لقاءات مكوكية في عمان وأربيل مع الفصائل المسلحة والعشائر لحل أزمة الأنبار

رئيس مجلس المحافظة السابق يقود جهودا لتوحيد الصف ضد «داعش»

محافظ الأنبار السابق قاسم محمد الفهداوي
محافظ الأنبار السابق قاسم محمد الفهداوي
TT

لقاءات مكوكية في عمان وأربيل مع الفصائل المسلحة والعشائر لحل أزمة الأنبار

محافظ الأنبار السابق قاسم محمد الفهداوي
محافظ الأنبار السابق قاسم محمد الفهداوي

كشف مجلس محافظة الأنبار عن أن لقاءات واجتماعات مكوكية جرت في كل من أربيل والعاصمة الأردنية عمان، قام بها محافظ الأنبار السابق قاسم محمد الفهداوي بمعاونة عدد من شيوخ العشائر مع جهات نافذة في المجلس العسكري وثوار العشائر وعدد من فصائل المقاومة السابقة، بشأن البحث عن حل يرضي كل الأطراف لأزمة الأنبار، ستكون موضع بحث مستفيض (اليوم) الثلاثاء خلال اجتماع مجلس المحافظة. وقال عذال الفهداوي، عضو مجلس محافظة الأنبار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «المبادرة التي أطلقها محافظ الأنبار السابق والتي رحبنا بها في مجلس المحافظة لم تكن من طرف واحد مثل المبادرات السابقة التي كان يطلقها أصحابها ومن ثم يتعرفون على ردود الفعل الخاصة بها، بل إن هذه المبادرة لم يعلن عنها إلا بعد أن جرت لقاءات مكثفة، سواء في الأنبار أو في عمان وأربيل، مع قيادات في المجلس العسكري وثوار العشائر والكثير من فصائل المقاومة السابقة ممن كانت تقاتل الأميركيين وبدأت الآن تقاتل الحكومة بعد اختلاط الأوراق، أثمرت هذه اللقاءات عن موافقات مبدئية من هذه الأطراف على أن تكون جزءا من الحل وأن تلقي السلاح وتساعد الأجهزة الأمنية والإدارية في المحافظة ومقاتلة تنظيم القاعدة و(داعش) بعد أن يجري فرزهما نهائيا».
وأضاف الفهداوي أن «هذه المبادرة مشروطة بمطالب ستناقش خلال الاجتماع، يتعلق قسم منها بالحكومة المركزية، ومنها مطالب معروفة منذ أيام المظاهرات»، مشيرا إلى أنه «في حال وافقت الحكومة المركزية على المطالب المتفق عليها، فإن كل هذه الفصائل تعهدت ليس بإلقاء السلاح فقط، وإنما المباشرة بمقاتلة (داعش) و(القاعدة) مثلما قاتلناها خلال عامي 2006 و2007».
وفي وقت أعلن فيه نائب رئيس مجلس الأنبار، فالح العيساوي، أن المجلس أبلغ مفوضية الانتخابات عدم إمكانية إجراء الانتخابات في نحو 40 في المائة من مناطق المحافظة، قال الفهداوي إن «الفلوجة مثلا ونواحيها الكرمة والعامرية والصقلاوية هي من الناحية العملية ليست تحت سيطرة الحكومة بالكامل ومن ثم يتعذر إجراء انتخابات فيها وكذلك الكثير من مناطق الرمادي مثل الجزيرة والخالدية» وأشار إلى أن «المفوضية لديها توجه بإجراء الانتخابات بالطريقة اليدوية في المناطق غير الآمنة وفي مناطق النازحين وطبقا للبطاقة التموينية وليست البطاقة الذكية كإجراء اضطراري لكي لا يحرم المواطنون من الإدلاء بأصواتهم في هذه المناطق».



مصر تتحدث عن «تجربة مريرة» عمرها 13 عاماً في ملف السد الإثيوبي

سد «النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على «إكس»)
سد «النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على «إكس»)
TT

مصر تتحدث عن «تجربة مريرة» عمرها 13 عاماً في ملف السد الإثيوبي

سد «النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على «إكس»)
سد «النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على «إكس»)

جدّدت مصر الحديث عن صعوبات مسار التفاوض مع إثيوبيا بشأن قضية «سد النهضة»، مؤكدة أنها «خاضت تجربة مريرة لمدة 13 عاماً»، ورهنت حدوث انفراجة في الملف بـ«توافر إرادة سياسية لدى أديس أبابا».

وجدَّد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في لقاء تلفزيوني، مساء السبت، تأكيده «محورية حقوقها المائية من مياه النيل»، وقال إن بلاده «ترفض الممارسات الأحادية، من الجانب الإثيوبي، بشأن مشروع (السد)».

وتقيم إثيوبيا مشروع سد النهضة على رافد نهر النيل الرئيسي، منذ 2011، ويواجَه مشروع السد باعتراضات من دولتَي المصب مصر والسودان؛ للمطالبة باتفاق قانوني ينظم عمليات «تشغيل السد».

وشدد وزير الخارجية المصري على «ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم بشأن السد الإثيوبي»، وقال إن «بلاده لها تجربة مريرة امتدت إلى 13 عاماً دون التوصل إلى أي نتيجة بشأن (سد النهضة)»، مشيراً إلى أن «أديس أبابا ليست لديها الإرادة السياسية للوصول لاتفاق قانوني».

وعدّ عبد العاطي ملف المياه «قضية وجودية لمصر والسودان»، وقال إن «موقف الدولتين متطابق بشأن السد الإثيوبي».

وتنظر القاهرة لأمنها المائي بوصفه «قضية وجودية»، حيث تعاني مصر عجزاً مائياً يبلغ 55 في المائة، وتعتمد على مورد مائي واحد هو نهر النيل بنسبة 98 في المائة، بواقع 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، وتقع حالياً تحت خط الفقر المائي العالمي، بواقع 500 متر مكعب للفرد سنوياً، وفق بيانات وزارة الري المصرية.

ورهن عبد العاطي الوصول لاتفاق بين الدول الثلاث بشأن السد بـ«ضرورة توافر الإرادة السياسية لدى إثيوبيا؛ من أجل التوصل لاتفاق قانوني». وقال إن «ممارسات أديس أبابا الأحادية بملء بحيرة السد وتشغيله انتهاك لمبادئ القانون الدولي، باعتبار نهر النيل نهراً دولياً مشتركاً عابراً للحدود».

وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، قرب «اكتمال بناء مشروع السد»، وقال، في شهر أغسطس (آب) الماضي، إن «إجمالي المياه في بحيرة السد ستصل إلى 70 مليار متر مكعب، نهاية عام 2024».

ويرى الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة الوحدة الأفريقية، السفير أحمد حجاج، أن «الحكومة الإثيوبية لم تلتزم باتفاقيات التعاون المبرَمة بينها وبين مصر والسودان، خصوصاً إعلان المبادئ الذي جرى توقيعه عام 2015، بين الدول الثلاث»، إلى جانب «مخالفة الاتفاقيات الدولية، المتعلقة بالأنهار العابرة للحدود، والتي تقضي بعدم إقامة أي مشروعات مائية، في دول المنابع، دون موافقة دول المصب»، منوهاً بأن «أديس أبابا لم تستشِر القاهرة والخرطوم بخصوص مشروع السد».

ووقَّعت مصر وإثيوبيا والسودان، في مارس (آذار) 2015، اتفاق «إعلان مبادئ» بشأن سد النهضة، تضمَّن ورقة تشمل 10 مبادئ وتعهدات تلتزم بها الدول الثلاث، من بينها التزام إثيوبيا «بعدم إحداث ضرر جسيم لدولتي المصب».

وفي تقدير حجاج، فإن «الجانب الإثيوبي لم يشارك في مسارات التفاوض بشأن السد، بحسن نية». وقال إن «أديس أبابا أفشلت المفاوضات بسبب التعنت وغياب الإرادة السياسية لإبرام اتفاق قانوني بشأن السد»، ودلل على ذلك بـ«عدم التجاوب الإثيوبي مع توصيات مجلس الأمن بضرورة الوصول لاتفاق نهائي بشأن السد».

كان مجلس الأمن قد أصدر بياناً، في سبتمبر (أيلول) 2021، حثّ فيه مصر وإثيوبيا والسودان على «استئناف المفاوضات؛ بهدف وضع صيغة نهائية لاتفاق مقبول وملزِم للأطراف بشأن ملء (السد) وتشغيله ضمن إطار زمني معقول».

بدوره، يعتقد خبير الشؤون الأفريقية المصري، رامي زهدي، أن «القاهرة واجهت صعوبات عدة في مسار مفاوضات سد النهضة؛ بسبب تعنت الجانب الإثيوبي». وقال إن «أديس أبابا لم تُثبت جديتها في جولات التفاوض على مدار 13 عاماً»، معتبراً أن ما يحرك الجانب الإثيوبي «المكايدة السياسية ضد القاهرة، وممارسة ضغوط جيوسياسية عليها».

وحذّرت وزارة الخارجية المصرية، في خطاب إلى مجلس الأمن، نهاية أغسطس الماضي، من «تأثيرات خطيرة للسد على حصتي مصر والسودان المائيتين». وأشارت إلى «انتهاء مسارات المفاوضات بشأن سد النهضة بعد 13 عاماً من التفاوض بنيّاتٍ صادقة». وأرجعت ذلك إلى أن «أديس أبابا ترغب فقط في استمرار وجود غطاء تفاوضي لأمد غير منظور بغرض تكريس الأمر الواقع، دون وجود إرادة سياسية لديها للتوصل إلى حل».