للمرة الأولى.. استثمارات الطاقة المتجددة تتجه بشكل أكبر للبلدان النامية

حققت 161 مليار دولار في 2015 بالعالم

للمرة الأولى.. استثمارات الطاقة المتجددة تتجه بشكل أكبر للبلدان النامية
TT

للمرة الأولى.. استثمارات الطاقة المتجددة تتجه بشكل أكبر للبلدان النامية

للمرة الأولى.. استثمارات الطاقة المتجددة تتجه بشكل أكبر للبلدان النامية

شكلت مصادر الطاقة المتجددة - خصوصا من الرياح والشمس - خلال عام 2015 غالبية القدرات الجديدة لتوليد الكهرباء التي تمت إضافتها في جميع أنحاء العالم، وفقًا لتقرير نشر في صحيفة «نيويورك تايمز»، وأكثر من نصف هذه الاستثمارات، البالغة 286 مليار دولار، التي تم استثمارها في طاقة الرياح والطاقة الشمسية، نُفذت في الأسواق الناشئة، مثل الصين والهند والبرازيل.
وجاءت 10 في المائة من الطاقة المولدة في العالم في عام 2015 من مصادر الطاقة المتجددة، التي تضاعفت عن مستواها في عام 2007. ويأتي ذلك في إطار التحرك نحو اقتصاد منخفض الانبعاثات.
وانخفض متوسط التكلفة العالمية لتوليد الكهرباء من الألواح الشمسية بنحو 60 في المائة بين عامي 2009 و2015، وفي البلدان المشمسة، مثل الهند ودبي، عرض بعض المطورين من مزارع الطاقة الشمسية بيع الكهرباء بنصف السعر العالمي.
وشهدت طاقة الرياح والطاقة الشمسية تحسينات كبيرة في تكلفة الكهرباء في جميع الأسواق الرئيسية، مما جعل الطاقة المتجددة أكثر تنافسية من حيث التكلفة مقارنة بالوقود الأحفوري التقليدي، ذلك على الرغم من تسعير الوقود المنخفض تاريخيًا، وساعد على ارتفاع تنافسية المصادر المتجددة، ارتفاع التكاليف الإضافية الأخيرة ضمن الضوابط البيئية الصارمة المفروضة على الوقود الأحفوري، مما أدى إلى خفض تكلفة المصادر المتجددة.
وتأتي ألمانيا في مقدمة الدول التي طورت من قدرتها على إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة بصورة أسرع من المعدل العالمي، لدرجة أن شبكة الكهرباء في ألمانيا شهدت - بنهاية الأسبوع الأول من مايو (أيار) - تحول أسعار الطاقة الكهربائية إلى السلبية لبضع ساعات، وكانت البلاد قد ولدت قدرًا كبيرًا من الطاقة المتجددة، لبضع ساعات يوم الأحد الموافق 8 مايو الماضي، مما حول السكان إلى كسب المال من استخدام الكهرباء.
وفي عام 2015، تم استثمار 161 مليار دولار في الطاقة الشمسية في العالم، وهو ما يزيد على ما تم استثماره في الفحم والغاز الطبيعي معًا، وجذبت البلدان النامية - لأول مرة خلال العام الماضي - معظم الاستثمارات في الطاقة المتجددة أكثر من الدول الغنية، كما اتجهت الدول الأفقر أيضًا نحو هذا النوع من الطاقة، وحصلت دول، مثل الصين وشيلي، على الجزء الأكبر من احتياجاتها من الكهرباء الخاصة بها من الحدائق الشمسية العملاقة التي تم ربطها بالشبكات الوطنية.
وتظل البلدان النامية في حاجة إلى زيادة الاستثمار في بناء خطوط نقل لتوصيل الطاقة الشمسية التي يتم توليدها في المناطق المشمسة لمستخدميها، ويوصي تقرير حديث لـ«نيويورك تايمز» بأن يركز صانعو الألواح الشمسية ليس فقط على خفض التكاليف ولكن على تحسين التكنولوجيا، بحيث يتم تحويل كميات أكبر من طاقة الشمس إلى طاقة كهربائية.
وتأمل الولايات المتحدة - خلال العام الحالي – في أن تضاعف قدرتها الشمسية ثلاث مرات، وتخطط الصين والهند لإضافة نحو ألف غيغاواط من الطاقة الشمسية خلال السنوات الست المقبلة. ونما اعتماد المواطنين على الطاقة المتجددة بشكل كبير في الولايات المتحدة، وذلك بفضل انخفاض تكاليف تركيب الألواح الشمسية جنًبا إلى جنب مع الحوافز التي تقدمها الحكومة. وأصدرت مدينة سان فرانسيسكو مؤخرًا مرسوما يفرض على جميع المباني الجديدة تركيب ألواح للطاقة الشمسية على الأسطح.
وتعتزم شركة النفط الإيطالية العملاقة «إيني» القيام بمشاريع للطاقة المتجددة في إيطاليا وباكستان ومصر، وذلك في إطار خطة لاقتحام مجال الطاقة الخضراء - بعد سجل قوي من اكتشافات النفط والغاز - لتوليد 420 ميغاواط معظمها من الطاقة الشمسية بحلول عام 2022 عن طريق إعادة استغلال أراض مهملة ترتبط بمشاريع الوقود الأحفوري.
وفي إيطاليا وحدها، قالت «إيني» يوم الخميس الماضي، إنها تتوقع إقامة قدرة لتوليد الطاقة الشمسية تتجاوز 220 ميغاواط في مناطق، مثل ليغوريا وسردينيا وصقلية وكالابريا وبوليا وبازيليكاتا بتكلفة تقدر بين 200 و250 مليون يورو.
وأعلنت شركة جنرال إلكتريك للطاقة المتجددة - بنهاية أبريل (نيسان) الماضي - أنها قامت بإنتاج أكثر من 50 غيغاواط من منشآت الرياح البرية في جميع أنحاء العالم، وقال جيروم بيكريس، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك للطاقة المتجددة «لقد أصبحت المصادر المتجددة مصدر التيار الأول لتوليد الطاقة الكهربائية».
ويزيد العالم حاليا قدرة توليد الطاقة النظيفة بمعدلات أكبر من الفحم والنفط والغاز معا، وفي العام 2015 حثت شركات النفط الأوروبية الكبرى الحكومات في أنحاء العالم على استحداث نظام لتسعير انبعاثات الكربون في إطار مبادرة أوسع نطاقا صوب اقتصاد منخفض الكربون.



ألمانيا تحذر ترمب من تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد

سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
TT

ألمانيا تحذر ترمب من تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد

سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)

أعرب وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، ومرشح حزب «الخضر» لمنصب المستشار، عن اعتقاده بأن ألمانيا والاتحاد الأوروبي على استعداد جيد للتعامل مع رئاسة دونالد ترمب الجديدة، لكنه حذر ترمب من أن الرسوم الجمركية سلاح ذو حدين، وسيضر الاقتصاد الكلي.

وقال هابيك، نائب المستشار الألماني، وفق «وكالة الأنباء الألمانية»: «أقول إنه يتعين علي وأريد أن أواصل العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة. لكن إذا تصرفت الإدارة الأميركية الجديدة بطريقة قاسية، فسنرد بشكل جماعي وبثقة بوصفنا اتحاداً أوروبياً».

يذكر أن الاتحاد الأوروبي مسؤول عن السياسة التجارية للدول الأعضاء به والبالغ عددها 27 دولة.

وهدد الرئيس الأميركي المنتخب ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع البضائع الصينية وما يتراوح بين 10 في المائة و20 في المائة على الواردات من دول أخرى، ومن بينها الاتحاد الأوروبي، والتي ستشمل السيارات الألمانية الصنع، وهي صناعة رئيسية.

وقال هابيك إنه سيتم التوضيح للولايات المتحدة، من خلال الحوار البناء مع الاتحاد الأوروبي، أن العلاقات التجارية الجيدة تعود بالنفع على الجانبين، إلا أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي بحاجة إلى إظهار قوتهما.

وأضاف هابيك: «ردي على ترمب ليس بالخضوع، ولكن بالثقة بقوتنا. ألمانيا قوية وأوروبا قوية».

كانت دراسة أجرتها شركة «بي دبليو سي» لمراجعة الحسابات، قد أظهرت أن اختيار دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، يُشكل تحدياً لصناعة الشحن الألمانية.

وكشفت الدراسة عن أن 78 في المائة من ممثلي الصناعة يتوقعون تداعيات سلبية من رئاسة ترمب، بينما يتوقع 4 في المائة فقط نتائج إيجابية. واشتمل الاستطلاع على ردود من 124 من صنّاع القرارات في قطاع الشحن.

وتمحورت المخاوف حول احتمالية زيادة الحواجز التجارية، وتراجع حجم النقل تحت قيادة ترمب.

كما ألقت الدراسة الضوء على الأزمة الجارية في البحر الأحمر، حيث تهاجم جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران السفن التجارية بطائرات مسيّرة وصواريخ.

وبدأت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتقول الجماعة إنها تستهدف السفن الإسرائيلية، والمرتبطة بإسرائيل، أو تلك المتوجهة إليها، وذلك نصرة للشعب الفلسطيني في غزة.

وتجنبت عدة شركات شحن قد شملها الاستطلاع، البحر الأحمر خلال فترة الاستطلاع الذي أجري من مايو (أيار) إلى يونيو (حزيران)، فيما لا تزال ثلاث شركات من أصل 72 شركة تبحر عبر المسار بشكل نموذجي، تعمل في المنطقة.

ووفقاً للدراسة، فإن 81 في المائة من الشركات لديها اعتقاد بأن الأسعار سوف تواجه ضغوطاً هبوطية في حال كانت مسارات النقل في البحر الأحمر تعمل بشكل سلس.