«المركزي} البريطاني يحذر من تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الاقتصاد

أبقى سعر الفائدة متدنيًا

«المركزي} البريطاني يحذر من تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الاقتصاد
TT

«المركزي} البريطاني يحذر من تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الاقتصاد

«المركزي} البريطاني يحذر من تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الاقتصاد

أبقى البنك المركزي البريطاني على سعر الفائدة عند مستوى قياسي منخفض عند 0.5 في المائة لمدة شهر آخر، وخفض صانعو السياسة المالية توقعاتهم لنمو الاقتصاد البريطاني على مدى الثلاث سنوات المقبلة.
وحذر البنك، أمس، في بيانه من تأثير الخروج البريطاني في البطالة والنمو، واعترف البنك أن بريطانيا ستواجه موازنة صعبة سواء لخفض أو رفع أسعار الفائدة في حال الخروج من الكتلة الموحدة في استفتاء الشهر القادم.
وحذر صانعو السياسات المالية من ارتفاع قيمة الإسترليني التي تؤثر في التضخم، وانخفاض معدلات النمو، إضافة إلى تأجيل المستثمرين قرارات الاستثمار، وحالة عدم اليقين حول العلاقات التجارية في المملكة المتحدة.
وهبط الجنيه الإسترليني بنحو 9 في المائة خلال الأشهر الستة الماضية أمام الدولار، وأرجع محللون ذلك جزئيا إلى الاستفتاء المقبل.
وعلى الرغم من أن الانتعاش الاقتصادي في المملكة بدأ قبل 3 سنوات، وهو الأمر الذي جعلها الأسرع نموا في مجموعة السبع الكبار اقتصاديا، فإن معدلات النمو بدأت في التباطؤ منذ بداية العام الحالي، ومن المتوقع أن تتجه نحو مزيد من التباطؤ.
وقال مارك كارني، محافظ المركزي البريطاني، خلال المؤتمر الصحافي بعد اجتماع لجنة السياسة النقدية أمس، إن الاستفتاء القادم يزيد حالة عدم اليقين إلى مستويات لم يسبق لها مثيل منذ أزمة منطقة اليورو.
وذكر أنه نتيجة لمخاوف البريكست «الخروج من الاتحاد الأوروبي» فقد الجنيه الإسترليني نصف قيمته منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وأشار كارني إلى أن استفتاء الخروج سيشكل «أزمة» لا يمكن غض الطرف عنها؛ الأمر الذي سيكون له أثر «مادي» في الاقتصاد البريطاني، وأكد أن أيا كان قرار الجمهور البريطاني فسيتصدى المركزي لعواقب النمو والتضخم. وأشار كارني في حديثه للصحافيين أن المملكة المتحدة قد تدخل في حالة ركود خلال النصف الثاني من العام الحالي إذا نجحت الحملات المطالبة بالخروج من الاتحاد الأوروبي في إقناع المواطنين قبل الاستفتاء الشهر القادم.
وقال نائب محافظ المركزي بن برودينت، إنه ليس لديه توقعات حول نتائج الخروج البريطاني المحتمل، بما في ذلك الأثر في سعر الصرف: «ولكن من المؤكد إنه سيكون له تأثير مثبط في الإسترليني بالفعل»، وأشار إلى أن هناك مجموعة واسعة من العوامل، مما يجعل التوقع صعبا، وفي سؤال عن تأثير تغيرات الرسوم الجمركية في حال الخروج قال معلقا إنها يمكن أن يكون لها تأثير طويل الأمد في الإسترليني.
وأوضح محافظ المركزي البريطاني أن هناك تدابير أخرى غير خفض سعر الفائدة يمكن استخدامها كالتيسير الكمي والتسهيل الائتماني، وقال: «إن البنك سيقوم بـ3 مزادات لضمان اكتفاء البنوك من السيولة على أن يتم مزاد قبل الاستفتاء ومزادان بعد الاستفتاء». وخلص كارني في قوله، أمس، إلى أن الشعب البريطاني سيتخذ قرارا مهما يوم 23 يونيو (حزيران) المقبل، وسوف يصوتون في مجموعة أوسع بكثير من القضايا السياسية والسياسة النقدية للمركزي.
ورحب راين سميث، المحلل الاقتصادي، بتعليقات محافظ المركزي البريطاني، وأكد أن البنك قدم الدلائل على أن مغادرة الاتحاد الأوروبي من شأنها أن تؤثر سلبيا في الاقتصاد وفرص العمل والرخاء والنمو، مشيرا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الأرقام تُظهر عدم واقعية حجة أن الاقتصاد البريطاني سيكون أفضل حالا خارج الاتحاد الأوروبي.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.