هادي: ممارسات فردية وراء ترحيل بعض أبناء تعز من الجنوب ويجب التعاون وعدم خلط الأوراق

مصادر في شرطة عدن تنفي استهدافها للشماليين وتؤكد أن حملة التفتيش تطال الجميع

جانب من اللقاء الذي جمع الرئيس هادي بقادة المقاومة الشعبية بحضور وزير الشباب والرياضة أمس بمقره في الرياض (سبأ)
جانب من اللقاء الذي جمع الرئيس هادي بقادة المقاومة الشعبية بحضور وزير الشباب والرياضة أمس بمقره في الرياض (سبأ)
TT

هادي: ممارسات فردية وراء ترحيل بعض أبناء تعز من الجنوب ويجب التعاون وعدم خلط الأوراق

جانب من اللقاء الذي جمع الرئيس هادي بقادة المقاومة الشعبية بحضور وزير الشباب والرياضة أمس بمقره في الرياض (سبأ)
جانب من اللقاء الذي جمع الرئيس هادي بقادة المقاومة الشعبية بحضور وزير الشباب والرياضة أمس بمقره في الرياض (سبأ)

قال الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إن الممارسات الفردية لترحيل المواطنين من أبناء تعز أو غيرها من المحافظات اليمنية مرفوضة، لافتا إلى أن تعز كانت وستظل العمق لعدن، ومؤكدا أن الأمن وتعزيزه واستتبابه مطلوب والأجهزة التنفيذية والأمنية بعدن جديرة بتحمل هذه المهام وعلى الجميع التعاون معها بعيدا عن الإرباك وخلط الأوراق.
وفي اللقاء الذي جمع الرئيس هادي بقادة المقاومة الشعبية وحضره وزير الشباب والرياضة أمس في مقره بالعاصمة السعودية الرياض، أشاد الرئيس هادي بالأدوار البطولية التي اجترحها رجال المقاومة الوطنية وفي كافة مواقع الدفاع والتصدي للقوات الانقلابية، موضحا أن هذه الأدوار غيرت مجرى التحول من خلال الثبات مع كل الشرفاء من أبناء عدن والمحافظات المجاورة لتروي بدمائها دروب الحرية والعزة والكرامة بدعم وإسناد غير محدود من قبل قوات التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
واستعرض الرئيس هادي جملة الوقائع والتحديات التي تواجهها البلاد على الصعيد الميداني أو من خلال فرص السلام المتاحة التي ننشدها وذهب الوفد الحكومي من أجلها وفق الأسس والمرجعيات المحددة لها.
وحث الجميع على توحيد الإمكانات والجهود للإسهام في زرع الأمن والسكينة والاستقرار الذي ينشده الجميع، محذرا من بذور الشتات والتفرقة والمناطقية المقيتة التي يحاول البعض زرعها خدمة لأجندة مكشوفة تخدم في المقام الأول ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.
بدورهم، عبر الحاضرون عن سرورهم بلقاء قيادة البلد الشرعية التي تحت رايتها وكنفها خرج الجميع للدفاع عن الأرض والعرض وكذلك أتت عاصفة الحزم لتلبية النداء في وجه الميليشيا الانقلابية الذين لم يتورعوا في قتل الأبرياء من الأطفال والنساء وتدمير كل مقومات الحياة وبناها التحتية.
وأشادوا في حديثهم بمواقف شيخ الشهداء الشهيد اللواء علي ناصر هادي قائد المنطقة العسكرية الرابعة الذي صادف يوم 6 مايو (أيار) ذكرى استشهاده الأولى، مشيرين إلى مأساة ضرب وإغراق سفينة نازحي أبناء التواهي وإحراق خزانات ميناء الزيت بمصافي عدن وغيرها من الأعمال الإجرامية التي يندى لها الجبين.
وأشاروا إلى أن تلك المعاناة والمآسي التي شهدتها عدن ستظل شاخصة في سفر التاريخ على حجم العداء والحقد الدفين لتلك القوى الباغية التي تحمل مشروع الإقصاء والتدمير، مطالبين بالاهتمام بأوضاع أسر الشهداء وأفراد المقاومة لاستكمال دمجهم في مؤسسات الدولة المختلفة.
وأكد الجميع على الثبات على المواقف التي من أجلها قدموا التضحيات في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار الذي ينشده المواطن من خلال توحيد الجهود والتكامل مع الأجهزة الأمنية والمجتمع لمواجهة التحديات والتربصات بأوجهها وأشكالها المختلفة.
إلى ذلك، أكدت مصادر أمنية في شرطة عدن الإجراءات الأمنية التي تقوم بها بأنها لا تستهدف أبناء المناطق الشمالية فقط، بل يجري تطبيقها على كل من يشتبه وبصرف النظر عن مناطقهم أو انتماءاتهم السياسية والفكرية والوظيفية، نافية ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من استهداف للمواطنين المتحدرين من محافظات الشمال.
وأوضحت أن الحملة الأمنية تعد إجراء أمنيا محضا واستثنائيا وفي وضعية استثنائية، مطالبة الجميع بتقدير هذه الوضعية وعدم تصديق الإشاعة أو ما تنشره بعض المطابخ الإعلامية التابعة لقوى حزبية وسياسية تحاول توظيف ما يحدث لأغراض حزبية ودونما اعتبار لمسألة الأمن الملحة والضرورية والمقدمة على أي قضية أخرى.
وكانت قوات أمنية تابعة لشرطة عدن، داهمت فجر أمس الأحد، عددا من المواقع التي يشتبه بها في مديريات المنصورة ودار سعد والشيخ عثمان شمال عدن.
وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الأمن داهمت مواقع في المدينة الخضراء شمال شرقي دار سعد وعبد القوي جنوب مدينة الشيخ عثمان وشارع التسعين جوله كونكورد وبلوك 12 وبلوك 22 في مدينة المنصورة.
وأضافت أن هذه القوات تمكنت من ضبط 17 شخصا من العناصر التابعة لميليشيات صالح والحوثي وكذا عدد من الأسلحة والذخائر والمنشورات.
ودعت المواطنين إلى التعاون مع الحملة الأمنية الهادفة لتطهير المدينة من كافة العناصر والأسلحة المزعزعة للسكينة العامة.
وكان مسؤول أمني في عدن، نجا أمس من محاولة اغتيال، إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته.
وقال مصدر أمني في مدينة دار سعد شمال عدن، إن العقيد عدنان علي مدير شرطة المدينة، تعرض لمحاولة اغتيال صباح أمس، بينما هو في طريقه إلى مقر عمله، موضحة أن عبوة ناسفة انفجرت في سيارته، نقل على إثرها إلى المستشفى.
من جهة، ما زالت أعمال تأهيل مطار عدن تجري بوتيرة عالية رغم استئنافه لنشاطه الملاحي بدءا من الخميس الماضي.
وأكدت مصادر في مطار عدن مواصلة بناء وإصلاح الأضرار الناجمة عن الحرب التي شنتها الميليشيات الحوثية وقوات صالح على المدينة منذ نهاية مارس (آذار) وحتى منتصف يوليو (تموز) 2015.
وكشفت المصادر عن أن هذه الأعمال تشمل إصلاح وتأهيل برج المطار وصالات المسافرين، علاوة إلى المرافق الخدمية الأساسية والتي يجري إنجازها وفق أحدث التصاميم الهندسية والفنية، مرجحة أن يستعيد المطار لنشاطه المعتاد خلال شهر أغسطس (آب) كحد نهائي لعملية التأهيل.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.