«سي آي إيه» تشجع تجنيد الجواسيس الصغار في الصومال

الأمم المتحدة تناشد بإبعادهم عن أجواء الحرب

أحد المنشقين عن حركة الشباب في الصومال يبلغ من العمر 15 عاما (واشنطن بوست)
أحد المنشقين عن حركة الشباب في الصومال يبلغ من العمر 15 عاما (واشنطن بوست)
TT

«سي آي إيه» تشجع تجنيد الجواسيس الصغار في الصومال

أحد المنشقين عن حركة الشباب في الصومال يبلغ من العمر 15 عاما (واشنطن بوست)
أحد المنشقين عن حركة الشباب في الصومال يبلغ من العمر 15 عاما (واشنطن بوست)

بعد شهر من قتل وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) لحسن علي الدوري، من قادة تنظيم «الشباب» في الصومال بطائرة «درون» (من دون طيار)، وقبيل زيارة وفد من مجلس الأمن الدولي للصومال تمهيدا لانتخابات عامة في أغسطس (آب)، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» معلومات عن تشجيع «سي آي إيه» تجنيد الاستخبارات الصومالية لأطفال صوماليين لجمع معلومات استخباراتية للاستخبارات الصومالية والأميركية.
وقالت الصحيفة إن «سي آي إيه» أمس حسب وثائق نشرتها: «تتجاهل استخدام القوات الصومالية المتزايد للأطفال في مهمات قتالية، وتتجاهل إجبارهم على العمل كجواسيس».
حسب الصحيفة، قبل خمسة أعوام، ناشدت الأمم المتحدة الأطراف المتحاربة في الصومال بإبعاد الأطفال عن الحرب، وأدانت الحكومة الأميركية استخدام تنظيم «الشباب» لهؤلاء الأطفال لزرع قنابل، وتنفيذ اغتيالات، والقيام بعمليات انتحارية. لكن بعد إبعاد بعض الأولاد عن ساحة القتال، وكما يقول الأطفال، «صاروا يجبرون على التجسس لصالح الحكومة الصومالية». وأضافت الصحيفة أن هذا يعتبر «انتهاكا صارخا للقانون الدولي. ويثير أسئلة صعبة للحكومة الأميركية التي، لسنوات، تمول وتدرب وكالة الاستخبارات الصومالية عن طريق «سي آي إيه».
أمس، رفض متحدث باسم «سي آي إيه» التعليق على هذا الموضوع.
ونفى مسؤولون استخباراتيون صوماليون استخدام الأطفال كجواسيس. لكنهم قالوا إن بعض الأطفال «تطوعوا للقيام بمهمات، وأسفرت عن معلومات هامة، ساعدت في منع وقوع هجمات في المستقبل». وأن الاستخبارات الصومالية تواصل القبض على أطفال يعملون مع تنظيم «الشباب» بالعشرات كل شهر. لكن، رغم اتفاق عام 2014 مع منظمة «يونيسيف» الدولية لرعاية الأطفال بإطلاق سراحهم، لا تفعل ذلك.
وقال مسؤول صومالي كبير للصحيفة: «لا يوجد شيء تفعله الاستخبارات الصومالية ولا تعرفه «سي آي إيه».
في عام 2008. أصدر الكونغرس قانونا يمنع تجنيد الأطفال في الحروب، ويدعو لقطع المساعدات العسكرية عن الدول التي تفعل ذلك. لكن، باسم «الأمن الوطني»، خصصت الولايات المتحدة مبلغ 330 مليون دولار للصومال هذا العام، ويتوقع أن يذهب كثير منها إلى القوات والاستخبارات الصومالية.
وقال إتيتيا بدر، خبير صومالي في منظمة «هيومان رايتس ووتش»: «يرسل قرار أوباما بمواصلة تقديم المساعدات العسكرية لحكومة الصومال رسالة خاطئة، ليس فقط للقوات الصومالية، ولكن، أيضا، للاستخبارات الصومالية بالاستمرار في استخدام الأطفال من دون أي عواقب». في الشهر الماضي، أعلن البنتاغون قتل حسن علي الدوري، المسؤول الأمني في تنظيم «الشباب» مع 4 قياديين آخرين في غارة استهدفت موقعهم في مدينة تورا تورو بإقليم شبيلي السفلي بجنوب الصومال. حدث ذلك بعد أسابيع قليلة من غارات استهدفت معسكر تدريب لتنظيم الشباب في الصومال، قال البنتاغون إنها قتلت أكثر من 150 من مقاتلي التنظيم.
في الأسبوع الماضي، قالت وكالة «رويترز» إن وفدا من مجلس الأمن الدولي سيزور الصومال في نهاية هذا الشهر للتعبير عن دعم المجلس لإجراء الانتخابات المقررة في أغسطس (آب).



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.