».
وأبدت الدوقة انبهارها بـ«القصة الرومانسية وراء البناء وهندسته المعمارية الساحرة».
وشيد البناء من المرمر الأبيض، وتم ترصيعه بالأحجار الكريمة ما بين عامي 1631 و1648 خلال فترة حكم الإمبراطور المغولي شاه جيهان، تخليدًا لذكرى زوجته المفضلة، ممتاز محل. وهو من أكثر الأماكن السياحية رواجًا في الهند.