علماء بالأزهر: طهران تسعى لإشعال الفتنة

قالوا لـ«الشرق الأوسط» إن السعودية سجلت تاريخًا مشرفًا في خدمة زوار الحرمين الشريفين

علماء بالأزهر: طهران تسعى لإشعال الفتنة
TT

علماء بالأزهر: طهران تسعى لإشعال الفتنة

علماء بالأزهر: طهران تسعى لإشعال الفتنة

رفض علماء بالأزهر الشريف ادعاءات أعلنتها إيران أمس بمنع الحجاج الإيرانيين عن الحج هذا العام، وقال العلماء إن «المملكة العربية السعودية طوال تاريخها لم تمنع أحدا عن الحج الفريضة الخامسة في الإسلام.. وسجلت تاريخا بسطور من نور في خدمة الحرمين الشريفين وفي خدمة حجاج بيت الله الحرام». وأضاف العلماء في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن «إيران لديها مُراهقة سياسية وتحاول أن تقحم أهدافها السياسية وخلافاتها في شؤون الدين، وأن ما تزعمه إيران من منع المملكة العربية السعودية للإيرانيين من الحج هذا العام مُحاولة لإشعال الفتنة الطائفية، وتهييج الإيرانيين ضد السعودية».
من جانبه، قال الدكتور السيد أبو شنب، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر فرع بورسعيد، إن السعودية هي العروبة وإن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بمثابة حامي العروبة والإسلام السني، الذي لا يتعارض مع أي مذهب إذا احتُرمت الرموز الإسلامية المتمثلة في الرسول، عليه الصلاة والسلام، والخلفاء الراشدين وزوجات الرسول.
وأضاف أبو شنب لـ«الشرق الأوسط» أن السعودية داعية سلام للعالم أجمع ومُحاربة للإرهاب للعالم أجمع، لأنها دولة تجنح طلية تاريخها للحق والسلام، وما تفعله إيران ليس جديدا؛ بل هو مُحاولة للعبث بأمن المنطقة، وكلما أطفئت مشكلة أسهموا في ميلاد مشكلة جديدة.
وأكد عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر: «كذب من قال إن سعودية الملك سلمان تمنع أحدا عن الحج الفريضة الخامسة في الإسلام، ومن قال إنها لا توفر كل سبل الراحة لكل الحجاج من جميع أقطار المعمورة»، لافتا إلى أن السعودية سجلت تاريخها بسطور من نور في خدمة الحرمين الشريفين وفي خدمة حجاج بيت الله الحرام، دون النظر إلى مذهب أو فكر، مؤكدا أن كل ما تصطنعه إيران هو «فقاعات في الهواء»، و«غثاء كغثاء السيل»، ولن ينال بأي حال من الأحوال من الصوت الشامخ الأصيل «أعني مملكة البطولة والسلام».
في ذات السياق، قال الدكتور محمد طه عصر الأستاذ بجامعة الأزهر، إن «إيران لديها مُراهقة سياسية وتسيس الدين، وتحاول أن تقحم أهدافها السياسية وخلافاتها في شؤون الدين»، لافتا إلى أن النظام الإيراني عدو للسعودية لأنها مُمثلة للسنة، وطهران تتعامل سياسيا بـ«ولاية الفقيه» الرجل الشيعي الذي يحكم، ورجال الدين فيها متخرجون في الحسينيات، مؤكدا أن إيران نظام ديكتاتوري وتستغل كل ما يحدث في المنطقة.
وأضاف عصر أن «السعودية حريصة على إنجاح موسم الحج وعدم التفرقة بين زوار بيت الله الحرام أيا كانت جنسيتهم وتوفر لهم الراحة دائما»، لافتا إلى أن «إيران أرسلت مواطنين منها العام الماضي لموسم الحج للشغب السياسي هناك».
وقال عصر لـ«الشرق الأوسط» إن ما «تزعمه إيران من منع المملكة العربية السعودية للإيرانيين من الحج هذا العام، مُحاولة لإشعال الفتنة الطائفية وتهييج الإيرانيين ضد السعودية».
وعن رأيه في مزاعم منع السعودية فعلا للحجاج الإيرانيين من الحج هذا العام، قال عصر، إن «المملكة حتى لو أخذت هذا الموقف - وإن كُنت أُكذب ذلك - فهو موقف مقبول من المملكة، لأن السعودية خائفة من تكرار الحادث الذي وقع العام الماضي مرة أخرى».



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».