أميركا تتحرك لسد ثغرات ضريبية للحد من عمليات التهرب

قبل نشر أسماء 200 ألف شركة وهمية اتخذتها شخصيات عامة ستارًا

صورة ارشيفية للرئيس الأميركي باراك أوباما في حديث عن الحالة الاقتصادية ويرد على اسئلة الصحافيين في البيت الأبيض (أ.ف.ب)
صورة ارشيفية للرئيس الأميركي باراك أوباما في حديث عن الحالة الاقتصادية ويرد على اسئلة الصحافيين في البيت الأبيض (أ.ف.ب)
TT

أميركا تتحرك لسد ثغرات ضريبية للحد من عمليات التهرب

صورة ارشيفية للرئيس الأميركي باراك أوباما في حديث عن الحالة الاقتصادية ويرد على اسئلة الصحافيين في البيت الأبيض (أ.ف.ب)
صورة ارشيفية للرئيس الأميركي باراك أوباما في حديث عن الحالة الاقتصادية ويرد على اسئلة الصحافيين في البيت الأبيض (أ.ف.ب)

دفعت الأزمة التي تسببت فيها قضية «أوراق بنما» حول العالم، السلطات الأميركية للتحرك باتخاذ إجراءات عاجلة لسد الثغرات الضريبية التي يستغلها دافعو الضرائب في التهرب من سداد أموال مستحقة عليهم.
وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما إجراءات لسد الثغرات الضريبية التي يستغلها كل من دافعي الضرائب الأميركيين والأجانب، ودعا الكونغرس إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات التشريعية.
وقال أوباما، الجمعة: إن التدابير ستساعد السلطات الاتحادية على «القيام بعمل أفضل في تتبع التدفقات المالية، والتأكد من أن الناس يدفعون الضرائب المستحقة عليهم، بدلا من استخدام شركات وهمية وحسابات خارجية لتجنب دفع.. نصيبهم العادل».
مضيفا أن «قاعدة تنظيمية تأجلت كثيرا تلزم القطاع المالي بتحديد هوية المالكين الحقيقيين للشركات، سيساعد في محاربة الفساد والتهرب الضريبي ودعم الاقتصاد العالمي».
وتابع: إنه بموجب القواعد الجديدة التي أعلنها، ستكون المؤسسات المالية الأميركية مطالبة بـ«معرفة والتحقق من والإبلاغ عن الأشخاص الحقيقيين وراء الشركات الوهمية التي تفتح حسابات في تلك المؤسسات».
وأصدرت الإدارة الأميركية، الجمعة، قاعدة المعاينة النافية للجهالة للعملاء، التي تواصل العمل فيها منذ عام 2012. واقترحت تشريعات تهدف لمنع المجرمين من استخدام شركات واجهة للتهرب من الضرائب، وغسل الأموال، وتمويل الإرهاب.
وإضافة إلى ذلك، فإن تغييرا مقترحا في القواعد الضريبية سيجعل من الصعب بالنسبة للأجانب أن «يختبئوا وراء شركات وهمية مجهولة تأسست داخل الولايات المتحدة».
وأوضح أوباما، أن هناك حاجة إلى تدابير أخرى تتجاوز سلطة الرئاسة وحدها.
وقال: «الكونغرس فقط هو من يستطيع أن يسد تماما الثغرات التي يستغلها الأفراد الأثرياء والشركات القوية في كثير من الأحيان».
وتابع: «لقد قدمت خططا مرارا وتكرارا للقيام بذلك بالضبط، سد الثغرات والتأكد من أن الجميع يدفعون حصتهم العادلة، الأمر الذي لن يمنح الناس مزيدا من الثقة في النظام فقط، ولكن سيكون جيدا بالنسبة لاقتصادنا».
وكانت شركة المحاماة البنمية «موساك فونسيكا» بطلة فضيحة تسريب الوثائق المعروفة باسم «وثائق بنما» قد قالت في وقت سابق: إنها «ترغب ابتداء من الغد (الاثنين) في وقف نشر الوثائق المتعلقة بأنشطتها عبر الإنترنت بدعوى حماية سرية عملائها». يأتي ذلك فيما يستعد الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين لنشر قاعدة بيانات تفاعلية على موقعه الإلكتروني تحتوي على تفاصيل حول أكثر من 200 ألف شركة وهمية اتخذتها شخصيات عامة على مستوى العالم ستارا للتهرب الضريبي. ودعت الشركة البنمية الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين إلى عدم نشر البيانات يوم الاثنين.
وقالت الشركة في بيان صدر الخميس: إن قاعدة البيانات التي يعتزم الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين نشرها «تعتمد على معلومات سرية مسروقة، وتنتهك اتفاقية السرية بين المحامي والعميل، وهي ما يجب حمايتها». وأضافت: «من المهم بالنسبة لنا أن نوضح أننا نعمل وفقا لالتزام صارم بالقانون والقواعد المنظمة للصناعة، ونحترم بقوة سمات هوية العميل».
كانت صحف عدة في أكثر من دولة قد نشرت الشهر الماضي معلومات عن أكثر من 200 ألف شركة وهمية على مستوى العالم استخدمتها شخصيات سياسية ورياضية ومشاهير ملاذا لممتلكاتهم؛ هربا من دفع الضرائب المستحقة عليهم، وذلك بعد تحقيقات صحافية مشتركة استمرت عاما واستهدفت شركة «موساك فونسيكا».



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).