من الجزائر إلى تايلند مرورًا بإيطاليا.. كيف وقع العالم في عشق ليستر؟

جاء نجاح الفريق في حصد لقب الدوري الإنجليزي بمثابة مفاجأة مدوية ترددت أصداؤها بمختلف أرجاء المعمورة

أصبحت أسماء نجوم ليستر سيتي تتردد على السنة الملايين في أرجاء العالم بعد الإنجاز الذي كان حلمًا («الشرق الأوسط»)
أصبحت أسماء نجوم ليستر سيتي تتردد على السنة الملايين في أرجاء العالم بعد الإنجاز الذي كان حلمًا («الشرق الأوسط»)
TT

من الجزائر إلى تايلند مرورًا بإيطاليا.. كيف وقع العالم في عشق ليستر؟

أصبحت أسماء نجوم ليستر سيتي تتردد على السنة الملايين في أرجاء العالم بعد الإنجاز الذي كان حلمًا («الشرق الأوسط»)
أصبحت أسماء نجوم ليستر سيتي تتردد على السنة الملايين في أرجاء العالم بعد الإنجاز الذي كان حلمًا («الشرق الأوسط»)

جاء نجاح ليستر سيتي في اقتناص بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز بمثابة مفاجأة مدوية ترددت أصداؤها بمختلف أرجاء العالم. وفيما يلي سنعرض محاولاتنا رصد هذه الأصداء في الأوطان التي ينتمي إليها لاعبو ليستر سيتي، وإيطاليا التي ينتمي إليها المدرب كلوديو رانيري، وكذلك تايلند التي ينتمي إليها مالكو النادي.

الجزائر: الرئيس أخبر محرز: «شكرًا لأنك جعلتنا نشعر بالفخر»

في 25 أبريل (نيسان)، وقع الاختيار على رياض محرز كأفضل لاعب خلال العام من قبل رابطة اللاعبين المحترفين، ليصبح بذلك أول أفريقي يفوز بهذه الجائزة الرفيعة. وبعد يومين، أصدر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بيانًا عبر التلفزيون الرسمي هنأ خلاله اللاعب على إنجازاته، وشكره لأنه صبح مصدر إلهام لأطفال الجزائر ويبث شعورًا بالفخر في نفوس الجزائريين. الملاحظ أن الجزائريين تابعوا عن قرب مشوار ليستر سيتي وصولاً لإنجازه التاريخي. وتصدرت أنباء أداء محرز المتألق الصفحات الأولى للصحف اليومية الجزائرية. وكثيرًا ما حرص مواطنون على الاحتشاد حول منافذ بيع الصحف بعد عطلة نهاية الأسبوع للتعرف على أحدث الأنباء بخصوص نتائج مباريات ليستر سيتي واقترابه من تحقيق المستحيل.
في قلب الجزائر، عجت السوق الرئيسية المتاخمة للنصب التذكاري لـ«الشهداء» بالحركة. وما بين منافذ بيع الفاكهة والأقمشة والمنسوجات، تتدلى قمصان رياضية من بعض المنافذ. واللافت هذا العام أن مبيعات قمصان ليستر سيتي تفوقت على الأخرى التي اعتادت اجتذاب أعداد أكبر، مثل قمصان ريال مدريد وبرشلونة. وأشار نظيم، الذي يوجد محله بالقرب من المعبد اليهودي القديم، إلى أنه يستورد قمصان ليستر سيتي من تايلند ويبيع الواحدة مقابل 3200 دينار. وأضاف أن هناك إقبالا شديدا على القميص الذي يحمل رقم محرز على وجه التحديد، لدرجة أنه يبيع يوميًا منه أكثر من 10 قمصان.

الأرجنتين: هل يمكن لأولوا الخروج من عباءة ديبالا وميسي؟

تبدي وسائل الإعلام وعشاق الساحرة المستديرة في الأرجنتين اهتماما أكبر بكثير بإنجازات المدرب دييغو سيموني في قيادة أتليتيكو مدريد نحو نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا، ودور باولو ديبالا في فوز يوفنتوس للمرة الخامسة ببطولة الدوري الإيطالي الممتاز، أكثر مما تبديه بقصة ليوناردو أولوا كواحد من أبطال ليستر سيتي. وقد يعود هذا إلى أنه لم يجر النظر إليه من قبل قط كلاعب نجم خلال السنوات القليلة التي شارك فيها بدوري الدرجة الأولى الأرجنتيني (31 مباراة مع سان لورنزو و12 مع آرسنال ساراندي، و14 مع أوليمبو دي باهيا بلانكا، بإجمالي 9 أهداف خلال 57 مباراة). وقد تكون حقيقة عدم مشاركته قط في صفوف المنتخب الأرجنتيني أحد الأسباب وراء عدم اجتذابه اهتمام إعلامي كبير. وقد يتمثل سبب آخر في أنه ولد داخل مدينة صغيرة، جنرال روكا، التي تقع على بعد 1000 كيلومترًا من بوينس أيريس العاصمة. وعليه، لا يزال أولوا قيمة مجهولة داخل بلاده. وفي تصريحات صحافية له الشهر الماضي، قال أولوا: «لم أرحل عن الأرجنتين بطريقة مثلى. في الواقع، لقد رحلت من الباب الخلفي، سعيًا لتحقيق النجاح في دوري الدرجة الثانية الإسباني».
في بلد ليونيل ميسي، يجري بيع الكثير من قمصان برشلونة في الشوارع، بينما تغيب قمصان ليستر سيتي. وقد يكون رئيس البلاد ماوريسيو ماكري - الذي ترأس نادي بوكا جونيورز خلال عقد التسعينات - غير مدرك أساسا لمشاركة مهاجم أرجنتيني في ملحمة فوز ليستر سيتي بالدوري الإنجليزي الممتاز. ورغم أن المواقع الإلكترونية تتناقل بالفعل أنباء الأهداف التي يسجلها وفوز ليستر سيتي بالدوري، فإن أحدًا لم يلمح إلى إمكانية انضمام أولوا لكوكبة النجوم اللامعين أمثال ليونيل ميسي وسيرخيو أغويرو في صفوف المنتخب الأرجنتيني. وقد تركزت أنظار وسائل الإعلام هنا أخيرًا على الخطاب المؤثر الذي وجهه كلاوديو رانييري إلى لاعبيه أكثر من اهتمامها بإنجازات أولوا.

الدنمارك: حفلة كريسماس في كوبنهاغن زادت شهرة الفريق

تطلب الأمر ملحمة أشبه بالقصص الخيالية ومشاركة حارس مرمى دنماركي بها بدور محوري كي يتزحزح كريستيان إريكسن عن عرشه كأفضل لاعب على مستوى الدنمارك - ولو قليلاً، حيث ذهبت واحدة من الجائزتين الرئيسيتين على مستوى البلاد لأفضل لاعب إلى آخر. على مدار ثلاث سنوات، تربع إريكسن بجدارة على عرش كرة القدم الدنماركية، لكن عام 2015 اقتنص كاسبر شمايكل واحدة من الجائزتين الرئيسيتين لأفضل لاعب بالبلاد. وكشف هذا الأمر عن تنامي شعبية شمايكل وبمعدل سريع.
وهناك دلائل أخرى تشير للأمر ذاته، منها عرض أشهر برنامج إخباري بالدنمارك، «21 سونداغ»، أخيرًا تقريرًا عن ليستر سيتي. يذكر أن البرنامج المذاع على «دنماركس راديو»، وهي قناة إذاعية عامة، يركز عادة على الصحافة الاستقصائية والأنباء السياسية الكبرى، لكن القائمين عليه شعروا أخيرا بأن مغامرة شمايكل الاستثنائية في صفوف ليستر سيتي جديرة بالتغطية. علاوة على ذلك، بعثت صحيفة «بي تي»، مراسلاً لها إلى مدينة ليستر ليبقى هناك أسبوعين، بحيث يكتب خلالهما مقالات عن النادي الإنجليزي، في وقت يبدي جميع أبناء الدنمارك تقريبًا - ما عدا مشجعي توتنهام - سعادتهم بما حققه ليستر سيتي بقيادة رانييري. وزادت شعبية الفريق باتخاذه قرار بالاحتفال بالكريسماس في ديسمبر (كانون الأول) في كوبنهاغن.

فرنسا: من الصادم أن أحدًا لم يلتفت إلى كانتي من قبل

الملاحظ أن دوري الدرجة الأولى الفرنسي المعروف اختصارًا باسم «ليغ 1» لا يحظى بالمكانة ذاتها داخل فرنسا التي يتمتع بها الدوري الإنجليزي الممتاز داخل إنجلترا. وعليه، ظل نيغولو كانتي بمثابة قيمة مجهولة بالنسبة للكثيرين من مشجعي كرة القدم الفرنسيين، وقت انتقاله إلى ليستر سيتي قادمًا من كاين بداية الموسم. ولم يبدأ الفرنسيون في الالتفات حقًا نحوه إلا بعدما نجح ليستر سيتي في ترسيخ مكانته في صدارة الدوري الإنجليزي واختيار كانتي في صفوف المنتخب الفرنسي. وبمرور الوقت، اجتذب كانتي مزيدًا من اهتمام وسائل الإعلام. من جانبه، قال خافيير غريفالين، مدير شؤون الكرة سابقا بنادي كاين، في تصريحات صحافية الشهر الماضي: «شاهدت الكثير من مباريات ليستر سيتي، ويبدو نيغولو كما كان مع كاين. ويكمن الاختلاف الوحيد في أنه يلعب الآن في الدوري الإنجليزي الممتاز. إنه لمن الصادم أن أحدًا لم يلتفت إليه من قبل. إن تفجر نجوميته لا يدهشني إطلاقًا».
على الجانب الآخر، لقيت مشاركة رياض محرز في قصة نجاح ليستر سيتي احتفاءً كبيرًا من جانب الجالية الجزائرية بفرنسا، مع انتشار صوره واسمه على نحو واضح في مناطق بعينها. وبطبيعة الحال، فاق الاهتمام الإعلامي بأخبار ليستر سيتي الآن ما كان في أي وقت مضى. وأبدت وسائل الإعلام الفرنسية اهتمامًا بالفريق الإنجليزي وأخباره فاقت اهتمامها بفوز يوفنتوس بالدوري الإيطالي الممتاز.

ألمانيا: احتفالات بنجاح هوث
داخل ألمانيا، يجري النظر منذ أمد بعيد إلى المدافع روبرت هوث المولود ببرلين بوصفه شخصًا محبوبًا غريب الأطوار. ورغم أنه ولد في برلين، لم يشارك هوث قط في الدوري المحلي، ويبدو اللاعب وكأنه ينتمي لحقبة أخرى رغم مشاركته في لحظة تحول كبرى بتاريخ الكرة الألمانية، ورغم كونه بطلاً في عيون الألمان، فإنهم ينظرون إليه باعتباره بطلاً مستوردًا من الخارج. ولا يزال الألمان يتذكرون الدور الذي اضطلع به هوث في ملحمة الفوز بكأس العالم عام 2006. ومع ذلك، سرعان ما تعرض للتجاهل لصالح لاعبين آخرين أكثر حيوية مثل ماتس هوملز وجيروم بواتينغ، حيث كانت مشاركته الأخيرة باسم بلاده في مباراة ودية من دون قيمة تذكر أمام الإمارات عام 2009، التي انتهت بفوز ألمانيا 7 أهداف مقابل هدفين.
وخلال مقابلة موسعة أجرتها معه مجلة «11 فروندي» أخيرًا، بدا أن اللاعب، الذي قضى قرابة نصف عمره في المملكة المتحدة، أصبح يشعر بالاغتراب داخل وطنه. المؤكد أن صعود ليستر سيتي أعاد هوث مجددًا للواجهة الوطنية، وإن كان لم يفلح حتى الآن في إعادته لصفوف الفريق الوطني. وفي أعقاب تعرض بواتينغ للإصابة في وقت سابق من العام، دعا 80 في المائة من مرتادي موقع «سبورت 1» الرياضي لعودة هوث، 31 عامًا، إلى الفريق الوطني للمشاركة في المسابقات الأوروبية. إلا أن المدرب يواخيم لوف سارع لدحض أي تكهنات بالإشارة إلى أنه يفضل أن يلعب فريقه في أعماق أبعد من تلك التي يلعب بها ليستر سيتي.

إيطاليا: عشق رانييري يجتاح الصفوف

أبدت وسائل الإعلام الإيطالية اهتمامًا بالغًا بقصة نجاح ليستر سيتي ومدربه الإيطالي كلاوديو رانييري، معربة عن شكرها لمدينة ليستر لكشفها جانب جديد لم يلحظه أحد من قبل في رانييري، فرغم أنه كان دومًا لطيف المعشر ومنكبًا على عمله، فإنه لم يبدُ من قبل بهذا القدر من السعادة. وكثيرًا ما كان يبدي رانييري توتره لأن عالم كرة القدم داخل إيطاليا من الصعب إرضاؤه. وقد تأثر الكثيرون برؤية الجانب الإنساني من شخصيته داخل ليستر سيتي. هنا في إيطاليا، اجتذب ليستر سيتي ذات القدر من الاهتمام الذي اجتذبته الأندية الإيطالية، من جانب وسائل الإعلام والمشجعين. ودائمًا ما تصدرت أخبار النادي الإنجليزي الصفحات الأولى من الصحف الكبرى، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي. ومن بين الأمثلة المثيرة على حجم الاهتمام الإيطالي بليستر أنه بإحدى مدارس مدينة بيرغامو ذهب جميع الطلاب الذكور في أحد الأيام للمدرسة مرتدين قمصان لاعبي ليستر سيتي، من فاردي حتى محرز. وكان الصبية قد اضطروا لشراء هذه القمصان بأسعار جنونية عبر موقع «إيباي» قبل ذلك بشهور، بعد أن وجدوا صعوبة في العثور على قمصان ليستر سيتي داخل إيطاليا.
داخل العاصمة روما التي ولد فيها رانييري، نفض بعض مشجعي نادي روما الغبار عن بعض اللافتات القديمة التي حملت اسم رانييري عندما كان يتولى تدريب الفريق، وذلك تأييدا له. ويبدي الجميع في روما احتفاءهم به، خصوصًا داخل الضاحية التي وُلِد وترعرع بها. والواضح أن مدرب ليستر سيتي ترك وراءه ذكريات رائعة في موطنه، فعلى سبيل المثال وصفه والتر فلتروني، عمدة روما السابق، الذي سبق أن التقاه رانييري أثناء عمل فلتروني صحافيًا لدى «كورييري ديلو سبورت»، بأنه «شخصية مذهلة!»، وظهرت منتديات عدة احتفاءً بليستر سيتي، منها ما جرى تنظيمه عبر «فيسبوك» وأخرى نظمت بميادين مدن متنوعة، من ميلانو إلى فلورنسا ابتهاجًا بفوزه ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز. وقررت إحدى مجموعات مشجعي ليستر سيتي من الإيطاليين تنظيم رحلة بالحافلات من إيطاليا إلى مدينة ليستر احتفالاً بفوز الفريق.

اليابان: أنظار الرأي العام تتجه نحو ليستر

تشتهر مدينة تاكارازوكا، التي تقع على بعد مسافة صغيرة بالسيارة عن مدينة كوبي بغرب اليابان، بمسرحها الذي ينتمي جميع العاملين به إلى النساء. أما الآن لعب أحد أبناء المدينة دورًا حيويًا في ملحمة قد تشكل كبرى الملاحم الرياضية في تاريخ الكرة الإنجليزية - شينجي أوكازاكي. وعندما أجرت «جيه سبورتس» استطلاعًا حول أي المباريات عليها إذاعتها يوميًا من مباريات الدوري الإنجليزي، جاء اسم ليستر سيتي على رأس القائمة المختارة. في البداية، بدا الاهتمام عرضيًا وسرعان ما سيخفت، مثلما سبق أن حدث مع مايا يوشيدا في ساوثهامبتون، ليعاود مشجعو الأندية الإنجليزي الخمس الكبار الاستمتاع بمشاهدة مباريات فرقهم المفضلة. إلا أنه بحلول نهاية الموسم، وجد اليابانيون أنفسهم منجذبين للبقاء مع ليستر سيتي ومتابعة ملحمته منذ يومها الأول حتى فصل النهاية العجيب. وألهمت قصة نجاح ليستر سيتي الحالمة العشرات من المقالات عبر وسائل الإعلام الرياضية المتخصصة. وفي بلاد لم تعرف كرة القدم للمحترفين إلا منذ 23 عامًا فقط ناضل الكتاب اليابانيون الرياضيون في محاولة لإيجاد عبارات مناسبة تشرح ضخامة الإنجاز الذي حققه ليستر سيتي.
ورغم أن التيار الرئيس من وسائل الإعلام يميل نحو التركيز على الأسماء الكبرى مثل النجم كيسوكي هوندا وإيه سي. ميلان، فإن أوكازاكي وليستر سيتي نجحا شيئًا فشيئًا في لفت أنظار الرأي العام الياباني نحوهما. ومن المتوقع أن يزداد الاهتمام الإعلامي بهما الآن بعد حصولهما رسميًا على البطولة.

تايلند: فاردي يظهر بمختلف أرجاء مطار بانكوك

يشتهر لاعبو ليستر سيتي في تايلند باسم «الثعالب السيامي»، وقد استضاف مالك النادي التايلندي فيتشاي سريفدانابرابا مجموعة من الرهبان البوذيين ووفر مصاريف انتقالهم إلى إنجلترا كي يباركوا الاستاد، الذي شهد كذلك رفع صور ملك تايلند. ولا تزال حمى ليستر سيتي مجتاحة لهذا البلد الواقع جنوب شرقي آسيا، ومن الصعب المرور عبر مطار بانكوك من دون رؤية وجه جيمي فاردي. يذكر أن مالك النادي يتولى إدارة شركة «كينغ باور» التي وضعت إعلانات فيديو داخل المطار يظهر بها فاردي وهو يتجول بأحد المتاجر داخل المطار لاختيار هدايا. وتبيع الشركة كذلك بطاقات تذكارية تحمل صور كاسبر شمايكل ورياض محرز. ويظهر على قناة «يوتيوب» الخاصة بالنادي والناطقة بالتايلندية شعار نادي ليستر سيتي وأسفله عبارة «فخر التايلنديين».
ومع ذلك، ورغم صعود ليستر سيتي المدوي، استمر الكثير من التايلنديين في تأييدهم لمانشستر يونايتيد وليفربول. إلا أن هذا لا يمنع وجود البعض ممن حولوا ولاءاتهم، وأصبحت الألوان المميزة لليستر سيتي أكثر شيوعًا على نحو متزايد بمختلف أرجاء العاصمة.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.