زراعة الأشجار في جرار رماد الموتى

حياة جديدة مقابل حياة زالت

زراعة الأشجار في جرار رماد الموتى
TT

زراعة الأشجار في جرار رماد الموتى

زراعة الأشجار في جرار رماد الموتى

شهد العالم أشكالاً متعددة من طرق الدفن، بينها مواراة الميت داخل جذوع الأشجار، والدفن بين جذور النباتات، بل وحتى دفن المرحوم وقوفًا اقتصادًا بكلفة القبر. وإذ صار الكثيرون يفضلون الحرق والاحتفاظ بالرماد، رأى إسبانيان في القضية فرصة لإطلاق موضة زرع الأشجار في رماد الموتى في الجرار.
أسس الإسبانيان شركة «بيو اورن» لزراعة الأشجار في جرار رماد الموتى في مدينة برشلونة، ويقولون: إنها جرار عضوية 100 في المائة تتحلل في التربة بعد فترة، وإنها تتيح للبشر متعة استنبات حياة جديدة محل حياة زالت. ويمكن في البداية خلط شيء من التراب والسماد الطبيعي مع رماد الميت في الجرة بهدف استنبات الشجرة. ويجري لاحقًا، بعد أن تكبر الشجرة قليلاً، زرع الجرة بأكملها في الأرض لتنمو شيئا فشيئا إلى شجرة كبيرة.
وتترك شركة «بيو اورن» لأهل المتوفى خيار نوع الشجرة التي يريدون، وما إذا كانت شجرة بلوط أو أيك. وتبيع الشركة مع الجرة تطبيق للسمارتفون يتابع تطور ونمو النبتة ومدى حاجتها إلى الماء والسماد والرطوبة... إلخ.
وتبدو الجرة البيولوجية شبيهة بالجرة الاعتيادية، إلا أنها أكبر قليلاً. وتحتوي الجرة على جرة أخرى داخلها تزرع فيها الشجرة مع رماد الميت، وتبقى المسافة بين جداري الجرتين لوضع الماء. وعلى هذا الأساس فإن تسرب الماء من ناحية إلى أخرى محسوب، ويمكن أيضًا السماح بالسقي بواسطة أوامر من السمارتفون.
وذكرت سوزان ديغو، أحد المؤسسين، أنه شيء جميل أن نتطلع إلى الأشجار مستقبلاً ونقول هذا فلان وهذا فلان. وتضيف أن هذا أفضل من ذر الرماد في البحر أو دفنه لاحقًا في حديقة.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».