«حائكات السجاد» السوريات حافظن على تاريخ البلد المنكوب

نسبة كبيرة من مذكرات وأوراق السياسيين خرجت من أيديهن

سلمى الحفار   -  خيرية قاسمية
سلمى الحفار - خيرية قاسمية
TT

«حائكات السجاد» السوريات حافظن على تاريخ البلد المنكوب

سلمى الحفار   -  خيرية قاسمية
سلمى الحفار - خيرية قاسمية

ليس عن عبث أن حياكة السجاد في كل أنحاء العالم مهنة نسوية، فهي تتطلب السهر والصبر والعمل الدؤوب، بداية من تحويل الصوف إلى خيوط، ثم صبغ هذه الخيوط، وبعدها يبدأ العمل الحقيقي على النول ببطء، غرزة إثر غرزة، بصبر وأناة لا يقدر عليهما سوى امرأة. وقد تمضي حائكة السجاد اليدوي حياتها أمام النول لتنسج سجادة واحدة فتودعها أحلامها.. آلامها.. آمالها، بصبر لا يعرفه إلا من جربه ولا يقدر عليه إلا امرأة، كما قلنا. عمل مضن لا يشبه إلا عملهن الأساسي بحفظ النوع البشري، بيولوجيًا بواسطة الإنجاب، وثقافيًا بتربية الأطفال.
بحكم عملي طبيبًا تعرفت، خلال السنين الماضية، على كثير من النساء السوريات اللائي يحملن كل صفات حائكات السجاد.. يحملن أبناءهن المرضى من الفجر ويمشين في الطرقات الترابية الجانبية الملتفة عشرات الكيلومترات ليخرجن من منطقة محاصرة أو منطقة أعمال قتالية سعيًا منهن للوصول إلى مدينة آمنة تتوفر فيها طبابة الطفل، ثم يعدن بالطريقة نفسها مجتازات حواجز المتحاربين ومناطق القصف، محملات بالدواء والغذاء. هؤلاء النسوة اللاتي ينتزعن أطفالهن انتزاعًا من أشداق الموت، مرضًا أو جوعًا أو بالرصاص، يحتجن إلى مجلدات لجمع حكاياتهن، فظروف الحرب جعلتهن يقمن بدور الأب والأم والأخ، ولولاهن لانهار المجتمع بالكامل. ومع الأسف، فإن حائكات السجاد من هذا النمط يعملن بصمت، وغالبًا لا يذكرهن التاريخ، لأن التاريخ يحتاج إلى أعمال استثنائية ليسجلها، وهذا من عيوبه أو من عيوب كتّابه. دلوني على كتاب تاريخ ذكر امرأة لأنها أنجبت طفلاً وربته وعلمته ما لم يصبح الطفل بحد ذاته مشهورًا. مع أن فعل الولادة والتربية أهم عمل قام ويقوم به كائن بشري عبر التاريخ، دون النظر إلى نجاحات الطفل أو إخفاقاته المستقبلية.. فهل كان النوع البشري ليستمر لولا النساء حافظات النوع؟ ولا يقتصر عمل النساء على حفظ النوع بيولوجيًا؛ بل إنهن حافظات للموروث الثقافي أيضًا، فأغاني المهد وحكايا قبل النوم حفظت ثقافة المجتمع الشفهية قرونًا طويلة قبل أن يتم تدوينها.
خلال سنوات من تتبعي مذكرات وأوراق السياسيين الذين مروا على تاريخ سوريا في القرن العشرين، اكتشفت أي دور لعبته النساء في الحفاظ على تاريخ هذا البلد المنكوب. فنسبة كبيرة من هذه المذكرات والأوراق مرت من بين أيدي النساء مراجعة وتحقيقًا. عملن عليها بصبر وصمت، فشذبنها ورتبنها، وصححن التواريخ، وضبطن الهوامش والمراجع غرزة إثر غرزة، أو ورقة إثر ورقة، حتى صارت مقروءة، ولو بقيت هذه الأوراق على حالتها الخام لما أمكن لأحد أن يستفيد منها. لكن أنامل النساء الحائكات حولت الصوف إلى خيوط ملونة ثم نسجن من الأوراق المبعثرة نصًا كاملاً.
بعضهن ينتسب بيولوجيًا إلى السياسي المعني، فجميل مردم بيك (1893 – 1960) وزير الخارجية ورئيس الوزراء السوري الشهير، قامت ابنته سلمى مردم بيك بتقديم أوراقه للمهتمين بالتاريخ بعد جمعها وتحقيقها، فأنقذتها من الضياع. وكذلك فعلت سلمى الحفار بمذكرات أبيها السياسي لطفي الحفار (1891 - 1968)، وزير الداخلية ورئيس الوزراء، وأحد مؤسسي الكتلة الوطنية، وأحد مؤسسي مشروع جر مياه الفيجة إلى بيوت الدمشقيين. وعلى الخطى نفسها سارت كوليت خوري، فقدمت أوراق جدها فارس الخوري (1877 - 1962) وهو أيضًا وزير ورئيس وزراء ورئيس برلمان وأحد مؤسسي الكتلة الوطنية وممثل الجمهورية الوليدة لدى الأمم المتحدة عام 1945. ومنذ سنوات انضمت ريم الأطرش ابنة القيادي البعثي والوزير السابق منصور الأطرش إلى هذه المجموعة؛ إذ قدمت أوراق والدها «الجيل المدان».
النوع الثاني من «حائكات السجاد»، وأنا أصر على تسميتهن «الحائكات» لأن عملهن يتطلب صبرًا لا تقدر عليه سوى امرأة، فالتنقيب سنوات بين أوراق ربما لو وقعت في أيدي غيرهن لرماها، واستخراج الأساسي، والتصحيح، والقراءة، وإعادة التدقيق، عمل يشبه حياكة السجاد اليدوي.. عمل لا تتقنه ولا تقوم به سوى امرأة تعرف بالغريزة معنى حفظ النوع بيولوجيًا وثقافيًا. النوع الثاني من هؤلاء الحائكات مختلف قليلاً عن النوع الأول اللاتي يعملن بدافع مباشر بحكم انتمائهن بيولوجيًا للسياسي، مع ملاحظة أن هذا لا يقلل من قيمة عملهن، فقد ضاعت كثير من أوراق السياسيين لعدم وجود امرأة، مما خلق فجوة في قراءة التاريخ. أين أوراق أو مذكرات الرئيس شكري القوتلي على سبيل المثال؟
النوع الثاني لا يمت بصلة بيولوجية إلى السياسي، وعلى رأس هؤلاء دون منازع الدكتورة خيرية قاسمية التي رحلت منذ سنوات قليلة، فالمذكرات والكتب التاريخية التي حققتها وأنقذتها من الضياع، لا تعد ولا تحصى، وتحتاج إلى جهد خاص لمجرد تعدادها. أستطيع أن أعدد بعض هذه الأعمال من مذكرات فوزي القاوقجي، إلى مذكرات سامي السراج، إلى أوراق نبيه وعادل العظمة.. مذكرات محسن برازي.. الحكومات العربية في دمشق.. أوراق عوني عبد الهادي.. إلخ. والسيدة الأخرى هي دعد الحكيم التي حققت رسائل عبد الرحمن الشهبندر، ومذكرات فخري البارودي.. وغيرها. وأخيرًا وليس آخرًا أصل إلى سعاد جروس التي انضمت إلى هذا النسق من حافظات النوع عبر كتابها عن الصحافي السوري نجيب الريس «من الانتداب إلى الانقلاب».
لولا هؤلاء النسوة، ولا بد أني نسيت غيرهن، لضاع كثير من ذاكرتنا الثقافية والسياسية عن القرن العشرين الذي شهد ولادة هذا البلد المنكوب «سوريا» الذي يوشك أن يغادرنا ولا نملك سوى أن نلوح له بالوداع، وننكب على دراسة مائة سنة من حياته لنستخلص العبر والدروس لننقلها لأجيال لاحقة قد تستطيع أن تنهض ببلاد الشام مع امتدادها العربي والإسلامي من كبوة طالت.



أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة
TT

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أطلّت الكاتبة التشيلية الأشهر إيزابيل الليندي، عبر منصة «مايسترو»، في «هيئة الإذاعة البريطانية»، من صالونها الهادئ الذي يضم تفاصيلها الشخصية والحميمية، من كتب وتحف وصور فردية وعائلية عبر مراحل حياتها. قدمت إيزابيل الليندي عبر أربع ساعات ونصف الساعة نصائح إلى الكُتاب الناشئين أو مشروع الروائيين الجدد، من خلاصة تجربتها الشخصية في كتابة ونشر 28 كتاباً، تمّت ترجمتها لعشرات اللغات عبر العالم وبِيعت منها ملايين النسخ. يضم الكورس عشرين نصيحة أو درساً مع أمثلة من تجربتها الشخصية أو تجارب كتاب تعدّهم أعلاماً في الأدب اللاتيني والعالمي، مثل غابرييل غارسيا ماركيز.

بدأت الليندي بنقطة أساسية في مقدمة الكورس، وهي أهمية «الصدق والأصالة» في أي حكاية، ثم انتقلت مباشرة إلى الحديث بإسهاب عن صنعة الكتابة بوصفها مهنة تحتاج إلى الكثير من التمرين والانضباط وتحديداً فترة البداية. كما تتطلّب طقوساً مهمة، وتنصح هنا بعدة أمور؛ من أهمها: اختيار يوم محدد يقرّر فيه الكاتب الالتزام بالكتابة. بالنسبة إليها شخصياً، فهو اليوم الذي تلقت فيه رسالة من ناشرتها الإسبانية التي تحدّتها بكتابة كتاب ثانٍ ناجح، بعد «بيت الأرواح»، ففعلت وكان ذلك يوم الثامن من يناير (كانون الثاني)، وهو اليوم الذي لم تغيّره بعد إنجاز عشرات الكتب. تشبه الليندي بداية الكتابة بعملية زراعة بذرة، قد تبدو في بداية نموها نبتة ضعيفة، إلا أنها ستصبح شجرة قوية هي «الكتاب الأول». ركزت أيضاً على ضرورة إبقاء الكاتب مسافة ضرورية من المادة الأساسية، مستعيرة مثال الإعصار فتقول: «حين تكون داخل الإعصار لا يمكنك الكتابة عنه»، وكذلك في الكتابة يجب أن تكون لديك «غرفة توفّر لك الصمت الداخلي والعزلة». بهذا المعنى تتوفر للكاتب تصوراته ومسافته اللازمة؛ ليكتب عن الشخصيات والحدث في أي عمل.

أما عن أهمية القراءة على طول الخط فتقول: «لا يمكن أن تكتب أدباً إن لم تقرأ وتقرأ كثيراً. ربما لكاتبك المفضل، أو غيره، فبذلك تتقن السرد دون انتباه إلى ما تتعلّمه». تنتقل الكاتبة إلى الحديث في أحد الدروس عن صوت الراوي، فتعده موضوعاً بسيطاً للغاية: «إنه الشخص الذي يروي الحكاية بكل تفاصيلها، وقد يكون الحديث بصيغة المتكلم، وهو أسهل بكثير من الحديث بلغة الأنا». ثم تنتقل بنا الليندي إلى موضوع النبرة في السرد، معرفة إياها بالمزاج الذي يأخذ طابعه من الحبكة، فإما أن يكون مستفزاً، مشوقاً، مثيراً... حسب التيمة الأساسية للعمل، سواء كان تاريخياً، رومانسياً أو تراجيدياً إلخ... وهنا تحث الكاتب على التخلي عن إحساس الخوف من عيوب الكتابة مثل ارتكاب الأخطاء، قليلة أو كثيرة. فهي تعدّ ذلك أمراً طبيعياً في عملية الكتابة وتحديداً كتابة الرواية.

وأولت الليندي اهتماماً كبيراً بالبحث عن المزيد، خصوصاً في الروايات التاريخية. فالتفاصيل هي ما يبعث الحياة في القصص. وهنا قدمت مثالاً عن كيفية بحثها قبيل كتابتها لرواية «ابنة الحظ». فتقول: «لقد بحثت في موضوع الرسائل التي كان يرسلها عمال مناجم الذهب، ويدفعون أونصة منه، مقابل إيصال رسالة إلى عائلاتهم. لقد كانت مهنة ساعي البريد خطيرة وتستغرق مخاطرة السفر لمدة قد تستغرق شهرين لعبور مسافة وعرة من الجبال إلى مكان إرسال الرسائل»، قرأت الليندي مثل هذه المعلومات في رسائل من أرشيف المكتبة الوطنية في تشيلي.

في منتصف هذه الدورة التعليمية، وتحديداً في الدرس التاسع، ركزت الليندي على تفصيل رسم شخصيات مقنعة: «ليس مهماً أن تحب الشرير في الرواية أو المشهد المسرحي، المهم أن تفهم شره». وكما في مجمل أجزاء الكورس، أعطت الكاتبة أمثلة من تجربتها الروائية وطريقتها في رسم ملامح شخصياتها، فهي تتجنّب الوصف الشكلي إن لم يكن ضرورياً، وإن اضطرت تحرص أن يكون مختلفاً وبعيداً عن المعتاد والكليشيهات.

احتلّت الحبكة والبنية موضوع الدرس الثاني عشر، وفيه عدّت إيزابيل أن أهم نصيحة يمكن إعطاؤها هي تشكيل بداية بسيطة للحبكة، فذلك يفسح مجالاً للشخصية أو الشخصيات كي تتجول بحرية في الزمان والمكان. أما الجملة الأولى فكانت موضوع الدرس الثالث عشر، وتعدّه الليندي مهماً جداً، فهي «الباب الذي يفتحه الكاتب لقارئه كي يدخل في الحكاية». أما المقطع الأول فهو يهيئ للصوت الأساسي في الرواية. مع ضرورة تجنب الكليشيهات، خصوصاً في الاستعارات التي قد تنقلب وتصبح فخاً مملاً.

خصصت الكاتبة درساً أيضاً عن الروتين والانضباط وعملية خلق عادة للكتابة، فهي بمثابة تكوين «عضلات لجسد الكتابة»، يتطلّب التمرين والتكرار. يلاحظ المستمع في هذا الدرس نقاطاً طُرحت في الدروس الأولى عن طقوس الكتابة. وهنا كما في «سن الأربعين، وأنا أعمل في وظيفتين، استلزم مني ذلك العمل منذ الساعة السابعة صباحاً والعودة في السابعة مساء». لم أكن أفوّت وقتاً لتدوين ملاحظاتي في دفتر أحمله معي أينما ذهبت «كطفلي الصغير»، وخلال عام كتبت 560 صفحة شكلت مسودة «بيت الأرواح». لقد صممت الليندي على كتابة ما تراكم في داخلها خلال السنوات الماضية، بعد مغادرتها القسرية لتشيلي، بسبب انقلاب بينوشيه الذي أطاح بسلفادور الليندي. استخدمت الكاتبة هذه الاستعارة أكثر من مرة؛ لتؤكد أهمية الشغف «إن كنت تود الكتابة، يمكنك فعل ذلك في أي مكان، فالكتابة كممارسة الحب، إن أردتها من أعماقك فستجد دوماً الوقت والمكان لفعلها».

في الدرس السادس عشر، تشبه الكاتبة تفاصيل الرواية بخصلات الشعر التي يمكن ضفرها بإتقان خصوصاً الخصلة الوسطى، فهي التي تجمع طرفي الحكاية بجزالة. يمكن للكاتب أن يضيف خصلات إضافية لجديلة الحكاية، ويجعل الشخصيات أكثر عدداً وقصصها أكثر تعقيداً. استخدمت الليندي مثال أي مسرحية من مسرحيات شكسبير، مشبهة إياها بعشرات الخصل المعقدة التي تتضافر معاً وتخلق نصاً مذهلاً.

أما عن التعاطي مع أصوات الرواية والانتباه لأصالة المكان الذي قد يتطلّب استخداماً معيناً بثقافة أو جغرافية ما، فقد خصّصت له الكاتبة أيضاً درساً مستقلاً أتبعته مباشرة بالحديث عن أهمية الحوار بين الشخصيات. وهنا أشارت الليندي إلى إمكانية تجريب أي كاتب للقراءة الشخصية بصوت عالٍ. مخطوط روايته مثلاً، قد يضطره الأمر إلى تعديل الحوار أو اختصاره.

بالاقتراب من نهاية تلك الدورة التعليمية المصغرة، تطرّقت الليندي إلى موضوع التصعيد، مستعيرة مثال نقاط الصمت بين العلامات الموسيقية ومدى أهميتها. وكذلك مثال من يلقون النكت الساخرة أو المزحات، حين يؤجلون جوهر المزحة تقريباً للنهاية، مما يجعل المستمع متشوقاً.

أربع ساعات ونصف الساعة أطلّت خلالها الكاتبة الشهيرة عبر منصة «مايسترو» في «هيئة الإذاعة البريطانية»، قدّمت خلالها إلى قرّائها ومحبيها خلاصة تجربتها في محبة الكتابة وطرائق صناعتها

أما عن نهاية القصة أو الرواية التي صمّمت على أن تكون نهاية النصائح، في آخر الكورس، فتكثفها بالقول: «في سياق الكتابة وتطوير الحبكة وتصعيدها، ليس مستغرباً أن يفهم الكاتب جميع شخصياته ويحدّد نبرات أصواتهم، وكذلك منتهى الحكاية ومآل الشخصية الأساسية أحياناً أو الشخصيات. قد تغيّر جملة أو حركة مسار الحكاية كلها، وتُعطي للنهاية لمسة لا تُنسى». استعارت الكاتبة كلمة واحدة من المشهد الأخير في رواية «الحب في زمن الكوليرا» لماركيز، عن العاشقين الأبديين في لقائهما المتأخر بعد خمسين عاماً من الفراق: «لقد أبحرا، أبحرا إلى الأبد». فتعلّق بالقول: «لو اكتفى الكاتب بجملة (أبحرا)، لن يكون لتلك النهاية ذات التأثير. حين أضاف لهما (إلى الأبد) منح الخلود لتلك النهاية، وأعطى القارئ مشهداً لا يُنسى».

اختتمت الليندي نصائحها المهمة بخلاصة شخصية وعامة عن النشر، مركزة على ضرورة الكتابة من أجل المتعة، لأنها بصفتها مهنة لن تمنح الشهرة أو المال بسهولة أو بسرعة. ومع ذلك حثت المستمع والمشاهد على الكتابة بكل الأحوال. وهنا نبهت الكاتبة على أهمية العلاقات الاجتماعية والمهنية لجميع الكتاب الناشئين، وحتى المشهورين. وكذلك على حضور مؤتمرات ومهرجانات تساعد جميعها على توسيع دائرة المعارف.

نصائح إيزابيل العشرون، أشبه بحكاية حب حقيقية عن تجربة الروائية الثمانينية التي لم يوقفها شيء عن الكتابة، لا المنفى ولا إخفاقات الزواج والطلاق لأكثر من مرة، ولا خسارة ابنتها الوحيدة... بل جعلت من كل محنة نقطة انطلاق، أو سبباً للكتابة، وهذا ما ذكرته في لقطة الدعاية للكورس: «إن الأدب العظيم غالباً ما ينطلق من المحن الشخصية أو العامة».

يُذكر أن هذه الدورة التعليمية وشبيهاتها غير مجانية، إلا أنها بالقياس لقيمتها وأهميتها تُعدّ رمزية، بل متواضعة وقد استقطبت «هيئة الإذاعة البريطانية» قبل إيزابيل الليندي كتاباً آخرين؛ مثل: مارغريت أتوود وسلمان رشدي وغيرهما؛ لتقديم محتويات مشابهة.