شهد الريف الجنوبي لمدينة حلب، اشتباكات عنيفة أمس بين قوات النظام وفصائل المعارضة المسلّحة، ترافقت مع قصف الطائرات الحربية للنظام السوري لبلدة خان طومان التي استعادت المعارضة السيطرة عليها أواخر الأسبوع الماضي، وكبّدت القوات النظامية والقوات الإيرانية خسائر بشرية كبيرة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها، اشتبكت مع مقاتلي المعارضة قرب مدينة حلب أمس، كما شنت طائرات حربية المزيد من الغارات حول بلدة خان طومان الاستراتيجية التي سيطرت عليها المعارضة واعتبرت أكبر انتكاسة لجيش النظام والقوات الإيرانية المتحالفة معه في ريف حلب منذ أشهر على تكبدها خسائر كبيرة في القتال».
وقال المرصد: «إن الطائرات الحربية واصلت قصف المنطقة المحيطة بخان طومان الاثنين، حيث ارتفع إلى أكثر من 90 عدد الضربات الجوية التي نفذتها طائرات حربية وأخرى مروحية خلال الساعات الـ24 الماضية، على مناطق في بلدة خان طومان ومحيطها ومحاور قريبة منها في ريف حلب الجنوبي»، مؤكدًا أن الطائرات «قصفت مناطق تسيطر عليها المعارضة في المدينة في وقت مبكر من صباح الاثنين (أمس)، بينما أطلق مقاتلو المعارضة قذائف على الأحياء التي يسيطر عليها النظام على الرغم من تمديد نظام التهدئة ليشمل مدينة حلب».
الناشط الإعلامي المعارض في حلب وريفها هادي العبد الله، أوضح من جهته أن مدينة حلب «لم تشهد أي قصف (أمس)، لكن منطقة مساكن هنانو الخاضعة لسيطرة المعارضة تعرضت الأحد لقصف بألغام بحرية ألقاها الطيران المروحي التابع للنظام». وأشار إلى أن «ريفي حلب الجنوبي والغربي يتعرضان لقصف جنوني من طائرات النظام، وخصوصًا خان طومان، والخالدية، وكفرناها، والراشدين، وخان العسل».
وأكد العبد الله في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «المقاتلين الإيرانيين نفذوا أول من أمس هجومين، في محاولة منهم لاستعادة خان طومان، واستطاعوا السيطرة على تلّتين على أطراف المدينة بتمهيد من الطائرات الروسية، لكن (جيش الفتح) نفذ هجومًا معاكسًا، أمس، واستردهما بالكامل». أضاف: «الثوار يقاتلون بمعنويات مرتفعة جدًا خصوصًا بعد تحرير خان طومان، وسقوط 83 قتيلاً من الحرس الثوري الإيراني و(ما يسمّى) حزب الله اللبناني، والميليشيات العراقية والأفغانية، وهذه المحصلة نشرتها مواقع تابعة للحرس الثوري». وكشف العبد الله أن «الجيش الحرّ خاض الأحد معركة عنيفة قرب جمعية الزهراء مع مقاتلي (لواء القدس) الفلسطيني التابع لأحمد جبريل المرتبط بنظام الأسد، وكبّده 46 قتيلاً، نعاهم (لواء القدس) على صفحته الرسمية».
وتقع خان طومان جنوب غربي مدينة حلب مباشرة، وتعدّ إحدى المناطق الاستراتيجية الأساسية التي يحتدم حولها القتال في الحرب التي دخلت عامها السادس. وقد ساعد التدخل العسكري الروسي في سبتمبر (أيلول) الماضي، رئيس النظام السوري بشار الأسد على تقليص مكاسب مقاتلي المعارضة التي حققوها في غرب البلاد بما في ذلك في محافظة حلب.
إلى ذلك، أعلن «مكتب أخبار سوريا» المعارض أن أربعة مدنيين لقوا مصرعهم وأصيب آخرون بجروح، ظهر أمس، جراء استهداف الطيران المروحي النظامي مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» بريف حلب الشرقي.
وأكد المكتب أن الطيران المروحي «ألقى ألغاما بحرية على المدينة، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين، بينهم طفل، وإصابة خمسة آخرين بجروح بعضها خطرة»، إضافة إلى أضرار مادية وصفها بـ«الكبيرة»، مؤكدًا أن الجرحى «نقلوا إلى المشافي الميدانية في مناطق سيطرة التنظيم، والتي ينقصها الكثير من المعدات والأدوية، فضلا عن الكوادر الطبية التي غادرت المنطقة في وقت سابق، مما أثر سلبا على المرضى والمصابين، خصوصا الذين يحتاجون عمليات جراحية مستعجلة».
وفي مدينة حريتان الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف حلب الشمالي، قتل مدنيان إثر انفجار قنابل عنقودية من مخلفات القصف الجوي الروسي عليها قبل أشهر. كما شن الطيران الحربي النظامي ثلاث غارات بالصواريخ الفراغية على قرية كفر جوم الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف حلب الغربي.
معارك قرب خان طومان.. و90 ضربة جوية نفذتها طائرات نظام الأسد
«جيش الفتح» يحبط هجومين للقوات الإيرانية ويكبدها خسائر
معارك قرب خان طومان.. و90 ضربة جوية نفذتها طائرات نظام الأسد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة