تونس تكشف عن أسلحة مطمورة بالقرب من منزل أحد الإرهابيين

خلية إرهابية في صفاقس مكونة من 6 عناصر تنشط بين الطلاب

تونس تكشف عن أسلحة مطمورة بالقرب من منزل أحد الإرهابيين
TT

تونس تكشف عن أسلحة مطمورة بالقرب من منزل أحد الإرهابيين

تونس تكشف عن أسلحة مطمورة بالقرب من منزل أحد الإرهابيين

كشفت فرقة مكافحة الإرهاب عن مجموعة من الأسلحة التي كانت مطمورة بإحدى الضيعات الفلاحية بمنطقة الرقاب من ولاية سيدي بوزيد وسط تونس. وقالت إنها ضبطت ثلاثة أسلحة نارية متطورة من نوع «كلاشينكوف»، وسلاح حربي جماعي لم تحدد نوعه. وفي عرضها لتفاصيل هذه العملية الأمنية، قالت وزارة الداخلية التونسية إن الأسلحة المحجوزة كانت مخزنة بعناية بأرض فلاحية تقع على مقربة من منزل أحد العناصر الإرهابيّة الفارة والناشطة ضمن تنظيم داعش الإرهابي. وذكرت أن القيادي الإرهابي الفار من وجه العدالة التونسية يدعى طلال السعيدي، وهو موجود حاليا في ليبيا المجاورة وقد صدرت بشأنه بطاقة تفتيش منذ السنة الماضية بعد تورطه في أعمال إرهابية. وأضافت المصادر ذاتها، أن أجهزة الأمن تولت خلال الفترة الماضية متابعة تحركات بعض العناصر الإرهابية سواء منها الفارة خارج تونس أو المتحصنة بالجبال الغربية التونسية، وتوفرت لدى الوحدة الوطنيّة للأبحاث في جرائم الإرهاب معلومات حول تحركات مشبوهة تقوم بها عناصر متهمة بالإرهاب في جهة الرقاب من ولاية سيدي بوزيد. وأشارت إلى أن تلك المعلومات هي التي قادت إلى تنفيذ هذه العملية الاستباقية الناجحة وإلى تفادي تنفيذ أعمال إرهابية دأبت التنظيمات الإرهابية الإعداد لها قبل شهر رمضان من كل سنة.
على صعيد متصل، تمكنت الوحدات الأمنية العاملة في مناطق صفاقس والمنستير والمهدية، وهي ولايات تقع في الساحل الشرقي التونسي، من الكشف عن خلية تكفيرية بالمعهد الأعلى للرياضة والتربية البدنية بمدينة صفاقس، وأكدت أنها تتكون من ستة عناصر وجميعهم طلبة يزالون تعليمهم الجامعي بهذا المعهد.
وأفادت وزارة الداخلية بأن التحريات الأمنية مع أحد أفراد هذه الخلية هي التي قادت إلى الكشف عن علاقته بعنصر تكفيري آخر اعترف بدوره بعد تحقيقات أمنية بتبنيه الفكر التكفيري، وبوجود أربعة عناصر تكفيرية أخرى بنفس المؤسسة الجامعية، وأفادت بأنهم شكلوا خلية إرهابية تعمل على استقطاب الشباب من الوسط الطالبي لفائدة التنظيمات الإرهابية.
من ناحية أخرى، وعلى أثر الزيارة التي أداها عمر منصور وزير العدل التونسي نهاية الأسبوع الماضي إلى سجن النساء بمدينة منوبة (غربي العاصمة التونسية) أوردت إحدى الصحف التونسية المحلية معطيات مهمة حول أوضاع السجينات التونسيات المورطات في القضايا الإرهابية، وخصوصا منهن القياديات.
وأكدت في تقرير لها، عزلهن في غرف خاصة وإبعادهن عن سجينات الحق العام حتى لا يؤثرن فيهن، وأكدت أن أعمار السجينات تتراوح بين 18 عاما و60 عاما. أما في ما يتعلق بالسجينات المتهمات في قضايا إرهابية، فيتم توزيعهن وفق نفس المصدر على عدد من السجون وليس سجن منوبة فقط وهي نفس الطريقة المتبعة بالنسبة للعناصر الإرهابية من الرجال. وأكدت تلك التقارير أن الموقوفات في القضايا الإرهابية لا يتجاوز عددهن 40 سجينة، من بينهن 6 قياديات فقط على غرار فاطمة الزواغي قائدة الجناح الإعلامي لتنظيم أنصار الشريعة المحظور الذي يتزعمه «أبو عياض». ويتم عزل القيادات الإرهابيات كل واحدة منهن في غرفة انفرادية مع نقل السجينات المصنفات بالخطيرات من سجن إلى آخر، في ظل احتياطات أمنية مشددة. وأكدت أن الإرهابية فاطمة الزواغي ظهرت عليها بوادر الندم، وصرحت لأعوان السجن بأنها انساقت وراء متاهات وعمليات استقطاب لم تقدر على مقاومتها.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.