إقامة نهائي الدوري الأوروبي في بازل.. قرار هزلي جديد من «يويفا»

غضب بين جماهير ليفربول وإشبيلية لاستيعاب الملعب 35 ألف مشجع فقط

فرحة جماهير ليفربول بالتأهل لنهائي الدوري الأوروبي تحولت إلى غضب بسبب قرار اليويفا (أ.ف.ب)
فرحة جماهير ليفربول بالتأهل لنهائي الدوري الأوروبي تحولت إلى غضب بسبب قرار اليويفا (أ.ف.ب)
TT

إقامة نهائي الدوري الأوروبي في بازل.. قرار هزلي جديد من «يويفا»

فرحة جماهير ليفربول بالتأهل لنهائي الدوري الأوروبي تحولت إلى غضب بسبب قرار اليويفا (أ.ف.ب)
فرحة جماهير ليفربول بالتأهل لنهائي الدوري الأوروبي تحولت إلى غضب بسبب قرار اليويفا (أ.ف.ب)

رغم حديث مسؤولي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) المستمر عن ضرورة توحيد الصفوف، فإن عدد التذاكر الضئيل الذي يقدمه للمشجعين في سانت ياكوب بارك (ملعب رياضي، يعد أكبر ملعب في سويسرا ويستأجره نادي بازل) لا يعكس هذه التصريحات بدقة. ورغم كل الانتقادات التي تعرض لها «يويفا» لقراره بإجراء مباراة النهائي ببطولة الدوري الأوروبي بين إشبيلية الإسباني وليفربول الإنجليزي لهذا العام في استاد سانت ياكوب بارك، الذي يشارك بالكاد في قائمة أكبر 100 استاد على مستوى القارة الأوروبية، فإن هذا القرار قد تكشف الأيام أنه ينطوي على قدر لا يُستهان به من الذكاء الشرير.
ورغم جميع التعليقات الغاضبة على القرار التي استعان بعضها بتعليقات من فيلم «الفك المفترس» الشهير، ساخرين بأنهم في حاجة إلى «قارب أكبر»، فإن الواقع قد يثبت أن هذه الحاجة ربما ليست حقيقية. بطبيعة الحال، نعلم جميعًا أن بطل الفيلم، كوينت، لاقى نهاية مؤلمة، وترك هوبر وبرودي يشقان طريقهما في القارب نحو الشاطئ من جديد، لكن رغم هذه المتاعب الصغيرة تظل الحقيقة أنهما أنجزا المهمة المطلوبة - القضاء على القرش المفترس. وعليه، فإنه رغم أن القارب الذي كانوا يستقلونه لم يكن بالحجم المثالي على الإطلاق، فإن الأحداث أثبتت أنه كان كبيرًا بما يكفي. والمهم في الأمر، أن القارب كان صغيرًا بدرجة كافية للإسهام في سخونة أحداث الفيلم.
وبالمثل، فإنه رغم أن استادًا أكبر حجمًا سيكون مثاليًا لمباراة نهائي الدوري الأوروبي، فإن من سيسعدهم الحظ بالحصول على تذكرة للمباراة داخل استاد سانت ياكوب بارك في بازل سيعايشون بالتأكيد تجربة لا تنسى، فمثلاً، أين يمكن للمرء مشاهدة أحد الأمراء وهو يلعب كرة القدم؟ وقد تكون هذه الحميمية هي العنصر الإيجابي الوحيد الذي يمكن الخروج به مما يبدو وكأنه قرار هزلي جديد صادر عن أحد الكيانات المعنية بكرة القدم التي أصبحت تنظر لاحتياجات المشجعين منذ أمد بعيد باعتبارها أمرًا ثانويًا. وعلى مدار 14 مباراة مختلفة في إطار الدوري الأوروبي هذا الموسم، عاينا اختيار «يويفا» لأماكن لعقد المباريات على قدر ملحوظ من الغرابة والتنوع مثل جمهورية تتارستان، الأمر الذي ينبئ بأن الكثير من مشجعي ليفربول لن يحظوا بفرصة حضور المباراة المصيرية بين ناديهم وإشبيلية.
أما المؤكد، فهو أن الآلاف من المشجعين ممن يفتقدون التذاكر سيتجاهلون نصائح «يويفا» وقيادات ناديهم بالبقاء بعيدًا، وسيختارون بدلاً من ذلك تلبية نداء مدرب ليفربول يورغين كلوب إليهم بزيارة بازل الجميلة، حتى وإن لم يتمكنوا من حضور المباراة. وبمجرد وصولهم هنا، سيجري حشدهم داخل منطقة مخصصة رسميًا للمشجعين، التي من المعتقد أنهم سيغادرونها سريعًا إلى منطقة أخرى للمشجعين لكن غير رسمية بسبب اكتشافهم عدم توافر مشروباتهم المفضلة بالأولى.
وبعد أن يدفعوا 900 جنيه إسترليني مقابل الانتقال جوًا إلى مدينة تبلغ تكلفة الإقامة في الكثير من فنادقها 800 جنيه إسترليني أو أكثر مقابل الإقامة لمدة ثلاثة ليال على الأقل، فإن هؤلاء المشجعين سواء من حصلوا على تذاكر أو فشلوا في الحصول عليها، سيبقى بإمكانهم الاستمتاع بمباهج متنوعة، منها التنزه على طول نهر الراين وعبر شوارع المدينة القديمة الرائعة التي يتركز بها أكبر عدد من المتاحف على مستوى سويسرا، علاوة على وجبات «بيغ ماك» التي تصل كلفتها إلى 10.34 جنيه إسترليني داخل مدينة ترتفع بها تكلفة المعيشة عن لندن بنسبة نحو 40 في المائة.
اللافت أنه عندما كشفت «يويفا» عن شعارها الجديد لبطولة الدوري الأوروبي، أغسطس (آب) الماضي، أعلنت بفخر أهمية توحيد الصفوف، وهي الفكرة التي جرى التعبير عنها في صورة موجة طاقة دائرية الشكل تشع من جائزة البطولة، لتشكل شعارًا جديدًا للمسابقة. والمثير أن هذا التعبير عن الوحدة جاء بعد اختيار استاد يتسع لـ35000 شخص فقط لإقامة نهائي البطولة هذا العام عليه. كما أن العدد الضئيل من التذاكر المتاح أمام مشجعي ليفربول - تشير التقديرات إلى أن واحدًا على الأقل من بين كل 3 مشجعين سيصاب بخيبة الأمل - يثير التساؤلات حول مدى جدية التزام «يويفا» بوحدة الصف.
حقيقة الأمر أنه كلما أمعن المرء النظر إلى موجة الطاقة الدائرية تلك، خطر إلى ذهنه الإجراءات الأمنية المشددة التي وعد «يويفا» بفرضها حول استاد ياكوب بارك، في محاولة لضمان عدم اقتراب المشجعين ممن لا يملكون تذاكر من المكان.
جدير بالذكر أنه لدى شرحه الفلسفة وراء التعديلات التي أدخلت على المسابقة من كأس «يويفا» إلى الصورة المتضخمة الكئيبة التي أصبحت عليها اليوم، قال رئيس «يويفا» الذي كان يعاني من تداعيات فضيحة مدوية حينها، ميشال بلاتيني: «ترمي هذه التغييرات إلى تحسين هذه المسابقة التاريخية التي تحمل أهمية كبيرة لـ(يويفا) والكرة الأوروبية، لأنها تتيح لعدد أكبر من المشجعين واللاعبين والأندية المشاركة في كرة القدم الأوروبية المثيرة».
إلا أن واحدة من التداعيات السلبية الكثيرة لهذه الإجراءات الجديدة، التي عجز بلاتيني عن التنبؤ بها حينها وجود عشرات الآلاف من مشجعي ليفربول يشكون ويتذمرون حيال عدم إتاحة الفرصة لهم لمشاهدة مباراة النهائي التي يخوضها ناديهم هذا العام بسبب قرارات سخيفة من قبل «يويفا».
من جانبه، شرح متحدث رسمي باسم «يويفا»، الأسبوع الماضي، أن «أعداد المشجعين الذين يطلبون شراء تذاكر لحضور مباراة النهائي تتنوع من ناد لآخر، وبالطبع من المستحيل التكهن مستقبلاً بأي الأندية سيبلغ النهائي». وبخلاف حقيقة أن مشاركة إشبيلية للمرة الثالثة على التوالي في مباراة النهائي يكشف أنه ليس من الصعب التنبؤ بمن سيصل إلى المباراة النهائية، فإن متوسط الحضور على مدار ست مباريات نهائي منذ إقرار الإصلاحات الأخيرة من قبل «يويفا»، الذي بلغ 45 ألف مشجع، يمثل مؤشرًا جيدًا بما يكفي.



بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟