خطيب المسجد الأقصى: انشغال الأمة بـ«الربيع العربي» ينسيها قضية القدس

أشار إلى استغلال ساسة إسرائيل الوضع بغية «تهويد» المدينة

خطيب المسجد الأقصى: انشغال الأمة بـ«الربيع العربي» ينسيها قضية القدس
TT

خطيب المسجد الأقصى: انشغال الأمة بـ«الربيع العربي» ينسيها قضية القدس

خطيب المسجد الأقصى: انشغال الأمة بـ«الربيع العربي» ينسيها قضية القدس

حذر رئيس الهيئة الإسلامية العليا، خطيب المسجد الأقصى، عكرمة صبري من خطورة المخططات الإسرائيلية والاقتحامات شبه اليومية التي يقوم بها ساسة إسرائيليون للمسجد الأقصى. وقال إن «انشغال الدول العربية منذ ثلاث سنوات بشؤونها الداخلية نتيجة (الربيع العربي) أدى إلى نسيان العرب القدس، وأصبحت قضيتها مهمشة»، مشيرا إلى استغلال الاحتلال الإسرائيلي هذا النسيان والتهميش ليتجرأ على المسجد الأقصى ويواصل سياسة تهويد المدينة.
وقال صبري في ندوة عقدت بالعاصمة الأردنية عمّان بعنوان: «السيادة الأردنية على المسجد الأقصى المبارك.. تطورات وتداعيات»، مساء أول من أمس، إن الدول العربية تنشغل حاليا بأوضاعها الداخلية، و«هو انشغال يجعل الأوضاع مهيأة أمام تمادي الاحتلال الإسرائيلي في سياساته ضد المسجد والمدينة»، بحسب قوله.
ونبه صبري إلى أن «خطورة الاقتحامات شبه اليومية للمسجد الأقصى تكمن في أنها أصبحت تأتي من قبل سياسيين، ومن قبل الجماعات اليهودية المتطرفة التي زاد نفوذها في الشارع اليهودي والحكومة، إضافة إلى الاقتحامات التي يتصدرها الحاخامات الذين أصدروا فتاوى دينية بجواز زيارة اليهود للمسجد الأقصى، وهم الذين كانوا يحرمون تلك الزيارة سابقا على المتدينين من اليهود حتى لا يدوسوا على وصايا سيدنا إبراهيم المدفونة تحت ساحات القدس، حسب زعمهم».
وأوضح خطيب الأقصى أن «أي إنسان من غير المسلمين عليه أن يتحصل على موافقة من الهيئة الإسلامية لزيارة المسجد الأقصى، وكل من يزوره من غير المسلمين من دون موافقة يعد معتديا؛ بل مقتحما له». وأرجع صبري محاولات أعضاء في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، من المدعومين من قبل الجماعات المتطرفة، لنزع السيادة الأردنية عن المقدسات إلى محاولتهم شرعنة الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى.
يذكر أن عضو الكنيست عن حزب الليكود موشيه فيغلين تقدم الشهر الماضي بطلب مناقشة اقتراح بقانون نزع السيادة الأردنية الفعلية من على المسجد الأقصى ونقلها إلى إسرائيل، وهو المقترح الذي جرت إعاقة مناقشته.
يشار إلى أن السيادة الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس جرى النص عليها بمعاهدة السلام الإسرائيلية - الأردنية، وكذلك الاتفاقية التي وقعت بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، منتصف عام 2013. وقوبلت محاولة مناقشة قانون نزع الوصاية برد فعل غاضب من قبل الشارع الأردني والمسؤولين الأردنيين.
ودعا صبري العالمين العربي والإسلامي للدفاع عن المسجد الأقصى الذي يواجه أخطارا محدقة، قائلا إن «كل مسلم مسؤول عن حماية الأقصى، والله سيحاسب المقصرين. هناك أخطار محدقة، وعلينا أن نحبط هذه الأخطار ونقف أمامها ونصدها بكل ما استطعنا».
من جانبه، أشار وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني هايل داود إلى أن السيادة الأردنية على المسجد الأقصى لها «أبعاد قانونية وإدارية ودينية، لا تتعداها إلى السيادة السياسية، التي يقر بها الأردن للفلسطينيين والسلطة الفلسطينية». وحصر داود الدور الأردني من خلال الوصاية في العمل على عرقلة وإعاقة مخططات سلطات الاحتلال، بهدف الحفاظ على المقدسات، وقال: «لا نستطيع أن نفعل كل ما نريد، وأحيانا تحقق إسرائيل بعض ما تريد من دون أن نتمكن من صدها».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.