الانقلابيون يتمسكون بتشكيل حكومة.. والوفد الحكومي يقدم رؤية شاملة للانسحابات

هادي يدعو اليمنيين إلى التمسك بمخرجات الحوار.. ويكشف عن بعض «خفايا» تحالف صالح ـ الحوثي

الرئيس هادي في لقاء مع ممثلين من أبناء إقليم تهامة من مقاومة وتكتلات مدنية (سبأنت)
الرئيس هادي في لقاء مع ممثلين من أبناء إقليم تهامة من مقاومة وتكتلات مدنية (سبأنت)
TT

الانقلابيون يتمسكون بتشكيل حكومة.. والوفد الحكومي يقدم رؤية شاملة للانسحابات

الرئيس هادي في لقاء مع ممثلين من أبناء إقليم تهامة من مقاومة وتكتلات مدنية (سبأنت)
الرئيس هادي في لقاء مع ممثلين من أبناء إقليم تهامة من مقاومة وتكتلات مدنية (سبأنت)

واصلت اللجان الثلاث المنبثقة عن مشاورات السلام اليمنية – اليمنية في دولة الكويت، أمس، اجتماعاتها دون تحقيق أي تقدم يذكر، وبخاصة في الجانب السياسي، حيث أنهت لجنة استعادة الدولة والتحضير لاستئناف الحوار السياسي اجتماعها، أمس، دون تقدم يذكر، في ظل إصرار وتمسك وفد الانقلابيين بمطلبه المشاركة في حكومة وحدة وطنية وسلطة تنفيذية، قبل تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي (2216)، الذي ينص على إنهاء الانقلاب على الشرعية وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إلى الدولة، والانسحاب من المدن والمؤسسات. وقال مصدر في المشاورات: إن «الانقلابيين استمروا في رفضهم الموافقة على إطار عام موحد أو جدول أعمال واضح، أو أي مرجعيات ثابتة للمشاورات، متناقضين في رؤاهم مع المرجعيات المعلنة التي تؤكدها الأمم المتحدة والمتمثلة بالقرار (2216)، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني». واتهم المصدر وفد الانقلابيين بـ«السعي إلى تمييع القضايا والاستفادة من الوقت؛ حتى يتمكنوا من إعادة الانتشار وفرض أنفسهم بالقوة على الأرض».
وفي إطار الإيجابية التي يتعامل بها وفد الحكومة الشرعية إلى مشاورات الكويت، قدم أعضاء الوفد في اللجنة الأمنية رؤية الوفد الحكومي حول عملية الانسحاب وتسليم الأسلحة، وركزت المبادئ العامة للرؤية، التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، على قرار مجلس الأمن (2216)، والقرارات ذات الصلة والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وضمن الأحكام أو النصوص التي وردت في الرؤية: «ينسحب الحوثيون وحلفاؤهم من المعسكرات والوزارات، والمواقع العسكرية والنقاط، والممتلكات العامة والطرقات الرئيسية، ويتم تأمين خروج آمن للمنسحبين إلى مناطقهم وقراهم بعد تسليم الأسلحة، ويحظر وجود قوات غير نظامية أو أي جماعات مسلحة، والحكومة وحدها تتحمل مسؤوليات الأمن».
وتضمنت الرؤية إجراءات تنفيذية تقترح تشكيل لجنة عسكرية وأمنية، تتعلق بالانسحاب وتسليم الأسلحة، ويصدر الرئيس قرارا بتشكيلها على أن تقوم بمهامها بمشاركة مراقبين دوليين. وتقوم بتشكيل لجان فرعية في المحافظات. وجاء ضمن المهام المناطة باللجنة: «الإشراف على الانسحاب من العاصمة وعواصم المحافظات والمدن والمديريات والقرى وغيرها، بحيث تتسلم قيادة المناطق العسكرية التي تحددها الحكومة جميع الأسلحة والمعدات العسكرية من الميليشيات، ومن الوحدات العسكرية التي شاركت في القتال، والإشراف على انسحاب ميليشيات الحوثي وحلفائه، وما يسمى باللجان الثورية من مؤسسات الدولة». وتؤكد الرؤية بأن لـ«هذه اللجنة الاستعانة بقوات حفظ السلام اليمنية». والتزمت الرؤية بأن «تقدم الحكومة كشوفا بجميع الأسلحة والمعدات والآليات».
وجاء في رؤية وفد الحكومة اليمنية في الشق الأمني، أيضا، اقتراح بـ«إجراءات تنفيذية بتحديد زمن الانسحاب بعد 48 ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، بحيث تصدر اللجنة توجيهاتها للوحدات العسكرية لترتيب عمليات الانسحاب وما يترتب عليها، على أن تقوم اللجنة بإصدار تعليمات لتنفيذ الإجراءات على أمانة العاصمة ثم الحديدة وذمار وصعدة وعمران والمحويت وتعز وبقية المحافظات». وفيما يتعلق بتسليم الأسلحة، طالب الوفد الحكومي في رؤيته بـ«تسليم جميع الأسلحة والمعدات والآليات للجان العسكرية والأمنية، على أن تعد الدوائر المختصة في وزارتي الدفاع والداخلية قوائم بكشوف الأسلحة الموثقة كعهد على الوحدات العسكرية، أو تلك التي تم الاستيلاء عليها من قبل الحوثيين»، إضافة إلى اقتراح أن «تسحب جميع الأسلحة إلى الوحدات التي ستحددها اللجنة العسكرية والأمنية على أن تتوفر لها الأماكن الآمنة وبخطة مؤمنة».
وفيما يتعلق بـ«منظومة الصواريخ بأنواعها ومعداتها ومنصات الإطلاق، وكل ما يتعلق بالقوات الجوية والدفاع الجوي وغيرها»، تقترح الرؤية أن تسلم «إلى المناطق التي تحددها اللجنة»، كما تنص وتقترح الرؤية تسليم خرائط حقول الألغام. أما بالنسبة للترتيبات الأمنية، فقد وضعت الرؤية نقاطا «تتضمن أن تتولى اللجان العسكرية والأمنية تأمين جميع المنشآت والمؤسسات العسكرية والأمنية والخدمية بقوة تحددها اللجنة من منتسبي الدفاع والداخلية، وكذا تأمين المدن والمحافظات أثناء الانسحابات وتطبيع الأوضاع الأمنية فيها، مع إنهاء كافة المظاهر المسلحة في جميع المحافظات».
على صعيد آخر، كشف الرئيس عبد ربه منصور هادي، عن أن الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح كان يخطط لارتكاب مجزرة مروعة في العاصمة صنعاء. وقال هادي: إن صالح استدعاه (عندما كان هادي نائبا للرئيس)، إبان الثورة الشعبية عام 2011، التي أطاحت بصالح فيما بعد، وحاول أن ينتزع منه موافقة على أن تقوم المدفعية بقصف معسكر الفرقة الأولى مدرع، التي كان يقودها الفريق علي محسن الأحمر (نائب الرئيس حاليا)، و«ساحة التغيير» المجاورة للمعسكر، وأنه كان أعد مجلس الدفاع الوطني للقيام بهذه الخطوة، وعندما رفض هادي انفض الاجتماع الذي كان صالح دعا إليه، مشيرا إلى أن المخلوع صالح تعهد بإنهاء الفرقة والساحة «خلال 27 دقيقة».
وتطرق هادي، في لقاء مع ممثلين من أبناء إقليم تهامة من مقاومة وتكتلات مدنية، حضرته «الشرق الأوسط»، إلى بعض خفايا الصراع الذي كان يدور في صنعاء في تلك الفترة التي تلت الثورة الشبابية الشعبية، وسبقت التقدم بالمبادرة الخليجية، وأشار إلى أن رد صالح على موقفه الرافض لاستخدام القوة ضد المتظاهرين وضد اللواء الأحمر والقوة التي تتبعه، كان بأن أبلغه صالح، بعد يومين من ذلك الموقف، بأن محافظة أبين سقطت بيد تنظيم القاعدة (المحافظة التي ينتمي إليها الرئيس هادي).
ودعا الرئيس هادي المواطنين اليمنيين إلى الحفاظ على مخرجات الحوار الوطني وتطبيقها، وبخاصة فيما يتعلق بنظام الأقاليم، التي قال: «إنه ضحى بنفسه من أجل الوصول إليها»، وأنه فقد 3 من أحفاده والكثير من أقربائه، إضافة إلى ما تعرض له من محاولات اغتيال، مؤكدا أن الحرب قامت، في الأساس، رفضا لنظام الأقاليم.
وكشف الرئيس اليمني، أيضا، عن أبرز نقاط التحالف التي جمعت المخلوع صالح والحوثي وإيران، وقال: إنه حينما لم يجد صالح أحدا يوافقه على أي من تصرفاته، سواء في اللجنة العامة للحزب أو غيرها، لجأ إلى التحالف مع الحوثي واتفقا على 10 نقاط، منها أن يكون عبد الملك الحوثي «مرجعا دينيا» ونجل صالح، العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، مرجعا سياسيا (رئيسا)، وأن يتم اغتيال الرئيس الانتقالي (عبد ربه منصور هادي)، وقال: إن الاتفاق كان يقضي بنقل التجربة الإيرانية إلى اليمن، مؤكدا أنه اتصل بعبد الملك الحوثي، وأكد له أنه لا يمكن نقل هذه التجربة إلى اليمن.
وأشار هادي إلى أن انقلاب الحوثي – صالح على الشرعية، جاء من أجل ألا يحدث التغيير في اليمن، مشددا على المضي في مسيرة التغيير، وإلا «سيظل اليمن متأخرا لعشرات السنين»، مستعرضا جانبا من الفساد في ظل حكم صالح، بالإشارة إلى أن إحدى الشركات النفطية الكبيرة، أكدت له أنها دفعت لشخص واحد فقط من المقربين من صالح، أكثر من 600 مليون دولار «مقابل الحماية للعمل في اليمن».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.