الانقلابيون في اليمن.. يد تخرق الهدنة وأخرى تدعي السلام

الانقلابيون في اليمن.. يد تخرق الهدنة وأخرى تدعي السلام
TT

الانقلابيون في اليمن.. يد تخرق الهدنة وأخرى تدعي السلام

الانقلابيون في اليمن.. يد تخرق الهدنة وأخرى تدعي السلام

في الوقت الذي يجلسون فيه على طاولة المفاوضات في الكويت، للتوصل إلى إحلال السلام باليمن، والتأكيد على الالتزام بالهدنة، توجه ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح، انصارهما في الداخل اليمني إلى خرق كل المواثيق والاتفاقيات عبر اطلاق القذائف والصواريخ، ومهاجمة المدن المحررة، والتي كان آخرها يوم امس باطلاق صاروخ باليستي باتجاه الأراضي السعودية، واستطاعت قوات الدفاع الجوي السعودي اعتراضه وتفجيره دون أضرار.
وأوضحت قيادة التحالف في بيانها أنها ترى إطلاق الصاروخ في هذا التوقيت تصعيداً خطيراً من قبل الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع في وقت يسعى التحالف للتعاون مع المجتمع الدولي لإدامة حالة التهدئه وإنجاح مشاورات الكويت، واستجابة لرغبة الحكومة اليمنية فإن قيادة التحالف تعلن استمرارها في الحفاظ على حالة التهدئه وتؤكد في نفس الوقت احتفاظها بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين وبما يتطلبه الموقف في حال تكرار مثل هذه الخروقات، كما أن قيادة التحالف وعبر هذا البيان تطلب من المجتمع الدولي اتخاذ موقف حازم تجاه مماطلات وسلوك الميليشيات الحوثيه الذي يهدف إلى إدامة حالة الفوضى في اليمن ويعطل جميع الجهود الراميه لإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن الشقيق.
وأطلق الحوثيون أكثر من 22 صاروخا باليستياً على الأراضي السعودية منذ انطلاق العملية العسكرية لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، مطلع يونيو(حزيران) العام الماضي، غالبية هذه الصواريخ تم إسقاطها داخل اليمن أو في أجواء السعودية، بفضل الإمكانات المتطورة التي تملكها القوات السعودية، ممثلة في نظام الدفاع الصاروخي «باتريوت»، وتقنيات الحرب الإلكترونية، والتي عملت على شلّ أنظمة توجيه الأسلحة وإرباك قدرات القيادة والسيطرة لدى الحوثيين وقوات المخلوع.
عدم التزام الحوثيين واتباع المخلوع صالح بالمعاهدات والمواثيق الدولية ليس جديداً؛ فقد أفشلوا ثلاث محاولات سابقة سعت اليها الأمم المتحدة، والمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد؛ ففي الهدنة الاولى أعلن المتحدث باسم قوات التحالف العميد أحمد العسيري، انطلاق هدنة إنسانية اقترحتها السعودية تستمر لمدة 5 أيام، وأكد عليها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي جون كيري في باريس، على أن تبدأ من 12 مايو(ايار)، لم تلتزم بها الميليشيات والانقلابيون.
أما الهدنة الثانية فكانت الأمم المتحدة أعلنت هدنة غير مشروطة" حتى نهاية شهر رمضان الماضي، بهدف ايصال المساعدات الإنسانية لنحو 21 مليون يمني بحاجة إليها، خرقتها الميليشيات بمحاولات منها باستغلالها للحصول على مكاسب على الأرض.
ولم تكن الهدنة الثالثة بأفضل من سابقاتها؛ ففي الرابع من ديسمبر(كانون الأول) 2015، اتفقت الاطراف المتنازعة في اليمن على وقف لإطلاق النار لبدء مفاوضات في جنيف، ورغم محاولات المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، التقريب بين مواقف الطرفين لإنجاح الحوار والتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة، إلا أن التعنت الحوثي والمخلوع صالح افشل هذه المحاولة.
وتسعى الأمم المتحدة عبر جهود مبعوثها الخاص الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد الى حث القوى الانقلابية بالالتزام بالهدنة الأخيرة، مع جهود يبذلها سفراء الـ 18 التي تدعم احلال السلام في اليمن، في حين تؤكد الحكومة اليمنية (الشرعية) التزامها التام بكافة المواثيق الدولية والتواصل المستمر مع لجان التهدئة الميدانية للتأكد من التزامهم باجراءات وقف اطلاق النار، كما تشدد على ان هدفها في مشاروات الكويت هو تطبيق قرارات الامم المتحدة وانهاء الصراع في البلاد وفقاً للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.