فيكاي.. ملياردير راهن على ليستر وربح الرهان

ليستر يساوي الآن 435 مليون إسترليني.. 11 مرة ضعف المبلغ الذي اشترى به التايلندي النادي منذ عامين

مالك ليستر فيكاي سريفادانابرابا ومدرب الفريق كلاوديو رانييري بعد تحقيق «حلم اللقب» (رويترز)
مالك ليستر فيكاي سريفادانابرابا ومدرب الفريق كلاوديو رانييري بعد تحقيق «حلم اللقب» (رويترز)
TT

فيكاي.. ملياردير راهن على ليستر وربح الرهان

مالك ليستر فيكاي سريفادانابرابا ومدرب الفريق كلاوديو رانييري بعد تحقيق «حلم اللقب» (رويترز)
مالك ليستر فيكاي سريفادانابرابا ومدرب الفريق كلاوديو رانييري بعد تحقيق «حلم اللقب» (رويترز)

تبدو أصول فيكاي سريفادانابرابا غامضة إلى حد بعيد، حيث افتتح أول أعماله، وهو متجر متواضع في السوق الحرة بمطار بانكوك، خلال عام 1989 في وسط العاصمة التايلاندية. واليوم، فإن شركة البيع بالتجزئة المملوكة له، «كينغ باور»، تتمتع بما يشبه الاحتكار في مطارات البلاد الكبرى. ويبدو أن مبلغ الـ39 مليون جنيه، التي دفعها إلى ليستر سيتي في 2010، بدوره كان صفقة رابحة.
ليس واضحًا ما إذا كان فيكاي من هواة المغامرة، لكن حتى ولو لم يراهن على فريقه، فقد ربح رجل الأعمال الكثير. يمكن أن يساوي ليستر الآن أكثر من 436 مليون جنيه إسترليني – 11 ضعف المبلغ الذي اشترى به النادي وفقًا لشركة الأبحاث «برايفت كومباني فاينانشال إنتيليجنس»، التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها. وشأن «ثعالب» ليستر، فإن صعود فيكاي كان من الصعب التنبؤ به لكنه ثروته المتنامية قد عكست نجاح ليستر. تضع مجلة «فوربس» الرجل البالغ من العمر 58 عامًا – الذي تقدر ثروته بـ1.9 مليار جنيه إسترليني - في المرتبة الرابعة على قائمة أغنى أثرياء تايلاند، وهذا يعود جزئيًا إلى التدفق الأخير للسائحين الصينيين على البلاد. ومن الواضح أنه يتمتع بدعم متوازن من طرفي المؤسسة السياسية في تايلاند، اللذين يحتقران بعضهما، وكذلك، وهو المهم، العائلة المالكة النافذة. أنعم عليه الملك بوموبيول، أطول ملوك العالم حكمًا، باسم «سريفادانابرابا» في 2012، لنجاحه وأعماله الخيرية. وكذلك فقد رفعت صورة الملك التايلاندي في ملعب كينغ باور.
وعلى رغم العمل على مدار ما يقرب من عقدين من الزمن، ففي عام 2006 فقط نجحت شركة «كينغ باور» في تأمين الحقوق الحصرية لمتاجر السوق الحرة في مطار سوفارنابومي في بانكوك، وهو الآن المطار رقم 12 على قائمة المطارات الأكثر إشغالاً في العالم. وجاء العقد بمباركة من إمبراطور الاتصالات التايلاندي، الذي صار فيما بعد رئيسًا للوزراء، والمالك السابق لمانشستر سيتي، تكسين شيناواترا.
وبحسب عضو بمجتمع الأعمال التايلاندي (طلب عدم ذكر اسمه)، فإن «فيكاي جمع ثروته من خلال قربه من السياسيين، وهذه هي الطريقة التي عليك أن تنجز بها الأمور. قبل هذا كان رجل أعمال عاديًا».
ورغم أن تكسين أطيح به في انقلاب فيما بعد، فإن فيكاي استمر، وما زالت شركاته تعمل بقوة في ظل الطغمة الحالية التي يقودها خصوم تكسين في الجيش. كما تواصل شركة «كينغ باور» افتتاح متاجر جديدة في أنحاء البلاد. ويعد احتكار «كينغ باور» من القوة بمكان لدرجة أنه عندما حاول منافس كوري دخول السوق، سمح له بفتح متجر في السوق الحرة في بانكوك، لكنه منع فيما بعد من افتتاح منافذ لتسليم المشتريات خالصة الرسوم في مطارَيْ العاصمة الكبيرين. من دون هذه المنافذ لا يستطيع العملاء الحصول على مشترياتهم خالصة الرسوم. قال المصدر: «أكملوا تجهيز المبنى تقريبا، لكنهم غير قادرين على تشغيله».
وبفضل ترويجه للبلاد في الخارج، ازدادت قوة المكانة التي يمتع بها فيكاي وسط النخبة التايلاندية.
وقام الملياردير، الذي يملك طائرة تجارية نفاثة من إنتاج شركة «غلف ستريم»، بنقل رهبان بوذيين إلى إنجلترا ليباركوا ملعب ولاعبي ليستر. أما نجله، ونائب رئيس النادي، أياوات سريفادانابرابا، فقال: «في هذا العام، القيم التايلاندية قد انتقلت للنادي». وبحسب تعبيره: «إنها الثقافة التايلاندية. نحن نعطي وقتنا للموظفين واللاعبين والمدرب. نحاول أن ندير النادي كأسرة، وأن نستمع إلى مشكلات كل فرد».
وعد فيكاي في 2014، في أعقاب صعود النادي إلى الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ)، بأنه سينفق 180 مليون جنيه من أجل دخول الفريق ضمن المراكز الخمسة الأولى خلال 3 سنوات. بعد ذلك بعامين وبثلث هذا المبلغ، فاز ليستر باللقب. ويتمتع أياوات، المعروف كذلك بـ«توب»، بحضور أكثر جماهيرية. لعب البولو في الفريق نفسه الذي كان يضم الأمير هاري، ويظهر في بعض المناسبات في مقر كينغ باور في بانكوك، حيث تنقل المباريات الأسبوعية في بث حي. قال أياوات في مقر كينغ باور، بعد فوز ليستر 4 - 0 على سوانزي سيتي الأسبوع قبل الماضي، قبل أن يضمن حصد اللقب: «لدينا 600 شخص يحضرون للاحتفال والاستمتاع بمشاهدة ليستر، الفريق الذي ربما لم يكن أحد يعرف عنه قبل 7 سنوات».
أما فيكاي فهو ليس من هواة الظهور الإعلامي - رفض فريقه طلبات من «الغارديان» لإجراء مقابلات - لكنه يصل إلى ملعب كينغ باور في طائرة مروحية زرقاء. قدم العصائر والكعك مجانا للمشجعين في الملعب، ولم تشهد أسعار التذاكر سوى زيادة طفيفة بعد صعودهم قبل عامين. كما قام بتوفير حافلات بأسعار مدعومة لنقل المشجعين في المباريات التي يخوضها الفريق خارج أرضه، حيث يبلغ سعر التذكرة 10 جنيهات إسترلينية. وقد أشاد إيان باسون رئيس مجلس أمناء النادي، بفيكاي، قائلا إن «من الصعب انتقاده على الإطلاق». وقال باسون، الذي كانت منظمته مساهمة في ملكية النادي في السابق: «بخلاف ما حققه النادي فعليا، فلطالما كان النادي يستمع دائما إلى مشجعيه. ودائما ما كان فيكاي يحترم ميراث النادي».
ومع هذا فقد نجحت شركة «كينغ باور» في تحقيق أرباح بصور أخرى، ليس على الأقل من خلال الاسم العالمي، حيث تستغل شهرة النادي عن طريق وضع إعلانات فيديو في صالات المطارات التايلاندية، تظهر المهاجم جيمي فاردي، وهو يجري حول أحد المتاجر في السوق الحرة، بزيه الرياضي الكامل، بينما يلتقط الهدايا. وعلى قناة النادي على «يوتيوب»، باللغة التايلاندية، تظهر مقاطع فيديو لشعار ليستر سيتس وتحته عبارة «فخر التايلانديين»، وتبيع الشركة بطاقات هدايا، مع صور لكاسبر شمايكل ورياض محرز. كذلك بيع قميص النادي الرسمي، المعروف محليا بـ«سياميز فوكسز» في بانكوك، وإن كانت لا تزال هناك بعض القمصان المقلدة المعروضة على أكشاك البيع بالشوارع.



توالي الخسائر المصرية في «أولمبياد باريس» يفجر انتقادات

كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
TT

توالي الخسائر المصرية في «أولمبياد باريس» يفجر انتقادات

كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)

فجّرت الخسائر المصرية المتوالية في «أولمبياد باريس» انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الأوساط الرياضية المحلية، خصوصا بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بشكل مثير، صباح الأربعاء.

وكان «الفراعنة» متقدمين على «الماتادور الإسباني» بفارق 7 نقاط كاملة، قبل أن يقلّص الإسبان النتيجة ويصلون للتعادل 25-25 مع نهاية اللقاء، ثم يقتنصون فوزاً ثميناً بفارق نقطة واحدة في الثواني الأخيرة 29- 28 وسط حالة من الذهول استولت على ملايين المصريين الذين تابعوا اللقاء عبر الشاشات.

وحملت المباراة «طابعاً ثأرياً» من الجانب المصري بسبب هزيمته على يد الإسبان أيضاً في أولمبياد طوكيو 2020، لكن الإخفاق حالف المصريين للمرة الثانية، أمام الخصم نفسه.

لقطة من مباراة منتخب مصر لكرة اليد أمام إسبانيا (أ.ف.ب)

وقال الناقد الرياضي، محمد البرمي: «خروج منتخب اليد بهذا الشكل الدراماتيكي فجّر حالة من الإحباط والصدمة والغضب؛ لأن المصريين كانوا الأفضل ومتفوقين بفارق مريح من النقاط».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «مشكلة الفرق المصرية عموماً، واليد بشكل خاص، تتمثل في فقدان التركيز في اللحظات الأخيرة، وعدم تحمل الضغوط العصبية والنفسية العنيفة التي يتسم بها اللعب أمام فرق عالمية خارج الحدود».

ومن بين العوامل التي زادت من حدة الصدمة، وفق البرمي، أن «منتخب اليد من الفرق القليلة التي عقد المصريون عليها الآمال لحصد ميدالية بعد سلسلة من النتائج المحبطة للفرق الأخرى، لاسيما أن منتخب اليد المصري مصنف عالمياً، وله إنجازات مشهودة في البطولات الأفريقية والدولية».

وكانت مصر خسرت أمام فرنسا 1- 3 في الدور نصف النهائي لكرة القدم ضمن مسابقات الأولمبياد، إذ كانت المبادرة لمنتخب «الفراعنة» الذي سجل هدف التقدم في الدقيقة 61 عن طريق اللاعب محمود صابر، ليعود منتخب «الديوك» إلى التعادل قبل 8 دقائق من نهاية المباراة، ثم يحرز الهدف الثاني ثم الثالث في الشوطين الإضافيين.

خسارة المنتخب المصري لكرة اليد في أولمبياد باريس (أ.ب)

وعدّ الناقد الرياضي، عمرو درديري، في منشور على صفحته بموقع «فيسبوك» أن «عقلية اللاعب المصري هى المسؤول الأول عن الهزائم، حيث لم يعتد بعد على المنافسات العالمية، وكان لاعبو المنتخب كثيري الاعتراض على حكم مباراة إسبانيا».

وأضاف: «ليس من المعقول ألا نحقق إنجازاً ملموساً في كل مرة، ونكتفي بالتمثيل المشرف».

وشهدت مصر خسائر جماعية متوالية، بعضها في الأدوار التمهيدية، وعلى نحو عدَّه كثيرون «محبطاً» في عدد من الألعاب الأخرى مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس.

وحقق لاعبون مصريون مراكز متأخرة في الأولمبياد مثل لاعبة «الشراع» خلود منسي، وأميرة أبو شقة التي حلت بالمركز الأخير في لعبة «رماية السكيت»، كما احتل اللاعب مصطفى محمود المركز قبل الأخير في «رمي الرمح».

واللافت أن لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة لم يحققوا أي ميدالية مثل زياد السيسي ومحمد حمزة في لعبة سلاح الشيش، وعزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية.

وشن الناقد الرياضي المصري، ياسر أيوب، هجوماً على اتحاد الملاكمة بسبب اللاعبة منى عياد التى سافرت إلى باريس ولم تشارك فى الدورة بعد اكتشاف زيادة وزنها 700 غرام عن المسموح به، مؤكداً في منشور عبر صفحته بموقع «فيسبوك» أنه «كان من الضروري أن يتضمن هذا الإعداد ملفاً طبياً للاعبة يشمل وزنها وتحاليلها وتغذيتها الصحية».

سلطان تورسينوف من كازاخستان يواجه محمد متولي من مصر (رويترز)

واكتفى الحكم الدولي السابق، جمال الغندور، بالقول عبر صفحته على «فيسبوك»: «اتقوا الله... ربنا غير راض عن الكرة المصرية...خلص الكلام».

وأشار الناقد الرياضي، أشرف محمود، إلى أن «توالي الخسائر يعود إلى أسباب متنوعة منها تسرع بعض اللاعبين المميزين، وعدم احترام الخصم كما حدث في حالة لاعب السلاح زياد السيسي، فضلاً عن الآفة المزمنة للاعب المصري وهي فقدان التركيز في اللحظات الأخيرة».

ويلفت محمود في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «تدارك هذا الوضع السيئ والمخزي يتطلب إصلاحات جذرية في الرياضة المصرية تشمل تغيير رؤساء الاتحادات، وتعيين مدربين أكفاء يحركهم الشغف بدلاً من نظرائهم الذين يتعاملون مع تدريب المنتخبات الوطنية بمنطق الوظيفة»، وفق تعبيره.

فيما يطالب محمد البرمي بـ«تخطيط أفضل للمشاركات المصرية القادمة تشمل تجهيز اللاعبين وتأهيلهم وحل المشاكل والخلافات والابتعاد عن البيروقراطية أو الرغبة في الاستعراض وإلا فسوف تتكرر تلك النتائج الكارثية».