مصادر سلام تؤكد التزام لبنان بالقوانين الدولية وتجنيب النظام المصرفي عقوبات إضافية

بعد تولي رئيس الحكومة متابعة قضية تنفيذ المصارف المحلية العقوبات على «حزب الله»

مصادر سلام تؤكد التزام لبنان بالقوانين الدولية وتجنيب النظام المصرفي عقوبات إضافية
TT

مصادر سلام تؤكد التزام لبنان بالقوانين الدولية وتجنيب النظام المصرفي عقوبات إضافية

مصادر سلام تؤكد التزام لبنان بالقوانين الدولية وتجنيب النظام المصرفي عقوبات إضافية

تجد الحكومة اللبنانية نفسها اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الالتزام بقانون العقوبات الأميركي ضد ما يسمى «حزب الله»، أو تعريض لبنان لعقوبات شاملة قد تهدد نظامه المصرفي. وهي حاولت أول من أمس الخروج بأقل خسائر ممكنة عبر توكيل مهمة متابعة الموضوع إلى رئيسها تمام سلام، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بمشاركة وزير المال علي حسن خليل، بعد التهديد غير المباشر الذي أطلقه الحزب بحق المصارف اللبنانية، إثر معلومات عن إقفال البنوك لحسابات نائبين وابنة نائب سابق في كتلته.
وفي هذا الإطار، تقول مصادر رئاسة الحكومة لـ«الشرق الأوسط»: «ليس أمامنا أي خيار سوى الالتزام بالقوانين الدولية، ولا يمكن أن نكون خارج النظام العالمي». وتوضح: «لدى حاكم مصرف لبنان سياسة حكيمة تأخذ بعين الاعتبار مصالح كل اللبنانيين، وهو يعمل كل ما يلزم لذلك، واستطاع طوال هذه السنوات حماية النظام المصرفي الذي لا يزال أحد القلاع الأخيرة في هذا البلد، وهو الأمر الذي تدركه كل الأطراف اللبنانية من دون استثناء، كما أنها تدرك تماما أن لبنان ونظامه المصرفي لا يستطيع تحمّل أي خضّة أو عقوبات إضافية أو عزل لمصارفه». وفيما وصفت المصادر صرخة كتلة ما يسمى «حزب الله» الأخيرة بـ«المفهومة» لتأثير العقوبات، التي قد يكون فيها نوع من الظلم، بشكل مباشر عليه، أشارت إلى أن خيار الحكومة بتوكيل سلام وسلامة بمشاركة وزير المال، المحسوب على «حركة أمل» (حليف الحزب)، صائب، لا سيما أن الأخير يدرك التفاصيل الداخلية والخارجية لهذا القرار.
وكان سلامة قد طالب المصارف بتنفيذ عملياتها بما يتناسب مع مضمون القانون الأميركي، ومضمون الأنظمة التطبيقية المصدرة بالاستناد إليه. كما دعا المصارف إلى إبلاغ المصرف المركزي مسبقًا بأي حساب مصرفي يقرر المصرف إقفاله، أو بأي حساب مصرفي جديد يمتنع المصرف عن فتحه، على أن يبلغ هذا الأمر إلى هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان معللاً بالأسباب الموجبة، ويعود للهيئة القرار الحاسم في مثل هذه المسائل. وفيما كان قد نقل عن وزير الصناعة حسين الحاج حسن قوله: «لقد تخطينا الخط الأحمر ووصلنا إلى الخط الأسود، والعقوبات الأميركية لن تمر»، عدت كتلة الحزب النيابية أن «القانون الأميركي الذي صدر أخيرا وتلتزم المصارف اللبنانية العمل بموجب أحكامه، هو قانون مرفوض جملة وتفصيلاً؛ لأنه يؤسس لحرب إلغاء محلية، يسهم في تأجيجها المصرف المركزي وعدد من المصارف، فضلاً عن كون الالتزام به مصادرة للسيادة اللبنانية النقدية». ووصفت تعاميم سلامة بأنها «انصياع غير مبرر لسلطات الانتداب الأميركي النقدي على بلادنا، ومن شأنها أن تزيد تفاقم الأزمة النقدية وتدفع البلاد نحو الإفلاس، بسبب ما سينتج من قطيعة واسعة بين اللبنانيين وبين المصارف، الأمر الذي يعرّض البلاد لانهيار نقدي خطير، ولفوضى عارمة غير قابلة للاحتواء».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.