موسكو تعلن تمديد الهدنة في حلب.. وواشنطن ترحّب

موسكو تعلن تمديد الهدنة في حلب.. وواشنطن ترحّب
TT

موسكو تعلن تمديد الهدنة في حلب.. وواشنطن ترحّب

موسكو تعلن تمديد الهدنة في حلب.. وواشنطن ترحّب

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الجمعة، أنّ الهدنة المؤقتة السارية في مدينة حلب في شمال سوريا، مدّدت بمبادرة من موسكو، لثلاثة أيام إضافية، بحيث باتت تنتهي في الدقيقة الأولى من فجر الثلاثاء بالتوقيت المحلي.
وقالت الوزارة في بيان إنّه «بهدف الحؤول دون تدهور الوضع، وبمبادرة من الجانب الروسي، مُدّد نظام التهدئة في محافظة اللاذقية وفي مدينة حلب اعتبارا من الساعة 00:01 من يوم 7 مايو (أيار) لمدة 72 ساعة».
وبعيد الإعلان الروسي، أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي أنّ «وقف الأعمال القتالية خفض حدة العنف في حلب، والولايات المتحدة ملتزمة بالحفاظ على هذه الهدنة لأطول فترة ممكنة». مضيفًا: «نرحب بهذا التمديد؛ ولكن هدفنا هو الوصول إلى مرحلة لا نعود نحصي فيها بالساعات، ويُحترم فيها وقف الأعمال القتالية احتراما تامًا في سائر أنحاء سوريا».
والهدنة التي أعلنتها واشنطن وموسكو، وتعهدت دمشق الالتزام بها، أقرت أساسا لمدة 48 ساعة أي يومي الخميس والجمعة.
وشكلت هذه الهدنة متنفسًا لسكان المدينة بعد أسبوعين من الاختباء في مداخل الأبنية أو الكهوف أو أقبية المنازل، هربًا من المعارك الطاحنة التي استمرت طوال أسبوعين بين قوات النظام والفصائل المعارضة، وأسفرت عن مقتل 285 شخصًا.
وكان مقاتلو جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) والفصائل الإسلامية المتحالفة معها، قد استولوا فجر أمس، على بلدة خان طومان الاستراتيجية في ريف حلب التي كانت تحت سيطرة قوات النظام، بعد معارك تسببت بمقتل نحو 70 عنصرًا من الطرفين خلال أقل من 48 ساعة، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وغداة مقتل 28 مدنيا بينهم نساء وأطفال جراء قصف جوي استهدف مخيم الكمونة القريب من بلدة سرمدا في شمال سوريا، ويأوي عائلات نازحة من محافظة حلب المجاورة، اتهمت قوى دولية بينها فرنسا وبريطانيا قوات النظام السوري بقصف المخيم، وهو ما أكده ناشطون معارضون أيضًا.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، عن «صدمته» الشديدة إثر الهجوم على المخيم، داعيًا إلى إحالة المسؤولين عن ذلك إلى العدالة. وطلب مجددًا أن يتخذ مجلس الأمن إجراءات لإحالة ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي من أجل فتح تحقيقات بشأن جرائم حرب محتملة.
من جهتها، دعت فرنسا «إلى إجراء تحقيق محايد ومستقل لكشف حقيقة هذا العمل المشين». وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال إنّ «هذا العمل المقزز وغير المقبول يمكن أن يشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية (...) ينبغي أن يحاسب مسؤولوه أمام العدالة».
واعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي حمل مسؤولية هذه الضربات لنظام الرئيس بشار الأسد، أنّ «ازدراء نظام الأسد بالجهود المبذولة لإعادة إرساء الهدنة، شديد الوضوح للجميع».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.