خريجو الجامعات الأميركية.. بين بشرى زيادة الوظائف وإحباط ضعف الرواتب

أعباء الديون الدراسية تدفعهم لقبول أي فرصة

طلاب يحتفلون بإعلان تخرجهم في جامعة كاليفورنيا الأميركية
طلاب يحتفلون بإعلان تخرجهم في جامعة كاليفورنيا الأميركية
TT

خريجو الجامعات الأميركية.. بين بشرى زيادة الوظائف وإحباط ضعف الرواتب

طلاب يحتفلون بإعلان تخرجهم في جامعة كاليفورنيا الأميركية
طلاب يحتفلون بإعلان تخرجهم في جامعة كاليفورنيا الأميركية

تتسع آفاق فرص العمل هذا العام أمام الطلاب ممن هم على وشك التخرج في الجامعة، في ظل طفرة في التوظيف عامة، ومع ذلك فقد لا يشعرون بتحسن الأوضاع بسبب ضعف الرواتب وعبء ديون الدراسة.
وإذ تشهد البلاد ازديادًا ملحوظًا في فرص العمل وطلب أكبر على خريجي الجامعات عن السنوات الماضية، يتلهف الطلاب دون شك على العمل، خاصة في ظل تعثرهم بسبب الديون الدراسية التي تصل قيمتها إلى آلاف - بل وعشرات الآلاف من الدولارات. ووفقًا لمسح أجراه محرك البحث عن الوظائف «كارير بيلدر»، فإن نحو 75 في المائة من الشركات تنتوي تعيين خريجين جدد هذا العام، وهي النسبة الأكبر خلال العشر سنوات الماضية.
وبدوره قال جون تشالنجر، المدير التنفيذي لشركة «تشالنجر غراي آند كريسماس» للاستشارات إن «معظم الصناعات، بخلاف الطاقة، تسير فيها الأمور بشكل جيد، مما يجعل المناخ أكثر ترحيبًا عما كان عليه في أوقات ارتفاع معدلات البطالة أو في فترات الركود». وأضاف: «بشكل عام، السوق نشطة وغالبًا ما تفسح الشركات المجال لأعداد كبيرة من الخريجين الجدد للالتحاق بالعمل بها، موفرة لهم برامج توظيفية قوية».
ومن الملاحظ أن فرص العمل المتاحة حاليًا سجلت أعلى مستويات تاريخية لها، حيث بلغ عدد الفرص المتاحة في نهاية فبراير (شباط) الماضي نحو 5.4 مليون فرصة عمل، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن مكتب إحصاءات العمالة. وتشهد فرص العمل المتاحة في الخدمات التعليمية والحكومة الفيدرالية ازديادًا مطردًا، رغم أن الوظائف في مجالات الرعاية الصحية والتمويل والتأمين بدأت في التقلص.
من جانبها، قالت نيكول سميث، بروفسور وخبيرة اقتصادية بارزة لدى مركز جامعة جورج تاون للتعليم والقوى العاملة إنه: «ما تزل هناك فرص عمل جيدة للغاية بانتظار الطلبة المتوقع تخرجهم عام 2016. لكن عليهم اختيار تخصصهم بعناية، لأن سوق العمل تنتقي الكفاءات بحرص بالغ». وأشارت إلى أن أصحاب الأعمال، «يريدون من الطلبة إظهار ما تعلموه خارج نطاق الشهادات التي حصلوا عليها».
كما تفضل الشركات تعيين خريجين ممن حصلوا على منح تدريبية، حسب قولها. ووجد الباحثون في مركز جورج تاون أن 63 في المائة من خريجي الجامعات ممن شاركوا في تدريبات مدفوعة الأجر، قد تلقوا عروضا بالعمل، مقارنة بـ35 المائة ممن لم يشاركوا في أي تدريبات خلال فترات الدراسة. وقد حصل الطلاب الذين شاركوا في تدريبات مدفوعة الأجر على وظائف تبدأ رواتبها من 52 ألف دولار تقريبًا، بنسبة ترتفع 28 في المائة عن نظرائهم الذين لم تكن لديهم أي خبرات تدريبية.
من ناحية أخرى، قال كولبي بيندر، 22 عامًا، إنه لم يسع للمشاركة في أي دورات تدريبية مكتفيًا بقضاء كل أوقات فراغه أثناء الدراسة في جامعة رادفورد بفرجينيا في الأنشطة الطلابية داخل الحرم الجامعي. وأضاف بيندر الحاصل على درجة علمية في العلوم السياسية أنه أعتقد أن رحلاته إلى العاصمة من أجل الدفاع عن حقوق الطلبة وتفاعلاته مع السياسيين المحليين ستثير إعجاب أصحاب الأعمال المحتملين، إلا أن الـ65 وظيفة التي قدم للالتحاق بها، أسفرت عن خمس مقابلات عمل لا غير، وباءت جميعها بالفشل.
واستطرد بيندر الذي تخرج في الجامعة 7 مايو (أيار) قائلاً: «هم يقولون إن الوظائف للمبتدئين، لكن لا يختارونك إن لم تكن لديك خبرة تدريبية، مما يسبب إحباطا لك، لأن المبتدئين لا خبرة لهم». وأضاف: «أنا أبحث عن أي وظيفة متاحة لي، ولا أترفع عن القيام بأي عمل، فأنا على استعداد للعمل في أي وظيفة لجني بعض المال».
وأوضح أن الكثير من السياسيين والمحامين الذين شارك معهم في الأنشطة يساعدونه في البحث عن فرصة عمل، إلا أن الوظائف الشاغرة المتاحة عند المحامين قليلة للغاية، وإن توافرت عند أحدهم فرصة، فهم غالبًا ما يسعون إلى توظيف الطلاب الذين قد سبق وتلقوا تدريب لديهم في الماضي. ويستعد بيندر حاليًا لاجتياز اختبار القبول للالتحاق بكلية الحقوق في يونيو (حزيران). وأضاف أنه يشعر بالضغوط تتراكم عليه قبل أن يبدأ في الخريف بسداد أقساط قروض الدراسة التي تبلغ قيمتها 60.000 دولار.
وبالمثل، تثقل أقساط قروض الدراسة كاهل غوادلوب تريانا (21 عامًا) وتشعرها بالقلق حيال آمالها الوظيفية، فبعد أن أكملت دراسة فصل دراسي كامل في باريس، اطلعت على القليل من إعلانات الوظائف، لكنها تود الانتظار حتى تعود إلى كلية لويس آند كلارك في بورتلاند لكي تكثف بحثها عن فرصة عمل. وبقدر ما كانت تود الاستمتاع بالأسابيع القليلة الأخيرة بالدراسة في الخارج، إلا أنها لا تستطيع أن تكف عن القلق بشأن كيفية سداد قيمة ديون الدراسة التي بلغت 30.000 دولار.
وقالت تريانا التي درست البلاغة والإعلام: «بدأت القروض الدراسية تثير ذعري بعد أن تخطت حاجز 20.000 دولار. أريد أن أسددهم في أسرع وقت ممكن، ولن تمكنني أي وظيفة أحصل عليها الآن من السداد، مما جعلني أفكر بالالتحاق بالجيش لأنه يساعدنا على تسديد القروض الدراسية».
وإن أخذنا السنوات الأخيرة الماضية كمقياس، فإن طالب السنة الأخيرة بالجامعة متوسط المستوى، سيتخرج وهو مثقل بدين يقدر بعشرات الآلاف من الدولارات هذا عام (2016)، الأمر الذي سينتهي غالبًا بالخريجين إلى القبول بأي وظائف متاحة من دون آمال مهنية طويلة الأجل أو زيادة في الأجر، وفقًا لدراسة جديدة لمعهد السياسات الاقتصادية.
ويرى المحللون بالمركز أنه رغم أن الصورة الإجمالية للتوظيف قد تبدو وردية، فإن خريجي العمل يواجهون واقع عمل أكثر تشددًا عما كان عليه الوضع قبل كساد عام 2008. ولا يزال حاملو الشهادات الجامعية يناضلون مع ارتفاع مستويات البطالة والبطالة المقنعة، فالغالبية منهم لا يعملون ولا يحاولون تحسين مستواهم العلمي بالدراسات العليا – وهم بعبارة أخرى يتسكعون – كما يرى المحللون.
قالت تريزا كروغر، باحثة مساعدة في «مركز إي بي آي» ساهمت في إعداد هذه الدراسة إنه: «رغم تحسن الوضع قليلاً، فلا تزال المشكلات الاقتصادية كبيرة أمام خريجي الجامعات، فالرواتب لا تزال هزيلة، والتباين لا يزال موجدا على أساس النوع والعرق».
وفي حين لم تتجاوز نسبة ارتفاع معدل البطالة جزء من عشرة في المائة بين خريجي الجامعات عما قبل الكساد - نسبة 5.6 في المائة الآن مقارنة بـ5.5 في المائة عام 2007 - فإن عدد الخريجين الذين يشغلون وظائف منخفضة الأجر الآن ارتفعت كثيرًا، ونحو 13 في المائة من الخريجين الجدد يعملون في وظائف دنيا مقارنة بـ9.6 في المائة منذ تسع سنوات.
وقالت سميث، من جامعة جورج تاون: «لم نشهد مثل هذا الانتعاش من قبل، وقد استغرق الأمر مننا وقتا طويلا للعودة إلى المسار الصحيح، لكن ينبغي علينا أن نضع في الاعتبار أن فترة الركود الأولي كانت عصيبة للغاية، حيث فقد الكثيرون وظائفهم، ولكننا استعدنا ذلك بصورة إجمالية وأكثر». وأضافت أنه من بين 11.6 مليون فرصة عمل توافرت إثر الانتعاش الاقتصادي، كان نصيب حاملي الشهادات الجامعية منها ما لا يقل عن 8.4 مليون.
ويقول المحللون لدى «مركز إي بي آي» إن نسبة البطالة بين خريجي الجامعات أصحاب البشرة السمراء تتأرجح حول 9.4 في المائة، وهي نسبة تفوق أقصى معدل وصلت إليه البطالة بين الخريجين البيض خلال فترة الركود. كما ارتفعت نسبة التفاوت في الأجور حسب النوع، إذ يجني خريجو الجامعات الذكور نسبة تزيد 8 في المائة عن عام 2000، بينما قلت نسبة أجور الفتيات الحاصلات على مؤهلات جامعية عن عام 2000 بنسبة 6.8 في المائة.
وربما من أكثر التوقعات - التي توصل إليها المركز - إثارة للقلق، أن حديثي التخرج ستكون رواتبهم أقل، وستزداد نسب البطالة بينهم خلال الفترة بين 10 إلى 15 عامًا المقبلة، بنسبة أكبر عن أولئك الذين تخرجوا قبل فترة الركود الاقتصادي.
من جهتها، قالت تانيل كوك، باحثة مساعدة في «مركز إي بي آي» ساهمت في وضع التقرير: «كان الأجر الذي بدأت به أقل من الأجر المتوقع لو أنك بدأت العمل في الماضي، ففرصتك في النمو والتطور ستضمحل». وأضافت: «ما يحدث الآن قد يؤثر على صغار العاملين في المستقبل لأنهم يبدأون من مرحلة ضعف».
ووفقًا لوزارة العمل، ارتفعت الأجور خلال العام الماضي نحو 7 سنتات للساعة لتصل إلى 25.43 دولار في شهر مارس (آذار) المنصرم. وهناك أيضًا مؤشرات واعدة بأن أصحاب الأعمال على استعداد لزيادة رواتب المبتدئين بضعة دولارات. وأعرب أكثر من ثلث أصحاب الأعمال لمحرك «كاير بيلدر» عن نيتهم زيادة الرواتب التي يعرضونها على الخريجين الجدد بنسبة 27 في المائة عن العام السابق برواتب تبدأ من 50 ألف دولار أو أكثر.
ووفقًا للمسح، يتزايد الطلب على طلبة التخصصات التجارية والتقنية، الأمر الذي أكدته جيسيكا ريد، طالبة في السنة الأخيرة بجامعة جيمس ماديسون، قائلة: «عمليًا، جميع إعلانات الوظائف التي تنشر في الحرم الجامعي تطلب تخصصات تتعلق بإدارة الأعمال».
وأضافت: «لا أرغب في أن أعيش بمنزل والدي وأكون عبئًا عليهما، لكنني لا أستطيع الاستغناء عن دعمهما المادي، فإنا أود أن أتكفل بنفسي كليًا». يذكر أن ريد درست الفرنسية والشؤون الدولية، وتخرجت في 6 مايو (أيار).
وقالت ريد إنها أمضت معظم الفصل الدراسي في البحث عن فرصة عمل بدوام كامل، وقدمت فيما يقرب من 30 وظيفة مختلفة، إلا أنها لم تجر أي مقابلة عمل إلى الآن، وإن كانت قد حصلت على فرصة تدريب صيفي في أكاديمية فرنسية. وأوضحت أن ذلك لم يكن ما تود القيام به، لكنها ستضمن على الأقل ممارسة اللغة الفرنسية. وتستعد ريد حاليا لدخول امتحانات الخارجية، وإن كانت تأمل في الحصول على بعض الخبرة العملية أولا.
من جانبه، قال تشالنجر إنه: «من الصعب دومًا الحصول على فرصة عمل فور انتهائك من الدراسة، بسبب افتقارك للخبرة، فالشركات الآن أكثر حرصا عن أي وقت مضى، وهناك مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي. ومعظم الشركات لا تركز عما سيؤول إليه الوضع بعد عامين من الآن، بل ينصب جل تركيزها على احتياجاتها للحظة الراهنة».

* خدمة «واشنطن بوست»
ــ خاص بـ {الشرق الأوسط}



20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند

20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند
TT

20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند

20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند

ارتفع عدد الطلاب الأجانب بالتعليم العالي في الولايات المتحدة الأميركية العام الماضي بنسبة 3.4 في المائة؛ أي نحو مليون طالب، وبزيادة تصل إلى 35 ألف طالب عن عام 2016، والذين جاءوا إلى الولايات المتحدة الأميركية على تأشيرات الطلاب غير المهاجرين.
وحسب تقرير مؤسسة «الأبواب المفتوحة (أوبن دورز)» الذي نشر في آخر 2017، فإن الزيادة في عدد الطلاب تأتي للمرة السابعة، وإن عدد الطلاب الأجانب الذين يدرسون في كليات وجامعات أميركا ارتفع بنسبة 85 في المائة منذ 10 سنوات.
تم نشر تقرير «الأبواب المفتوحة» عن التبادل التعليمي الدولي، من قبل معهد التعليم الدولي الذي يعد من أهم منظمات التبادل الثقافي الرائدة في الولايات المتحدة. وقد «أجرى معهد التعليم الدولي إحصاءات سنوية عن الجامعات حول الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة منذ عام 1919، وبدعم من مكتب الشؤون التعليمية والثقافية بوزارة الخارجية منذ أوائل السبعينات. ويستند التعداد إلى استطلاع شمل نحو 3 آلاف من المؤسسات التعليمية المرموقة في الولايات المتحدة».
وحسب التقرير المفصل، فإن هذا العدد من الطلاب الأجانب لا يشكل إلا 5 في المائة من عدد الطلاب الذين يدرسون في قطاع التعليم العالي بالكليات والجامعات الأميركية، حيث يصل مجمل العدد حسب التقرير إلى 20 مليون طالب؛ أي بارتفاع بنسبة تتراوح بين 3 و4 في المائة عن عام 2007. ويعود سبب الارتفاع إلى ازدياد عدد الطلاب الأجانب وتراجع عدد الطلاب الأميركيين في البلاد منذ أن سجل عدد الطلاب الأميركيين أعلى معدل في عامي 2012 و2013.
وحول أصول الطلاب الأجانب الذين يدرسون في الولايات المتحدة الأميركية، فقد ذكر التقرير أنه للسنة الثالثة على التوالي كان أكبر نمو في عدد الطلاب من الهند، وعلى مستوى الدراسات العليا في المقام الأول وعلى مستوى التدريب العملي الاختياري (أوبت). ومع هذا، لا تزال الصين أكبر دولة من ناحية إرسال الطلاب الأجانب، حيث يبلغ عدد الطلاب في الولايات المتحدة نحو ضعف عدد الطلاب الهنود. لكن ما يؤكد عليه التقرير هو النمو في عدد الطلاب الآتين من الهند.
ومن هنا أيضا فقد وجد التقرير أن 50 في المائة من إجمالي الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة من دولتي الصين والهند.
ووصلت نسبة التراجع لدى الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة إلى 14.2 في المائة، ويعود ذلك، حسب التقرير، إلى حد كبير للتغييرات في برنامج المنح الدراسية للحكومة السعودية الذي يقترب الآن من عامه الرابع عشر.
التراجع الملحوظ في عدد الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة، كان من اليابان والمملكة المتحدة وتركيا، وبنسبة أقل من اثنين في المائة لكل من هذه الدول. وإضافة إلى كوريا الجنوبية، فقد انخفض عدد طلاب هونغ كونغ بنسبة 4.7 في المائة. وكانت أكبر نسبة انخفاض بين الطلاب الأجانب من البرازيل، حيث وصلت نسبة الانخفاض إلى 32.4 في المائة. ويعود ذلك أيضا إلى نهاية البرامج الحكومية البرازيلية التي تساعد الطلاب الذين يدرسون في الخارج، خصوصا في الولايات المتحدة.
وحول أسباب التراجع في عدد طلاب هذه الدول بشكل عام، يقول تقرير «أوبن دورز» إنه من المرجح أن تشمل عوامل التراجع مزيجا من العوامل الاقتصادية العالمية والمحلية في هذه الدول؛ «وفي بعض الحالات توسع فرص التعليم العالي في داخل هذه الدول وتراجع عدد السكان».
ويكشف التقرير الأخير أن 25 من أفضل الجامعات الأميركية و10 ولايات أميركية يستقبلون أكبر عدد من الطلاب الأجانب السنة الماضية. وكان على رأس المستقبلين كما هو متوقع ولاية كاليفورنيا، تبعتها ولاية نيويورك، وولاية تكساس في المرتبة الثالثة، وماساتشوستس في المرتبة الرابعة.
ويتضح من التقرير أن 22.4 من مجمل الطلاب الأجانب الذين جاءوا إلى الولايات المتحدة الأميركية، جاءوا إلى الجامعات الـ25 الأولى في ترتيب الجامعات التي استقبلت الطلاب الأجانب.
وعلى الصعيد الاقتصادي، وحسب غرفة التجارة الأميركية، فإن لارتفاع عدد الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة، نتائج إيجابية على الصعيد الاقتصادي؛ إذ ارتفع ما يقدمه هؤلاء الطلاب إلى الاقتصاد الأميركي من 35 مليار دولار إلى 39 مليار دولار العام الماضي. ويبدو أن سبب الارتفاع يعود إلى أن ثلثي الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة يتلقون تمويلهم من الخارج، أي من حكوماتهم وعائلاتهم وحساباتهم الشخصية. ولا تتوقف منفعة الطلاب الأجانب على الاقتصاد؛ بل تتعداه إلى المنافع العلمية والبحثية والتقنية.
وحول الطلاب الأميركيين في الخارج، يقول التقرير إنه رغم التراجع الطفيف في السنوات القليلة الماضية، فإن عدد هؤلاء الطلاب تضاعف 3 مرات خلال عقدين. ووصلت نسبة الارتفاع إلى 46 في المائة خلال العقد الماضي. كما أن عدد هؤلاء الطلاب في الخارج وصل إلى 325.339 ألف طالب لعامي 2015 و2016.
ويبدو أن معظم الطلاب الأميركيين يرغبون بدراسة العلوم والهندسة والرياضيات في الخارج وتصل نسبة هؤلاء الطلاب إلى 25.2 في المائة من إجمالي عدد الطلاب. وبعد ذلك يفضل 20.9 في المائة من هؤلاء الطلاب دراسة إدارة الأعمال والعلوم الاجتماعية.
ولا تزال الدول الأوروبية المحطة الرئيسية للطلاب الأميركيين في الخارج، وقد ارتفع عدد هؤلاء الطلاب بنسبة 3.5 في المائة عامي 2015 و2016. وتأتي على رأس لائحة الدول المفضلة للطلاب الأميركيين بريطانيا، تليها إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا التي احتلت المركز الخامس بدلا من الصين العامين الماضيين. كما ارتفع عدد الطلاب الأميركيين في الفترة نفسها في كل من اليابان وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا والدنمارك وتشيكيا ونيوزيلندا وكوبا وهولندا. ولاحظ التقرير أيضا ارتفاعا في عدد الطلاب الأميركيين الذين يذهبون إلى دول الكاريبي ودول أميركا اللاتينية للدراسة الجامعية.
ووصلت نسبة الارتفاع في هذه الدول إلى 5.6 في المائة، ووصل عدد الطلاب الأميركيين الذين يدرسون في دول الكاريبي ودول أميركا اللاتينية إلى 53.105 ألف طالب.
لكن أهم نسب الارتفاع على عدد الطلاب الأميركيين في الخارج كما جاء في التقرير، كانت في اليابان التي سجلت نسبة ارتفاع قدرها 18 في المائة، وكوريا الجنوبية بنسبة 3 في المائة.
ورغم هذه الارتفاعات في كثير من الدول، خصوصا الدول الأوروبية، فإن هناك تراجعات في عدد الطلاب الأميركيين الذين يدرسون في بعض البلدان كما يشير التقرير الأخير، ومن هذه الدول كما يبدو الصين التي تراجع عدد الطلاب الأميركيين فيها بنسبة 8.6 في المائة، أما نسبة التراجع في فرنسا فقد وصلت إلى 5.4 في المائة، حيث وصل عدد الطلاب إلى 17.215 ألف طالب، وسجلت البرازيل نسبة كبيرة من التراجع في عدد الطلاب الأميركيين الذين يأتون إليها، ووصلت نسبة هذا التراجع إلى 11.4 في المائة، ووصل عدد الطلاب إلى 3.400 ألف طالب. أما الهند فقد تراجع عدد الطلاب الأميركيين فيها خلال العامين الماضيين بنسبة 5.8 في المائة، ووصلت هذه النسبة إلى واحد في المائة في اليونان التي عادة ما تستقطب الطلاب المهتمين بالميثولوجيا اليونانية والراغبين بدراسة اللغة اليونانية نفسها.
مهما يكن، فإن عدد الطلاب الأميركيين الذين يدرسون في الخارج لا يزيدون بشكل عام على 10 في المائة من مجمل عدد الطلاب الأميركيين الباحثين عن جامعة جيدة لإنهاء تحصيلهم العلمي قبل دخول عالم العمل والوظيفة.