تركي الرشيد.. قصة نجاح في مواجهة الإعاقة

لم يستسلم الشاب السعودي تركي بن بندر الرشيد، للإعاقة التي رافقته منذ نعومة أظفاره، بل اعتبرها دائمًا جزءًا من الحافز الذي يدفعه إلى تخطي الصعاب، مدعومًا بعائلته ومجتمعه الذي ساعده على تحقيق أجمل أمنيات حياته، وهي حفظ القرآن الكريم، ودخول الجامعة بجدارة.
بدأت قصة تركي مع تحدي الإعاقة والانتصار عليها منذ كان طفلاً، وفي سجله كثير من شهادات التكريم والجوائز نظير تميزه في حفظ كتاب الله والسنة النبوية المطهرة، وتفوقه المدرسي ثم الجامعي ليحصل أخيرًا على جائزة تكريمية من جامعة الملك سعود بالرياض.
وذكر بندر الرشيد عن ابنه تركي، أن الإعاقة لم تمنع تركي من مواصلة حصد النجاحات العلمية، إذ حصل على المركز الأول في مجال دراسته (السنة التحضيرية) في قسم الإدارة بكلية إدارة الأعمال بجامعة الملك سعود.
وأضاف أن لابنه اهتمامات أخرى، إذ حصل على المركز الأول في مسابقة السنة النبوية، والمركز الثالث في حفظ القرآن على مستوى شمال الرياض، بإشراف مكتب التربية والتعليم.
وأشار إلى أن تركي يتمتع بحدس عالٍ، وقدم عددًا من البحوث العلمية التي تتعلق بذوي الإعاقة وتخدم عملهم، ومنها نقل أصحاب الإعاقة في المنشآت التعليمية، وقوبلت أفكاره بالترحيب من قبل متخصصين.
واحتفى الدكتور بدران العمر مدير جامعة الملك سعود، بتركي الرشيد، لتفوقه وتميزه بالجامعة، وذلك بعد أن استقبله في مكتبه، وقبّل رأسه تكريمًا له على جهوده الكبيرة التي يقوم بها للتحصيل الدراسي والتفوق في الجامعة.
وأثنى بندر الرشيد على دور الدكتور بدران العمر، مدير جامعة الملك سعود، في تسهيل مهام الطلاب ذوي الإعاقة، مشيرًا إلى أن الدكتور العمر ذلّل الصعاب كافة التي تواجههم، سواء على مستوى تسهيل التنقل ووضع ممرات مناسبة لهم، أو توجيه المسؤولين بالجامعة لتيسير الخدمات التعليمية لهم، كما يقدم دائمًا دعمًا معنويًا لهم لحثهم على مواصلة رحلتهم التعليمية، ونيل أعلى الدراجات العلمية. وأكد طلاب في الجامعة، أن حضور تركي بينهم هو مصدر فخر، إذ يمثل لهم القدوة بتغلبه على إعاقته، وحرصه الشديد على تحصيله الدراسي، وتعامله الجميل معهم، وأخلاقه العالية التي دفعت الجميع للتقرب منه ومصادقته.
وأشاروا إلى أن تفوقه يحفزهم لبذل المزيد من الجهد، وخصوصًا أنه من أصحاب المبادرات الخلاقة التي تسهم في إيجاد حلول لبعض المشكلات.